أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الصايغ - طقوس تأبين الأحزان ... !!! ؟؟؟














المزيد.....

طقوس تأبين الأحزان ... !!! ؟؟؟


مريم الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3441 - 2011 / 7 / 29 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


الساعات تمر كلحظات و الأيام لا نشعر بها قبل مرور الأسابيع لتمضي الشهور ليكتمل العام ... !!!
هكذا حدثت الفتاة نفسها بصوتِ خفيض مندهشة كيف مر العام سريعا ... !!!
بالرغم من أحداثة الكثيرة و دهاليزه الموحشة !!! ...
نظرت للزينة و الأضواء حولها و بقايا الحفل الصاخب ...
ثم حولت عيناها حيث اعتادت أن تنظر نحو ساعة الحائط الأثرية التي تعانق جدار الحجرة منذ طفولتها المبكرة ...
نظرت نحو عقاربها بعينان متوسلتان ... راجية إياها أن تهدأ قليلا فهي لا تريد أن يباغتها الموعد السنوي ... الذي تنتظره و تخشاه ...
لكن العقارب لم تصن عشرة الأعوام و ليالي الانتظار واللهفة و الأحداث الجسام !!!
بل صرخت بأصوات التهليل فيما يشبه جنون النشوة حتى تخالها تطير أو ترقص ...
لتعلن انتصاف ليل الرابع و العشرون من شهر أكتوبر
لتذرف الفتاة دمعتين في صمت ، و تصعد في استسلام حيث اعتادت أن تجلس مع صديقتها في علية المنزل العتيق ...
و كعادتها وجدتها تنتظرها بكل شوق كأرق صديق ...
جلست و لم تستطع للحظات أن ترفع رأسها حتى لا ترى
الصديقة دمعها الرقيق الذي تحول في لحظات لصبيب
لكن ما هي سوى لحظات و بالرغم من كل الدمعات ...
رفعت الفتاة رأسها ... ثم صوتها و قالت لها :
أنها ليلة تأبين الأحزان صديقتي ... و أنا هذه السنة أحزاني كثيرة وانكساراتي أكثر و روحي هزيلة !!! ...
بعد أن قالت الفتاة هذه الكلمات ... شعرت وكأن الصديقة اقتربت أكثر و كأنها تشجعها على استكمال بوحها الحزين ...
فقالت الفتاة بصوت يخنقه الحزن :
الليلة كل أخباري حزينة ليس لدي سوى أحزان بدون أحلام
و مع هذا أجد صعوبة في ممارسة طقوسنا ...
فكيف تطلبين مني أن أؤبن تلك الأحزان وأعود فارغة حتى منها ؟؟؟ ...
صمت الفتاة للحظات لتستعيد هدوئها و تهدي من روعها قليلا وأخرجت عود الثقاب لتشعل سيجارتها ...
ثم نظرت نحو الصديقة بعدم اكتراث قائلة : نعم أصبحت لا أهدأ سوى بها ولا استمتع سوى بتدخينها ...
فلا تسعلين أو تتهمينني بأني افسد سماءك فحولك ملايين الأبخرة والأدخنة تتصاعد نحوك فلن يقتلك دخان سيجارتي !!!
مرت اللحظات بطيئة والفتاة تنفث دخان سيجارتها بعيدا عن هواء الصديقة حتى لا تضايقها ...
لكنها لاحظت أن شعاع الصديقة خفت جدا .. فخافت أن تمضي و تتركها وحيدة ...
فأسرعت و أطفئت سيجارتها ... متمتمة : استريحي قد أطفأتها من أجلك فلا ترحلين ...
فتألقت الصديقة جدا .. فقالت الفتاة : - أها - لم تكوني راحلة أنا من توهمت انكي سترحلين
ثم غمغمت بكلمات شبة مسموعة ... كيف سترحلين يا صديقتي و أنتي لتأبين أحزاني تنتظرين !!!
و أنا لن أطيل انتظارك فالليلة لن نعدد المآثر و لن نفند الأسباب ولن نحلل المواقف و الكلمات ...
الليلة سنكتفي بأخذ العبرات مما حدث طوال عام !!!
أولا : القلب أمتلكه داهية ... !!! نعم لا تتعجبين !!! أو تتساءلين ؟؟؟
مع القلب لا تقولين كيف تسلل داهية إليه ؟
قد يكون بكلمات العشق أو بحيل الضعف أو بحرفية خبير !!!
المحصلة النهائية أنه بطرق غير معلومة أمتلك القلب لا لرغبة فيه لكن لرغبة في إعلان انتصاره على كل قلب يرمي شباك كلماته حوله ...
ليتغذى عليه و يمتص رحيق حياته وأفراحه و انتصاراته و يبثه ضعفه و و انكساراته !!!
لذا بعد عام لم يتبقى لي منه سوى قلب تحطم زجاج نافذته الحصين و ملايين الكتيبات المليئة بالأسطر ...
- ها .. ها - نعم أسطر مليئة بالحروف و الكلمات صاغها في عبارات
عندما أعيد تصفحها أتعجب !!!
نعم أتعجب كيف أننا في لحظات قد لا نرى الحقائق الواضحة و نغفل بإرادتنا المتعمدة الكثير من المرئيات ؟؟؟
ثانيا: الروح ... آها ماذا عن الروح ...
لا للروح ملائكية الطباع قصة أخرى ... !!!
فقد هزلت و توارت داخلي ...
فكل من قابلتهم لا يشغل بالهم سوى القناع الخارجي والعبث و الجسد ... !!!
و أنت تعرفين كم أزهد هذي الحياة .
لذا صديقتي اليوم لا أخفيك سرا إن قلت لك أنني أفكر جديا في أن اعقل و أتعامل مع معطيات الحياة بدون أحلام أو رومانسية
فلا أصاحب نجمة مثلك و أبثها أفراحي وشجوني .
كما يجب على أن أهجر فصيلتي من العصافير فلا نغرد أو نتجول في فضاءنا الفسيح !
و لا أطوف بحار العالم في صحبة جنيات البحور السبعة !
و يجب أن أهجر كل الأماكن التي تعشقني و تتوق لرنات ضحكاتي و تحتفظ برائحة عطري و تردد غيبيا سيمفونية خطواتي .
نعم حان الوقت لأعود بكل قوة و صرامة لأتعايش مع هذا الواقع المقيت
و تلك الكائنات التي لا تبغي سوى الانتقام و المجادلات و كثرة الكلام !
آه يا صديقتي أفكر في ارتحالهم جميعا و الجلوس معك هنا بعيدا عن كل الأحزان .
آه يا إلهي إلى أين تأخذني الأيام ؟؟؟ !!!
مساحات من الصمت طالت أو قصرت مرت بالفتاة وهي على هذه الحالة
ثم بزغت خيوط الشمس من كل اتجاه و اختفت الصديقة ،
فتيقنت الفتاة أنه لا يوجد بالحياة شيئا أبدي ...
فطوت ليلة الأحزان و نزلت لتبدأ لحظات ممتدة من التحدي .
كليوباترا عاشقة الوطن .



#مريم_الصايغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدمية التي علمتني اتيكيت الحياة ... ؟؟؟ !!!
- الهنغاريون - حراس المدينة المقدسة - كمعول أخير في يد العرب ل ...
- المصالح الأمريكية - الإسرائيلية المشتركة و الانتحار السياسي ...
- قانون الأمر بالواقع و تكبيل أحلام ممارسة الحريات السياسية ؟؟ ...
- في دهاليز... الفقر صنع في مصر؟؟؟ قنابل موقوتة !!!؟؟؟...
- وطني ينزف حكايات و أرقام و مسكناته منتهية الصلاحية ... !!! ؟ ...
- الاتجار بالبشر السلعة الأكثر رواجاً في عالم البيزنس ... !!! ...
- الولد المشاكس ... جوليان اسانج ... !!! ؟؟؟
- بلبل و الثري باربز ؟؟؟ !!! ...
- قلبي ع ولدي انفطر وقلب ولدي على حجر ... في زهايمر ؟؟؟ !!!
- عيش نملة تأكل سكر يا أبن القنصل ؟؟؟ !!! ...
- و أنطلق مهرجان أبو ظبي السينمائي ليناصر غزة وينتصر لحرية الت ...
- لما السواق بتاعك تحصله حادثة !!! سيبه يبكي ع الرصيف ...؟؟؟ ! ...
- يا حزني أشرق ضياء العام الدراسي الجديد و روائح فساده تسبقه . ...
- إذا كان الفساد سببه اللامركزية و تفويض السلطة قيم التجربة يا ...
- يا مجلس قضاة مصر ... ملكات مصر هن من سيحكمن عليكم أمام العال ...
- تسالي تيك أواي ... !!! لنهيس ... لنسنجل.. !!!
- في رقبة من ؟ دماء شباب عيد الحب المجيد ؟؟؟ !!! ...
- بلاغ عاجل لضمير الإنسانية ... أغيثونا نعاني من أباطرة الفساد ...
- الكرة الأرضية قلبها وجعها من الجلوبال ورمنج يا كيوتو ...؟؟؟! ...


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الصايغ - طقوس تأبين الأحزان ... !!! ؟؟؟