أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - لإنين أمي، يئن دواّر الماجدية بعد جسر الكحلاء














المزيد.....

لإنين أمي، يئن دواّر الماجدية بعد جسر الكحلاء


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 21:55
المحور: الادب والفن
    


مع إنه في يغداد منذ 50 عاما.. ولكن ذاكرته لم تنس مطلقا إنه ولِد َفي القادرية في ميسان خمسينيات القرن المنصرم.. بعمر ثلاث سنوات كان يعي شجار أبوه الدائم مع أمه بنت عم أبيه.. كان يرى الصفعات والسباب والشتم والبصاق فيلوذ تحت خشبة أسمها بوفية بلا أبواب ولكن فراش الدار كله ينوء مهموما فوقها يئن من بشاعة تغيّر ألوانه! وبعد كل معركة تظهر أسلحة أمه ب دموعها وأنينها وهسيسها ونجواها وشكواها وحشرجة صوتها فلا يعي غير الاقتراب الوئيد من كتلة جسدها المحتضنة يديها تشابكية الاقدام مخفية الرأس كإنها جزء ميت من بالي الغرفة القاتمة!
تحتضنه..لا تكفكف كفاه دمعها..ولكنها تصمت عن النشيج برهات ثم تنتفض تلبس عبائتها الصفراء السواد.. وترفعه من الأرض غاضبة وتغادر مملكة الإهانة الزوجية متوجهة لدار بن خالها في حي الماجدية مخترقة شارع بغداد عابرة جسر الكحلاء الشهير وهي تسحب أبنها الشارد ذهنه وعينيه مذهولا في مايرى!فقد كانت تبهره الحياة خارج بهجة قتمة غرفتهم! هي شاشة سينمائه الخاصة وهي يتشبث متمتعا بالمناظر وأمه تفور غضبا تطوي الأرض نحو أقاربها!ثم بلفتهٍ حملته من الأرض ووضعته على كتفها وقدميه متفرقة بين صدرها وظهرها مستمتعا بتخيله وبقدرته الطفولية على مسك السحاب بعد مغادرته الأرض!!اجتازت أمه الجسر مسرعة عصر ذاك يوم السُباب ثم وصلت الدوار المعروف الذي كان خزان الماء الرئيسي لميسان يربض وسطه أختارت يسار الدواّر وولدها منتشٍ بمنظر الخزان العالي وأنابيبه ودعائمه وإنتفاخه ثم وصلتْ لمنتصف المسافة وإذا بها تتهاوى مرتجفة صارخة بصوت أشبه بالخواء ليسقط أبنها كسنبلة قمح مالت مع هبوب ريح عاتية! فتلقى أبنها الأرض بيديه الصغيرتين بعدما أنذهل لفقدان أمه توازنها الفجائي..فتوقى الأذى ..تجمع الناس فورا غطوها كإنها ميتة ... الزبّاد يخرج من فمها فقد كانت مصابة بالصرع! وهذه النوبات تأتيها عند تلقيها ما يؤذيها .. تعالت الأصوات إجلبوا الإسعاف.. غَسَلّوا وجهها بأكف النساء اللواتي تجمعن للفضول والبكاء أيضا نسوا موقع الطفل من مسرح السقوط المدّوي .. لاذ خلف الجموع لايقوى على شيء سوى ببديهته الطفولية بكى مثل البكائين ولكنه بكاء ملفت للنظر! انتبهوا له قالوا إنه حتما أبنها ! أنهالت عليه الاسئلة كأنه بمؤتمر صحفي!! ماأسمك؟ أين تسكن؟ أين أبوك؟ لمن أنتم ذاهبون؟ لم يجب سوى إن أمه فيها بالعامية {شَمْرَه} وستنهض بعد زوال النوبة وسترتاح فقد شاهد المشهد المسرحي عشرات المرات وحفظه على ظهر قلب سوى إن أمه ستنهض بعد حين ولاتتذكر ماحدث عدا تعب كبير جهدي في جسدها .. مرت ساعة أو أقل نهضت أمه واعية رويدا رويدا وجدت بعض النساء حولها عرفت الحالة .. بغريزتها أولا سألت عن أبنها وأسَرَته في قفصها الصدري بعنف.. ثم نهضت وسألته هل وصلنا بيت منصور؟!!إنه لايعرف لامنصور ولا داره ولكنه تنفس الصعداء...أمه بخير ولن تحمله على كتفها ولكنه سيغّير مشهد غرفتهم البائس بمنظرذاك البيت الكبير لاقارب إمه و طعم التمن العنبر و اللبن الخاثر الطيّب الذي تتميز به زوجة منصور لتُنسيه تهاوي وسقوط جبل أمه وسط دواّر الماجدية بحادثة محفورة 50 سنة في تلافيف دماغه!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيفا يهدد مملكة بالبحرين لتدخلها التعسفي بالرياضة
- إنتقال مجاني للاعب البحراني محمد حبيل لنادي السجن البحريني!
- أعتذرت السجينة القرمزي آيات أم كتبت قصيدة في الزنزانات؟
- 36 إمرأة عراقية كوردية في اربيل تموت حرقا خلال ثلاثة أشهر
- إحتفالات بهيحة للعراقيين بعيد الأب!
- هل تصدق ناحية في ذي قار فيها 32 نهرا ولاماء صالح للشرب؟
- نقل العوائل سكنة المقابر النجفية إلى منطقة مظلوم؟!
- راتب بائس للأرامل والأيتام في العراق
- يانهر الدانوب ! هل احتضنتَ كدجلة؟ 70 جثة من حفلة زفاف يوما م ...
- الغش الدوائي يقتل 28 عراقيا في ستة أشهر بمحافظة ديالى
- هيئة الإعلام البحرانية تُقاضي الكاتب المتشيع((روبرت فيسك))
- القرمزي آيات / سنة في الزنزانات!
- النقد للحكام العرب في تويتر يؤدي للسجن
- النجفيات يتصدرن بطولة بكالوريا السادس الابتدائي في العراق
- أكليستون يؤجل الفورميلا في البحرين لأسباب أمنية
- حسين سعيد أقوى رئيس إتحاد كرة قدم في العالم
- غطرسة تربوية كويتية تُنهي خدمات معلمة وافدة نهضت بقيم التعلي ...
- النطق بكلمة الثورة تفصل طفلا مصريا في الكويت
- جرائم المعارضة البحرانية بقلم سمو رئيس وزرائها
- محنة اللاعب الناشي العراقي المعتقل في البحرين مجهولة؟


المزيد.....




- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - لإنين أمي، يئن دواّر الماجدية بعد جسر الكحلاء