أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان بكير - وداعا للعلمانية.. فقد أعلنت ارتدادي














المزيد.....

وداعا للعلمانية.. فقد أعلنت ارتدادي


حنان بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 23:20
المحور: كتابات ساخرة
    


عدت الى البيت مكتئبة. فقد يئست من إيجاد وظيفة ثابتة. طرقت كل الأبواب، زرت العديد من المؤسسات التي تتناسب مع كفاءتي. عملت بالمجّان في محطات تلفزيونية، على أمل الحصول على عمل في النهاية، لكن النهاية كانت " رفسة "..
ما العمل إذن؟؟ لأنفّس عن قهري، ولأهرب من يأسي، جلست الى جهاز الكمبيوتر، لأقوم بجولة حول العالم عبر الإنترنت.. قرأت الأخبار التي لا تسرّ عدوّا ولا صديقا... وفجأة لمعت الفكرة برأسي كلمح البرق.. وصحت على طريقة أينشتاين.. وجدتها، وجدتها.. قفزت فرحا، سأجد عملا مريحا ومربحا.. هللويا هللويا..
قرأت في إحدى الصفحات الخبر التالي:" .. ذكر رامسفيلد في مذكراته وأكّد دفع 200 مليون دولار، لآية الله علي السستاني، ليساعده على غزو العراق، وليصدر فتاوى تحرّم قتال الأمريكيين في العراق، في أكبر صفقة دينية في تاريخ البشرية" وفرح الرئيس جورج بوش لقبول السيستاني للهدية !!!
وكان الخبر الثاني الذي قرأته من مصر، حماها الله.. فقد جاء في الخبر أن عاصم عبد الماجد، خطيب الجماعة الاسلامية، والذي في رقبته دماء عشرات الضحايا، كان يسير في المظاهرة ومعه 18 بندقية آلية، وأربعين ألف جنيه، هي من ثمن فتوى باستحلال سرقة تجار الذهب المسيحيين، التي أصدرها مفتي الجماعة الاسلامية !!
لعنت العلمانية، عندئذ، وقررت أن لا أنحاز لقضايا شعبي، ولا للإنسانية، ولا للقيم الحضارية من حرية الضمير الى حرية الرأي، لتذهب المبادىء والأخلاق الى الجحيم... ووداعا أيتها العلمانية التي تحملت غبائي سنوات طويلة...
سوف أرتدي النقاب، الذي لم أحبه يوما، ووصفته بالزنزانة السوداء المتنقلة.. وسوف أسافر الى مدينة دينية مقدسة، وأتعلم الفقه والدين على أصوله وأتفقه به.. وأعمل في تجارة الفتاوى المربحة ! تذكرت الفتاوى الجاهزة والفتاوى المحضّرة حسب طلب الحكام الدكتاتوريين... واكتشفت كيف اني قد اهتديت متأخرة لهذه التجارة...
على أي حال فرحت باكتشافي هذا أيّ فرح.. حضرت فنجان قهوتي المرّة، لأشرب نخب وظيفتي الجديدة.. وكيف سأصبح انسانة مهمة، يتاسبق الزعماء على طلب فتوى مني.. بل قل على أي كلمة تصدر عني.. سأسوق الشعوب الى الانتخابات، أو أدعهم يقاطعونها ! سأحلل وأحرّم بمزاجي وبحسب مصلحتي... ياه كم كنت غبية وعمياء... لكن الحمدلله انه فتّح عيوني، وألهمني الطريق الى راحتي وسعادتي....
وفي غمرة الإنتشاء هذه التي نقلتني الى عوالم جميلة كحلم ليلة ربيع.. وربما بسبب فنجان القهوة الذي صحصح عقلي.. تذكرت فجأة بأني امرأة !! يا للهول ! يا لدمار حلمي الجميل ! هل يحق لى الإفتاء ؟ هل عليّ الآن، أن ألعن قدري لأني امرأة ! أم أذهب الى أمريكا وأقترح على السيدة هيلاري كلينتون، بأن أكون أول امرأة في العالم تصدر الفتاوى! وأتعهد بإصدار كل الفتاوى التي تخدم الأمة الأمريكية، كونها تدعم شعوبنا المظلومة!!



#حنان_بكير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوسلو لا تغيّر عادتها
- حق العودة .. مرة أخرى
- حق العودة أم ترحيل من تبقى في أرضه؟
- مجنون العرب في رائعته- عرفة ينهض من قبره-
- رجال دين شبّيحة وبلطجية
- الحق عالطليان
- نيرون مصر
- كشف مستور.. الرأي والرأي الآخر
- حق العودة= الهولوكست
- يدخلون في دين الله أفواجا... لماذا؟
- دولة المواطنة هي البديل
- التاريخ بين الحقائق والأحقاد
- مشاهد سريالية 3 / عن التاريخ والعلمانية
- هوس ديني أم كبت جنسي؟
- فضائية يسارية علمانية !!!
- مهاجرو فرنسا/ الوجه الآخر
- مشاهد سريالية2/ عن الكتابة والتدوين
- مشاهد سريالية
- اشكالية العلاقة بين العلمانية والوطنية
- شرق أوسط بلا مسيحيين 2/ عود على بدء


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان بكير - وداعا للعلمانية.. فقد أعلنت ارتدادي