أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حنان بكير - شرق أوسط بلا مسيحيين 2/ عود على بدء














المزيد.....

شرق أوسط بلا مسيحيين 2/ عود على بدء


حنان بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 23:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يجدي الصراخ، في وجه الطغيان والمشاريع الجهنمية؟ منذ منتصف التسعينات أو قبلها بقليل، بدأت بالصراخ والكتابة، للتحذير من المخاطر التي تحدق بمسيحيي الشرق الأوسط، وبالتأكيد فعل هذا الكثيرون غيري، ولكن لا حياة لمن تنادي.
لم تكن أحداث كنيسة سيدة النجاة الأولى من نوعها ولم ولن تكون الأخيرة. لأن مسلسل تهجير المسيحيين قائم منذ القرن الثامن عشر، من خلال ارتكاب المجازر بحق مئات الألوف منهم. ان منطقة الشرق الأوسط تقع اليوم بين فكّي كماشة، أو تحت ضغط مشروعين جهنّميين..
المشروع الأول هو المشروع الأمريكي، الذي يهدف الى تفتيت المنطقة كلها الى دويلات طائفية واثنية ضعيفة ومتقاتلة. وبالطبع فان اسرائيل لا تقف بعيدا عن هذا المشروع، فقد صرح بول بريمر، بأن اسرائيل كانت مستشارا يصغى له! وكذلك برنارد لويس اليهودي الأمريكي والخبير في الشؤون الاسلامية صرح، بأن العراق كيان مصطنع، وليس دولة متجانسة!! أما هنري كيسنجر، فقد قال انه ليس من ضمن اهتمامنا أن يبقى العراق موحدا، بل مقسّما! تصريحات تتحدث بصراحة ووقاحة عن مشروع تدمير العراق، وهذا ما يثبت وقوف جهات مشبوهة خلف المذابح الطائفية، التي تخدم مشروع التقسيم. الذي لن تسلم منه المنطقة كلها، وهذا ما يعطي المبرر لوجود دولة يهودية في فلسطين، أسوة بسائر الدويلات الطائفية والاثنية، مع فارق أن اسرائيل دولة تجلس على ترسانة نووية، اضافة الى تفوقها الحضاري والثقافي، وكل هذه الأمور تؤهلها للعب دور الشرطي المهيمن على المنطقة.
أما المشروع الجهنمي الثاني، فهو مشروع الاسلام الراديكالي، لاقامة الدولة الاسلامية، كخطوة أولى لاعادة الخلافة الاسلامية. وقد جرت على ألسنة الأئمة ورجال الدين من أعلى المستويات على تسمية المنطقة، ببلاد المسلمين، وكأن الشرق الأوسط بأكمله قد أصبح وقفا اسلاميا! ما يعني جهوزيّته لمضايقة أصحاب الديانات الأخرى وبالأخص المسيحيين وحملهم على الهجرة، أو أن يرضوا بالذمّية. في بيروت زرت صديقة أثيرة لي، فأخبرتني بأنها أحضرت رجلا لتثمين شقتها المعروضة للبيع، وحين فتحت الباب ليدخل الرجل صاحب اللحية الطويلة، سارت أمامه.. فصرخ بها أن امشي على اليسار فأنت ذميّة!!
أما التصريح المهزلة والفاضح، فهو تصريح جون كيري، الذي قال فيه، بأن أمريكا سوف تشطب اسم السودان عن لائحة الارهاب، اذا ما وافقت حكومة الخرطوم على اجراء الاستفتاء بخصوص الشمال في موعده! ما يعني أن تهمة الارهاب ليست أكثر من فزاعة لمن يخالف سياسة العم سام! وفي حال موافقة الحكومة السودانية على هذه المقايضة،هل سيصبح الارهاب مشروعا" من الشرع"! وماذا عن دارفور وتهم جرائم الحرب التي تكال للحكومة السودانية؟ هل تصبح مغفورة مقابل تقسيم السودان؟
في لبنان يأخذ المشروع شكلا آخر، باستعمال المحكمة الدولية، كذريعة أو سبب لايقاع الفتنة الطائفية، والتي لا تحتاج الى كبير جهد أو عناء حتى تتحول الى بركان يحرق الأخضر واليابس..
وفي كلا المشروعين الأمريكي والراديكالي الاسلامي، فان الخاسر الأكبر هم المسيحيون..
بالعودة الى العراق ومسيحييه.. ليس مثل العراق من جغرافية تتعرض وتحتمل التغييرات الديموغرافية، فمنذ عام 1920، بدأ مسلسل المذابح والتهجير، بحق المسيحيين. ففي الأعوام 1843/ 1895، أبيد أكثر من عشرة آلاف سرياني.. واستمر مسلسل المجازر حتى الأعوام 1914 و 1919و، والتي أسفرت عن ابادة 300 ألف سرياني في العراق وسورية، وكان يستتبع هذه المجازر عمليات تهجير واحلال لسكان يختلفون في الدين وأحيانا في العرق.. فمدينة أربيل كانت مسيحية الى ما بعد العصر المغولي بوقت طويل، وكذلك مدينة الحسكة السورية هي مدينة سريانية أيضا..وكما يرى الاستاذ صقر أبو فخر،فان مدينتي الرها" أورفة" ونصيبين، تزدانان بالتراث السرياني، وبتاريخ عظيم للمدارس النسطورية واليعقوبية..ان تغيير معالم المدن وفقا للأكثرية، بعد ان يهجر أصحابها الأصليّون تحت ضغط المجازر، لهو أمر غير انساني.. ولو شئنا العودة الى تاريخ العراق القديم، أو حتى الحديث، لكان على السكان اعادة توزيعهم من جديد بحسب المناطق التي هجروا منها، ولكانت كثير من المدن العراقية قد تغيرت صورتها، وكان للمسيحيين الحق بالعودة الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها. على أثر أحداث كنيسة سيدة النجاة، خرج مسؤول أمني نافخا صدره، معلنا انتهاء عملية الاقتحام للكنيسة وقتل جميع الارهابيين، وأن " هذا عمل يحسب للأجهزة الأمنية"، وعندما انجلت الأمور، تبين أن جميع القتلى تقريبا هم من المسيحيين الذين لجأوا الى الكنيسة وبضمنهم كاهن الكنيسة !! فهل هؤلاء هم الارهابيون الذين قضي عليهم؟؟
ان بناء ثقافة المواطنة، وأن العراق لكل العراقيين دون تمييز على أساس الدين أو العرق، لهو المخرج الوحيد من دوامة العنف الطائفي والاثني... وليتعلموا من الأمريكان كيف بنوا وطنا عظيما، لا أن يتعلموا منهم ثقافة" سجن أبو غريب" فقط.



#حنان_بكير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الأمس واليوم. هنا.. وهناك..
- الذاكرة تثمر في الشمال البارد
- على خطى ابن رشد التنويرية
- صراع الآلهة على الأرض
- آسف... فقد انكرتك يا أختي
- لا تعترفوا لهم
- الحيوان بين ثقافتين!
- ابحار في الذاكرة
- رحلة شاعر عبر التاريخ والشعر
- أعداء الحياة يغيّرون وجهة الصراع
- جغرافية الهوس الديني
- جامعة بيروت العربية... صرح علمي يتألق التغيير بين الرؤية وقو ...


المزيد.....




- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
- صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد ...
- حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
- وفاة شاب في الجامع الأموي.. السبب يشعل مواقع التواصل
- الأردن.. النيابة تستدعي -متسترين- على أملاك جماعة الإخوان
- مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا ...
- النيابة الأردنية تستدعي متهمين -بالتستر- على أملاك جماعة الإ ...
- مكتبة الفاتيكان.. صرح تاريخي وإرث معرفي يمتد لقرون
- فلسطين.. ملثمون يعتدون بالضرب على رئيس بلدية الخليل أثناء خر ...
- سوريا: وزيرا الداخلية والعدل يتعهدان بمحاسبة المتورطين في حا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حنان بكير - شرق أوسط بلا مسيحيين 2/ عود على بدء