أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء مهدي - نحن أيضاً نستحق إعتذاراً














المزيد.....

نحن أيضاً نستحق إعتذاراً


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 01:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(على ضوء الإعتذار الرسمي الإسترالي للشعب الأبوروجني المقهور)

وأخيراً ، نفذ رئيس وزراء أستراليا - العمالي المنتصر- كيفن راد وعده فقدم إعتذاراً رسمياً بإسم الحكومة الإسترالية الجديدة إلى الشعب الأبوروجني عن جيله المسلوب ، الجيل الذي سرقته الحكومات الإسترالية المتعاقبة من سكان أستراليا الأصليين عبر أكثر من قرن من الزمن. هذا الإعتذار لم يتضمن تعويضات مالية للعوائل التي فقدت أطفالها عنوة أنما كان إعتذاراً معنوياً عبرعن شفافية متناهية مارستها الحكومة العمالية الجديدة في افتتاح دورتها البرلمانية الأولى بعد الفوز الساحق الذي حققته على إئتلاف الأحرار والوطنيين. بهذه الخطوة لم يحقق العمال والسيد راد نصراً لأستراليا في مجال تطبيق قواعد وأسس حقوق الإنسان فحسب أنما أثبت لشعبه والعالم مصداقيته الشخصية ومصداقية حزبه العمالي بعد أكثر من عقد من الزمن كانت وعود رئيس الوزراء المندحرالسيد جون هاورد للشعب الإسترالي كثيرة دون أن يتم تنفيذ أي منها.

شَعَرْتُ بفخر واعتزاز بالحكومة التي منحتها صوتي وهي المرة الأولى التي ينتابني فيها مثل هذا الشعور منذ حصولي على شرف مواطنية هذا البلد المتميز منذ أكثر من عقدين من الزمن.

في وطني المقهور والمغلوب على أمره ، كان هنالك حزبٌ ، استولى على أمور الوطن في غفلة من الزمن ، فحكم البلد والشعب العراقيين ليس بالحديد والنار فقط إنما بالدم والقتل والإرهاب ، لم يسلبوا جيلاً من العراقيين أنما قتلوا وذبحوا أجيالاً منهم ، كانوا يتفننون في أساليب القتل والتعذيب والدمار فلم يسلبوا طفلاً من عائلة معينة ويمنحنونه لعائلة أخرى أنما كانوا يضعون المتفجرات في جيوب المسلوبين ومن ثم يفجرونهم عن بعد. لم يسلبوا جيلاً من العراقيين الأصلاء كما فعلت الحكومات الإسترالية أنما دفنوا أجيالاً في مقابر جماعية دون أن ترف جفونهم رحمة بإنسانية ذاك الكم الهائل من البشرالبريء من كل التهم سوى كونهم من طائفة معينة أو أنهم ليسوا من أتباع ذلك الحزب اللعين. لم يسلبوا جيلاً عراقياً انما –سفروا – أجيالاً إلى خارج حدود وطنهم واستولوا على ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة ... بل ، وبعثوا بهم عبر حقول الألغام !

في وطني المقهور لأربعين عاماً ، مارس اللقطاء كل الموبقات ليس فقط ضد جيرانهم وأنما ضد مواطنيهم بالدرجة الأولى ، فاستباحوا الأرواح ، وهتكوا الأعراض ، وحرقوا الخيرات ، ودمروا الأشياء ، وزوروا التأريخ والآثار.

في وطني المقهور والمظلوم عبر عقود التأريخ ، افتقد الإنسان للأمان والطمأنينة، فعاش قلقاً يومياً – وما زال – على حياته وحياة أطفاله وعائلته وممتلكاته العينية والمعنوية.

إذا كان حزب العمال الأسترالي قادرا ً على تقديم اعتذار علني ورسمي عن جريمة مارستها حكومات – عمالية وأحرارية وإئتلافية – سابقة ، فمتى سيتم الإعتذار من الشعب العراقي عن جرائم أقل ما يمكن وصفها ،أنها كانت جرائم مخلة بالشرف أقترفت بحقه من قبل حزب فاشستي لا شرف سياسي له مدعوم من قوى عالمية وأقليمية لأربعة عقود مظلمة ؟

ببساطة ، أشك في حدوث ذلك ، فأشباه الرجال لايملكون القدرة على الإعتذار عما أقترفته أيديهم . .



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرة تفاهم
- براءة اختراع بامتياز
- لا - للعودة -
- قوات الصحوة؟
- لنعترف؟(مداخلة هادئة وعادلة مع الحملة العالمية لإيقاف العنف ...
- هداكم الله!
- الثغر الباسم
- أنهم يمنحوننا فرصة شتمهم
- الحوار المتمدن : واحة أمان بدون حدود
- مقترح قانون تقاعد السياسيين العراقيين
- وداعاً جوني ، أهلاً كيفن
- تشرينيات
- تركة ثقيلة
- حذار من العراقيين
- لقاء ودموع في حفلة زواج
- خيبة أمل
- لماذا يراد للمدى أن تفقد مداها؟
- نَحْنُ وَهُمْ
- جثث مجهولة الهوية
- الى الوراء در


المزيد.....




- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء مهدي - نحن أيضاً نستحق إعتذاراً