أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - حياة شرارة .. شعلة الكفاح وجريمة السفاح..!














المزيد.....

حياة شرارة .. شعلة الكفاح وجريمة السفاح..!


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3441 - 2011 / 7 / 29 - 12:36
المحور: الادب والفن
    



حياة شرارة اسم ذو نغمة متميزة يتسللُ للقلب، بسهولة ويسر يتخطى حواجز السمع لمن لا يعرفها أو يلتقي بها، فكيف إذا كان متابعاً لها أو قد عرفها عن قرب؟..لا أدعي معرفة بها.. لكنني موقن أنها شكلت جزء من تكويني منذ أن بدأتُ قراءاتي الأولى .. كانت مقالات وترجمات وكتابات الدكتورة حياة جزء من مطالعاتي في مطلع السبعينات قبل أن التحق في صفوف الأنصار ..
في الأنصار تواجد بَيننا عدد من طلبتها اذكر منهم خدر هفن – طارق وفيصل الفؤادي – أبو رضية عرفنا منهم أنها كانت تتابع أدق التطورات في الوضع السياسي في تلك الأيام الصعبة، بالرغم من ابتعادها التنظيمي عن صفوف الحزب الشيوعي.. لا بل أن طارق قبل التحاقه بنا كان قد صارحها وقال لها:
ـ سأغادر مقاعد الجامعة لألتحق بصفوف الثوار..
بين تلك الأيام.. في ذلك الزمن الذي استحكم فيه المستبدون، واليوم ثمة مسافة.. مسافة شاسعة، تغطي مساحة من أربعة عقود مضت.. كانت محملة بالجرائم والفظاعة والموت والدم.. حروب وكوارث.. قهر وإذلال .. خوف ورعب..قتل وتشريد.. فقر وجوع.. حرمان وعذاب.. تخريب وجهل..موتى ومغيبون.. مقابر وانفالات..سبايا وعبيد..مسحوقون وأذلاء..ضياع وفقدان..آلام وجراح..استوطنت الأرض ونخرت البنيان وأرهقت النفوس ودمرت الحياة..
حياة شرارة لم تكن بعيدة عن هذا المصاب.. أصابها الكثير.. عانت من جور السلطة وممارساتها القمعية.. ونهلت من معاناة غيرها وتجرعت الكثير من الهموم.. كانت محاصرة في أروقة الجامعة ومنعت من السفر.. اغتيل زوجها.. تعرضت للابتزاز..مورست معها شتى الوسائل للنيل من كرامتها.. صبرت ..تحملت..صمدت.. وكانت رغم العسف تواصل العطاء.. أنجزت في تلك الأجواء الكثير ..أبدعت في مجالات متعددة..أنجزت المزيد من البحوث الأدبية وكتبت القصص والروايات بالإضافة إلى الدراسات الأدبية المتميزة.. وكانت ترفد طلابها بالعزيمة وتواظب على مساعدتهم وتوجيههم بالرغم من إدراكها أن الدائرة تضيق من حولها والمتربصون بها يشحذون هممهم للنيل منها.. كانت المعادلة غير مستقيمة بالنسبة لهم والحل يكمنُ في ما خططوا له.. وفي ليلة سوداء مع مطلع آب.. فارقت حياة الحيات.. لم تكن وحدها بل رافقها في تلك المأساة ابنتها مها..
تقول عنها شقيقتها بلقيس في مقدمة رواية إذا الأيّام أغسقت، بما يوحي أنها انتحرت كما سمعنا وسمع الآخرون بذلك في تلك الأيام الصعبة التي كان من العسير التحقق من الخبر.. ( أحست أنها أمام منعطف الهاوية عندما فقدت الحياة مغزاها وهدفها، ولم يبق أمامها ألا الهرب والتخلص منها وإطفاء جذوتها.فقد وصلت إلى الخطوة الأخيرة في مفترق الطريق الحاسم، الفاصل بين الحياة والموت، ووجدت راحة في إنهاء مسيرة الحياة والتخلص منها )..
لكن الحزب الشيوعي نشر في مواقعه بعد سقوط الدكتاتورية خبراً عنها ينصُ على أن حياة قد ذبحت مع بنتها.. (الدكتورة حياة محمد شرارة زوجة الدكتور محمد صالح سميسم وأبنتها واللتان اغتيلتا ذبحا في منزلهما في بغداد) ..
أياً تكن الحقيقة لا تغير من جوهر الأمر.. لكن التوثيق مطلوب والتدقيق في التاريخ والمعلومة أفضل من تعدد الروايات والتواريخ المثبتة المختلفة في عدد من مواقع الانترنيت ..
والأهم ما تركته الفقيدة من كتابات في شتى المجالات، المتوفر الآن للقراءة هو روايتها الوحيدة (إذا الأيّام أغسقت) التي طبعت عام2002 في بيروت وأضنها هي الأخرى نفذت وغير متوفرة في الأسواق الآن ..
لن اقترح على الدولة تخليدها بنصب يتوسط جامعة بغداد أو أحدى ساحات مدينة النجف حيث ولادتها أو الناصرية التي نشأت فيها .. فهي تستحق أكثر من هذا.. بل سأقترح الممكن .. الممكن فقط وهو أقل ما نفعله وفاء لها.. من خلال طبع كتبها ومؤلفاتها وبقية نتاجاتها في مجال القصة والرواية والأدب..
لقد كانت حياة شرارة شعلة للكفاح والأمل ساهمت منذ نعومة أظافرها في العديد من النشاطات عبر منظمات الشبيبة والطلبة ورابطة المرأة وحضرت مؤتمراً عالمياً للسلام في براغ عام 1952 ونشاطات سياسية فاعلة قبل أن توجه إلى لبنان وسوريا ومن ثم مصر للدراسة، والعودة إلى العراق بعد ثورة تموز1958 لتلتحق بكلية الآداب في جامعة بغداد ومن ثم في جامعة موسكو، ومن جديد العمل في جامعة بغداد بعد أن قررت التفرغ للتدريس والعمل الأكاديمي، الذي شهدَ هو الآخر أنها كانت نموذجاً راقياً في التعامل والعطاء الفكري والمعرفي بشهادة زملائها وطلابها الذين يفتخرون بها وما زالوا يتطلعون لذلك اليوم الذي تكرم فيه ..
لقد آن الأوان لتكرم حياة شرارة ..
والمطلوب من وزارتي التعليم العالي والثقافة الاستجابة لما يطرح من مقترحات بخصوص العشرات من المبدعين المغيبين في العهد الدكتاتوري المقبور؟..
في هذا يكمن الفرق بين العهدين والزمنين..
المجد لكل من اختار موقفاً مناهضاً للدكتاتورية والدكتاتور..
المجد لكل من حافظ على جوهره الإنساني ورفض الإنحاء للعواصف الهوجاء..
المجد لكل من احرق روحه ليوقدها شعلة في طريق الحلم والحرية والمعرفة..
المجد لذكرى.. شرارةُ حياةٍ وشعلة لن تخبو وتنطفئ.. ولتوَّهج ضياءٍ يستمدُ من ارثها الديمومة والخلود..

صباح كنجي
نهاية تموز2011
ــــــــــــــــــــــ
ـ للفقيدة مجموعة أعمال أدبية غير منشورة منها رواية بعنوان وميض برق بعيد ومجموعة قصصية..
ـ ولها أعمال مطبوعة سابقاً عن تولستوي وماياكوفسكي ونازك الملائكة وكتاب عن الأدب الروسي بالإضافة إلى ترجمات لتورغينيف وتشيكوف وبوشكن وكتب نقدية جميعها غير متواجدة في المكتبات اليوم وتحتاج لإعادة طبع..
ـ روايتها إذا الأيّام أغسقت تتناول معاناة أستاذ جامعة ومحاصرته من قبل جلاوزة الدكتاتورية في زمن الحرب والحصار والخراب الذي تسلل إلى الجامعات وحول نورها إلى ظلام يولد دماراً ويوسع من رقعة الجحيم عبر إجراءات يومية تترافق مع مخطط يستند على الرعب والجوع كوسيلتين للوصول إلى الخنوع والإذلال..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختفاء نبيل فياض....
- سوريا الشعب وسوريا الدكتاتورية..!!
- جيش البعث السوري وجيش الاحتلال الإسرائيلي..
- أفياء وليل حمودي الطويل..
- -المنسيون-.. بقايَا ذكرى وبقايَا جُرح..
- إلى صديق غاب من بيننا ولم يرحل..إلى أبو جنان في ذكراهُ الأول ...
- كتاب عن الفرمانات الإسلامية ضد الأيزيديين ..!
- جذور الاستبداد الشرقي والكفاح من أجل الحرية والانعتاق
- مَلامِحُ عصر جديد..
- برقيات زمن التغيير العاصف..1
- نخب مصر... لقد انتحر مبارك!
- أثيل النجيفي* في ألمانيا.. وهذا الخبر المَسْخرة!!
- آفاق التطور السياسي اللاحق في العراق..2
- مبادرة تستحق الدعم..
- آفاق التطور السياسي اللاحق في العراق
- محنة الولادة والخيار الصعب في رواية هوركي أرض آشور*
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!..6
- في الذكرى الواحدة والعشرين لرحيل الاديب والقاص جمعة كنجي
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!..5
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!.. 4


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - حياة شرارة .. شعلة الكفاح وجريمة السفاح..!