تاج موسى آل غدير
الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 23:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا نعرف من هي الجهة المسؤولة فعلا عن ظاهرة إرتفاع أسعار معظم المواد الغذائية في كل عام يأتي فيه شهر رمضان الكريم إلينا , حيث لاحظنا ومنذ أسبوعين إرتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل عام وبنسب تتراوح بين 15% إلى 30% في عموم أسواق بغداد , ولأن هذا الموضوع يمس حياتنا اليومية وحياة عموم الناس وخاصة شريحة واسعة من أهل العراق الذين لم يحصلوا بعد على فرصة عمل ثابتة ومستقرة توفر لهم الحد الادنى للعيش . وأولئك الذين ينتمون لشريحة ذوي الدخل المحدود الذين يعانون الامرّين في توزيع ما يتقاضوه على ايام الشهر مكتفين بالضروريات فقط , فالغلاء يأكل مداخيلهم بالنصف الاول من كل شهر . أما طبقة الفقراء المسحوقين وضحايا أعمال الإرهاب فلا يمكننا هنا إعطاء وصفا دقيقا لحالتهم لكننا نراها بوضوح من خلال نظراتهم إلينا وكأنهم يعتذرون عن وجودهم في هذه الدنيا وواأسفاه . سألنا عدد من التجار عن سبب هذا الغلاء ومسبباته فتعددت الإجابات وتنوعت لكنها جميعا لم تخرج عن ثلاث أسباب رئيسية وهي : الأول إرتفاع أسعار نقل البضائع بين المنافذ الحدودية وبغداد أما السبب الثاني فهو تأخير دخول البضائع عبر المنافذ الحدودية والثالث هو عدم دعم الدولة للتجار من خلال إجراءات وترتيبات لدعم التجار وتوجيههم .. ورغم إن جميع هذه الإجابات لا تبدو لنا مقنعة بسبب تزامن هذه الأسباب مع حلول شهر رمضان الكريم , لكننا هنا لا نعفي الدولة وخاصة وزارة التجارة حيث تستطيع عبر أجهزتها المختصة أن تراقب السوق العراقية وترى حجم المعروض السلعي فيه وحجم القدرة الشرائية الافتراضية لأفراد المجتمع , وبالتالي توازن العرض والطلب , حيث بأمكان الوزارة التدخل دائما لتحقيق التوازن وكبح ظاهرة الغلاء , وكان بالإمكان أيضا أن تتظافر جهود الوزارة مع رئاسة الوزراء لتقديم معونة رمضانية من المواد الغذائية للفقراء والمعدمين وتكون بذلك قد حققت أمرين , الأول هو كسب رضا الله تبارك وتعالى , والثاني تحقيق التوازن بين العرض والطلب ووقف الغلاء .. وأخيرا نقول إن فرصة الحكومة لا زالت قائمة في دعم الشرائح التي ذكرناها من خلال تقديمها منحة نقدية رمضانية قد تخفف من ثقل هذا الغلاء , ورمضان كريم .
تاج موسى آل غدير
#تاج_موسى_آل_غدير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟