حسن الخباز
الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 03:36
المحور:
كتابات ساخرة
عاد سرا قائد تراكتور الأصالة والمعاصرة إلى الحزب الوافد الجديد ، وقد كثر الحديث عن الأسباب الحقيقية لعودة صديق الملك ، بعدما قدم استقالته وقرر الرحيل لفرنسا .
كان سفره بمثابة استراحة محارب ، أو بتعبير أصح انحناء للعاصفة ، عاصفة الحركة الفبرايرية التي جعلت رأس فؤاد عالي الهمة على رأس مطالبها .
بعد المصادقة على الدستور ، عادت الدولة لممارساتها القديمة ،وأبرزها عودة وجوه الماضي ، وقد شجعها في ذلك النسبة الكبيرة للمصوتين لصالح دستور محمد السادس .
لذلك فلم يعد من داع لاختفاء مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة ، سيما بعدما فقدت حركة 20 فبراير شعبيتها ، وتم اختراقها ، ولم تعد لها تلك القوة التي عرفت بها في شهورها الأولى .
وبخصوص حزب الملك ، فنظرا للنزيف القوي الذي ضربه ، ونتج عنه استقالات لأعضائه جماعات وفرادى ، وآخر استقالة كانت لأحد أبرز وجوه الحزب التي تدعمه ماديا ومعنويا ، ويتعلق الأمر بعمدة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري .
عودة الهمة إذن جاءت لتوقف هذا النزيف ، خاصة وأن موعد الإنتخابات لا تفصلنا عنه إلا أسابيع معدودة على رؤوس الأصابع ، وقد خسر الأصالة والمعاصرة الكثير من أتباعه ، وكان من الضروري عودة عراب الحزب الذي أسسه لبنة بلبنة لتعود الأمور إلى نصابها .
أول مهمة تكلف بها الوزير المنتذب في الداخلية السابق ، إيقاف نزيف الإستقالات ، وتحقق له هذا بالفعل بعدما أثنى عمدة مراكش عن قرارها .
وهو الآن بصدد تقوية أركان الحزب ليصبح مؤهلا للمنافسة في الإستحقاقات المقبلة ، فأمامه خصم عنيد وقوي ، وليس من السهولة بمكان التغلب عليه ، ونخص بالذكر الحزب الإسلامي "العدالة والتنمية" ، فضلا عن أحزاب أخرى لا يستهان بها ، نظرا لتجربتها الطويلة في هذا الميدان .
أول عودة لصديق الملك كانت يوم الفاتح من يوليوز ، وذلك للتصويت على الدستور ، وقد أثار إعفاؤه على لحيته جدلا إعلاميا وسياسيا ، فهناك من ذهب إلى أن في ذلك إشارة للعبه على الحبل الإسلامي ، لينافس الإسلاميين ، وكأنه يتجه لأسلمة حزبه حتى ينازع أتباع بنكيران على الأصوات الإنتخابية .
الهمة في نزهته بباريس قطع مع عادات سيئة كالتدخين ، وقضى في نفس الوقت فترة تأملية لإعادة ترتيب أوراقه ، خاصة وأنه كان في عزلة عن كل المؤثرات ، ويبدو من خلال عودته أنه يعد لخطة جديدة ، يتم من خلالها تصحيح الأخطاء السابقة التي تسببت في خسارات هامة لحزب التراكتور ، كان أبرزها الإستقالات المتوالية التي همت جماعات وفرادى حزب الشيخ بيد الله .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟