أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين البكري - جمود الايدولوجيا ومرونة السياسة...الثابت والمتحول في العملية السياسيةالعراقية














المزيد.....

جمود الايدولوجيا ومرونة السياسة...الثابت والمتحول في العملية السياسيةالعراقية


ياسين البكري

الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا نفترض بالايدولوجيا هنا ، بناء نظرياً متكاملاً يعبر عن حزب أو حركة أو بناء ما ، يؤسس نظرته وتحليلاته ومواقفه السياسية على قاعدة إسلامية ، أو قومية أو ماركسية . إنما نفترض بالايدولوجيا كل موقف متصلب يرى مطالبه دون رؤية لمطالب الآخرين ، ويعتقد إن قناعته تمثل الحد النهائي لما وصل إليه عقل البشر ، ومع تلك القناعة يكون العالم أفضل ودونها ينقلب الكون ، ناسياً أو متناسياً إن لا مطلقات في الحياة ، وان النسبية قانون اجتماعي وسياسي واقتصادي ذهبي غير مقيد بفيزياء اينشتاين .
تلك النسبية حكمت العملية السياسية العراقية الحالية بما أطلق عليه عملية التوافق بين مكونات الشعب العراقي ، ومع إن تلك العملية بالقياس للتصور الديمقراطي المفترض تأسيسه ، يعد خرقاً له وتجاوزاً لقاعدة الأغلبية الانتخابية ، وأسست لاستقطابات اجتماعية عرقية ومذهبية ، إلا إنها وضعت كآلية مرحلية مؤقتة وانتقالية من نظام شمولي حكم العراق لعقود طويلة إلى نظام ديمقراطي مأمول ، ونتيجة لتغير فجائي غير متدرج حرك التناقضات الكامنة في بنية المجتمع العراقي وأطلقها من عقالها ، واستجابة لمصالح قوى المعارضة العراقية بأطيافها من أقصى اليمن إلى أقصى اليسار .
إن هذا الانخراط لمختلف الطيف السياسي باختلافه الإيديولوجي ، في العملية السياسية ، وقبولها الجلوس على مائدة مستديرة واحدة منذ أيام مجلس الحكم ، لم يعن إن التيارات السياسية العراقية لم تعد تؤدلج العملية السياسية أو تطالب بإخضاعها لرؤاها بشكل أحادي وإنما قبلت الدخول في العملية الديمقراطية وربما إلى حين.
إن سير العملية السياسية في مختلف مفاصلها والآراء المعلنة من قبل التيارات السياسية قد تشير إلى هذا الاستنتاج ، ولكن دون نسيان الدور الأمريكي في فرض شروط هذه اللعبة ، وهو اللاعب الرئيسي في كل العملية السياسية العراقية ، حتى وان لعب من خلف الستار منذ تسليم القليل من مفاتيح السيادة للعراقيين في تموز 2004 ، ومع ذلك فأن بعض التيارات السياسية تحاول الالتفاف على الشروط الأمريكية وتدفع باتجاه هيمنة الايدولوجيا في رسم مستقبل العراق متناسية إن شعار الديمقراطية المعلن من كافة التيارات السياسية لايتحقق الابتنافس وصراع البرامج ، لا صراع الإيديولوجيات ، وأخذت بعض التيارات تعزف على وتر الثوابت الوطنية أو الإسلامية .
إن تعبير الثوابت يراد به ادلجة اللعبة السياسية ونقض أسس الديمقراطية ، حتى وان بدى ، إن لتلك الثوابت ما يسندها على ارض الواقع مثل إن الغالبية المطلقة من الشعب العراقي مسلمون وبالتالي فأن هوية العراق هي إسلامية ، مما يبرر ادلجة الدستور في محاولة التيارات الإسلامية فرض قاعدة دستورية تنص على إن الإسلام المصدر الوحيد للتشريع دون النظر إلى إن هناك فوارق بين فقه العبادات الثابت وبين فقه المعاملات الخاضع للمتغيرات والاجتهادات والذي يدخل في بابه مساءلة الحكم والتشريع القانوني للدولة ، وهناك فوارق بين مسلمي العراق من ناحية المذهب أو الانتماء ات السياسية التي تتوزع بين اللبرالية والماركسية أو غيرها التي لاتؤمن باسلمة الدولة ، وغاب عن الذين يرغبون بفرض هذا النص والذين يعتقدون أو يروجون انه ضمانة للحفاظ على الإسلام ، إن الدولة لم تصنع الإسلام ، بل إن الإسلام هو من صنع دولة ، وعملياً فأن الدولة لم تضيف إلى العقيدة الإسلامية شيئاً ، بل على العكس إن الحكام الذين حكموا باسم الإسلام منذ الدولة الأموية ( إذا استثنينا ً الصراعات السياسية التي عصفت باستقرار الخلافة الراشدة ) قد أساءوا للإسلام كعقيدة وسماحة ورحمة واستخدموا الإسلام متراساً لحماية كراسيهم .
وهناك مسائل أخرى رفعت عند البعض إلى مستوى التنزيل الثابت غير القابل للتأويل المرن ، مثل قضية عروبة العراق التي أصبحت وكأنها مرهونة بنص دستوري ، وغاب عن الراغبين بهذا النص ، إن ثمانية قرون من الغزوات المتتابعة للعراق ، بدءاً بالمغول ومروراً بالعثمانيين وانتهاءً بالانكليز لم تستطيع تمحي عروبة العراق ، ولم يكن هناك نصاً دستورياً يحفظ هذه العروبة الا الانتماء الصميم لعرب هذه الأرض
إن التزمت الإيديولوجي ، جعل الأطراف السياسية العراقية تتمترس خلف أستارها العازلة وتشحذ أسلحة المقاومة والهجوم ، وأصبح كل من يقف خارج خندق الايديلوجية هدفاً للتشكيك ، وكانت فترة صياغة الدستور مثالاً على معارك الاتهام ، وحتى من يمارس اللعبة بدبلوماسية كان يتخلى عنها عند نقطة معينة يصبح فيها الاتهام اكبر من كياسة الدبلوماسية ومحددات اللياقة .
إن معركة مراجعة الدستور ، مثلا، إذا ما تواصلت بأسلحة الثوابت والادلجة بين الأطراف الرئيسيين الثلاث ، وإذا ما استمر التشكيك بوطنية الداعيين إلى الفدرالية ، وإذا استمر تجاهل مخاوف الرافضين لها ، ولم يتم التوصل إلى منطقة وسط تعطي ضمانة للذين يتصرفون بالمستقبل تحت تأثير تجارب الماضي وخشية العودة إلى النظم المركزية وسوء إدارتها وبطشها ، وفي عين الوقت تعطي ضمانة للذين يودون استنساخ الماضي تحت تأثير الخوف من التقسيم ، بغير ذلك فأن العملية السياسية إذا لم يتم تعديل الدستور بنظرة عملية وواقعية، لن تكون فقط حلقة إضافية ودوران في الفراغ لايحتمله الوضع العراقي ، ولكن ستكون أبواب المجهول مشرعة على احتمالات لايمكن لأي اللاعبين حساب انعكاساتها .
ويبقى التنازل والمرونة وخفض سقف المطالب والتحرر من قيود الايدولوجيا ضمانة لسير اسلم للعملية السياسية فهو و لوجاً أفضل في السياقات الديمقراطية . وربما عندها يصبح جميع المتنازلين من علياء الايديلوجية والثوابت المتكلسة رابحين في عراق اقل توتراً .





#ياسين_البكري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناءالدولةالعراقية...بين السلطة والدولة
- ايديولوجيا الدولة القومية في العراق/جدلية الوحدة والتجزء الع ...
- التيار الديني السياسي في العراق ... مسار للتوفيق أم بنية صرا ...


المزيد.....




- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة
- -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد- انتصا ...
- “متعة جنونية” تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ...
- ماما جابت بيبي..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل ...
- الأوقاف الفلسطينية: نبش الاحتلال المقابر في خان يونس انتهاك ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي بجودة رائعة وإ ...
- عندما تتشنج الروح.. صرخة صامتة في وجه الحياة
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على ...
- غضب في ريف حمص: العنف الطائفي يتمدّد
- رواية -الهرّاب-.. أزمة الهوية والتعايش والوجود اليهودي في ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين البكري - جمود الايدولوجيا ومرونة السياسة...الثابت والمتحول في العملية السياسيةالعراقية