أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - سايبر أحادي المسكن !!!














المزيد.....

سايبر أحادي المسكن !!!


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3188 - 2010 / 11 / 17 - 13:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قبل الدخول في صلب حديثي ، لابد من مقدمة ضرورية هنا تتركز في تعريفات مركزة لموضوعي الأصلي ..
الجنس عبارة عن مجمل ميول فطرية يمتلكها الكائن الحي ، تتعلق بمنطقة في النظام النفسي ( حسب فرويد ) تسمى منطقة الهوا ، منطقة الهوا تعتبر منطقة أقدم من باقي المناطق الأخرى التي تكونت بعده مثل الأنا والأنا الأعلى ، منطقة الهوا هي مجمع للنشاط الجنسي عند الإنسان ، النشاط الجنسي الذي يترادف مع الرغبة نحو الاتحاد مع شخص يحمل جيندر وجنس مختلف عن الفرد الأخر .. الآلية التي فيها يعمل فيها النشاط الجنسي هي المشاعر والتي تعرف بأنها : حالات وجدانية أولية وتقسم إلى نوعين هما اللذة والألم وتثار من قبل عوامل عضوية وعقلية ونفسية ، المشاعر هنا تتجمع وفق نظام معقد عصبيا يسمى بالحب الذي تلعب فيه الهورمونات دور أساسيا ، وتلعب فيه الأحاسيس دورا أخر لا يقل عن الهورمونات في عملية الحب بين الطرفين ، تعرف الأحاســــــيس بأنها عملية نفسية جسمية مركبة من جانبين : موضوعي ( المحسوس ) وذاتي ( أثر المحسوس ) .. الجنس كتفاعل ينشأ بين طرفين مركب غائيا بين جانبين : الأول هو عملية دمج الصفات الوراثية لتوليد كائنات جديدة ، يسمى هنا بالتكاثر الجنسي ، وهناك مركب أخر هو عملية فسلجة الغدد الجنسية والهرمونات عن طريق إفرازها لغرض تنظيم سائر العمليات الفسلجية الأخرى في الإنسان .
لا بد من الانتقال من القفص إلى باحة مستشفى الأمراض العقلية ، بمشهد رقمي يعكس لحظة مركزة من مسارح اللامعقول ..
هناك قاعدة بســــــيطة في التحليل النفسي ، تنص على أن الغرائز البشرية بحاجة لنظام بيئي مناسب حتى تؤدي دورها الطبيعي ، البيئة العربية ليست بيئة مناسبة لهذا النشاط الجنسي عند الإنسان ، ولهذا يعيش الإنسان العربي في نسق مريض ومعقد نفسيا ، نســــق يخالف البيئة المحيطة به ، وهنا تولد متلازمة التعاسة العربية .. البيئة العربية ليســــــت ذات نمط إنساني ، فهي مصنعة تاريخيا وفق ضوابط بدائية جدا ، البدائية تتمثل في حالة توقف زمني مقيت يعيشه هذا الكائن الأعجوبة المسمى ( عربي ) .. التناقض بين البيئة وبين الغريزة البشرية عند العربي هي أساس كل مشاكله ، ولا يمكن إيجاد حل جذري للواقع العربي المتخلف دون حل جذري لهذه النقطة ، الغريزة عندنا مكبوتة ، ومحرمة من قبل السلطة الثيوقراطية العربية ، الحديث هنا طويل وشائك وقد يكون معروفا بتفاصيل أكثر مني من قبل الجميع ، لابد من إيضاح مشكلة جديدة تعصف بالواقع العربي ، المشكلة هي ( الجنس الإليكتروني ) ، أو الجنس عن طريق الانترنيت خصوصا ، ولنكن دقيقين أكثر سأتناول الجنس عن طريق برامج المحادثة وعن طريق الفيس بوك خصوصا ، لماذا هي ممتعة ؟؟ .. لماذا هي مفضلة جدا عن طرق أخرى كالجنس المباشر ، معظم أصدقائي وصديقاتي يفضلون الجنس عن طريق الماسينجر مثلا ويرفضون الذهاب لأماكن مخصصة لهذا ؟؟؟؟
مالذي يحدث في الماسينجر والفيس بوك الذي صار ناديا ومحفلا مهما لجميع مرتادي النت العربي ؟؟؟؟
المواطن في الغرب يختلف في ميوله للجنس الإليكتروني ، فهو يبحث عن تجديد له ليس إلا ولكن المواطن العربي يبحث عن نافذة لدخول الضوء فقط ، أنه يكتب على الرمل شكوى حزن عن عملية تبدد في الطاقة وفي حياته وفي شهوته .. المواطن العربي خائف ومعقد تاريخيا ، فهو مجمعا جيدا لعقدتين نفسيتين هما : أب قاس جدا وأم منكسرة ذليلة ، من خلال هذه البيئة العائلية المريضة ، ينمو الطفل العربي يحمل عقدة أوديب بشكل واضح ، كره واضح للأب وشفقة عارمة نحو الأم ، حين يختفي الأب من المسرح ، ينشط الفرد العربي جنسيا ، ويبدأ بمضاجعة أشباحه الداخلية التي لا يراها سواها ، الأشباح هنا تتمركز في عامل جنس ذاتي فقط ، وبعبارة أخرى ، مضاجعة الأشياء التي تنعكـــــــس في داخله فقط ، مثلا رؤية فلام السيكس ، والتحدث عن طريق النت لإشباع تلك الذاتية المريضة ، عن طريق تحفيز بصري لخيال جامح عن دراما مفتعلة تأتي عبر نصوص مكتوبة أو عرض كاميرا بين اثنين ، الكثير ممن أعرفهم يفضلون الجنس الإليكتروني عن باقي الوسائل الأخرى ، صديقي ( D ) مثلا ، تتوســـــــل به جارته للمضاجعة ويرفض بشكل غريب ويفضل رؤية قنوات السيكس على ذلك ، مثال أخر ، كونت صفحة أخرى في الفيس بوك ، واخترت الجنس أنثى ، كنت قد خلقتها للمزاح مع احد أصدقائي فقط ، اكتشفت وبعد فترة معينة بان طلبات الصداقة بدأت تكثر علي وخصوصا بأني وضعت صورة مثيرة كبروفايل لها ، ومع الأشهر كان لي أصدقاء مشتركين بيني صفحتي الأصلية وصفحة هذه الأنثى الافتراضية ، المشتركين بيني وبينها كانوا من مختلف الطبقات والثقافات ، كانوا يهملون صفحتي وأراهم يتوافدون عشرة عشرة على ما انشره من مواد تافهة على هذه الصفحة ، وكانوا متحفظين جدا أمامي وبكياسة كبيرة ولكن عندها وخصوصا بالمراسلات الخاصة كانت الشهوة واضحة والكبت الجنسي واضح ، كانوا يســـــتمنون بقرف في تملق جنسي واضح .. الكل كان تعيس في حياته الزوجية ، الكل كان يمثل دور المنقذ لأي مشكلة تطرحها هذه الفتاة !!!!!
مع نقصان الأوكسجين في البيئة العربية كما يعبر عنه الدكتور نصر حامد أبو زيد ، الهواء يصبح غير صالحا للحياة ، وبهذا ينشط الجنس في الأقبية والسراديب العربية الداخلية ...
الفطريات من الكائنات أحادية المسكن ، فهي تحمل كلا الجنسين معا ، بهذا يحصل التلقيح في داخل الكائن الحي ، يقول علماء التطور بان نمط أحادي المسكن هو طفرة ضرورية للحفاظ على النوع وخصوصا نوع حيوي غير متنقل أبدا .. الإنسان العربي يبحث عن تكيف معين ينفع مع البيئة التي يعيش فيها ، البيئة التي تمنعه من الحركة وتقيد قدميه وتكتم فمه ، يبحث عن نمط أحادي الجنس لكن على صعيد نفسي !! وهذا تشويه واضح في ملامح الإنسان العربي .. الإنسان العربي المزدوج في نمطين وشخصيتين ورأيين وموقفين ومبدئيين منذ خلقه الله تعيسا مذلولا في هذه الصحراء الكبيرة .. منذ أن أختار ما أن يكون قردا أو إلها !!
وإنا لله وإنا أليه راجعون



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فلسفية غير متسقة في نقطة أوميكا !!!
- وليد مهدي .. كامل النجار .. الحوار بأكثر من لغة
- الفنانة اسيا كاريرا .. سيرة مختصرة وقبسات من اقوالها
- قريش .. القبيلة الذهبية !!!
- فتاة الحانة .. قصائد لنبية !!!
- الأغتراب الروحي عند نازك الملائكة
- سوسن
- المعتقدات الدينية للسيد أينشتاين
- روح الله .. مقاربة بارا سيكولوجية واجتماعية
- الفكر في زمن الكوليرا .. أخر كتابات السيدة هاجر
- عراق مابعد عام 2003 .. الكعكة الفاسدة !!!
- حينما حاولت ثقافة ال ( ...... ) نقد نظرية دارون
- دفاع عن الإلحاد .. !!!
- حفلة موت على طريقة ( حاحا وتفاحة ) في مدينة الكوت
- مسرد ميثولوجي متواضع مهدى لزمن مبعثر
- أبن الراوندي .. شيء واشياء أخرى !!!
- دليل متواضع لسلامة الدماغ العربي غذائيا
- مالذي يحدث في مسرحية TRIFLES لسوزان غلاسبل
- أنقسام الله وإعادة تشكيله !!!
- كافكا .. اللحضات الأخيرة لنسر


المزيد.....




- حادث غريب يفضح سائقًا ويورطه مع الشرطة.. والصدمة مما وجدوه ف ...
- برج جديد في دبي بكلفة 1.6 مليار دولار يجسد الطموح العقاري نح ...
- هل تتحدث أثناء نومك ولا تعرف ما الأسباب؟
- بعد وقف برنامج جيمي كيميل.. ترامب يقول إن شبكات البث تخاطر ب ...
- هيندل يؤسس حزب -الاحتياط- في إسرائيل: خدمة إلزامية ولجنة تحق ...
- المتظاهرون يتجمعون في القدس مطالبين بإنهاء الهجوم على غزة
- المتظاهرون يتجمعون خارج استوديو جيمي كيميل بعد تعليق العرض
- توقيف مشتبه به في هجوم باريس 1982.. وماكرون يشيد بتعاون السل ...
- برلين تجدد عزمها -إصلاح- دولة الرفاه وسط صعود المعارضة الشعب ...
- ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية هو -أفضل طريقة لعزل حماس-


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - سايبر أحادي المسكن !!!