أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله بوحمالة - الشكل الأسمى للثورة: الشعب يريد إسقاط النظام














المزيد.....

الشكل الأسمى للثورة: الشعب يريد إسقاط النظام


عبد الإله بوحمالة

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ما وقع في تونس ومصر، ومن خلال ما يجري حاليا بليبيا واليمن وسوريا، يوجد اليوم أمام السلطة السياسية بأبعادها المختلفة في كل بلدان الوطن العربية الأخرى، وكذا أمام أحزابها وتنظيماتها ونخبها وأمام الفاعلين واللوبيات والمتنفذين في المجالين الاقتصادي والإداري، الفاسدين منهم والصالحين على حد سواء، معاني جديدة ومربكة وغير مسبوقة في تبلور الفكرة السياسية المثالية التي تنشد الإصلاح والتغيير، وفي احتضانها ورعايتها، وفي الجهات الحاملة لألويتها، ثم في الأخير الأساليب المستحدثة لتعبئة الشعب حولها وتحشيد المساندة لها.
كما يوجد أمام كل هذه الفئات اليوم معاني جديدة في تمخض تلك الفكرة عن مطلب سياسي واضح بشعارات دقيقة في كل النماذج المذكورة، وبسقف بعيد المدى يبدو لأول وهلة كأنه سقف طوباوي بالمقارنة مع مقاييس المطالب الشعبية التي رفعت منذ حصول الشعوب العربية على استقلالاتها إبان القرن الماضي إلى الآن.
لكن دعنا في البدء نتساءل: منذ متى كانت الشعوب في السابق قادرة على أن تعتصم في الشوارع والساحات بكل هذا الزخم، ومنذ متى كانت تجرؤ على الصراخ والاحتجاج بكل هذه الثقة وهذا العزم في تصميمها المستميت وبالنفس الطويل من أجل إسقاط أنظمتها ورغبتها في التحرر النهائي من رؤوس هذه الأنظمة المخلدة ورحيلهم إلى الأبد بل وحتى محاكمتهم، منذ متى كان يحدث ذلك دون أن تقمع أو تعنف ويشتت جمعها ويكبح جماحها بقوة السلاح والنار، ودون أن تنتصر في الأخير إرادة الجمود والإمعان في الاستبداد والجبروت على إرادة الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والتغيير.
إننا إذن أمام واقع جديد لسياق جديد بفاعلين جدد وأدبيات جديدة وطموحات غير متواضعة بالمرة. فالمطلب المفرد الذي يختزل مطالب شتى جاء هذه المرة من بنات أفكار شباب متحمس ومسيس أكثر مما كان مظنونا فيه، ومتحديا ومتحدا ومتضامنا ومسالما أكثر مما كان متوقعا منه.
والتعبير عن هذا المطلب جاء صريحا وواضحا ولا مواربة فيه، وجاء غير محكوم بخوف ولا تردد، ولا مطوق بنوازع ذاتية وأحلام ومصالح شخصية أو نخبوية أو فئوية، بل الأهم من هذا وذاك، أنه جاء غير مكبل بتلك المقولات والأحكام والفذلكات الإيديولوجية الجاهزة مما هو معهود ومرفوض، من مقولات المساومة والابتزاز والتوظيف السياسوي المغرض والرخيص.
ومن جانب آخر جاءت القنوات الموظفة في الاستقطاب والدعوة إلى هذا المطلب من بين أكثر الأساليب والآليات حداثة وأوسعها انتشارا وأكثرها حرية وأشدها قربا ومواءمة لروح العصر ولجيل الشباب، أي جاءت عبر ما باتت تتيحه الثورة الرقمية، وما أصبح يوفره الإنترنت والعالم الافتراضي من إمكانات لامحدودة في التواصل الاجتماعي والحوار الفوري المبسط والعفوي.
إنها تركيبة جديدة خرجت إلى الوجود من بذرة الأحلام المشتركة المشروعة للشعوب، فتحولت إلى فكرة وطنية ورؤية مخلصة للمستقبل، ولدت في رحم المجتمعات الرازحة لعقود تحت نير الاستبداد والظلم والقهر، وسقيت من عرق ودماء الضحايا والمسحوقين، لتجد في النهاية تربتها الملائمة في الذهنيات الجديدة لشباب، رصيده مرتفع فعلا من الشجاعة والكبرياء، وسجله خال من الانتهازية والتواطؤ، وذمته بريئة من كل ما يصنع ويوضب عادة في دهاليز الأنظمة وعسسها والموالين لها، وفي بورصة محترفي النضال، ومنتديات أدعياء الثقافة والتنظير، فكانت النتيجة سلاح بسيط لكنه قوي وفعال وشرعي ومضمون لإحداث التغيير بقوة السلم، سلاح استطاع في حالتي تونس ومصر أن يفصل في أيام معدودة رأس النظام المريض عن أطرافه الفاسدة، وأن ينجز الاستحقاق الأول للثورتين، وفي حالات ليبيا واليمن وسوريا هو سائر إلى أن يفعل نفس الشيء وبنفس المسار وقد ينتهي إلى نفس النتيجة، وذلك فقط بشعار واحد ردده الجميع في ساحات الاعتصام مخاطبين الأنظمة المترهلة في عز صممها وعنادها وغطرستها بضرورة التغيير وبحتميته.
إنها صيغة جديدة للثورة، بل إنه الشكل الأسمى لها.
فحينما تطالب الشعوب سلميا بالتغيير والإصلاح العميق ثم تقمعها الأنظمة وتنكل بها أو تلتف عليها كل يوم بتنازلات سخيفة وإصلاحات شكلية ووعود فضفاضة فإنه من الطبيعي أن يرتفع السقف إلى النقطة الأبعد التي لا تتصور، ومن المؤكد أن يعلن الشعب كلمته الحاسمة والأخيرة ممثلة في الشعار الذي رفع في تونس وأعيد رفعه في كل الساحات التي تمور حاليا بالغليان، وسيعاد رفعه في كل الثورات القادمة الأخرى والذي مفاده أن "الشعب يريد إسقاط النظام".
وبعد أن تستوعب الأنظمة هذه المعاني والرسائل الجديدة وسياقاتها ونوعية الشباب الذي يناضل من أجلها سيبقى أمامها إما أن تستجيب فورا بإصلاحات شعبية حقيقية وعميقة أو أن تستعد للمغادرة والرحيل.. لأن الشعوب فعلا أصبحت قادرة على إسقاط النظام.



#عبد_الإله_بوحمالة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة النقل.. لا جديد جاء به التدبير المفوض
- تساؤلات على هامش واقع لا يرتفع
- الطباخ والطنجرة
- حتى لا يتسع المضيق بين المغرب وجاليته في أوربا
- 8 مارس 8 مشاهد عادية
- موت المثقف المغربي المهموم
- الأحزاب المغربية وسؤال الإصلاح
- مدونة السير: طريق السوط أصبح من اليوم سالكا
- منطق السلطة ودينامية الخطاب السياسي
- من المثقف الحزبي إلى المثقف الحزبائي
- سينما الخيال المريض
- لا حزب الله لا حزب الوطن.. لاحزب الملك
- العالم العربي: من الزعامة المصرية إلى زعامات أخرى
- أمريكا أم الأربعة والأربعين.. رئيسا
- رسالة.. إلى من لا يهمهم الأمر
- لَوْلاَ التَّشهُّدُ لكَانَتْ لاؤُهُمْ نَعَمُ
- صبْراً آلَ غزَّةَ.. فأُمُّ الجُبْنِ فِينَا مَا وَلَدَتْ غيْر ...
- إلا الأمن..(!)
- الأحزاب المغربية.. تراجيديا السقوط نحو قمة الحكومة
- انتخابات 2009 للجواب على رسالة الناخب الغاضب


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله بوحمالة - الشكل الأسمى للثورة: الشعب يريد إسقاط النظام