فتوى غريبة بجواز أكل لحم الجان

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 13:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

العقلية العربية ما زالت عقلية لم ترتقي إلى مستوى العلمية , فإنها لا تمتلك القدرات الذهنية الاستيعابية والإدراكية والموضوعية , وعناصر الوعي المنطقي والتفاعل معه واستيعابة , لذا تجد معظم الحوارات والنقاشات تدور حول العقلية الغيبية والغبية , ولا تستوعب أعلى مستوى من الفكر, إذ يعتبر الفكر الديني والخرافة والمقدس المسيطرة على الشخصية العربية الإسلامية.
ما زالت الخرافة في المجتمعات العربية التي تبعث على السخرية والاستغراب , فقد أثار الداعية الاسلامي المصري محمد الزغبي فتوى أطلقها عبر حوار تلفزيوني , أكد فيها على جواز أكل لحم الجان , وقد ذكرت صحيفة عكاظ الالكترونية هذه الفتوى في عددها 3673 في 8 يوليو 2011 , مستنداً على إن الإبل خلقت من الجان وعلية فإنه يجوز أكلهٌ , أي هل سابقاً لا يجوز أكل الإبل وفي هذه الفتوى الشهيرة أجاز هذا الداعية الغضنفر أكل الإبل , وقد ذهب بعض الأغبياء من أهل العلوم الإسلامية في أن الإبل خلقت من الجان يا سلام, كما أكد الدكتور عبد المحسن العبيكات مستشار الديوان الملكي السعودي إن الرسول (ص) بين لنا في حديث أن الإبل خلقت من الجان , وعلل سبب الوضوء من لحم الإبل نتيجة الغضب الذي يعتري الإنسان بعد أكله , ولهذا أمر (ص) بالوضوء عند الغضب لا لنجاستها كما يدعي البعض , وآخر يدعي إن الجان تتشكل على ثلاث أنواع : القط والأفعى والكلب, وآخر يدعي بجواز أكل الذباب إذا سقط في إناء وآخر يدعي إن اخواننا الأكراد من أصول الجان , لقد افترى الكثير على رسول الله (ص) باحاديث بمنتهى السخافة وأصبح العالم الغربي يستخف بأحاديث المسلمين وبفتاوى رجال الدين الذي لا يردعهم رادع , أو لا يرد عليهم عالم ما, مما زادوا بفتاوى تضحك منها الاطفال , لا يجوز زواج الرجل المدخن من المرأة المسلمة , ولا يجوز بقاء الأب مع ابنته في بيت واحد خوفاً على البنت من أبيها , وآخر يجوز التدخين في شهر رمضان وآخر يجوز لمس أو تقبيل أو تفخيذ الطفلة دون سن التاسعة وحتى الرضيعة , والله لقد اضحكتم علينا الأمم الأخرى , بدل هذه الترهات وجهوا الشباب للامتناع من تناول الحشيشة والمخدرات وضياع الوقت بالغيبة والنميمة ,والامتناع عن التزوير ومحاربة الفساد المالي والاداري والدعوة لتنظيف مدننا من النفايات ومحبة الآخرين وحب لأخيك ما تحب لنفسك , وغيرها من وصايا الرسول التي تدعوا لبناء المجتمعات, ولكن البطاله المقنعة المستشرية بين رجال الدين وتلاميذ جامعاتهم الاسلامية , الاهتمام بالدرس وترك الشارع تعج فيه الرذيلة .
هذه الفتاوى يتأكد لنا مدى النقص في العقلية الإسلامية , ومن رجالاتها الذين يدعون العلمية , الحياة في حالة تطور والبلاد العربية تهتم بهذه الخزعبلات و الترهات , العالم الأوربي في كل دقيقة يخترع جهاز ما لخدمة المجالات التعليمية أو الصحية أو الزراعية أو لزيادة الانتاج , والعالم الاسلامي يزيد من فتاوى القتل واقصاء الآخر ويدعم مصانع انتاج الفتاوى التكفيرية والطائفية , وتقاسم السلطات حسب المحاصصة والأثنية لسرقة المال العام ودعم الفاسدين والمزورين , لو قارنا العقلية العربية المسلمة والعقلية الأوربية العلمانية التي دعت منذ أكثر من مئة عام لفصل المؤسسات الدينية عن المؤسسات المدنية , لكي ترتقي الشعوب نحو الأفضل والأحسن.
لذا نجد بان ارتباط العربي ببعض الخرافات والخزعبلات ويتمسك بها كونها صدرت عن رجل دين أو داعية ما , ويقدس هذه الفتاوى ويعتبرها أعلى من أي ارتباط أو فهم علمي لقناعات ما , ورغم استيعابه وفهمه في الكثير من الأحيان لمناهج ومباديء أرقى من الإسلام , الدين الإسلامي يمثل في الوقت الحالي السلطة والثروة أربعة عشر قرناُ من الزمن , وأصبح ذهنية الإنسان الذي يعيش بكنفه قناعة تامة بأن الإسلام هو سر وجود واستمرارية هذا الوجود ,وهو الحاكم والولي والراعي والحامي , والمسيطر والمربي ومصدر الرزق وسبب الحياة, مما ابتعد الإنسان عن العمل والاخلاص فيه والتمسك بالمباديء الإنسانية , بسبب قناعاته بأن تمسكهُ أو تقليده لرجل الدين هو الخلاص في الدنيا والآخرة .

#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل