أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محسن شحاتة - مواطن و مجتمع و دولة و مرجعية دينية














المزيد.....

مواطن و مجتمع و دولة و مرجعية دينية


محسن شحاتة

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 16:34
المحور: المجتمع المدني
    


أن يكون للمواطن مرجعية دينية أمر طبيعي. و ينطبق هذا على الأغلبية العظمى من شعبنا الطيب. هذه المرجعية الدينية هي التي توفر لكل منا الحافز لكي يفعل الخير حتى لو لم تكن له منفعة مادية مباشرة و الرادع عن فعل الشر حتى لو أمكنه الإفلات من العقاب الدنيوي المترتب عليه.

تقدم هذه المرجعية للمواطن (كودا سلوكيا) متفقا عليه بينه وبين باقي أفراد المجتمع يجعل التعامل بينهم ممكنا و يحمي حقوق الضعفاء في المجتمع في الأحوال التي تعجز فيها الدولة عن توفير تلك الحماية إما نتيجة لضعف الدولة و قلة إمكانياتها أو نتيجة لأن مجال التعامل يقع خارج إطار عمل قوانين و مؤسسات الدولة.

كما تمثل المرجعية الدينية للمواطنين بيئة ثقافية تجمع بينهم و تعطي للمجتمع ككل هوية ثقافية تميزه عن غيره من المجتمعات.

يظل المواطن حرا في اختيار مرجعيته الدينية و في الغالب سوف يختار المرجعية التي تتوافق مع هوية المجتمع الذي يعيش فيه. ولكن إن إختار المواطن مرجعية مختلفة فإن المجتمع قد يحاول أن يفرض هويته على المواطن فيسلب حريته في إختيار مرجعيته و يمنعه من أن يعلن عن تلك المرجعية دون أن يفقد حقوقه كمواطن في الدولة التي يعيش فيها ثمنا لهذا الإعلان.

من المفيد أن نلاحظ أن اختلاف المرجعية الدينية لا يعني بالضرورة اختلاف الدين بل قد يكون اختلافا في المذهب او الفهم داخل نفس الدين.

عندما يختل ميزان القوى بين المجتمع و المواطن : هنا تتدخل الدولة لضبط هذا الميزان فتحفظ للمواطن حقوقه و أهمها حقه في إختيار مرجعيته الدينية و كذلك تحمي المجتمع من النتائج المحتملة لشطط بعض مواطنيه إن أرادوا ان يعلنوا عن اختلافهم مع مجتمعهم بطرق مستفزة تهدد إستقراره و سلامه الإجتماعي.

فقط الدولة المدنية , التي يكون الدستور - الحامي لحقوق المواطن - هو مرجعيتها , هي التي تستطيع أن تضبط العلاقة بين المواطن والمجتمع. لأنه لو أن هذه الدولة لها مرجعية دينية تكون هي نفس هوية المجتمع فإن النتيجة الحتمية هي الإختلال الشديد في ميزان القوى بين المواطن والمجتمع لصالح المجتمع و سوف يكون المواطن المختلف مقهورا و محروما من حرية الإختيار تلك الحرية التي أرادها له خالقه سبحانه و تعالى. و هذه الحرية في الإختيار هي التي تتيح للمواطن ان يمارس دينه بإخلاص متجرد لا يخالطه نفاق للمجتمع بإظهار توافقه مع المجتمع القاهر الذي يعيش فيه على حساب علاقته مع ربه.

نعم إن للمواطن مرجعيته الدينية التي يختارها بحريته و للمجتمع هويته الثقافية المميزة التي تشكلها المرجعية الدينية لأغلبية أفراده مع تأثير للمرجعيات الدينية لأقلياته.

أما الدولة (القوانين والمؤسسات) فهي غير المواطن و غير المجتمع و يلزمها أن تكون دولة مدنية مرجعيتها الدستور الذي يتوافق عليه المواطنون أغلبية و أقليات و يحمي حقوقهم جميعا بعد أن يساوي بينها دون النظر إلى مرجعية كل منهم الدينية.

الدولة تكون فقط مدنية دستورية دون مرجعية دينية كالتي للافراد والمجتمع.



#محسن_شحاتة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر: النزول قبل الصعود
- الإخوان والليبراليون : الأخبار السيئة
- مسلم و ليبرالي رغم أنف المحلاوي
- الخواطر الشاهينية في شئون المليونية
- أخطر رجل في مصر
- الشقيقة الكبرى قطر و سياسة الفنكوش
- شماعة الثورة المضادة
- هل نحتاج إلى كيان ليبرالي جديد؟
- الحفاظ على الدولة مقدم على إصلاحها
- بلاغ إلى معالي النائب العام المصري
- الرئيس الأبكم
- الرئيس مبارك يضيع وقته و وقتنا
- هل الاقباط الليبراليون مستعدون لدفع الثمن ؟
- أيمن نور و الزعيم عندما يصبح عبئاً
- أقباط مصر: تكلموا و نحن نستمع
- من الكواكبي إلى الشعراوي...سيراً إلى الوراء
- المنطق في شروط البرادعي


المزيد.....




- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محسن شحاتة - مواطن و مجتمع و دولة و مرجعية دينية