أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للفراق فحيح مبثوث














المزيد.....

للفراق فحيح مبثوث


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 13:05
المحور: الادب والفن
    


لم تكن بيئته الإجتماعية من النوع الصاخب المهتم بالحفلات والمناسبات وتقصّي الافراح والمسرات المنثورة كعطر نادر في بعض حياة العراقيين..ولكن الذين دعوه كانوا قد تجشموا عناءا سفريا غريب التوقع وخارج نطاق المفاجاة في حفلة بسيطة لمهر إبنه الكبر فمن باب ردّ الجميل لبّى دعوتهم في احد افخم الاندية الإجتماعية في منطقة الكرادة المعروفة. يلج لاول مرة هكذا مفاجئات ومناسبات ومسرات ترسمها انامل الغير . حرص على التبكير والانزواء قريبا من كهوف الظلام الرومانسيةالمعلقّة كرسوم تخيّم في سقوف القاعة العرسية. صخب غريب للموسيقى فقد كانت التكنلوجيا وبالا ضد الاسماع التي ماعرفت للنفس هدوءا في أقسى حالات الموت المعلّق بذاكرة العراقيين في جبهات القتال والصواريخ والمدافع وثورات المدامع بعدها.. تمايلت اجساد الشباب على نغمات لم يعرف فرنجيتها او عربيتها بل إن ضجيجها الموسيقي كالهدير غالب على صبر تفاهة مايسمعه ..كظم غيظه.. وهو يرى غابة تشابك الاقدام ونهضة السرور في عيون المحتفلين الجذليّن المحلقّين في سماء قصف للصخب بقياس للديسبل غي مبالين إلا بترنّح الاجساد وتلافيفها على نغمات مبرمجة. ومن بعيد أرسلت له الاحزان أجوبتها في شراع سفن ترتدي أزياء دموع! من يصدّق أن هذا الصامت المنزوي في طاولة بين وجوه المسرات البشوشة وتراقص النغمات يسكب دمعا تُخفيه نظاراته الودودة الحنونة على إخفاء دمع المآقي؟ من يعي؟ من يعلم؟ حتى التسجيل الفيدوي كان عنه بعيدا ليرصد مالايعوه من مرارة إحزان هيجّت في ذاته بنغمات لم يؤمن ببرمجتها ولابرامجيتها مالاترصده مراكز بحوث الزلازل الانسانية على مقياس ريختر!كان يرتسم امامه في حديقة مزروعات بهجة القاعة، ثلاثة فقط لم يكونوا هناك :اخوه سامي الشهيد الشاب الاشقر المحروم حتى من لذة التمني والحلم والموّسد في تراب مقبرة الغرباء.. وبنته ورود التي قطف رحيق حياتها منجل موت قانص فكانت دمعة على خد الموت نفسه..وإبنه الاكبر الحي الوحيد بينهما.. المسافر البعيد البعيد والقريب من حبل الوريد والذي كان يشخص بين قطرات دموع أبيه بحرقتها كل لحظة في عصر ذاك اليوم البهيج... هاهو الفراق هنا يمزّق صدرك ياأبوه... هاهو صوت للفراق فحيح... يبثّ بطوله الموجي اللامعروف على كل موجات الألم الإنساني ماتلتقطه فقط آذنا ذاك المسمى قهرا قلبه فتقافزت دموع ودموع وسط جو لم يكن حاضنا إلا لبهجة 400 مدعو مسرورين ترتفع الأكف بالتصفيق والتلويح ولكنه لم يكن يسمع معه،آنّاتا ولدّها فحيح الفراق اللعين عند صدر أب على إبنه أستحضرها دمعا خفيا رزيا نقيا ...
إحنه من نبكي عليك بالاصل نبكي علينه
شماتعذبنه نحبك حبك انته يعيش بينه
عاشقين وبينه لك لهفة وحنين
حزن القلوب بغيابك ياعلي .. ماينوصف( 1)
عزيز الحافظ
(1) إقتباس بتصرف قصيدة عراقية مشهورة



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خانقينية الاولى على العراق وكربلاء الأولى في بكالوريا الثالث ...
- فشل للارجنتين ام لميسي حصرا في كوبا امريكا؟
- مستقبل القصف الإيراني لكردستان العراق
- باحثة كويتية تتنبأ: إيران ستقوم بتحريك جنوب العراق لاجتياح ا ...
- نساء المنطقة الخضراء العراقية معّرضات للسرطان
- أقليم كردستان العراق يحتوي بطالة الخريجين ب150 ألف دينار
- القرمزي آيات، بكبرياء تغادر الزنزانات
- لعيون الصحة العراقية/ 789 حالة سرطان في ستة أشهر بالموصل!
- ربع ألغام العالم مزروعة في العراق!
- بقوة دولتنا، صيادوا البصرة يهجرون مهنتهم قسرا!
- ياللهول!مايقارب 3-آلاف متسول في مركز مدينة الحلة العراقية وح ...
- ومضة في بريق الموت الخطوف
- حالات إنتحار طلابية بسبب الفشل الدراسي
- وزارة البيئة العراقية توافق على مفاعل وربة الكويتي بجوارنا!!
- عتب على وزارة خارجية العراق بسبب اللاعب المعتقل في البحرين(ذ ...
- صفارة من قطار ذكرياتي
- العَلَمْ البحريني حزين مع حزن العراقيين في الكاظمية
- 300 ألف قروي في الأنبار محروم من الماء الصافي
- لإنين أمي، يئن دواّر الماجدية بعد جسر الكحلاء
- الفيفا يهدد مملكة بالبحرين لتدخلها التعسفي بالرياضة


المزيد.....




- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للفراق فحيح مبثوث