أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - أنفلونزا فلسفية














المزيد.....

أنفلونزا فلسفية


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 21:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أكتب الأن من عالم الأحافير القديمة ، التي تمنعنا من مسيرة التطور ، عالم راجع نحو الوراء ، عالم مفكك ينحى بشدة نحو تراكيب أبسط ، عالم زاحف بدائي يتمحور حول مبدأ مهم جدا وهو ( إرادة الإنسان محكومة بالخطيئة ) ، الخطيئة الأولى أنتشرت كالعدوى المورثة في جسد البشرية ومازلت لحد الأن هذه العدوى تقبض الثمن من المليارات من الجياع والمعدمين الذين يملئون الكرة الأرضية أو كوكب التوبة كما أفهمه أحيانا .. كل شيء يتمحور حول الأخفاق الأولي من الخلق وصناعة وجود غير مكتمل ، وجود لا يليق بالصانع الأول ، ولهذا ولدت متلازمة الأخفاق الدائم في البنية النفسية للبشر ، الأخفاق المتعلق مع مفهوم الشر ، ولكن ماهو الشر ؟؟ هل هو أفراز مضاف لكائن مجهول تسميه المدرسة الأبراهيمية وفروعها بــ الشيطان ، وتروي لنا الحكايات التوارتية المتنقلة للمسيحية والأسلام لاحقا عن براءة أدم وانه تعرض للغواية من أفعى ناطقة ، الخطيئة تورثت في شريط الــ DNA وقام الله بأرسال الأنبياء للتصحيح وتنضيف أرحام أمهاتنا من براثين هذا الدنس ( يسوع مثالا ) .. أذن هنا نحن أمام عدة رموز متفاعلة فيما بينها ، الله وأدم والشيطان ، الله صانع أرتكب خطاءا ما في النظام الهندسي في أن هل كان أدم يستحق فعلا مكانة كونه جزء من الله ؟؟ .. أدم نسخة من روبوت عضوي يملك ( Up Date ) في قدرات أدراكية لم تعطى للمجمع السماوي ، تلك القدرات أستخدمت بشكل خاطيء فيما بعد .. الشيطان هو عزيز الله والجالس على يمين العرش دائما ، نافس أدم في مكانته الجديدة ، مملكة تحمل أثنين من ولاة العهد ( الأمين والمأمون مثلا ) ، كان لابد من موت أحدهما وبقاء الأخر ، الله بوصفه ملك ومهندسا أعظم فكر في طريقة أذكى من أن يبقى أحد ويموت الأخر ، مسخ الأثنين معا في مايعرف بالشر ( ميول للتدمير والأنتقال لحالة أبسط ) ، وطلب منهما التكامل من جديد ، ثم أعلن عزلته الشهيرة في مغارة لا أحد يعرف مكانها سوى فايروس الأنفلونزا الطيب !!!!!!!! ، المغارة في الفلسفة وخصوصا عند ( هيجل ) تعني موت الله من ناحية كونه متعاليا منفصلا ، والمغارة عند ( نيتشه ) موت الله من ناحية كونه ذاتا قائمة بذاتها !! .. ثقافتنا الحالية هي ثقافة توبة ليس إلا ، توبة عن خطيئة لم ترتكب بعد ، ولكن هنا السؤال ، كيف نشأت أصلا فكرة أدم وفكرة الله بطبعته اليهودية والشيطان ( الملاك الملعون ) ، لم تكن تحمل الثقافات القديمة الأكثر نقاوة من ثقافاتنا هذه المفاهيم العسيرة في جعل عالمنا بهذا الشكل التراجيدي ، بابل وأثينا وروما كانت مدن بهجة تحتفل فيها الألهة مع البشر وتعيش معها في سلام دائم ، لكن اسرائيل ومن ثم المسيحية والأســلام جعلت من كبير الألهة بصورة الأب القاسي المعدم الذي لم يترك لأبنائه أي ثروة ، ( قد تكون أزمنة الأستعباد اليهودي في بابل وفي مصر هي المنشأ ؟؟ ) ، المشكلة الأكبر في هذه العلاقة الأبوية – حسب فرويد – أن البشر بوصفهم كابناء لله لم يحملوا الشرعية لحمل أسمه ، فهم أطفال مشكوك في نسبهم أصلا ، ولهذا ولد فيما بعد حالة الأخصاء الروحي الكامل ، البشر ممنوعون من التكامل نهائي ، لا يمكن التفكير خارج الحضيرة نهائي ، الأنبياء المزعومون بصفتهم رجال قانون السماء هم فقط من يدخلون ويخرجون من البوابة الرئيســــية .. لم يكن الأخصاء فقط روحيا بل كان جنسيا أيضا ، الدين يحارب سستم الغدد الصم في الإنسان ويعتبرها نوافذ للشر ( الشهوة تولد الخطيئة .. الأنجيل ) .. وفق هذه البنية الشائكة للعالم نعيش وأعيش معكم ، البنية الشائكة ولدت أنصاف بشر تنطح بعضها البعض في قفص لا يتسع حتى للجلوس ، لا شيء سوى البراغيث تلعب وترقص قربنا .. الأوكسجين لا يصل للرئة بشكل جيد .. التيار الجديد من الملحدين والمتنورين والربوبيون الذي أعلنوا أن العقل والعلم هو دين ومعتقد بحد ذاته سيملكون الحل لنا لحالة نقص الأوكسجين ..........
شكرا لكم



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن حادس وعني وعنكم
- الجين الأناني بطبعة عربية !!
- الغراب شاعرا وضائعا
- بشار الأسد بين ريتشارد الثالث والنرجسية الاقتصادية
- مصطلح أل SHIN في الباراسيكولوجي
- باراسيكولوجي الأقامة في نقطة الخطأ
- شيزوفيرينا الجوع .. قصة قصيرة
- القذافي .. تحليل نفسي متواضع
- كوكب أسمه اللاشعور البشري
- ترانيم شعرية بحبر بعضه أزرق
- الزمن المكور في قصة اشياء أخرى للقاص عيسى ملسم
- سميح القاسم .. اخر شعراء القرامطة
- شمس أشرقت من الناصرة .. قصائد !!
- برناردشو في جزيرة العرب ، سائحا وتائها
- تعريف جديد للأمومة
- مختارات من علم الباراسيكولوجي
- سايبر أحادي المسكن !!!
- تأملات فلسفية غير متسقة في نقطة أوميكا !!!
- وليد مهدي .. كامل النجار .. الحوار بأكثر من لغة
- الفنانة اسيا كاريرا .. سيرة مختصرة وقبسات من اقوالها


المزيد.....




- سوريا.. صور لطيفة الدروبي زوجة أحمد الشرع بزيارة إلى إسطنبول ...
- سوريا.. الجيش الأمريكي يعلق على اعتراض أسلحة كانت بطريقها إل ...
- سوريا.. أول تعليق رسمي على إعلان كندا رفع العقوبات عن دمشق
- العنف الرقمي في تزايد والنساء أكثر عرضة لمخاطره، فكيف يمكنهن ...
- صاروخ تركيا الفرط صوتي الذي سترعب به الخصوم
- وكالة الطاقة الذرية: الدرع الواقي لمحطة تشرنوبل النووية تضرر ...
- كندا تزيل سوريا من قائمة الدول -الراعية للإرهاب-
- السكري وصحة الفم.. علاقة متبادلة
- منظمتان تدعوان لإجراء تحقيق دولي في مزاعم وجود -قبور مجهولة- ...
- اجتماع أميركي أوكراني -مثمر- ومواصلة محادثات إنهاء الحرب مع ...


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - أنفلونزا فلسفية