نيتشه .. سيدا للنسور

عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 09:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

في هذا الزمن القبيح ، القبيح بإفراط جدا ، حتى الله أرعبه هذا القبح .. لهذا أعلن الخرج عن المعاش والتقاعد مبكرا من عار تلك المخلوقات المسماة بشر ، كائنات لبونه راحت تقضم كل شيء وأي شيء يقف أمامها ، في ظهيرة شديدة القيظ ، الكهرباء مطفية في هذا البلد المبارك بالنفط ، هبة السماء الأبدية .. كتاب صغير وقع في يدي جعل من تلك الطقس الجهنمي يتحول لجزيرة لم يدنسها أحد من قبل ، كان كتابا يتحدث عن رؤى غريبة ، رافقت فيلسوفا طالما اعتبرته أبا وأستاذا وأخا أكبر ، أسمه في السجلات كان نيتشه ، لم يكن يحمل رقما مميزا لكن كل ما اعرفه عنه أنه انتحر في بيوت الغواني في عمر الرابعة والخمسون .. حاول محاربة القيح والقبح المزمن من رائحة تلك القطعان البشرية ..
حتى تزول الروائح قليلا وشم الهواء بروعة .. نختار لكم :
- في العهد القديم اليهودي في كتاب العدالة الألهية ، أناس واشياء وأقوال عظيمة ، بحيث أن لا يمكن لكتابات اليونانية والهندية أن تضاهيها ... والحق يقال إن من كان هو نفسه مجرد حيوان داجن أليف وهزيل و لايعرف سوى حاجات الحيوانات ( كالمتعلمين في أيامنا ) ، فليس عليه لا أن يعجب ولا أن يحزن بأي حال تحت هذا الركام من الأطلال .. ) .
- شوبنهاور كان ملحدا ومتشائما ، وكان يعزف الناي ويوصي بــ ( لا تؤذ أحد ) ، هل كان فعلا متشائما وملحدا ؟؟
- كثرة كلام المرء عن نفسه ، يمكن أن يكون أيضا وسيلة لأخفاء نفسه .
- فوق كل القوانين : مانفعله عن حب ، يجري دائما ماوراء الخير والشر .
- في إيثولوجيا الخير ، مايحسبه عصر ما شرا ، هو في العادة راسب غير عصري لما حسب في عصر سابق خيرا .
- أن الثمن المدفوع سيكون غاليا ومرعبا جدا ، أذا لم تكن الأديان وسيلة تأديية وتوبوية في يد الفيلسوف .
- عند البشر كما عند سائر الحيوان فائض من المعاقين والمتألمين ... إذا أخذنا في الحسبان بأن الأنسان هو حيوان غير مثبت بعد .
- مشاهد رديء للحياة من يغفل اليد التي تقتل برفق .
- بما أن تواجد البشر من البداية وفي كل الأزمنة مصحوبا بتواجد قطعان بشرية أيضا ( عشائر ، جماعات ، قبائل ، أقوام ، دول ، كنائس ) ... فأنه يحق لنا الأفتراض كمعدل عام أن الأنصياع بوصفه نوعا من الوجدان الصوري الذي يأمر ( يجب عليك أن تفعل شيئا ما حتما .... ) .
- يوجد نوع من العبارات والومضات الروحية ، يوجد نوع من الكلمات التي لا تتعدى حفة من الألفاظ ، يتبلور فيه على الفور مجتمع بأكمله ، بل حضارة بأسرها ، ومن تلك الكلمات لمدام دو لامبير إلى أبنها إذ قالت له : (( ياعزيزي ، لا تسمح لنفسك البتة إلا بالحماقات التي تمنحك لذة كبيرة )) ، وهي على فكرة ، الكلمة الأكثر أمومة وذكاء التي وجهت يوما إلى ابن من الأبناء .
- لقد عامل الرجال النساء حتى الأن وكأنهن عصافير تائهة هبطت أليهم من علياء ما ، بوصفهن شيئا يجب حبسه في قفص حتى لا يفر طائرا .
- إن المجتمع ينبغي أن لايوجد من أجل المجتمع ، بل بوصفه هيكلا أو بناءا مساندا وحسب يمكن لنخبة من الكائنات من ألأن ترتفع إلى مهمتها العليا .. نخبة يمكن تشبيهها بتلك الكائنات المتسلقة المولعة بالشمس .
- أثناء تجوالي بين أنماط الأخلاق العديدة ، الرهيفة منها والغليضة ، التي سادت حتى الأن على الأرض أو ماتزال .. حتى أنكشف لي في النهاية نمطان أصليان أنبرى بينهما فارق أساسي ، هناك أخلاق للسادة وأخلاق للعبيد .
- الإنسان الذي هو حيوان متعدد وأفاك ومصطنع ومبهم والذي تهابه سائر الحيوانات لا لقوته بل لدهائه وذكائه ... وكل الأخلاق هي تزوير طويل وجريء يصير بفضله التمتع بمشاهدة النفس ممكنا .

ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
المصدر : كتاب ما وراء الخير والشر – فريدريك نيتشه
مختارات شخصية

#عماد_البابلي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل