عبدالرزاق الصافي وزيرا متقاعدا ضمن فاتورة التصافي ,,!

شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

[email protected]
بدءا ، لايمكن تبرير عدوان لإتحاد الوطني الكوردستاني ، على الحزب الشيوعي العراقي ، في ايار عام 1983 ، بأي شكل من الأشكال ، فهو عدوان سافر على الشيوعيين ! وإني أدين ذلك بصورة قاطعة .
لم أكن أرغب أن تناول هذا الموضوع الحساس والمؤلم في هذا الوقت ولكن ما العمل ؟ فقد جنى على نفسه براقش وكما يقال ما في اليد من حيلة .. قبل بضعة أشهر وفي إحدى زياراتي إلى السويد وفي أمسية مع الأصدقاء والأحباب أحتك بيّ أحدهم وهو شقيق أحد شهداء مجزرة بشت آشان عام 1983 متسائلا : ( لماذا هذا السكوت من قبل قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني لتلك الجريمة البشعة تجاه الشيوعيين و عدم محاسبة المسئولين .. الخ ) ؟
أجبت باختصار شديد فقلت : لقد تمت تسوية الأمر بين قيادة الإتحاد والأخوة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، كما قرأت وسمعت الكثير من المطالبات من الأخوة الشيوعيين السابقين بضرورة محاكمة السيد جلال الطالباني والمسؤولين في الإتحاد الوطني الكوردستاني .. غير أن المتسائل قد ألح مطالبا توضيح نوع التسوية بين القيادتين، الشيوعي والإتحاد .؟
اكتفيت وأجبت ، لقد تم التسوية وكفى ..! وإن أردتم المزيد بالإمكان توجيه السؤال على أعضاء المكتب السياسي السابقين رغم شكوكي ، بل وأجزم أنهم سوف يمتنعون عن الإجابة في نوع التسوية .. ولستُ راغباً لفتح الجرح مجدداً .
ومرة أخرى ، في (منتدى شمس الحرية ) على شبكة البالتولك، تحدث الأخ الكريم ( طالب العواد ) وهو شيوعي سابق نقلاً عن الأخ عبد الرزاق الصافي ، معاتباً قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، لأن الأخير لم يوجه الدعوة إلى الحزب الشيوعي في حضور مؤتمرهم الثالث عشر ناكرين دور الشيوعيين في المسيرات والتظاهرات الجماهيرية حينما كان شعارهم ( السلم في كوردستان ) .. ومن ثم أشار الأخ طالب ، على أن الراتب التقاعدي لعدد من أعضاء المكتب السياسي كان بسبب نضالهم في الكفاح المسلح في كوردستان ( وهو يقصد الراتب التقاعدي لعدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي بدرجة وزير في حكومة أقليم كوردستان ومنهم الصافي وعجينة وكاظم حبيب وهذا لوحده بحاجة الى المزيد من التوقف والتأمل لأنه فساد مزدوج لا يمكن السكوت عنه ) .. كان الأخ طالب يتحدث على المايكروفون وأمام جمهور من رواد (منتدى شمس الحرية ) وعادة أن الكثير من ذوي الرواد يستمعون إلى ما يتم الحديث عنه وفسرت حديثه على أنه نوع من الإعلام المضاد والأخ طالب هو إعلامي معروف وهو دائم الحضور في الفضائيات بصفة محلل سياسي.
سبق وأن وثقتُ في كتابي ( سفر ومحطات ) ما كتبه الأخ عبد الرزاق الصافي ما يلي :
أجرت مجلة ( الثقافة الجديدة ) مقابلة صحفية مع عبد الرزاق الصافي في نيسان 1984 السنة 31 العدد 6 ، وتحدث الصافي كونه عضواً في المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي العراقي .. هنا أنقل لقراء الحوار المتمدن فقرات ومفردات من لتلك المقابلة الصحفية يقول الصافي : ـ
(( إن قيادة ، الإتحاد الوطني الكردستاني ، تمثل حركة قومية برجوازية صغيرة تتسم سياساتها ومواقفها بالتذبذب ونزوعها للتساوم وعقد اتفاقات خيانية مع جهات وحكومات محلية وأقليمية ، وفق مصالحها الضيقة ، ومن ثم احتكار ( أوك ) للساحة الكردستانية ، سياسياً وعسكرياً .. ))
هذه الكلمات والمفردات والاتهامات ، التي لا بداية لها ولا نهاية .. تفضل بها السيد ( عبد الرزاق الصافي ) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرسمي، بأسم حزبهم ، بعد أن أفرغوا الحزب من خيرة أبناءه البررة .
لقد جاء ت تلك العبارات والمفردات على لسان ( الصافي ) في مقابلته الصحفية المنشورة في مجلة (( الثقافة الجديدة )) في نيسان 1984 م السنة 31 العدد 6 .
كان بالإمكان توفير الجهد والمناقشة لكل ما جاء في مقابلته المنشورة. ذلك عن طريق عملية رتوش في غاية البساطة للنص الكامل في رفع أسم ( أوك ) ووضع أسم ( حشع ) بديلاً ، ورفع أسم السيد ( جلال الطالباني ) ثم وضع أسم السيد الصافي .. عندها كانت أجوبة السيد (عبد الرزاق الصافي) أكثر تعبيرا و أدق مما قاله عن حيثيات وسياسات الحزب الشيوعي العراقي والسكرتير العام الأخ عزيز محمد ومكتبه السياسي للفترة ما بين عام 1964م وحتى آخر أيامه في قيادة دفة الحزب أواخر عام 1994م .. ولكن آثرتُ التعامل مع مفردات ومقولات المقابلة حسب ما أريد أنا وليس كما جاء على لسان الصافي .
فأية غرابة في التحليل والاستنتاج فيما يقوله الصافي :
(( حركة برجوازية صغيرة )) . هل يريد أن يبتكر لنا منظومة نظرية فلسفية جديدة ، لوصف حركة قومية برجوازية صغيرة . أين الغرابة أن تتسم بطابعها البرجوازي الصغير .؟ فإذا كان السيد ( جلال الطالباني ) كما يصفه ( الصافي) ماذا نقول عن سياسة ومواقف حزب الصافي وما في تاريخه من مواقف مخجلة ومطبات عجيبة لا يتحمل وزرها إلا تلك القيادة الهزيلة التي حولت آمال أعضاء ومؤيدي ومجبي الحزب الى هواء في شبك ؟
ماذا يريد ، أن يقول للناس ، ولماذا هذا التزوير والنفاق . فأن مواقفنا وممارساتنا العملية منذ أكثر من نصف قرن على وجه التقريب ، كانت تتمثل بالبلبلة والتذبذب وفق توجهات برجوازية محضة .. فأن أي منصف .. عند مراجعته مراجعة نقدية للمسؤولية وللمواقف والسياسات التي أنتهجها الحزب الشيوعي العراقي ، لا يجد سوى التذبذب والتقلبات البرجوازية الصغيرة . وكان حزبنا الشيوعي العراقي ، يسلك سلوكاً براغماتياً ، نفعياً ، منذ اندلاع ثورة الرابع عشر من تموز 1958 م حتى آخر يوم لحكومة (عبد الكريم قاسم ) .. ومن ثم انتهج نفس السلوك منذ أن أستلم ( حزب البعث ) السلطة في 17 / 7 / 1968 م وأستمر في نهجه ومسلكه حتى عام 1978 و1979م . إذن ، الغريب في أن تكون سياسات الحزب الشيوعي العراقي الرسمية تتسم بسمات البرجوازية الصغيرة ، متذبذبة وقلقة . فهل يكفي أن ندعي ونقول : إننا الطليعة الواعية لطبقتنا العاملة العراقية ؟ فالطليعة تكتسب ، ولا تفرض .. وعلى طبقتنا العاملة العراقية ، أن تقتنع ، بأن الحزب الشيوعي العراقي ، يستحق أن يكون الطليعة ، من خلال تحقيق مصالح الطبقة العاملة .. إننا لم نحقق سوى التشريد والحرمان لطبقتنا العاملة العراقية وهذه حقيقة لا يمكن الهروب منها .
عن أية طليعة تتكلمون ؟ وأنتم بالذات قررتم تسليم القيادات العمالية ، في النقابات، إلى قيادة البرجوازية الصغيرة .. قيادة ( حزب البعث ) في بغداد . يبدو انك قد أصابك داء النسيان يا قائدنا الطليعي ( الصافي ) !! ففي أحدث بياناتكم ونشرياتكم، تؤكدون ، ان حزب البعث العربي الأشتراكي ، هو حزب البرجوازية الصغيرة .. فلماذا إذن سلمتم قياداتكم العمالية لهم .؟ ألم تتخلوا عن ممثل النقابات العراقية في اتحاد النقابات العالمي في ( براغ ) الى البرجوازية الصغيرة ..؟
فبأي حق نتبجح ونتهم الآخرين ، باتهامات ، نحن أولى أن نتهم بها ؟! إن التنكر لمصالح الطبقة العاملة العراقية ، والذي انبثق الحزب الشيوعي العراقي من أجلها أصلاً ، هذا التنكر هو الذي أوصلنا إلى ما نراه ونعيشه اليوم حيث تحول أعتى حزب في تأريخ العراق السياسي الى قزم سياسي تتقاذفه أمواج الأحزاب الصغيرة والكبيرة في العراق الجديد .
فانظروا ، إلى ما كان عليه حزب " فهد " من موقع متميز بين الجماهير والطبقة العاملة وما آل إليه اليوم ، لقد ثبت بالدليل القاطع إن حزبنا الشيوعي العراقي ، لم يكن يتمتع بالحيوية والديناميكية .. حيث لم يستطيع إملاء الفراغ الذي تركه" فهد" وعند المقارنة ، بين قيادة فهد وما بعد فهد تدركون البون الشاسع بأنفسكم ، إن كل ما كنا نملكه من احترام وتقدير لدى أوساط شعبنا العراقي قد ذهب مع ريح الأخطاء . هذا الحب الذي تلاشى يوماً بعد آخر كان بسبب قيادة " فهد " وما كنا نحظى به من احترام ومودة لدى فصائل حركتنا الوطنية العراقية إجمالاً ، كان بسبب ما غرسه من قيم نضالية وتراثية ، يعود الفضل فيها إلى قيادة فهد لوحدها دون الموجات المتلاحقة من القيادات الشبه أمية .
وان كنا منصفين مع أنفسنا ، قبل غيرنا ، علينا أن نقر ونعترف ، على إننا ألحقنا الأضرار بحزبنا ومجمل الحركة الوطنية العراقية . ولا نملك شيئاً خارج تراث " فهد " ولفترة قصيرة جداً من قيادته للحزب .
فكفى أن نشتم الآخرين وان نكيل لهم الاتهامات وعلينا أن نتذكر أن بنياننا كان هشا وتحول إلى أطلال نسكب في جوارها دموع التماسيح والشهداء الذين بنوا صرح البنيان الشامخ للحزب قد لفهم النسيان والى الأبد ولم يبق لهم أثر إلا عند القاعدة الحزبية التي أنتمت إلى الحزب وهي آمنة بمبادئ الشهيد فهد.
كفاكم ، ثم كفاكم ، توجهات يسارية طفولية تارة ويمينية مقيتة تارة أخرى عليكم أن كنتم بحق تعتبرون أنفسكم ، وان الحزب ، هو استمرار لحزب " فهد " عليكم التمسك بشعار فهد الحيوي منذ أن رفعه في المؤتمر الأول للحزب عام 1945 م (( قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية )) . هذا أقل ما يمكن أن تتمسكوا به أن كان في قوس الوقت منزع للمراجعة وأنا أعتقد أن قطاركم قد فات ولا يمكن اللحاق به مشيا على أقدام حميد مجيد موسى .
يقول الصافي ، في مقابلته الصحفية المشار إليها أعلاه عن (الإتحاد الوطني الكردستاني ) و(جلال الطالباني) :
(( أن هذه القيادة ترى أن الوقت مناسب الآن لأخذ بعض الفتات من موائد صدام حسين والحصول على بعض المغانم ، لتعزيز زعامتها ، غير مبالية بأن تحول قواعدها الى جحوش في خدمة النظام ، ودون أن تبالي إضعاف الحركة القومية الكوردية وعموم الحركة الديمقراطية ، وما يترتب على ذلك من تخفيف العبء عن النظام ، أي زيادة قوته أخر المطاف ، وان كان ذلك لفترة مؤقتة بلا شك .)) الثقافة الجديدة العدد 6 السنة 31 الصفحة 25 .
يا لروعة الدجل والتزوير ، وعلى هذه القدرة الفائقة ، لدى قائدنا وكاتبنا الألمعي ! ، بل كاتب عزيز محمد لسنوات طوال ، ترى هل كان الصافي والمعقم هذا وراء كل السياسات الضبابية للمتقاعد عزيز محمد ؟ وانه كان يحفر تحت قدميه ، خاصة وان عزيز محمد ضحل في الثقافة والفكر، فكثيرون هم أؤلئك الذين تمكنوا من رسم سياسة الحزب تحت أبط السكرتير العام، والسيد فخري كريم خير مثال لما نقول فهذا هو من النوع الذي لا يمكن له أن يرتقي إلى القيادة ولكنه يملك خدع وحيل كثيرة يستخدمها للتأثير على المسؤول الأكبر والآن وهو يرتدي جلباب كبير مستشاري الطالباني يلعب نفس اللعبة التي مارسها مع عزيزنا محمد ! والا لماذا كل هذه الأخطاء من شخصية بثقل الطالباني والتي جعلته بعيدا من شعبه قريبا من فخريه ! نعم فقد جعــل فخري من عزيز محمد ألعوبة يقودها كيفما يشاء وشوه سمعته في ختام مشوار الرجل ، ومن ثم جره إلى مواقف لا وطنية و ربطه بالعجلة الأجنبية ، بريطانية أولاً ومن ثم أمريكية ! وصحيح أيضاً ، لو لم يكن لعزيز محمد ، أرضية رخوة ، لما تمكن أحدهم الإيقاع به ، أو لم يكن هو على الاستعداد للنزوع لتلك الأفكار ، خارج نطاق الحزب ، ومبادئه الماركسية ــ اللينينية . يقال أن صاحبت أصدقاء السوء ، فلا بد ان تتحول إلى عنصر سيئ ، وان رافقت إنسانا صاحب خلق رفيع فلابد أن تكتسب منه الكثير من الخلق والحمية . سأواصل ، لنرى ماذا حصل في نهاية المطاف .
ولا أعلم عدد الذين قرأوا المقابلة الصحفية للصافي ، مهما كان عدد القراء .. فاني أفترض انه ليس هناك من يقتنع بما تفضل به الصافي .. حتى هو نفسه غير مقتنع بما قال .؟ لكنه مارس نفاقاً سياسياً . فكيف يقتنع هو حتى يقنع الآخرين ، حين قال: (( وان كان ذلك لفترة مؤقتة)) .ماذا نفهم من فترة الجبهة والتحالف.؟ ألم تكن فترة مؤقتة .؟ أم كانت ستراتيجية بالنسبة لهم ؟ ولكن ( صدام) قد غدر بنا ، بل أكثر من ذلك حيث كنا نتوقع أن يكون صدام بمثابة كاسترو العراق .. ألم تبشروا في مثل هذه المفاهيم في جلساتكم الخاصة..؟! أتنكرون ذلك أم تجعلونني أن أفرغ وثائقي على الطاولة !؟
وأيضاً قوله (( زيادة قوته )) ماذا كان بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي . ألم تكن فترة الجبهة فرصة زيادة قوة وسعة التنظيم الحزبي .؟ ألم يكن عمل الحزب في الجبهة حينذاك هو تخفيف العبء عن النظام .؟ أدعوا الرفاق والقراء معاً ، العودة إلى التقرير التنظيمي العام للحزب لعامي 1974 و 1975 ويقارن حجم تنظيمات الحزب قبل الجبهة ، والزيادة الحاصلة بعد الجبهة وخلال سنتين فقط .! نتيجة عقد الاتفاقات والصفقات والمراهنات المذلة من أجل زيادة قوة الحزب والرزاق يهاجم الإتحاد الوطني الكردستاني ، لأنه يسعى لزيادة قوته ، فبأي حق يفرض الحزب الشيوعي العراقي نفسه، وصياً على الآخرين .؟
وهنا لابد من الإشارة ،عندما أركز على : حزب عزيز محمد والصافي وفخري كريم وحميد مجيد موسى . وليس الحزب الشيوعي العراقي ، لأن هناك فاصــل كبير بين القيادة ، والحزب الشيوعي ككيان وقيم ومبادئ . لهذا ركزتُ ، ولأكثـر من مرة ، تسمية القيادة الشيوعية الرسمية ، إن كان عزيز محمد سابقاً ، أو حميد مجيد موسى لا حقاً ، ولقد لجأتُ إلى هذا التوضيح ، لأن هناك خطأ شائع، لدى الكثير من القوى والحركات الوطنية والقومية ، عندما يشيرون إلى المواقف المتخاذلة والخيانية لطبقتنا العاملة العراقية ، خيانة الوطن والإندماج مع الغزاة المحتل ، يقولون الحزب الشيوعي العراقي ، دون التركيز على القيادة الحالية المنعزلة عن الشعب والجماهير .
ولابد من مخاطبة السيد عبد الرزاق الصافي وأقول له : أوليس احتكار التفاوض والوصول إلى عقد الجبهة والتحالف وأخذ الفتات من النظام وأخذ سلاح السلطة ، هو عمل براغماتي نفعي. كيف يتهم الغير هذه الاتهامات . وقيادة الحزب الشيوعي غارق فيها . أسئلة كثيرة وكثيرة أمام مكتبكم السياسي .. وأنت بالذات يا ( الصافي ) . ماذا تسمي استلامكم كقيادة ( 31 مليون دولار ) من نظام صدام بذريعة الدعم الإعلامي .. وأنت كنت رئيس لتحرير جريدة طريق الشعب . أليس هو فتات نظام صدام حسين؟ أم إنها ليست فتات بل مبالغ مجزية قياساً لما أستلمه السيد الطالباني ( مليون دولار ) ؟ أوليس كذلك يا أخي رزاق . أكره استخدام كلمة عبد الرزاق ، لأنك حّر ولست عبداً .!
من حول قواعد حزبه إلى " جحوش " عام 1974 و 1975 ألم تحولوا قواعد تنظيم كردستان الى مرتزقة للنظام البعثي .؟ ماذا تسمي تلك العملية المشينة هل كانوا ثواراً ، اقتحموا سجن ( الباستيل ) وحرروا السجناء .. ومن هم الذين كانوا سجناء ( الباستيل ) الأطفال والنساء وشيوخ كوردستان . هل كانوا حقاً هدفاً في عمليتكم العدوانية ضد الشعب الكوردي ؟ هل يا ترى ، شاركت طائرات ومدافع صدام حسين في معركة بشت آشان ، للدفاع عن قوات جلال الطالباني ، كما شاركت تلك الطائرات والمدافع عنكم في معارك دربنديخان . ؟
تفضلت وقلت (( إضعاف )) أشدد على كلمة إضعاف . اذا كان الإتحاد الوطني الكردستاني .. قد أضعف الحركة القومية الكردية .. فأنتم ساهمتم في تدمير الحركة القومية الكردية وفق اتفاقية الجزائر الخيانية عام 1975 بين صدام وشاه إيران .؟ ثم عدت بعد سنين عجاف مرت على الكورد وأنت تستلم شهريا الملايين من الدينارات العراقية من حكومة أقليم كوردستان ، ربما لا تعرف أن الدنانير التي تدخل جيوبكم هي من قوت ضحايا الانفال والقصف الكيمياوي فهم أولى بأن يستلموا تلك الأموال ونحن نشاهد بقايا من نساء الانفال منتشرات على مدى البصر في بقايا حقول القمع المدروس وهن يبحثن عن سنابل منسية في شقوق الارض ، ولكن ماذا نقول لمن مات ضميره وأعمت بصيرته وبات لا يرى الا ما يدخل جيوبه , ترى هل يطلع علينا الصافي بعد قرآئته لمقالنا هذا وقد بعثت الروح في ضميره الميت ويحرر بيانا للملأ ويقول قررت أن أمتنع من أستلام الراتب الوزراي الحرام بعد اليوم ؟؟ أي راتب وزاري هذا ؟؟ هل كنت وزيرا في حكومة أقليم كوردستان يوما حتى يسيل لعاب جشعك لأستلام تلك الرزم شهريا ؟؟ ألا يكفيكم العلاج في مستشفيات الاقليم والمبيت في الفنادق الراقية ( خمسة نجوم ) حتى تستلمون ( البقشيش أيضا ) !؟ مثل هؤلاء ضحكوا على ذقون الطبقة العاملة لأعوام وأعوام يا قرائي الأعزاء !!
لقبك ، أو كنيتك ( الصافي ) فهل حقاً هذا هو " الصفاء " يا ترى ؟ ما هذا ،أهذيان أم ماذا ؟ هل كانت أقوالك من بنات أفكارك ؟ أم تعبيراً لأراء وأفكار سكرتيرك الذي تنكر لأبناء عمومته وفق أوامر القيادة السوفيتية المنحرفة .
ثم تقول : (( إضعاف الحركة الديمقراطية )) . ما علاقتكم بالديمقراطية ، هل وفرتم الديمقراطية في لجنتكم المركزية ، لن أطلب الديمقراطية للحزب عموماً إنما لنخبة اللجنة المركزية . إن القرار في السنوات الأخيرة كان لفخري كريم ولم يكن لعزيز محمد أو حميد مجيد موسى الذي دفعه إلى ترؤس القيادة المعزولة عن الجماهير .
ثم أيضاً تفضلت وقلت (( ولا يمكن أيضاً إغفال تأثيرات الأوساط الامبريالية تمد أصابع خفية هنا وهناك . )) ؟
ألم تحاورا بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وعقدتم علاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية ، وذهب قطبكم ( فخري كريم ) إلى الرياض ، لم يلتق مع جلالة الملك أو وزير الخارجية .. إنما حج مع مدير مخابراتها واستلمتم دعماً مالياً منهم . وكان الوفد برئاسة حليفكم بعد ( بشت آشان ) السيد جلال الطالباني .؟
ألم تكن أنت بالذات أحد أعضاء(المؤتمر الوطني العراقي) ممثلا ًعن الحزب الشيوعي العراقي بقيادة الدكتور أحمد الجلبي، وتستلمون مساعدات المخابرات المركزية الأمريكية عن طريق (الجلبي ) بصورة صريحة أمام جميع أعضاء المؤتمر . لماذا حلال عليكم .. كل تلك الصفقات ، وحرام على غيركم . ؟
ألم يرد عليك الجلبي في إحدى اجتماعات المؤتمر الوطني العراقي عند بحث موضوع ترسيم الحدود مع الكويت قائلاً (( على جميع الحاضرين أن يعلموا إننا ضمن المخطط الأمريكي وان لا تكون لديكم أوهام وأن ما تأخذونه من المساعدات المالية هي من المخابرات المركزية الأمريكية .. عندما طرحت على الدكتور أحمد الجلبي أن ما تستلمونه لا ينسجم مع سعة الحزب الشيوعي .. عند ذاك كان رد الجلبي هو إن كان لا يعجبكم تلك المساعدات عليكم باستعادة كل ما أستلمتوه )) ؟ فحال قيادتكم كحال السيد جلال الطالباني ، لستم الأفضل بل كلكم سواء في سواء . وأسأل ألم يكن السيد جلال الطالباني قد آواكم في منطقته وأصبحتم في رعايته . ؟ لماذا تخليتم عن دماء شهداء بشت آشان لقاء راتب تقاعدي بدرجة وزير أنت ورفاقك كالدكتور كاظم حبيب والراحل رحيم عجينة .. وهناك آخرون .. هذا هو نوع التسوية بين القيادتين الشيوعي والاتحاد الكوردستاني ، كما تسائل شقيق الشهيد في السويد وأتمنى أن يقرا سطوري هذه.؟!
فهل من المعقول أن تنسى هذه السنوات القليلة ؟ وتتكلم عن سيرتك الحزبية قرابة 50 عاماً ؟ إذن ليس هو النسيان إنما هو نفاق سياسي يا رزا " قنا " .؟
وهل الإتحاد الوطني الكردستاني .. قبل بـ 13 مقعداً في المجلس التشريعي لمنطقة كردستان إضافة إلى ثلاث مقاعد في المكتب التنفيذي للحكم الذاتي لكوردستان؟أم أنتم ضربتم عرض الحائط ، ديماغوغيتكم في الأ دعاء بديمقراطيتكم . ؟
وتتهمون غيركم بـ (( إضعاف )) الحركة الديمقراطية .؟ لقد خاطبتكم فيما سبق وقلت لقد مسختم الحزب .. لابد أن تتذكر عند زيارتك ليّ في مقر عملي في صبرا وشاتيلا .. كيف سمحت لنفسك أن تكون مندوباً لفخري كريم وقلت لي نصاً ( أبو نبيل يحبك ويريد خاطرك ، أرجوك أبو جلال لا تشدد الخلاف بينك وبينه ..؟ وأنت تعلم جيداً لم يكن ليّ خلاف شخصي معه ، إنما كنتُ أختلف معهم فكرياً وسياسياً فهم في واد وإنا في واد. ألم أنقل لك قوله ( والله يا أبو جلال خبصتنا بفهد فهد فهد .. قدم ليّ إنجازاً واحداً عن فهد ) ..؟!
وأخيراً أذكرك وأقتبس هذا التعبير من الدكتور كمال فؤاد ، الشيوعي السابق ، عضو فرع كوردستان عام 1956 تحت الاسم الحزبي آنذاك (( قلغان، أي الدرع )) رئيس اتحاد الطلبة الأكراد في أوربا وأحد أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني لاحقا حيث قال وباللغة الكردية :
( به خوا مهنه كه مان زور ره زيل بوه براكم . ) أي ( والله يا أخي لقد كسدت بضاعتنا) . يقصد بالمهنة ممارسة العمل السياسي .
فهل من المعقول ، يا رزاق ، وبعد أكثر من 50 عاماً من العمل السياسي ، أن تصل إلى هذا المستوى . ؟ ألم أطلق عليك وبصورة اعتباطية : وقلت : ما هذا ، هل هو هذيان ..؟ فكل من عرفكم وقرأ مقابلتكم الصحفية ، لابد أن يصل إلى هذه النتيجة! ما كنتُ أرغب أن تصل إلى هذه النتيجة ، ففي يوم ما كنتُ معجباً بك .. لم أندم طيلة حياتي بقدر ندمي ، عندما حاربت الحركة الانشقاقية (راية الشغيلة) وأنت كنت فعالاً في راية الشغيلة ومن ثم ندمي عندما كنتُ منفرداً في توجيه الضربة القاضية للحركة الانشقاقية ( القيادة المركزية) .. وأخيراً تقبل مني فائق الاحترام والمودة وأقدر عالياً نضالكم والمثابرة في عملكم المضني .. رغم المطبات والانكسارات والتراجعات فلا بد أن تكون للصداقة والزمالة حق علينا وليس مثلك وقد رميتني ظلما لدى الاخ طالب عواد .
شوكت خزندار كتب في 31/ تموز/ 2011 .

#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات