أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - المسكين(قصة قصيرة)















المزيد.....

المسكين(قصة قصيرة)


احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 23:30
المحور: الادب والفن
    


-1-

لم يتبادر إلى ذهني عندما نقلت أسلاكي من مولدة كهرباء الحي الذي اقطنه إلى مولدة ثانية بعد عناء وجهد كبيران يكون حضي سيئا إلى حد اللعنة فقد كنت أعاني مع جمهرة من المشتركين من كثرة الانقطاع في التيار والعطلات المصاحبة للمولدة حد الجزع والمرارة ولحسن الحظ في هذه المرة كان الجو ليس حارا إلى حد الشواء كما في هذه الأيام فقد كانت الرياح عالية مما يجعل الرطوبة لاتكاد تذكر وحمدنا الله على ذلك وكانت هذه الأعطال المتكررة تسقم نفوسنا وتكدر عيشنا لإحساسنا إن الكهرباء أصبحت ضرورة حياتيةلايمكن الاستغناء عنها سيما إذا تزامن ذلك مع خواء الإنتاج الوطني من الطاقة الشحيحة ...هذه اللازمة تحدث كل موسم وتكيفنا معها لدرجة التطبع إذا لا أمل إلى حرف هذا المسار من واقعنا ونأمل يوما إن ننسى مشكلة أزلية اسمها الكهرباء لاشك انه حلم صعب المنال ومستحيل تحقيقه وفق ما يجري في واقعنا الساكن وعلينا إن نقبل بأسوأ الخيارات ونصبر على بلوانا ونكتفي بالقليل وما هو موجود منها ومع كل هذا كنت سعيدا بنقل سلكي إلى المولدة الأخرى التي تعاقب عليها اثنان لإدارتها ..كنت أمل إن يكون الوضع أفضل رغم إني اعلم إن المولدات الأخرى تشترك بخاصية واحدة هي كثرة أعطالها وقدمها وقد كلفني نقل السلك أموالا إضافية أثقلت أعبائي المعيشية وما أعانيه من سوء في وضعي المادي زاد من همي وبؤسي ويمكن إن نشقى لسنة أفضل من إن نشقى العمر كله..أوصلت سلكي وأكملت عدتي فقد طلب صاحب المولدة مني إن اجلب له قاطع دورة هندي(جوزه)ولا اعرف سبب ذلك لأني لست ذا خبرة جيدة بالكهربائيات ربما لجودتها أو لان الهند مشهورة بصناعتها أو شيئا أخر يدور في خلد أخونا صاحب المولدة ...رجعت للبيت وانأ هاديي البال ومبتهج بفوزي الكبير بحصولي على مكان في الكابينة وانتظر مساءا سريان التيار وتحوله إلى حياة قائمة في خليتنا الصغيرة
جاء المساء وانأ أترقب الكهرباء كما يترقب الصائمون هلال العيد ليفطر ...مضت الدقائق سريعة ولم تأتي الكهرباء اخذ الوقت يمضي ويتسع دون أمل في الحصول على الكهرباء
-خير يا أبا ثعلب هل من أمر سيء في المولد لأسامح الله؟
- يا أخي إثناء عملية التشغيل تمزق المفصل (الجويين)ونحتاج لساعة لكي نعالج الأمر...

هذا فال سيء جدا نفتتح به يومنا (قلتها في قراره نفسي)
-لابأس يا أبا ثعلب عالج الأمر ولكن تذكر إن الجو حار وجاف وقاسي علينا

-لأعليك اطمئن ..بسرعة سأصلحه
رغم هذا كنت غاضبا في داخلي إذا لطالما سمعنا تلك الحجج والأعذار غير المقبولة ربما لذر الرماد في العيون لكننا نقبلها على مضض .في هذه الإثناء أمسكت قطعة من الكارتون المتوسط لأحركها إمام وجهي والتخلص من الرطوبة العالية والتعرق المزعج وتذكرت (المهفة) التي يصنعها أجدادنا من خوص النخيل فنرطبها بالماء ونحركها فتعطينا هوائها باردا لم نعد نراها في السوق اشتقت إليها ..لقد مرت ساعة ولم تأتي الكهرباء اخشي إن يطول الوقت ويداهمنا الظلام فتكون المعاناة قاسية وانأ اردد مع نفسي وفجأة
سمعت صياح الصغار
-هيه هيه هيه صاح الصغار (صيحة واحدة ) اتت الوطنية أتت الوطنية
وهل غابت الوطنية عنا لا اعتقد ذلك لكنها متذبذبة غير مستقرة ربما هناك من يعرقل ديمومتها ويرعاها..
آتت الوطنية ..آتت الوطنية ردد الصغار بصوت واحد معلنة وصول التيار ألمبارك إلى بيوتنا وتنفسنا الصعداء وسارعنا لتلبية احتياجاتنا من الكهرباء فقد فتحنا مضخة الماء والثلاجة والبراد بفترات متلاحقة وما إن مرت دقائق معدودات حتى انطفأت الكهرباء يا لخيبتنا لم نهنأ بها العزيزة الغالية وسيطر علينا الوجوم والصمت لم نتوقع إن تكون هكذا لكن ربما الحمل الزائد أجهض إما نينا في استقرارها وبتنا ننتظر أبو الثعلب لينقذنا من وضعنا المتأزم بعد إن استفاد لبعض الوقت لإكمال إصلاح الجويين سارعت للثلاجة والهجوم على الفريز حيث أخرجت وعاءا مملوءا بالماء البارد(المجروش)وملئت جوفي في شربة واحدة لقد أنطفا ضمي آه كم إنا مرتاح طبطبت على بطني ومشيت إلى خارج الغرفة اتامل وصول الكهرباء من أبو ثعلب وماهية لبرهة من الوقت حتى اشتعلت المصابيح(الفلوريسنت) وبدت علبنا ملامح الرضا والترقب لأغير... سارعنا في الاهتمام بمتطلباتنا وتشغيل الأجهزة على دفعات وحتى لنفقد أمبيرا عزيزا من الامبيرات الخمس التي تخصنا ..مضى التيار يسير ببطء وقد انتابني فضول شديد لمراقبه شدة الاضائة من المصابيح المتوهجة وفعلا وإثناء تمعني فيه وجدت التيار متذبذبا ينذر بالانقطاع في إي لحظة عندها سنصاب بالصدمة
غير القاضية وانأ في خلوتي أدمدم انقطع التيار الكهربائي
وفي إثناء هذا الحوار الداخلي انقطع التيار وكما توقعت
-لا ليس ألان بحق السماء فقد أوشكنا على تناول العشاء يالسخريةالاقدار بل ياسخرية الكهرباء اللعينة دائما تنكد علينا عيشنا(قلت في قرارة نفسي ذلك)
-ما الأمر أبا ثعلب كنا على بعد دقائق من تناول العشاء وهذا ليس عدلا
-(صاحب المولدة متبرما) وماذا علي إن افعل ؟
لقد تعطل المولد وهل إنا عطلته؟
سيل من الأسئلة يبرر بها المأزق الذي هو فيه وكلام حق يراد به باطل
-أبا ثعلب هذا ليس بكلام أنت مسئول عن المولد وتتحمل وحدك نتائج العطلات ولتجعل الأقدار على المحك ..ونحن لننسى بداية كل شهر عندما تطفئون التيار عن البيوت لكي تجمع الفلوس محاولة بائسة للابتزاز
-هذا من حقنا فنحن لاستجدي من احد
-نعم ومن حقنا أيضا إن ننعم بكهرباء مستقرة وليس (كالترفك لايك)الجو قاس وهذا الوضع ليطاق..عليكما ان تشعروا بمعاناتناوخيباتنا منكم ومن الكهرباء عامة
وهنا انتفض أبو الثعلب وقال بحدة
-هل تعلم يصاح إن ما نوفره من مبالغ نصرفه على أعطال المولد
(تأكيد)-نعم صحيح لأنكم لتصونوها بشكل جيد وتلجئون للرخيص من الأدوات وتختلقون مختلف الأعذار والحيل للالتفاف على حق المواطن
(اباثعلب ممتعضا)
-والذي ليعجبه حالنا عليه إن يرحل إلى غيرنا
(هكذا إذن بكل بساطة) كلمت نفسي
وفي هذه الحال خشيت إن يتطور نقاشنا إلى ما ليحمد عقباه وانأ ضيف جديد على مولدته ولكني مشاكس فاستدركت موقفي متراجعا من غير ضعف
أبا ثعلب إنا اقدر ما تعانيه من تعب وإجهاد بسبب إدامة المولد ونتائج أعطاله لكننا نبتغي الحق في مطالبنا فلتنزعج أرجوك
وما إن أكملت جملتي حتى أطلقت ساقي للريح بعد تعكر وجه أبو ثعلب ومزاجه وقد بدا متشنجا بعض الشيء لكني اليت على نفسي من اجل إن لتتطور الأمور أكثر وتكون خسارتي فادحة ويرمى سلكي إلى الخارج ..وبدت أفكاري تزحف بهدوء متأملة المشهد كاملا وتبحث في حلول عميقة واستدركت متسائلا
-إما أنة لنا إن نستريح من أبو ثعلب وأمثاله ومن هذا الكم الهائل من المعاناة والإحباط ويبدو إن قضيتنا خاسرة ومشكلتنا عويصة ومستمرة على مدار السنين كالدوامة التي لتنتهي وتوشك إن تسلب روحنا قبل إن نقهرها ونهزمها ربما في سنة قادمة ستكون أفضل أنها مجرد أمنيات تلامس شغافنا نلجأ لها لتلافي يأسنا وكل سنة والكهرباء معطلة



#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ياسيادة النائب
- امتلاك
- على من نطلق الاتهام
- سطوة الاعلام
- توصيات حقوق الانسان..الهدف والمبتغى
- الاعتذار
- السلوك الاعلامي
- حوارات في اخر النهار
- تأبين القتلة
- غليان الشعوب وترقيع السلطات
- سقوط قلعة الارهاب
- الانقلاب الاسود
- بركان الغضب
- انهيار الخدمات بعد اول اختبار
- اغتيال الكفائات العراقية
- الحجاب..احتشام وجمال ام خضوع وارتهان
- الابداع والخلفية الاكاديمية
- ماذا نريد من الاعلام ؟واساليب توجهاته


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - المسكين(قصة قصيرة)