أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - رافد علاء الخزاعي - الصيام والطب (الجزء الثالث)















المزيد.....

الصيام والطب (الجزء الثالث)


رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 03:21
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الطب والصيام
(الجزء الثالث)
لقد لاحضنا من خلال الحديث في المقالة السابقة ان الصوم مر بمراحل عبر التاريخ ليكتب على المسلمين كفرض واجب التطبيق وبمواقيت معينة في شهر رمضان ضمن الشهور القمرية فلذلك نرى ان رمضان يتنقل بين الفصول المختلفة ليلاحظ الانسان الفرق في الجهد مع مراحل الصوم في مراحل العمر المختلفة ولذلك عندما يبزغ هلال شهر رمضان المبارك وتثبت الرؤية يشعر المسلم بالراحة النفسية والهدوء والتماسك والقوة في كل عام منذ ان فرض الله سبحانه وتعالى الصوم على المسلمين.
وهذا تدريب كبير يعيد الانسان الى ذاته الحقيقية التي يكون قد ابتعد عنها بفعل مشاغل الحياة وملاهيها واغراءاتها فتسعد النفس وتطمئن وتفرح الروح بقدوم رمضان وتنشرح الصدور بالصيام.
أما عن الجسد فهو ينتظر شهر رمضان الفضيل في شوق وتلهف واحتياج.
تلتقي العبادات والفرائض كلها في هدف واحد ألا وهو تربية النفس وتهذيب المسلم واعداده نفسيا وجسديا لمواجهة الحياة بحلوها ومرها.
والصوم هو الركن الرابع من اركان الاسلام الخمسة فرضه الله على المسلمين في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة.
ولا يعني الصوم في الدين الاسلامي والمفهوم الايماني مجرد الامتناع عن الطعام والشراب بل الامتناع عن كل فعل قبيح ولو بلفظ او باشارة او تفكير سيئ.
والصوم بهذا الاسلوب يعتبر رياضة روحية اكثر منها بدنية وهو فضلا عن كونه امرا تعبديا يجب على كل مسلم غير مريض ان يؤديه طاعة لأمر ربه لأنه تكليف من الله سبحانه وتعالى.
ولذلك نرى ان خطبة سيدنا ومعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان
روى الامام الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أ نّه قال: أن رسولَ الله (صلى الله عليه و آله و سلم) قد خطبنا ذات يوم فقال :
اللَّهمَّ صَلِّ على محمّدٍ و آلِ محمّد "أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة و الرحمة و المغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، و أيّامه أفضل الأيّام، و لياليه أفضل اللّيالي، و ساعاته أفضل السّاعات، هو شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله، و جُعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسُكُم فيه تسبيح، و نومُكم فيه عبادة، و عملُكم فيه مقبول، و دعاؤكم فيه مستجاب. فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة، و قلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه، و تلاوة كتابه، فانَّ الشقيَّ من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، و اذكروا بجوعكم و عطشكم فيه جوع يوم القيامة و عطشه، و تصدَّقوا على فقرائكم و مساكينكم ووقّروا كباركم، و ارحموا صغاركم، و صلوا أرحامكم، و احفظوا ألسنتكم، و غضّوا عمّا لا يحلُّ النّظر إليه أبصاركم، و عمّا لايحلُّ الاستماع إليه أسماعكم، و تحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم، و توبوا إلى الله من ذنوبكم. و ارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم، فانّها أفضل السّاعات ينظر الله عزَّ و جلَّ فيها بالرَّحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، و يلبيّهم إذا نادوه و يستجيب لهم إذا دعوه. أيّها النّاس إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم، و ظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم، و اعلموا أنَّ الله تعالى ذِكرُه أقسم بعزَّته أن لايعذِّب المصلّين و السّاجدين، و أن لايروّعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين. أيّها النّاس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشّهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة، و مغفرة لما مضى من ذنوبه، قيل: يا رسول الله! و ليس كلّنا يقدر على ذلك، فقال عليه السّلام: اتّقوا النار و لو بشقّ تمرة، اتّقوا النار و لو بشربة من ماء. أيُّها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خُلقه كان له جوازاً على الصّراط يوم تزلُّ فيه الأقدام، و من خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه، خفّف الله عليه حسابه، ومن كفَّ فيه شرَّه كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه، و من أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه، و من وصل فيه رَحِمَه وصله الله برحمته يوم يلقاه، و من قطع فيه رَحِمَه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، و من تطوَّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النّار، و من أدَّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدَّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور، و من أكثر فيه من الصّلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفُّ الموازين، و من تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشّهور.
أيُّها الناس! إنَّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة، فسلوا ربّكم أن لايغلقها عليكم، و أبواب النيران مغلّقة فسلوا ربّكم أن لايفتحها عليكم، و الشيّاطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لايسلّطها عليكم.

قال أميرالمؤمنين عليه السّلام: فقمت فقلت: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزَّ و جلَّ .
من خلال هذه الخطبة النبوية الشريفة التي حملت معاني كثيرة نلخصها بما يلي:
1- ان شهر رمضان شهر استثمار الحسنات والمغفرة لانه شهر في ضيافة الرحمن فهو شهر البركة والمغفرة والرحمة.
2- ان اعمال الانسان نومه فيه تسبيح وعبادة وانفاسه بركات ومغفرة وكل الاعمال مقبولة باجر مضاعف مع توفر صدق النية.
3- ان قراءة القراءن في هذا الشهر هو تمرين للذاكرة وحماية لها وهذا ما لاحضناه من طول عمر المراجع ورجال الدين وتمتعهم بذاكرتهم وقابليتهم العقلية الى اخر العمر ان هذه الملاحظة يجب ان تخضع للاحصاء العلمي حتى تؤثق كاحد فؤائد الصيام والصيام المنقطع في الايام البيض والمناسبات الاخرى اي الصوم المستحب.
4- ان الصوم الجماعي هو ينمي للفرد قابلية التنافس في التحمل والتفكر بجوع الاخرين وعطشهم مما يولد تغير في نمطية التفكير والتخلص من الافكار الانانية والتسلطية.
5- ان التاكيد على التواصل الاجتماعي والعائلي والتواصل مع فقراء الناس يعطي للامراض الكتولدة من ضغوطات الحياة المشفوعة بالقلق بعض التسكين مما يعطي للانسان عمق التفكير السؤي.
لذلك يجب علينا كمسلمين محاولة الاجتهاد والبحث في الفوائد الطبية للصوم والحكمة من فريضته التي بيّن المولى عز وجل بعضها وشرح الرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى اله بعضا منها.
فكلما تقدمت العلوم الطبية والبحوث ساعد ذلك على ادراك وتعميق الحكمة في الصوم ومعرفة اسراره الطبية.
ان المعنى الحقيقي والوعي الصحيح بالصيام انه رياضة للنفس على القناعة بالقليل من الغذاء الذي يكفل للمريض المساعدة بل العلاج للتخلص من الاملاح الزائدة واذابة الدهون والتخلص منها واعادة ضغط الدم الى مستواه الطبيعي وضبط مستوى السكر في الدم.
والصائم يعوده ويدربه شهر رمضان على قهر الغرائز والشهوات وعلى الزهد والتقشف في تناول الاطعمة والاشربة فتقوى ارادته وعزيمته بالصوم فيكون في مأمن من الامراض النفسية والعصبية المستعصية على العلاج والتي مصدرها الخوف والتردد وضعف الارادة والشخصية.
ان مركز الاحساس بالشبع والجوع موجود في منطقة المهاد بالدماغ قرب الهايبوثلامس وهي قريبة من مركز الخوف ان الجوع بارادة الشخص شيشتت الاشارات العصبية من مركز الخوف ليتحرر الانسان من مخاوفه واوهامه ويصفى باله لفهم الواقع برؤية متفتحة مع ان انخفاض السكر بالدم في فترة الصيام يكون تمرين يتيح لهرمون النمو وهرمون النمو المشابه للانسولين للتحرر من منطقة الغدة النخامية وكذلك هرمون الادرينالين والنور ادرينالين وكذلك الكورتيزون وكذلك هرمون الكلكون من البنكرياس ليحرر الكلايكوجين المخزون في الكبد ليتحول الى سكر كلوكوز ان هذا التمرين بحد ذاته هو تمرين لاعضاء الجسم مشابه لماتجريه الجيوش من تدريبات وقت السلم للاستعداد للحرب ومشابه لما تجريه اجهزة الدفاع المدني .اذا الصوم هو تجربة حقيقية لتقويه اجهزة الجسم واجهزة المناعة والخلايا كافة.
ان من يستطيع ان يعيش بهذا النمط الغذائي والتوازن النفسي في شهر رمضان يقوى على ان يحيا سائر ايام السنة بهذا السلوك الصحي والايماني كي يحفظ لجسده توازنه سواء من حيث قوته الكمية او النوعية ومن حيث قوته البدنية وصحته النفسية.
الدكتور رافد علاء الخزاعي



#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج التغطية
- من سكون الليل
- ليلى
- انتظار موت مؤجل
- داء السكري والتحديات اليومية
- التوحد قابل للشفاء
- امانيك سيدتي(قصيدة)
- عطر الخيانة
- مدينة العدل المفقود
- بشأرات العدل ألغائب
- رؤاق المعرفة في رحاب العلامة الدكتور علي الوردي
- امن الانسان هو المرتكز الاساسي لبناء المجتمع المزدهر
- اللي مايعرف اولها يتيه بتاليها
- افحصي الف مرة خير من تخسري عمرك بالمرة
- التاخي هو المشروع المستقبلي لولادة الهوية الوطنية العراقية
- بين 30 حزيران 1920 و30 حزيران 2008 دروس وعبر
- هل لعلماء الاجتماع والاعلاميين انتاج مسلسل يحاكي افتح ياسمسم ...
- وللعصي مأرب اخرى
- في رؤاق المعرفة كانت الديمقراطية والمشاركة الاساسية تحت المج ...
- حي على خير العمل


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - رافد علاء الخزاعي - الصيام والطب (الجزء الثالث)