أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان ياملكي - لعنة الحرية














المزيد.....

لعنة الحرية


سيروان ياملكي

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:13
المحور: الادب والفن
    



أمطِ اللثامْ ..
بلغ النـُّطقُ حدّ الخَرسْ
أمطِ اللثامْ ..
وصل الموتُ حدّ الهَوَسْ
أمطِ اللثامْ ..
إختبيءْ خلفَ صمتِكَ
لاتطاولْ .. ربوة َالنـُّطق فتعرى
بمدية المَللِ تنبشُ ذاتكَ
أيُّ حَمَقٍ يركبـُكَ
أيُّ زمنٍ أبلهٍ هذا الـّذي يستجديكَ
أن تبحثَ عن آتٍ
تحت خرائب النـّسيانْ
يتلاطمُ الوقتُ بساحل جسدِكَ المالحِ
فيعودُ إلى لـُجِّكَ .. مُرّاً .. مُرّاً
حتـّى صِرتَ .. بحراً لعطشكَ
وشوكاً .. لحفائكَ
شفتاكَ ..
تكسّر فوقهُما صقيعُ حِوارٍ قديمْ
وصفيرُ رياحٍ تستوطنُ أطلالَ نـُطقِكَ
وبقايا أشجارٍ توقفتْ أنساغـُها
زحفَ السّكوتُ إلى مداخِلِ صوتِكَ
لملِمْ رمادَ الوقتِ الضائعِ
بقايا الزّمنِ المهدورِ
وأردُدِ الابوابَ
وترصّدْ صخبَ القلبِ
مازال الناطرونَ على هاويةِ الانتظارِ
يتكئونَ على أوجاعِهمْ
يمارسونَ الوهمَ صلاةْ
يترقبونَ نبياً
في زمن اللا أنبياءْ
يُشاطرُهُمْ .. حِصّة التـّموين
وصلاةَ النجاة

صديقتي ..
يارجعَ مواويلي
ياثـُمالة َ كـأسي
يا قِـبْـلـَة أنغامي وتراتيلي
لم يبقَ معنـًى للكلامِ
كلُّ ما قلناهُ أيامَ الغرامِ
صارَ حلماً ..
لكنـّما أتذكرينَ ياصديقتي ؟
يومَ أرسلتُ كراريسَ عشقي
وعنوَنتـُها لعينيكِ
وكتبتُ على هوامشها إهدائي
- الى حبيبيتي..
الى مرفأ أحلامي ..
في كلِّ حالكِ ليلٍ .. يختبي فجرُ
كما في نهارِ عينيكِ .. يختبي القمرُ -
فكلـّما أكتبُ عن عينيكِ الآنَ
يخضرُّ الحبرُّ..
وتـُصبح الأقلامُ أشجارا
ويعشوشِبُ القِرطاسُ
وتـُمسي الأسطرُ أوتارا
وكلـّما أكتبُ عن وطني
يختنقُ الصّبرُ..
ويولدُ من رَحِم ِ الكلماتِ الورمُ
وكلما أجلسُ .. كي أكتبَ عن عينيكِ
يتلفتُ البحرُ..
ويُصغي الموجُ ..
ويسترخي المساءْ..
وكلما أجلسُ .. كي أكتبَ عن وطني
يبكي الله معي ..
فتختبي بين أناملي كلُّ السماءْ
فأحارُ عمّن أكتبُ ياصديقتي
لكنـّما تأكدي ..
بأنني أعشقـُكِ الآنَ أكثرْ
لانني .. أسمعُ في نبراتِ صوتكِ البعيدْ
شجوَ (العراقِ) وحزنِهِ
ودفءَ (بغدادَ) والحنينْ
وخفقَ (دجلة َ) الهادي
يختالُ ما بين البساتينْ
وشهقة َ ( الـﭼــنارِ) في كـُردستانْ
ودمعة َ الفراتِ والأنينْ
أشمُّ في حديثكِ الطـّريّ
عِطرَ التـُرابِ ..
عصرية الصيف في بلادي
وريحة الطينِ والتنورْ
ونكهة الخبزِ والبَخورْ
وسطحنا المرشوش عند المغربِ
أرى نخيلَ (الكرخ ِ)
في هدءةِ الأصيلِ
كلما تهمسينْ..
أرى جُرفَ (الرّصافةِ)
حين تبسُمينْ..
ورقصة ( الـﮔلاله سورِ)
كلما تتمخطرينْ
وفي فرحةِ عينيكِ ..
أرى أضواءَ ( العرازيلْ )
وطفولتي .. والقناديلْ
و( خضر الياسْ )
ودورة َ الشموعِ في ( الصّينيهْ)
وحين تغضبينْ..
ألمسُ في خوفِ حروفكِ المشدودةِ ( كالبوتازْ)
صُراخـَنا المذبوحْ
وخطواتِ أمي على طولِ ( المجازْ)
وهرجِ الاولادِ على بابنا
في ليلةِ ( المحيهْ)
وحين تـُدندنينْ..
أسمعُ في غنائكِ المؤجّلِ
زقزقة َالسُنونو
وعودة السُنونو
أو كما كانت تسميهِ جدتي
( سند وهنـْد)
الى سقفِ دارنا
الى بيتنا القديمْ
وحين تحزنينْ..
أرى أنوارَ ذلك الرصيفْ
على ( أبي نوآسْ )
كرقصةٍ من ماسْ
تكسّرتْ ..
تساقطتْ بدجلهْ
كدمعةٍ مذبوحةٍ بمـُقلهْ
وحين لم يُعد بيننا حينْ
لعنتُ برهة العمرِ
ومشوارَ الوجودْ
لعنتُ الفِراقْ ..
لعنتُ حتى حريتي.. لانها استعبدتني
لعنتُ العشقَ والعشاقْ
فكيف أعشقُ ..
وليس في الارضِ من مثلكِ
يحملُ (العراقْ)

فانكوفر / كندا/ آب / 1999



#سيروان_ياملكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذئب والجب
- حين يتكلم الرب ثانية
- مشاكسة نبي
- كاتب السلطان
- ادب
- الخروف العنيد
- صمت التاريخ
- ترنيمة الجياع
- النشيد الوطني
- جارتنا كريمه
- قصيدة
- من سه رده شت الى الوطن
- دون كيشوت


المزيد.....




- الاحتمال صفر
- أسعد عرابي... رحيل فنان يكتب العالم باللون وناقد يعيد ترميمه ...
- النقد الثقافي (المعنى والإتّجاه) في إتحاد الأدباء
- فنانون عرب يشيدون بتنظيم مهرجان بغداد السينمائي
- تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة
- وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
- حروب مصر وإسرائيل في مرآة السينما.. بطولة هنا وصدمة هناك
- -لا موسيقى للإبادة الجماعية-.. أكثر من 400 فنانا يعلنون مقاط ...
- الأوبرا في ثوب جديد.. -متروبوليتان- تفتتح موسمها بعمل عن الأ ...
- الصّخب والعنف.. كيف عالج وليم فوكنر قضية الصراع الإنساني؟


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان ياملكي - لعنة الحرية