يا حزني أشرق ضياء العام الدراسي الجديد و روائح فساده تسبقه ... ؟؟؟ !!! ...

مريم الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 19:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

يوم الخميس كان يوم لا يتكرر في بيتي سوى مرة واحدة بالعام ... !!! ؟؟؟
- والحمد لله أنه يزورنا كل سنة مرة وألا كان أنقلب حال البيت السعيد - !!!
فقد بدأ النهار بمحاولة هادئة مني لإيقاظ صديقي الصغير من النوم بكل رقة ووداعة ...!!!
لكنها للأسف لم تؤتي ثمارها سوى بعد ساعة ونصف تقريبا !!!
- رغم أن صديقي يصحو من النوم بمجرد عبوري بجوار غرفته !!! -
لكن لا يهم فاليوم هو يوم غير عادي يزورنا مرة بالعام كما أوضحت
المهم أنه بعد أن أتى إزعاجي له ثماره ... نظر لي بكل برود ثم أكد لي أن
مشوارنا الهام جداً في نظري لن يؤتى ثماره وأنني سأرى نتيجة فعلتي
وسيضحك من إحباطي ... !!!
لكني طمأنته أن كل شيء سيكون على خير ما يرام و سأثبت له خيبة ظنونه
القائمة على تجارب مريرة سابقة زالت أسبابها الآن بتولي وزير التعليم الهمام مقاليد التعليم في بلادنا العظيمة !!!
فأطاع صديقي الصغير كلامي ونفذ طقوسه كاملة وأصبحنا مستعدين ليومنا الرائع المختلف ...
وصلنا مدرسته الرائعة قابلنا كل الوجوه اللطيفة التي اعتدناها مدة عامين
وسنكمل معها هذا العام فقط لأن لدينا خطط أخرى بمكان مختلف
بدئت طقوس الاستقبالات بقياس يونيفورم المدرسة الواحد تلو الآخر
- و يا لهوتيشي الواد طلع خارق مفيش مثاله معملوش حساب مقاساته العجيبة –
الغريب أننا العاميين السابقين وجدنا مقاساته بكثرة والأغرب أننا نجد مقاساته بكل فروع محلات الملابس حول العالم ؟؟؟
- لكن معلشي مش مهم ... المهم أنهم اعتذروا وقالولنا ... !!! يا فرحتك يامة قالولنا ... -
أن الملابس ستكون جاهزة يوم السبت ؟؟؟!!!
و تساءل صديقي في براءة مصطنعة ودموع التماسيح تكاد تفر من عينيه وإن لم تكون جاهزة كيف سأحضر لمدرستي الحبية ؟؟؟ !!!
فلم يجد إجابة !!!
فقال : معلشي أمري لله بقه أجي بالتريننج سوت
فجاءت الإجابة أن التريننج سوت غير متواجد أيضاً
فأخفى صديقي شماتته في .. وقال : خلاص مش مهم أنا هجي مدرستي حتى لو بالكاجوال وير المهم مش ممكن أغيب ولا لحظة عن مدرستي حبيبتي .
فجاءت الإجابة ممنوع دخول المدرسة بغير اليونيفورم
فأخفى صديقي ضحكاته وهمس لي : مش قولتلك يا جميل أهي جت منهم
هاتي الكتب وع البيت هعيش حياتي ع النت والباسكتبول زي السنة اللي فاتت
فكتمت غيظي و قلت للمديرة سأظل معك ع اتصال حتى تبلغيني أن اليونيفورم جاهز للاستلام .

خرجت من مدرسة صديقي و أنا محرجة منه للغاية
لكن الفتى قدر موقفي جداً ووعدني أنه لن يستخدم ما حدث بالمدرسة كقرينة ضدي ولن يذلني به سوى بضع مرات في العام
فشكرت الله على جميله .
و نحن في طريق العودة للمنزل اتصلت انتيمتي العزيزة بي واتفقنا أن نتقابل أمام مدرسة طفلها ...
و بالفعل تلاقينا ودخلنا أربعتنا للمدرسة لتدفع المصروفات و تأخذ الكتب !!!
- يا حزني –
لا يعرف أحد في الوكالة اللي من غير بواب شيء عن قيمة المصروفات ولا عن الاختراع العجيب الذي يسمى الكتب الدراسية
فدخلنا لمديرة المدرسة علها تعرف
و بمجرد سؤالي لها – عن الشر برة و بعيد المصروفات المدرسية و الكتب
نظرت لي مديرة المدرسة نظرة المتعجبة من أمر جلل
فنظرت لها نظرة أشد تعجباً أربكتها ...
ثم قالت عن أي كتب تتحدثين ... !!!
يا لهوي !!!
هنا لم أتمالك أعصابي و فقدت كياستي وحكمتي المعهودة و اشتعلت الحرائق في داخلي وتغير مقياس ريختر للصوتيات داخلي
وزاد ضغط الدم داخل شراييني وقلت لها ... بكل برود ... !!!
كتب الفشل العلمي والأخلاقي اللي بتاخدها صحبتي من عندكم ترميها في سلة المهملات أخر العام ...
لأنها خالية من كل علم أو فهم أو أبداع أو رؤية حالية أو مستقبلية !!!
ردت عليا المديرة بكل عنفوان قائلة : ...
فيها أخطاء بيصلوحها ولما تيجي هنسلمهالكم !!! .
عند هذا الحد تدخلت صديقتي و شكرت المديرة وأخذتني للخارج ...
قائلة : مش مهم كده كده مش بنحتاجها تعالي نروح أجيب الكتب الخارجية والسي ديهات و كده أشطة و جبرت .
رد صديقي الصغير أشطات يا انطي ونظر لي شفتي العالم المخلصة مش أنتي أتعلمي يختي أتعلمي يمكن نعرف نعيش في البلد دي .
أمام تعليقات الثلاثة الظرفاء سكت و ذهبت معهم في سلام للمكتبة الفخمة التي تقع في أفخم ميدان ...
دخلنا المكتبة قمنا بتحية البائع وقالت صديقتي للبائع عن طلبها فنظر لي البائع نظرة المتوجس ثم قال لها :
الموضوع دا مع صاحب المكتبة أتفضلوا ادخلوا له
نظرنا لبعضنا البعض ثم دخلنا لصاحب المكتبة الذي قال لنا :
طلبكم عندي لكن سعره معرفش هيكون عليكم حنين ولا لأ
فقالت له صديقتي : سعر الكتاب كام
قال لها في السوق السودا وصل لمية جنية لكن أحنا بنراعي ضميرنا
هدهولك بس بتمانين جنية
المرة دي صاحبتي هي اللي تطوعت ورقعت بالصوت الحياني
وقالت : يا خرابي ...!!!
شكرنا الرجل الذي نظر إلينا نظرة من أعتقد أنه يتعامل مع هوانم
فوجد نفسه يتعامل مع طبقات المجتمع الكادح !!!
- عارفين النظرة دي بلاش أوصفهالكم بالبلدي مش عايزة أفتكرها تاني !!! .-
قمنا بزيارة جميع المكتبات وتكرر ما حدث في المكتبة سابقة الذكر بكل اللاحقين !!!
- خلاصة القول كده من الأخر أتظبطنا يا بشر !!! –
ثم أبى اليوم أن ينصرم بخير إلا بمقابلة مدام لطيفة من صديقات انتيمتي
فوقفنا نتحدث و عرفنا أنها قابلت مدرس أبنتها وقد طلب 70 جنية في الحصة ليأتي لتدريسها فسألت في بساطة هي أمورتك في سنة كام
ردت في كي جي تو
هنا لم أتمالك نفسي وقلت :
الله يسامح الوزير اللي كنا فاكرينه هيصلح التعليم ويطور المناهج التعليمية و يحسن شكل و محتوى الكتاب !!! ...
لكن !!! الكتب الدراسية أصبحت من الخرافات والخارجية... أصبحت من المنقرضات ...
وساب مسؤليات التعليم وإشتغل جابي حقوق ملكية فكرية من علم سيبويه و فيثاغورث و نيوتن
ووخرب بيوت أولياء الأمور بالدروس والمصروفات .
أما عن الفساد اللي وصل للركب فهنا ستصمت كليوباترا عن الكلام
عشان الموضوع هيبقى فيه كلبوش ولا محال .
أشطة يا كوكي بلا علام بلا كتب بلا مصاريف !!!
عيش يا البي حياتك ع النت ووريني أحلى أجوان في الباسكت يمكن تنفع وتلاقيلك شغلانه يا متمكن .
رحمتك يارب ... كليوباترا عاشقة الوطن .

#مريم_الصايغ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل