أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - ماتت عمتي ناجية














المزيد.....

ماتت عمتي ناجية


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 17:07
المحور: المجتمع المدني
    


كان لي عمتان الأولى أخت أبي ، كانت تسكن في دار جدي في نهاية زقاق في محلة المهدية في الحلة . عمتي توفيت في منتصف سبعينيات القرن المنصرم. أذكر أنني ألتقيتها لمرات معدودة آخرها يوم توارت الثرى في وادي النجف. أما عمتي الثانية فكانت مندائية – صابئية، أسمها ناجية غافل المراني.
لاتستغربوا العلاقة ، فبين عائلتي والصابئة علاقة أحترام وتقدير تعود إلى يوم أصدر ملك العراق إرادته بتعيين – والدي - حسون مهدي - خريج مدرسة الحقوق ببغداد – قبل أن تصبح كلية الحقوق - مديراً لناحية الجحلة – الكحلاء- في العمارة ليكون أول مدير ناحية عراقي يتولى إدارتها بعد رحيل حاكمها البريطاني في حينه. وكما هو معروف فإن الجحلة هي مدينة غالبية سكانها من الطائفة المندائية.
تعرفنا على عائلة المراني في منطقتنا الجديدة في بغداد حيث كانوا يسكنون الدار المقابلة لنا. أكثر من عشرين عاماً من التواصل الإنساني بين العائلتين وفق مبادئ تسودها الأخلاق الإجتماعية العراقية المتميزة في حينه حيث كنا نتشارك الأفراح والأحزان والأعياد بمستوى يفتقده عراق اليوم.
والعمة ناجية امرأة تفرض شخصيتها على المقابل بسهولة كونها مربية خدمت في سلك التدريس لسنوات طويلة أنتهت بإحالتها على التقاعد في العام 1963. ولها مساهمات ثقافية وأدبية وشعرية كثيرة تمثلت بإصادرها مجموعة كتب ودراسات وبحوث ومقالات أغنت بها الصحافة العربية والعراقية لفترة ليست بالقصيرة.
لم يكن أولاد وبنات أخيها المرحوم – أبو الوليد - هم الوحيدين الذين ينادونها بـ - عمة ناجية – إنما كان أغلب الجيران والأصدقاء والمحبيين ينادونها بنفس اللقب أحتراماً لشخصيتها وحسن خلقها وسلاسلة تعاملها مع الآخرين. حتى بات الجميع ينادونها بـ - العمة ناجية – دون النظر إلى مدى الإختلاف بالأعمار بينهم وبينها أو الإختلاف الديني.
أذكر انها قالت لزوجتي – وهي عراقية أرمنية – يوم علمت بأننا سنغادر العراق على أثر الممارسات العنصرية لنظام البعث الفاشيستي : لا تيأسوا فامامكم مستقبل زاهر مادمتما في مقتبل العمر ولكما الرغبة في بناء مستقبل ناجح لكم ولأطفالكم، أذهبوا بعيداً حيث الحرية والعدالة والمساواة وابدأوا من جديد فالمستقبل قد فتح لكم أبوابه . كلمات فيها رصانة وثقة وعدالة قالتها دون أن تتخطى الحدود الحمراء في حينه. وكان لنا بالفعل مستقبل زاهر وناجح وإن كان بعيداً عن الوطن.
اليوم ، سمعت أن – عمتي ناجية – قد رحلت على أرض الشام بعد أن – ولنقل – تركت العراق ولم – تجبر – على تركه لأسباب تتعلق بالممارسات العنصرية والطائفية السلفية المقيتة التي حلت بوطننا ضيفاً ثقيلاً رغما عنا. رحلت عمتي ناجية بعيداً عن الوطن ليستقر جسدها الطاهر بأرض الشام ، الأرض التي تشرفت بالعديد من أعلام العراق مثل الجواهري الكبير والشاعر عبد الوهاب البياتي وغيرهم الكثير.
سألتقي أولادي وأحفادي في عطلة نهاية الأسبوع القادمة وسأحدثهم عن – عمتي ناجية – التي ماتت بعيداً عن وطنها ، سأحدثهم عن المحاصصة الطائفية التي بسطت ظلالها على وطني بعد أن عانينا من نظام عنصري وديكتاتوري على مدى أربعة عقود. ساحدثهم عن وطن لم يتسع لشعبه ومناضليه ومواطنيه ، وعن وطن لم تتسع أرضه ليحتوي على قبر عمتي – المندائية – ناجية المراني.
أرجو ممتناً أن تتقبل عائلة المراني في العراق والمهجر وأحبتنا في الطائفة المندائية أخلص تعازينا القلبية بهذا المصاب الجلل.

مؤلفاتها:
بين العربية والإنكليزية كلمات متناظرة 1978
الحب بين تراثين 1980
آثار عربية في حكايات كانتربري 1981
هنا بدأ التأريخ 1980
مفاهيم صابئية مندائية 1982
كلمات عربية إنكليزية دخيلة 1990
مسودة ديوان شعر بعنوان (أغاني الخريف)
ونشرت الكثير من البحوث والدراسات والأشعار في العديد من الصحف والمجلات مثل (المورد)و(التراث الشعبي)و(الثقافة الأجنبية)و(الآداب اللبنانية)و(العربي الكويتية).



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسمحون لي ... ؟
- إعلان عن تأسيس موقع إلكتروني خاص بالهيئة
- الدكتور كاظم حبيب في زيارة تأريخية لأستراليا
- إلى روح الشهيد إكرام سعادة
- كل الكفاءآت من أجل إعادة البناء
- بعضهم يولدون شيوعيون
- إلى اللقاء . . كامل شياع
- قيس أسطيفان ... مدعاة فخر وإعتزاز
- نحن أيضاً نستحق إعتذاراً
- مذكرة تفاهم
- براءة اختراع بامتياز
- لا - للعودة -
- قوات الصحوة؟
- لنعترف؟(مداخلة هادئة وعادلة مع الحملة العالمية لإيقاف العنف ...
- هداكم الله!
- الثغر الباسم
- أنهم يمنحوننا فرصة شتمهم
- الحوار المتمدن : واحة أمان بدون حدود
- مقترح قانون تقاعد السياسيين العراقيين
- وداعاً جوني ، أهلاً كيفن


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - ماتت عمتي ناجية