خسرو ئاكره يي
الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 17:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يختلف الاثنان على لزوم التقدير والاحترام الذي ينبغي ان يرافق الساعات الاخيرة لأيداع الاموات بل والشهداء منهم الى مثواهم الاخير للذي يغادربيننا حيث اللحظات الاخيرة التي تنتهي بها العلاقة بينه وبين اهله وذويه واقاربه واصحابه وصلته بهذه الحياة ويلتحق بالاخرة الابدية وهذا التقدير منشأئه مرورالبشرية جمعاء بنفس اللحظات حيث ليس هناك انسان تنقذه قوة تذكر في هذا الوجود من هذا الموقف فلا ماله ولا سلطته ولا جاهه ولا اجهزته القمعية من الشبيحة وغيرهم ، وان اختلفت مراسيم التوديع بين هذا وذاك . ومن هذا المنطلق لا بد ان يحترم ويقدر بل ويقدس تلك اللحظات بخشوع واحترام اذا ما علمنا بأن معانات الانسان في هذه الحياة ومسيرتها ومن مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد اثقلت كاهل المستضعفين في الارض من قسوتها وقسوة السلطات الجائرة التي تخضع لها الاحياء قبل رحيلهم عليه يلزم بدلا" من التنكيل بجثثهم الترحم على ارواحهم حيث الانسان يختلف عن الكائنات الاخرى نسبة الى الشعور بما يقع عليه عيناه والتمييز بين الحق والباطل وبين الخطأ والصواب .
نشرشريط للفديو تقشعر منه الابدان من ممارسة ازلام النظام السوري وهي صورة مرعبة في منتهى الوحشية وخروج عن كل القييم والاعراف السماوية والقوانين الوضعية نسبة الى حقوق الانسان وحرياته الاساسية ، قد يكون الاسباب بلا شك من معارضة تلك المفقودين لحياتهم سياسات السلطة وممارساتها القمعية بحقهم والاخرين ولا يقبل الشك من خلال رؤية المنتفضين ضد النظام وخروجهم الى الشوارع بصدور عارية في مواجهة الماكنة العسكرية للنظام الاستبدادي وشعارهم (الشعب يريد اسقاط النظام) قد يظهر هنا من يقول وخاصة من ازلام البعث والمتعاطفين معه ويدعي عن انكاره للجريمة .
نقول لهم الذي شاهد ووقع عليه ارهاب البعث في العراق لا يقبل بالشك في الامر فأن هذا الذي تسرب الى العالم جزء يسير مما تقوم بها الاجهزة القمعية للسلطات الاستبدادية بحق معارضيها على سبيل المثال لو قلنا في حينه بأن ازلام البعث في العراق يدفنون الكرد وغيرهم في المقابر الجماعية وهم احياء او يرمون المختلفين معهم في احواض الحامض المركز أو يجعلون منهم فريسة للاسود والنموربعد تجويعهم وهم احياء او يضعونهم في المثرمة البشرية لظهر من كفر بالامر من ازلام السلطة الى انه تبين للعالم كل تلك الاحداث بقرائن وحقائق دامغة لا تقبل الشك عن قيام النظام الساقط بكل تلك الممارسات الارهابية البشعة بحق المعارضين له بعد سقوطه ، ولا يختلف معه النظام السوري من حيث التعامل مع معارضيه فكلاهما من نبع واحد فاسد ملوث موبؤ بالامراض الاجتماعية القاتلة من حيث الفلسفة ودعوتهم الى قيادة ما يسمونها بالامة والاستبداد في السلطة تحت شعارات واهية لا صلة لها بالحقيقة والواقع ولا مناخ للتطبيق يلائم تلك الشعارات ومنذ عقود من الزمن فليس هي سوى للمتاجرة والتي لم تجد لها اذانا" صاغية على المستوى العربي حكومة وشعبا" وشعارهم (امــــــــــــه عربية واحدة ذات رسالة خالدة) جعلوا منه ذريعة لأباحة كافة الممارسات القمعية بحق المختلفين معهم من القوميات والاقليات والطوائف الاخرى ، وليس هناك ما يدحض هذه الحقائق فالساحة السورية تشهد على ذلك حيث بلغت عدد الضحايا من المنتفصين حتى الان الالاف وبسلاح ازلامه وما تسمى بالشبيحة وبأمر منه وحاشيته المقربين كما كان الحال بالنسبة للعراقيين من سلطة البعث البائد ؟
الا يحق للانسان ان يسأل هؤلاء وغيرهم من اين لكم شرعية السلطة في ادارة البلد وقيادته اليست من صوت الشعب ؟ أو وجدتموه في كتب مقدسة لا يجوز الحديث عنها ؟ او بأنقلابات عسكرية دموية لذلك لا تبالون بسفك دماء الابرياء خدمة للبقاء في السلطة ؟ وهل هناك وطنية دون ان يكون هناك شعب او امة تعيش على بقعة من الارض تسمى بالوطن وبحدود جغرافية واضحة المعالم ؟ وهل دون تلك الامة او الشعب يدون اسم بقعة من الارض بالوطن الفلاني ثم وطن من ؟ اذا" لا بد وان تكون تلك السلطة وشرعيتها مكتسبة من ارادة الشعب وهي تتحمل مسؤولية الدفاع عنه وعن حقوقه وحرياته الاساسية مقابل اكتساب الحكومة لتلك الشرعية ومن دون تأمين تلك الحقوق والحريات تخرج السلطة عن المسؤولية تلك ولا تبقى لتلك الشرعية قيمة تذكر ولا وزنا" في سدة الحكم بل تصبح بلا شك سلطة جائرة ومحاربة لتلك الحقوق والحريات ومن هنا يجب ازاحتها قبل ان تحقق لها بناء الاجهزة القمعية وتشكيل الميليشيات التي تدعمها ومن ثم البدء بقيام الانظمة الدكتاتورية كما رأينا و نرى اليوم من قيام تلك الانظمة في مختلف الدول التي تسمى بالعالم الثالث والتي لا تمد بصلة الى مفهوم الدفاع عن حقوق وحريات ابناء الشعب الخاضعين لسلطاتهم أكثر من دفاعهم عن مصالحم وذويهم وحاشيتهم .
فاليوم نداءات ابناء الشعب السوري تنطلق وتعانق السماء بدعواتهم التي لا تكتنفها الغموض برحيل السلطة واسقاط النظام وهذا امر جدا" طبيعي في البلدان المتحضرة فلا يمكن القبول بسلطة تتربع على العرش على حساب دماء ابناء الشعب ، ولا يمكن القبول به من قبل المجتمع الدولي الذي اقر الحقوق والحريات الاساسية للمواطن ولا يمكن للمنظمات الانسانية والجمعيات المدافعة عن حقوق الانسان بما فيها الرسمية على المستوى الدولي كالامم المتحدة ومجلس الامن القبول بأؤلائك الانظمة الارهابية بحق الخاضعين لسلطاتهم والتعامل معهم بتلك الممارسات القمعية وبهذا الشكل يفقد النظام شرعيته ، وقبل السقوط يجب على المجتمع الدولي التعامل معه من زاوية خروجه عن الالتزامات الدولية نسبة الى الحقوق والحريات وابسط العقوبات الملزمة بفرضها على الانظمة القمعية تلك على المستوى الدولي يجب عزله تماما" بفرض عدم التعامل معه من كل النواحي وعلى مستوى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والسياسية ، وهنا يبين للرأي العام وحدة الانظمة الشوفينية المستبدة بالحكم من الذين يواصلون التعامل مع تلك الانظمة .
ومن مجموع الاحداث التي تمر بها سوريا كما يراه العالم بقيادة أسد الابن لم يعد يصلح لرئاسة البلد وقيادة السلطة فلقد اكمل ازلامه كافة الاسباب المقرونة بالحقائق التي تقوده الى قفص الاتهام للمثول امام القضاء العادل وبقرائن دامغة لاتقبل الشك ولا يمكن ان تنقذه هيئة الدفاع فلقد تجاوز عدد الشهداء الالفيين وبالاسلحة الثقيلة والشريط الذي تم نشره يعلن للعالم وحشية الممارسة في القيادة وادارة السلطة من اجل البقاء عن كيفية التعامل مع الاموات ورمي جثثهم في البحر وهو دليل يثبت ارتكاب الجرم الجنائية بحق المواطنين بشكل عام ويعبد الطريق امام الحبل لكي يلف عنقه وازلامه فلم يبقى امام الرئيس وسلطته مجال في خلق الاعذار بعدم معرفته بما يحدث وبلا شك سوف يظهر خلال التحقيقات مع المجرمين بانهم كانوا يلقون الاوامرمنه وهنا يحق عليه القول (وشهد شاهد من اهله) فلم يبقى له مكانة لا في الداخل ولا لدى المجتمع الدولي الذي نادت وتناديه بالقيام بالاصلاحات والكف عن سفك دماء الابرياء والالتزام بقراراته بضرورة تأمين حقوق الانسان وحرياته الاساسية والدفاع عنها فلا يجد نفعا" ما يقوم بها الاجهزة الاعلامية التي تبث بين حين والاخر وتعزف على وتر الاصلاح بالاشادة ببعض القرارات التي يصدرها الرئيس والتي لا تمد بصلة تذكر بالحقوق والحريات الاساسية العامة ، فلقد ضاقت بك الارض قد يكون هناك في طهران دعوة الترحيب بك ولكن سوف تلحق طهران بدمشق من الدعوة الى التغيير فلا اجد مبررا" للرحيل بل الافضل والاجدر بك ان تقبل بدعوة ومطاليب الشعب وتقف امام قضاء عادل كما وقف امامه صاحبك مبارك وولديه فأما (مذنب او بريء) عندما تثبت برائتك واما تثبت عليك التهم في الدعاوى المرفوعة ضدك من قبل الشعب وذوي الشهداء وتعرض القضاء عليك الشريط الذي يظهر وازلامك يرمون بالجثث في البحر فهذه نهاية كل جبار عنيد وكل خائن عتيد وكل سارق لثروات الشعب السحيق من سلطتكم التي لا ترحم ولا تعير للانسان قيمة وحرمة حتى بعد فراقه الحياة وسوف يرفع في حينه الغطاء عن ما قمتم به من خرق للحقوق والحريات كما ظهرت الادلة للذين سبقوك بالوقوف في قفص الاتهام . اذهب ايها القارئ العزيز الى http://www.youtube.com/watch?v=kALL6d2dBbc لمشاهدة الصورة المروعة لممارسات ازلام البعث الفاشي في سوريا وفي شهر رمضان المبارك .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟