أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين البكري - اردوغان ،،بين الاسطورة والواقع














المزيد.....

اردوغان ،،بين الاسطورة والواقع


ياسين البكري

الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعلمنا كثيرا ان نصنع ابطالا ،،،هي حاجة ان يكون لنا بطل يسكن مخاوف الظلمة والقهر وضغوط الواقع المر بطبيعته ،،فالفارق بين ما نريده ونتمناه وبين الواقع وما نحصل عليه من امنيات ، كبير .
في واقعنا السياسي الوطني والاقليمي نجد الكثير من الاشكالات المستعصية والتي تبدوا وكأنها عصية على الحل ، تتأبد في الزمن وتشكل انجراحات متلازمة ودائرة تقسرنا على الانكفاء واللعن المتواصل وتتضخم فلا نجد فرارا منها او قدرة على مواجهتها ،،،انه العجز في صور تجمعت وتراكمت وعصفت بالارادة والفعل وجعلت اليأس عنوانا رئيسا ، وهو ما يفتح لنا ابوابا من الاحباط يشكل توترا وقلقا لا تسعفنا ادواتنا ومواردنا في السيطرة المادية عليه فنلجأ الى الحلم واختراع اساطير تسكن قليلا او كثيرا من فورة التوتر المر .
يطل اردوغان في هذا المشهد الاقليمي بوصفه شخصية اخذت حضورا كبيرا منذ مؤتمر دافوس وموقفه من بيرز ، حين تحدث بقوة وانسحب بطريقة جعلته فاتحا كبيرا في نظر من شاهدوا العجز في قادة القضية الفلسطينية وكل منظري الاستسلام المفتوح والموقع على بياض ، وتضخم اردوغان وصورته بعد موقعة اسطول المساعدات لغزة حين اخذت الاقلام العربية تكيل المدح له وكأنه الفاتح المنتظر الذي سيحرر المقدسات ، وفات كل من كتب عنه انه يعمل لقوة تركيا ومكانتها ومشروعها المعروف بالعثمانية الجديدة الذي نظر له وزير خارجية تركيا ، وهذا من حقه وهذه وظيفته ان يعمل على خير تركيا ، وهذه هي بالتحديد ما نسميه المصالح الوطنية وليس من حقنا ان نطالبه بوظائف هي في الاصل من مسؤولية حكامنا ، ولكن ايضا ليس من حقنا ان نصوره بصور ليست موجودة فيه ونعطيه اوصافا لا يستحقها ، فهو ببساطة قائد تركي كبير والدليل انه استطاع الفوز في الانتخابات ، ولكنه ليس قائدا يعمل لمصالح العرب او ان فلسطين تشكل هاجسا مبدئيا له ، فهو بالشعار والكلام استطاع ان يكسب قلوب العرب ،ويبدوا ان العرب ما زالوا يقدسون الكلمات ولا يبالون بالفعل ، فكلمات السيد اردوغان انستهم وعتمت عليهم رؤية الفعل السياسي واهدافه ، وهنا لا نحاكم الرجل قيميا فليس مطلوبا منه ان يدخل قضايانا في جدول اعماله وان ينجز لنا ما يجب ان ننجزه نحن ، ولكن هنا يجب ان نقيم الرجل موضوعيا ولا نصنع منه بطلا وصنما يضاف الى اصنامنا الكثيرة التي ناكلها او نحطمها عند اول اخفاق او فعل يتناقض مع تصورات نحن من نسج خيوطها وابعادها .
اردوغان في قضايانا رجل كلام البسناه تاجا لا يستحقه وقريبا سيكون اسطورة ان بقينا نتبع كلام يطلقه من وحي مصالح تركيا ونفوذها ودورها الاقليمي القيادي الذي يعمل له اردوغان وحكومته وهو ما يدفع تركيا بالاستمرار في استكمال مشاريع سدود الكاب التي تحجز المياه عن العراق وتحيل اراضي الجنوب وصعودا الى مساحات غير صالحة للزراعة ما يهدد مستقبل العراق ، ويمنع السيد اردوغان عن عقد اتفاقية مائية مع العراق ويماطل في ابرامها وهو ما يهدد مئات الالوف من مزارعي العراق (هنا لا نتجاهل مسؤولية الحكومة العراقية ) ويحرمهم من مصادر دخلهم ، ومع هذه الحقيقة ما زلنا نصور اردوغان بطلا بفعل كلامي وننسى فعله في مسألة المياه ومدى الاضرار التي تلحق بالعراق من جراء هذه السياسة ، وليتذكر هذه الحقيقة من يكتبون ويمدحون ويبجلون وليتذكر ايضا ذلك النائب العراقي الذي بعث برسالة تهنئة للسيد اردوغان يهنئه فيها على فوزه ويجعل منه بطلا وفاتحا ، وتذكروا ان اردوغان رجل تركي ويعمل لتركيا وتركيا فقط ولا يهمه من همومنا شي الا ما يخدم مصالح تركيا ويتطابق معها ، ولا اظن ان الرجل قد طلب من احد ان يمجده فهمومه التركية ونتائج مكانة تركيا المتصاعدة تدل انه يستثمر وقته بشكل صحيح ، فلنترك اذا صناعة الابطال ونسج الاساطير ونفتش عن ذواتنا ومصالحنا .



#ياسين_البكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق المتسلطين / انهم يخشون الياسمين
- كركوك/ السياسي واشكالية الصراع
- الهوية الوطنية العراقية ...منظور المخاوف ومسارات البناء
- امريكا والاستثمار النفسي الاستراتيجي لاحداث 11 ايلول
- وداعا ايها الرائع كامل شياع
- العراق / غياب الدولة وحضور السلطة
- امريكا واستراتيجية ما بعد الفدرالية / العشائر وتشطير الفضاءا ...
- مجلس النواب والنوم في العسل
- اليسار العراقي ومهمة إيقاظ الوعي المغيب واستعادة الثقة
- الدولة الاسلامية وظاهرة عدم الاستقرار السياسي في تاريخ العرا ...
- جمود الايدولوجيا ومرونة السياسة...الثابت والمتحول في العملية ...
- بناءالدولةالعراقية...بين السلطة والدولة
- ايديولوجيا الدولة القومية في العراق/جدلية الوحدة والتجزء الع ...
- التيار الديني السياسي في العراق ... مسار للتوفيق أم بنية صرا ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين البكري - اردوغان ،،بين الاسطورة والواقع