أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غياث نعيسة - النظام السوري : استراتيجية البقاء














المزيد.....

النظام السوري : استراتيجية البقاء


غياث نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 07:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تقوم الطغمة الحاكمة الدكتاتورية و منذ اكثر من شهر و بسباق مع الزمن باقتحام و اجتياح وحشي للعديد من المدن السورية ، أخرها ما تشهده مدينة اللاذقية ،التي تشهد نهوضا جماهيريا ملحوظا ، و تقوم بالقتل و الخطف والاعتقال الواسع و الهدم و التدمير للمنازل والابنية فيها ، انها تشن حربا حقيقية ضد الشعب الاعزل في المدن السورية تستخدم فيها قوى الجيش و قوات الامن و جحافل الفاشيين من الشبيحة و لا تتردد باستخدام الاسلحة الحربية الثقيلة ، لماذا؟ هل فقط لأن هذه الطغمة تنتشي بمظاهر القتل و الدم و التنكيل بشعبها؟
اننا نعتقد كاحتمال لفهم استراتيجية السلطة في البقاء(بين احتمالات أخرى) له مؤشراته العملية ان السلطة الدكتاتورية تسابق الزمن في محاولة منها لسحق الانتفاضة الشعبية السلمية او قصم ظهرها، او على الاقل تقليص حجمها و زخمها الثوريين ، و تعتقد الطغمة الحاكمة انها بذلك تستطيع ان تستعيد من الجماهير المنتفضة زمام المبادرة لتفرض عليها وتيرتها و زمنها هي و ليس وتيرة وزمن السيرورة الثورية . بحيث ان تحقق لها ذلك ، فإنها تعتقد ان بقاء بعض التحركات الاحتجاجية لن تكون، في هذه الحالة، الا ضعيفة و محدودة يمكنها من التعامل معها بسهولة فارضة عليها حالة من اللهاث الدائم و المنهك للإفلات من ضربات اجهزة القمع.
من هنا نعتقد ان هذا هو سبب المهلة التي طلبتها السلطة السورية من الحكومة التركية- ومن ورائها الحكومة الامريكية و حلفائها العرب والاقليميين- هذه المهلة تسمح لها بمفاقمة وحشية قمعها و اجتياحها للمدن السورية. ولكن الشق الثاني من هذه الصفقة بين النظام ، من جهة والحكومة التركية و من ورائها ، من جهة اخرى ،هو التزام السلطة السورية الحاكمة بفتح حوار مع المعارضة او اطراف منها لإشراكها بإدخال "اصلاحات" سريعة. و في هذه الحالة فان السلطة تكون بموقع القوة المفرطة بحيث تسمح لنفسها بترف دعوة عدد من اطراف المعارضة السورية -الذين يصرخون اليوم لفظيا ، و بعضهم بخجل بدعم الانتفاضة - للحوار و المشاركة "الوهمية " في الحكومة او غير ذلك من المشاركات. و نعتقد ان بعض هذه الاطراف المعارضة تنتظر هذه الدعوة بفارغ الصبر و تعد نفسها لها.
و لكن الثورات ليست معادلات حسابية بسيطة، انها معادلات كيميائية و جبرية معقدة. فالجماهير السورية استعادت وعيها بقدرتها و بذاتها وطاقاتها الهائلة و قدمت غالي التضحيات من اجل الظفر بحريتها و اكتسبت خبرات كانت بحاجة الى عقود من الزمن لاكتسابها وهي لن تركع او تركن او تحيد عن نضالها مع اجل اسقاط الدكتاتورية مهما غلت الاثمان، كما ان قدرة النظام الاستبدادي و الشمولي على مواصلة هيمنته على المجتمع قد انكسرت الى غير رجعة و اصيب في الصميم و اصبح، رغم وحشيته الفظة ، اكثر ضعفا مما كان عليه بكثير، و لم يحصل هذا الضعف او الانكسار في النظام بفضل دعم اقليمي او دولي لكفاح الجماهير السورية ابدا ، على العكس فان ثورة شعبنا بقيت - و ما تزال -منذ بدايتها و حيدة في مواجهة الة القمع الدكتاتورية، و لم نسمع احتجاجات و لو لفظية على سلوك النظام من حكومات الدول العربية او تركيا او امريكا الا بعد ان سالت انهار من دماء المتظاهرين السلميين ، بل و تقدم هذه القوى للنظام ، بكل رياء و خبث، فرصة "اخيرة" له للاستمرار و البقاء على حساب تضحيات شعبنا.
لن يطول انتظارنا لليوم الذي ستنزل فيه جماهير العمال و الشرائح الاجتماعية المنتجة و المأجورة الى ساحة الثورة و عندها ستكون اللحظة الحاسمة فيها لتعلن نهاية نظام دكتاتوري دموي مجرم انتهى زمانه و عصره.
آن الاوان لبناء هيئات شعبية ثورية بديلة على ارض النضال مثل هيئات المصانع و اماكن العمل و الاحياء وصولا الى اقامة مجلس تأسيسي شعبي . و بالأخص اصبح لازما اقامة ائتلاف لقوى الثورة الفعلية على ارض الواقع من اجل توحيد صفوف الثائرين ضد الدكتاتورية من اجل سورية حرة و مستقلة تقوم على الديمقراطية و المساواة و العدالة الاجتماعية، مما يعني الحاجة الملحة لتوحيد اليسار الثوري الملتزم و المنخرط في الانتفاضة لرفع سوية تأثيره و دوره في السيرورة الثورية الجارية في سوريا.



#غياث_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الموقف من التدخل الخارجي في سوريا
- سوريا: ثورة جارية
- سورية : انها ساعة الحقيقة
- الى الحاكم العربي..... ارحل
- الفهم الماركسي للامبريالية اليوم
- في اشكالية مفهوم الدولة...-المدنية الحديثة-
- التنوير: قراءة اشتراكية
- اليسار ، في التجربة والآفاق
- الموقف الماركسي من -الظاهرة- الدينية
- فلسطين .. الى أين؟ نهاية مشروع -الدولتين-
- الاشتراكية أو البربرية ، دفاعا عن الماركسية الثورية
- انتصار أوباما ، التقاط للمزاج العام الداعي لتغيير حقيقي - ال ...
- على طريق الحل الاشتراكي للقضية الفلسطينية
- بعض ملامح الصراع الطبقي في سورية
- اليسار و اشكاليات المعارضة السورية
- من اجل حريتكم وحريتنا .. في سوريا
- الأزمة والنضالات الجماهيرية الناهضة في سوريا
- اليسار وحركة مناهضة العولمة الرأسمالية - تحديات وافاق
- سوريا : الثمار المرة للسياسات الليبرالية
- دراسة حول (الماركسية و - قاطرات التاريخ - ) -الجزء الاول


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غياث نعيسة - النظام السوري : استراتيجية البقاء