أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الصايغ - الدمية التي علمتني اتيكيت الحياة ... ؟؟؟ !!!














المزيد.....

الدمية التي علمتني اتيكيت الحياة ... ؟؟؟ !!!


مريم الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 17:59
المحور: الادب والفن
    


اتصلت بي أحدى صديقات العمر لتزف لي خبر مولد ملاكها الجميل الذي انتظرناه بكل شوق ...
وأيضا لتتأكد من موعد عودتي للقاهرة على وجه التدقيق , لنحتفل جميعا بهذا العطية الحسنة ...
ثم أخبرتني عن مفاجأة غير متوقعة !!!
فقد تقابلت بالمشفى مع صديقة لي كنت قد فقدت كل اتصال بها منذ عدة أعوام ...
وقالت لي: أنها هي الأخرى رزقت بفتى ...
ولتزيد الغموض قالت لي : هل تعرفين ماذا أطلقت على الصبي ؟ سالت : ماذا ؟
أجابت : الاسم الذي حلمتي أن تختاريه لفتاكي ... !!!
بعد هذه العبارة لم أستطع سماع كلمة أخرى ... سوى عبارة في نهاية حديثها ...
قالت فيها : أليست تلك الصديقة من فضلتيها علينا جميعا و كانت هي الوحيدة التي لم تحفظ لكي المودة ... !!!
كلماتها تلك أعادت لي شريط ذكرياتي الخفي لأتوه بين سراديبه ...
تذكرت سري الغير خفي عن الجميع وهو مدى عشقي للملابس الراقية منذ طفولتي المبكرة ،
لذا اعتدت التعامل مع أسماء و ماركات بعينها ...
وعندما حان موعد الكريسماس ذهبت إلي الأماكن التي اعتدت التسوق فيها مع والدتي ,
وكنت في ذلك الوقت قد تخطيت سن العاشرة بشهر ... وقد تملكني شعور قوي أنني قد أصبحت مدموازيل ذات وجود أنثوي طاغي ...
لذا لم تعد ترضيني كل أماكن التسوق التي اعتادتها
و ذهبت لمكان جديد يعرض ماركاتي المحببة و به المزيد من الماركات التي لم أجربها من قبل ...
و رغم تنوع المعروضات لكن عيناي التقطتا فستان موديل إنجليزي من قطعتين ملتصقتين ...
القطعة الداخلية بلوزة صوف هاي كول و القطعة الخارجية فستان جابونية من القطيفة ذو رسومات دقيقة ...
فسألت البائعة عن لون احمر فقالت لي أنهما قطعتان فقط المتبقيتان ...
أورانج غامق و أصفر !!! و المدهش أنهما مقاسك .
و بالطبع لم أغامر و اشتري الأصفر فقد كان شعري في هذا الوقت به خصلات شقراء اللون ...
فأخذت الأورانج الغامق وخرجت من المكان و أنا أشعر أنني برينساس الكريسماس .
و جاء يوم العيد وذهبت مع صديقاتي لنحتفل فقابلت الفستان الأصفر في قاعة الاحتفالات !!!
و في لحظة تركت صديقاتي و ترك الفستان الأصفر صديقاته و جلسنا معا لنتعارف ...
فوجدت طفلة أكبر مني بعام ... انحل مني لكنها ترتدي مقاسي لشغفها بالفستان...
سمراء ذات شعر أسود و أسنان تتعارك فيما بينها داخل فمها !!!
لكنها ذات ابتسامة ساحرة ... و قلب شديد الصفاء ... و عيون بريق الدهشة والانبهار تغلب عليهما ...
مما جعلني أستسلم بكل طواعية لرقتها وشغفها و منذ ذاك الكريسماس لم نفترق .
فكنا نذهب لنشري لونان من كل شيء نجده وكانت تعشق هداياي في عيد ميلادها ...
و كنت أفكر بكل عناية في اختيار هديتها لأري فرحة المفاجأة في عينيها ...
وبالرغم من أنها كانت تكبرني بعام و أربعة عشرة يوما لكن عيد ميلادنا كان يوافق نفس اليوم .
و كنت بالرغم من انشغالاتي وأسفاري الكثيرة و احترافي العمل الصحفي - و أنا مازلت بعد في مرحلة الدراسة الثانوية -
لكنني كنت دائما أروي بزار المحبة والصداقة بيننا ...
حتى كان عام التحاقها بالجامعة فذهبت للجامعة و تعرفت على عالم مختلف واتخذت لها أصدقاء وصديقات جدد وبدأت تنفصل عني تدريجيا ... !!!
ثم حان وقت عيدها ميلادها و كان يجب أن نلتقي وفق طقوسنا ...
و ظللت لعدة أيام أفكر في هدية رائعة لها إلى أن رأيتها في أحدى جولاتي دمية رائعة شقراء الشعر زرقاء العينان مرمرية البشرة ...
هيفاء الطول عذبة الصوت و الملامح ... واو
فوقعت في غرامها منذ اللحظة الأولى و قررت أن تكون الدمية هديتي لها و هديتي لنفسي مكافأة على حسن الاختيار.
و بالفعل اشتريت دميتان شقيقتان ... و انتظرتها في مكاننا المفضل وفق موعدنا ...
و طالت بي اللحظات والدقائق واستطالت لساعتان و أنا أنتظر بكل محبة فقط لأمتع عيناي بنظرة الدهشة والشغف في عيناها ... !!!
لكن طال انتظاري بلا فائدة وعندما هممت بالانصراف دخلت شقيقتها المكان مصادفة ...
فأعطيت لها الدمية و طلبت منها أن تنقل لشقيقتها... أحلى أمنياتي لها بسنوات تملؤها السعادة والخير والمحبة وانصرفت .
و منذ تلك اللحظة حتى يوم ميلادي لم أسمع من صديقتي أي خبر !!!
أربعة عشرة يوما كاملة تلونت بألوان الحزن القاتمة و هي لا تدري !!!
و توقعت يوم عيد ميلادي أن تأتي لحفلتي ...
لكن جاء القريب والبعيد و الصديق والغريب أم هي فلم يظهر لها اثر !!!
في الكريسماس صادفتها في قاعة الاحتفال في وسط جمع لم أراه من قبل و كانت تبدو غريبة الملامح فقد تصالحت أسنانها المتخاصمة ...
لكن شيئا ما فيها قد تغير ليس في الملامح فقط بل وفي الخصال ...
لكني بادرتها بالسلام فردته بكل فتور !!!
فابتعدت عنها لأعود لصديقاتي فوجدتها تأتي خلفي لتوبخني ... !!!
توبخني على ماذا ؟؟؟
على دميتي و قالت وقتها أشياء كثيرة لم أستطيع سماع الكثير منها ...
لصوت الحفل الصاخب لكنني أصبت بالحزن والارتباك فقد بحثت في الجسد النحيل الذي يصرخ أمامي عن صديقتي ...
فلم أجدها و لم أعد أرى بريق عيناها و دفء ابتسامتها ... !!!
و الغريب أنني لم أستطع أن أرد على كلمة واحدة من كلامها فقد عقدت الدهشة لساني
و تجمدت جميع المشاعر داخلي !!!
لكن كل ما استطعت أن افعله هو أن أعطيها ظهري... و أخرج من القاعة شاكرة جدا ...
للدمية المحبوبة التي علمتني اتيكيت جديد في الحياة وكشفت لي وجها خدعت فيه خلال أروع فصول حياتي !!!
كليوباترا عاشقة الوطن .



#مريم_الصايغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهنغاريون - حراس المدينة المقدسة - كمعول أخير في يد العرب ل ...
- المصالح الأمريكية - الإسرائيلية المشتركة و الانتحار السياسي ...
- قانون الأمر بالواقع و تكبيل أحلام ممارسة الحريات السياسية ؟؟ ...
- في دهاليز... الفقر صنع في مصر؟؟؟ قنابل موقوتة !!!؟؟؟...
- وطني ينزف حكايات و أرقام و مسكناته منتهية الصلاحية ... !!! ؟ ...
- الاتجار بالبشر السلعة الأكثر رواجاً في عالم البيزنس ... !!! ...
- الولد المشاكس ... جوليان اسانج ... !!! ؟؟؟
- بلبل و الثري باربز ؟؟؟ !!! ...
- قلبي ع ولدي انفطر وقلب ولدي على حجر ... في زهايمر ؟؟؟ !!!
- عيش نملة تأكل سكر يا أبن القنصل ؟؟؟ !!! ...
- و أنطلق مهرجان أبو ظبي السينمائي ليناصر غزة وينتصر لحرية الت ...
- لما السواق بتاعك تحصله حادثة !!! سيبه يبكي ع الرصيف ...؟؟؟ ! ...
- يا حزني أشرق ضياء العام الدراسي الجديد و روائح فساده تسبقه . ...
- إذا كان الفساد سببه اللامركزية و تفويض السلطة قيم التجربة يا ...
- يا مجلس قضاة مصر ... ملكات مصر هن من سيحكمن عليكم أمام العال ...
- تسالي تيك أواي ... !!! لنهيس ... لنسنجل.. !!!
- في رقبة من ؟ دماء شباب عيد الحب المجيد ؟؟؟ !!! ...
- بلاغ عاجل لضمير الإنسانية ... أغيثونا نعاني من أباطرة الفساد ...
- الكرة الأرضية قلبها وجعها من الجلوبال ورمنج يا كيوتو ...؟؟؟! ...
- النجم اوباما وغزوة نوبل العظمى ... !!! ؟؟؟ ...


المزيد.....




- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الصايغ - الدمية التي علمتني اتيكيت الحياة ... ؟؟؟ !!!