لماذا انا حر مستقل بطبيعتي ؟

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 14:47
المحور: المجتمع المدني
    

انا لا يهمني راي الاخر بتصرفي وسلوكي ومنهجي وطريقة حياتي وخصوصياتي
ومهما كانت صفة هذا الاخر حتى لو كانت شريكة حياتي وان لم يعجبها لنطلق ويذهب كل الى حاله
سر سعادتي بالحياة ان اعيش حرا مستقلا احيى حياتي كاملة دون تحديدات وتقييدات وتعقيدات وفروضات وواجبات من اجل ارضاء الغير
يكفيني انني ارضي نفسي وضميري ووجداني وذاتي فانا اعيش لنفسي ولا اعيش لغيري
خصوصياتي ليست موضع نقاش مع الاخر وليست موضوع رضى او رغبة او استحسان ما دمت انا اخترتها ورضيت بها برغبتي وارادتي
الدين والمبدأ والمنهج والعقيدة وفلسفة الحياة واسلوب المعيشة والسلوك الاجتماعي هذه كلها من خصوصياتي فانا من يقيمها ومن يرضى عنها ويختارها ويحبها ويتسيغها ويعتبرها خطأ او صواب او جائز او غير جائز وليست خاضعة لراي الاخر وان كان له راي بها فهو لا يهمني بتاتا ولا انظر اليه ولا ياخذ مكانا من دماغي لافكر به
منطلقي في الحياة ان هناك قانون طبيعي يحكم العلاقة ما بيني وبين الطبيعة وان هناك قوانين انسانية وضعية تنظم العلاقة ما بيني وبين المجتمع من حولي
وهناك منطق علمي حضاري انساني له مبادىء واسس اتخذها للرجوع اليه في حكمي على مجريات الامور في حياتي العامة والخاصة وهناك علم ومعرفة وتقنية حياة مكتسبة من خلال الخبرة والتعامل التفاعلي مع الوسط المحيط الحياتي بمختلف الظروف والازمان والاماكن كلها اتخذها كبرنامج حياة وخارطة طريق تحدد مسيرتي الحياتية ومنها احدد اهدافي وغاياتي ونوع جهدي ومقداره المطلوب في رحلة الحياة اللتي امر بها خلال عمري
مسالة العواطف والاحاسيس وما يتعلق بها من حب وكراهية ورحمة وظلم وكرم وبخل وغيرها لا تحدد منهج حياتي ولا تسوقني الى طريق عبثي لانني اتعامل معها من منطلق فهمي على ان العواطف والاحاسيس ما هي اللا نتاج تفاعلات كيماوية في الدماغ وعمليات حيوية داخل الجهاز العصبي تنتج ما يسمى بالعواطف والاحاسيس وبعلمي بكيفية حصول هذه التفاعلات ودراسة معادلاتها ومعرفة عناصرها وميكانيكية تولد نتائجها ودراسة علاقة تلك النتائج على نفسيتي ودراسة ماهية النفسية وعلاقتها بالجسم والجهاز العصبي سيتشكل عندي علم كامل بما يجري داخل جسدي وكياني ودماغي وسيكون لي القدرة الكاملة بالتحكم في كل عناصر شخصيتي من مسار فكري واطار شخصي وهيئة نفسية ومنهج واسلوب وطريقة حياة
اضافة لهذا فانني انطلق بفهمي لذاتي وللمجتمع والحياة عموما على ان الانسان مجرد آلة من الدم واللحم ولا يختلف عن آلة الكمبيوتر او السيارة اللا بنوع العناصر المكونة وكيفية تكوينها وطريقة عملها
اما تقسيمات الانسان لكيانه مثل العقل والنفس والوجدان والضمير والعواطف والاحاسيس والشعور والقلب والذات كلها لا تعني شيئا فهي تقسيمات افتراضية فقط لا وجود حقيقي لها فالشيء الموجود هو جسد وله اعضاء من هذه الاعضاء الدماغ اللذي يحتل مرتبة القيادة والتحكم في باقي اعضاء الجسد وكل عضو في الجسد لا يعمل بمفرده فغياب اي عضو يؤدي الى عطل الجسد عن العمل والمعروف بالموت ومفهوم الحياة عندي هو الظرف الموضوعي اللذي يتوفر به اجتماع كافة اعضاء الجسد بالصيغة الكيماوية والفيزيائية والالية والديناميكية والميكانيكية وتوفر الطاقة وعناصر التفاعلات الحيوية والظروف والمناخ الطبيعي لزوم عمل هذه الاعضاء مجتمعة بهيكل واحد وبنظام واحد لزمن محدد تحدده الظروف الداخلية والخارجية لهذا الكيان الحيوي الا وهو الجسد
فبداية عمل هذا الكيان هو بداية الحياة وعمله هو الحياة وتوقفه عن العمل هو الموت
وما يندرج على الانسان بهذا المعنى يندرج على كافة الكائنات الحية على سطح الارض من النباتات والحيوانات والبكتيريا والفيروسات والطحالب والفطريات
مع العلم بان الانسان هو كائن حي من نوع الحيوان وما يميزه عن الحيوان انه ذكي والمقصود بالذكاء هنا قدرات دماغه على الوعي والادراك والتمييز والفهم والاستيعاب والمنطق والقياس والاستنتاج والاستكشاف والمقارنة والاكتساب والتفكير والتخطيط والبرمجة والاستقراء والاستنباط والتخمين والتركيز والربط والتذكر والابداع والابتكار والاختراع وقدرات السلوك الاجتماعي المتعددة والمعروفة باسم الذكاء الاجتماعي
وهذه القدرات كاملة ناتجة عن الدماغ المكون من خلايا عصبية وشبكة اعصاب رابطة بينها وعناصر كيميائية وماء وزلال ودم ولحم ودهون وغيرها من مركبات مادية ولا شيء غير المادة لتنتج ما يسمى بالشخصية عند الانسان وعناصرها النفسية والضمير والوجدان وما يتصل بها من اخلاق وقيم وسلوك وعواطف واحاسيس

والغاية من التطرق لهذا الموضوع الحساس بهذا الاسهاب والتركيز هو اختصار الطريق والجهود نحو غاية الانسان بالحياة ونحو اهدافه وتقليل الخسائر المبعثرة العبثية الضائعة بسبب قلة البرمجة السليمة وقلة المنهجة لغياب الفهم السليم لاسس الحياة وماهية الانسان ككيان حي يشكل عنصرا رئيسيا بالوجود وهو بفهمه وعقله ومعرفته وعلمه وقدراته من يتحكم بمسيرة الحياة بالشكل اللذي يؤدي الى سعادته ورفاهه ورخائه وامنه وسلامته وعزته وكرامته والحفاظ على كيانه ووجوده واستمرارية هذا الكيان والوجود وضمان مستقبل افضل من منطلق تحقيق واقع افضل دائما

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل