تغذية فروج اللحم في الاجواء الحارة BROILER FEEDING IN HOT CLIMATES

محمد علي مكي

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 23:48
المحور: الطب , والعلوم
    

— نظرا للتطور الكبير في صناعة الدواجن فأن جزءا كبيرا من من الانتاج العالمي يحـدث في المناطق الحارة ، وقد يمتد ليشمل الفترات الأكثر حرارة في السنة (اكثر من 30 درجة مئوية ) ، الامر الذي يهدد ربحية المربين ونوعية الانتاج وحيوية الطيور .
— ولكون فروج اللحم احد اكثر حلقات صناعة الدواجن انتشارا في العالم ، سنتناول في هذا العرض تغذية فروج اللحم في الاجواء الحارة والسبل الممكنة للتغلب على آثار الاجهاد والحفاظ على استثمارات المربي.
الإجهاد الحراري
حالة تصيب طيور الدواجن نتيجة ارتفاع حرارة الوسط المحيط المترافق مع زيادة الرطوبة النسبية ويؤدي إلى النفوق،فالحرارة المثالية المطلوبة للطيور المرباة ضمن الحظائر:
تتراوح بين 20 – 27 مْ مع رطوبة نسبية أقل من 50%0 فإذا ارتفعت درجة الحرارة المحيطة إلى فوق 35 مْ فإن عوارض الإجهاد الحراري تبدأ بالظهور يتم بشكل عام تنظيم تفاعلات الإجهاد لضمان الإتزان البدني . ومع هذا ، وفي كثير من الأحيان ، تحوي هذه التفاعلات عناصر لها القدرة على إنتاج تغيرات في العضوية التي ربما تتدخل في قدرة الحيوان على النمو والتناسل
شكل يوضح المنطقة الحرارية المحايدة للدواجن

—
— الدجاج بخلاف الحيوانات الأخرى ليس له غدد عرقية للتخلص من الحرارة الزائدة ولضبط درجة حرارة الجسم يتم تنظيم درجة حرارة الجسم بأربعة طرق:
— الإشعاع RADIATIONمن سطح الجلد عبر الهواء لأجسام أخرى
— التوصيل CONDUCTINGويتم بين جسم الدجاجة وأي جسم بارد آخر كالقفص أو خلافه
الحمل الحراري (convection)

– وعندما تكون درجة الحرارة بين 28- 30 درجة مئوية فإن هذه الطرق الثلاثة كافية للتخلص من الحرارة الزائدة ، ولكن كلما ارتفعت درجة حرارة المسكن عن 35 درجة واقتربت من درجة حرارة جسم الطائر (41 درجة مئوية) فإن هذه الطرق تصبح غير فعالة لذلك تلجأ الطيور لطريقة التبخير الحراري للتخلص من الحرارة الزائدة وهذه الطريقة تعتمد على تبخير الماء من الجهاز التنفسي عن طريق اللهث (تبخير 1 غرام من الماء يستنزف 540 كالوري من الطاقة الحافظة).
– مما يرفع حاجة الطيور الى صرف طاقة اكبر لابقاء درجة حرارة الجسم عند 41-42 درجة مئوية وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 42 درجة تبدأ حالات الهلاك بالظهور.
– خلال فترات الاجهاد الحراري على الفروج القيام بالعديد من التكيفات لغرض الحفاظ على حياته ما يؤدي الى عدم إظهار القدرة الوراثية لفروج اللحم بشكل كامل.

— ومن المعروف بأن ارتفاع درجة حرارة البيئة تسبب هذه الأنواع من التغيرات الصعبة والتي أصبحت تمثل تحدياً لاخصائي التغذية والفسلجة . ونلاحظ أن الطيور تبدأ باللهاث وهذه الطريقة الوحيدة أمامها للتخلص من الحرارة الزائدة في جسمها كون أجسامها لا تحتوي غدداً عرقية و95% من جسمها مغطى بالريش إضافة إلى أن جلد الطيور يحتوي على طبقة دهنية0
هذه العوامل مجتمعة تشكل إعاقة تحول دون تمكن الطيور التخلص من الحرارة الزائدة وخاصة إذا ترافقت الحرارة المرتفعة مع رطوبة نسبية عالية تصل إلى 100% حيث تفشل عملية اللهاث التي تقوم بها الطيور للتخلص من الحرارة الزائدة وهذا ما يؤدي إلى النفوق المؤكد للطيور الكبيرة المسمنة
— والعلاقة التالية تظهر ذلك :
- حرارة عالية + رطوبة 100% = نفوق
- حرارة عالية + رطوبة 50% = اللهاث الرطب يحمل الحرارة الزائدة إلى خارج الجسم فينظم درجة حرارة جسم الطيور
ومن أجل حصول منتجي الدواجن على أفضل عائد لاستثمارهم ، فإنهم يجب أن يفهموا أولاً ويمارسوا الإجراءات العملية الفعالة لإدارة الإجهاد بشكل فاعل.
— تطبيق مثل هذه الإجراءات يتطلب منهم فهم الاحتياجات الغذائية للطير تحت ظروف الإجهاد .
— إن وضع الاحتياجات الغذائية للدواجن ، مثل الأنواع الحيوانية الأخرى ، تم إجراؤه في بيئة حرارية خالية من تفاوت كبير في درجات الحرارة ( برودة أو حرارة كبيرة ) . ولكن في الحقل ( فعلياً ) فإن الظروف البيئية في العديد من الحالات تكون أقل من مثالية وهذا يؤدي إلى كفاءة إنتاجية للحيوان أقل مما هي عليه إمكانيته الوراثية .
—
الاستجابة الفسيولوجية للإجهاد الحراري
— يزداد احتمال تأثير الإجهاد الحراري على الجسم بشكل كبير عندما تتعرض الدواجن إلى ظروف بيئية محيطية ذات درجة حرارة عالية ورطوبة نسبية عالية معاً. بالإضافة لذلك فإن التغيرات الفيسيولوجية والسلوكية الحاصلة للدواجن للتكيف والتي تحصل نتيجة للظروف البيئة الخارجية ، تؤثر على كمية المكونات الغذائية المتناولة و الايض ، مستوى الإنتاج ، وعلى فعالية استخدام الغذاء .
— وكجزء من آلية التكيف الفسيولوجي ، فإن الدواجن المجهدة حراريا سوف تغير سلوكياتها كي تستعيد التوازن الحراري مع المحيط .حيث تميل إلى الاستراحة و يجثم بعضها قرب الجدران والمناهل وتكون أجنحتها مهدلة ومفتوحة إلى خارج الجسم لغرض تبريده.
— يقل توارد الدم إلى أجزاء معينة داخل الجسم مثل الكبد والكلية والأمعاء ليتحول إلى الأوعية الدموية والأنسجة الطرفية (الجلد) لتسهيل فقد الحرارة .
— وتزيد الطيور معدل سرعة التنفس وصولا الى حالة اللهاث panting ، حيث يتم فقدان الحرارة الزائدة بالجسم عن طريق تبديدها بالتبخر .
تحتاج عملية التبخر باللهاث إلى زيادة نشاط العضلات مما يزيد الاحتياج إلى الطاقة الأمر الذي يتعارض مع الإجهاد الحراري لذا فأن انخفاض كفاءة الطاقة يكون مصاحبا للطقس الحار. ويمكن للهاث إزالة 540 كالوري لكل غم ماء يفقد من الرئتين
— تقلل كمية العلف المتناول بنسبة تصل إلى 48% . هذا الانخفاض في كمية العلف المتناول تؤدي إلى انخفاض في كمية المكونات الغذائية المتوفرة وبالتالي يحدث انخفاض في ايض لطائر . الانخفاض في استهلاك كامل العليقة يعني انخفاض في كمية الطاقة المتناولة ، البروتين والمكونات الغذائية الأخرى ، والتي يمكن أن تكون السبب في انخفاض الإنتاج الذي يلاحظ عادة خلال الإجهاد الحراري .
— ويعد الانخفاض الحاصل في كمية الطاقة المتناولة هو المسئول عن انخفاض معدل النمو المثالي المترافق مع الإجهاد الحراري . لذلك من المعقول توقع إجراء محاولات لزيادة كمية الطاقة المتناولة إلى مستوى قريب أو مطابق للمستوى الذي تم الحصول عليه في البيئة الحرارية المعتدلة .
الأثر الفسيولوجي للهاث
— من خلال الدور الذي يلعبه اللهاث في التخفيف من اثر الحرارة على جسم الطائر ، فأنه في الوقت ذاته ينتج حرارة (كونه جهد فسلجي )علاوة على فقدان كميات كبيرة من الماء عن طريق التبخر مما يقلل مستواه داخل الجسم.
— كما يرفع اللهاث القلوية التنفسية كون الطائر ينتج كميات كبيرة من غاز CO2 بالتنفس ، مما يؤدي الى زيادة قلوية سوائل الجسم مسببة اخراج كميات كبيرة من العناصر المعدنية وبالاخص البوتاسيوم.
— بالاضافة الى تأثيره على PH الجسم الامر الذي يؤدي الى التأثير على التوازن الداخلي للجسم.

#محمد_علي_مكي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل