أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - التحولات المُعاصرة للمقدس في الغرب














المزيد.....

التحولات المُعاصرة للمقدس في الغرب


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 20:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بدأ الاهتمام المنهجي بالظاهرة الدينية من منتصف القرن التاسع عشر على يد علماء الاجتماع والانتربولوجيا الذين انشغلوا بتفسيرها وتعريفها، وبسبب تنوع الظاهرة الدينية والإسقاطات الثقافية للباحثين اختلفت التعريفات والنظريات، فاختلفوا في تشخيص ديانات كثيرة لا توجد فيها آلهة نتيجة الاعتقاد الكلاسيكي بوجوب وجود الآلهة في كل دين؟ فتم إقصاء الديانات البدائية التي لا تتوجه لقوى مشخصة من الأديان، وطبق البعض المنهج التطوري معتبرا ديانته هي أرقى أشكال الأديان، وقسم البعض الديانات إلى ديانات شرك وديانات موحدة والى ديانات باطلة وديانات حقه، وديانات راقية وديانات منحطة، وُنظر البعض إلى الطوطمية كنظام اجتماعي وليس ديانة، وُصنفت البوذية من البعض الآخر كطريقة حياة! أما الأبحاث اللاحقة فقد تطورت وتوسعت وتعمقت في دراسة الدين حتى رصدت ظواهر دينية جديدة (فروجيه باستيد) يرى إن ما هو ديني في السابق هو غير ذلك الآن، إذ يأخذ إجلال النجوم مكان إجلال القديسين وتأخذ الميثولوجيات الجديدة التي تبثها وسائل الإعلام مكان الدعوات التي أطلقتها الكنائس القديمة) وثمة مذاهب دنيوية يشير إليها (اريك فروم) كتأليه الدولة أو الحزب أو الفرد، وهناك (ديانات مدنية) كالنازية والشيوعية يشخصها (رايمون ارون)، ويلاحظ (بيار سيرنو) الأبعاد الدينية للأيديولوجيات السياسية مسميها (ديانات سياسية)، أما (موران) فقد تكلم عن (ديانة النجوم) محلللا إن طبيعة الديانة المسيحية هي التي تهيئ الاستعداد النفسي لإجلال المشاهير، حتى اعتبر (دوركهايم) إن المفهوم العلمي الحديث للطاقة هو امتداد لفكرة (ألمانا) الطوطمية وإن الإنسان أصبح المقدس البديل لتوحيد المجتمع المعاصر.
وهكذا يمكن أن نرى تصورات مفتوحة للظاهرة الدينية في ظل غياب تعريف موحد بسبب تنوع الظاهرة الدينية، لهذا امتنع كثير من الباحثين من إبداء تعريف محدد للدين، متحدثين عن تعريفات ونظريات دينية، فتحول علم الاجتماع الديني إلى علم اجتماع الأديان، لأن لكل ديانة عالمها الخاص، وعلى الباحث التخصص في عالم دين ما، ونفى البعض حاجة بالانثروبولوجيا الدينية للنظريات بعد أن تراجع الاهتمام بالانثروبولوجيا النظرية، وأنكر البعض الآخر وجود شعور أو عاطفة دينية مستقلة وإنما هناك مواضيع وأشياء دينية اجتماعيا أو شخصيا تثير فينا مشاعر وعواطف طبيعية نسميها بالشعور والعاطفة الدينية، فالثنائي الاجتماعي (هوبير) و(موس) رفضا وجود شعور ديني خاص (فإذا تكلمنا عن مشاعر دينية فينبغي أن نتكلم عن مشاعر اقتصادية أو مشاعر تقنية فلكل نشاط اجتماعي شغفه ومشاعره العادية) ويشخص (جورج سيمل) مواضيع غير دينية تثير فينا مشاعر دينية (فعلاقة الطفل بوالديه والوطني بوطنه، والجندي المنضبط بجيشه، وعلاقة المهزوم بغازيه يمكن اعتبارها مشاعر دينية لأنها تتولد من عناصر عاطفية وهي التقوى الذي يولد الدين) وعالم النفس الأمريكي (وليم جيمس) تكلم عن المواضيع التي تثير فينا شتى العواطف المختلفة بحسب نوع الموضوع (ماذا نقول عن العاطفة الدينية التي يرمز إليها كثير من الكتب كما لو كانت أحد العناصر النفسية المحدودة؟ ألا نرى كيف يشبهها بعضهم بعاطفة الخضوع، ويشتقها آخر من الخوف، ويردها ثالث إلى الحياة الجنسية، ويضمها رابع إلى عاطفة اللانهاية؟ وهذا الخلط وحده كاف لينير في نفوسنا الشكوك. أتراهم يتكلمون عن شيء خاص محدود؟ فإذا قبلنا بأن نجعل هاتين اللفظتين:(العاطفة الدينية) كلمة مشتركة للدلالة على شتى العواطف التي تثيرها فينا الأشياء الدينية، غدا من الواضح لدينا أنهما قد لا تحتويان مطلقا على شيء له طبيعته الخاصة، من الوجهة النفسية. إنه يوجد حب ديني، وخوف ديني، ورعدة دينية، وفرح ديني، وهلم جرا. غير أن الحب الديني هو حب عادي منصرف إلى شيء ديني، والخوف الديني هو الخوف مضاف إليه فكرة العدل أللآلهي، والرعدة الدينية هي نفس الهزة الجسمية التي تنتابنا عند المساء، في قلب غابة مظلمة أو حرج ضيق، والفرق بينهما إن الهزة،في الحالة الأولى، تنتابنا بالعالم الآخر.وكذلك الأمر في سائر العواطف التي لها نصيب في حياتنا الدينية.غير أننا إذا اعتبرنا التأثيرات الدينية كأحوال شعورية حقيقية مؤلفة من عاطفة نضيف إليها موضوعا خاصا، استطعنا أن نميزها من غيرها من التأثيرات. ولا يوجد سبب يدعونا الى التسليم بوجود (تأثير ديني) مجرد بسيط له كيانه الخاص، كأنه عاطفة أصيلة مميزة تظهر في جميع التجارب الدينية دون أدنى شواذ).



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطور العلمي والانتخاب الحضاري
- غاية الإنسان ؟
- ملاحظات حول الصراع بين مذهب السلطة ومذهب الانقلاب
- ما هو الإسلام الحق؟
- الرغبة والعبادة
- موقفي من العادات والتقاليد
- شذرات فكرية
- ثنائية القبلية والتمدن
- الكونية في الأديان السياسية؟
- الاغتراب والنكوص الفكري في المجتمع العربي
- فلسفة نزار قباني في المرأة والحب والجنس والحرية والتغيير*
- ثنائية مدح الأنا وذمها
- العلم وفرضية ألله
- ألانتماء الديني بين الواقع العملي والواقع ألافتراضي
- حضر علم الاجتماع الديني في الجامعات العربية!
- صنم الديمقراطية
- نحو وعي مدني
- الإرهاب الظل
- المرأة وصورتها الثنائية في المجتمع العربي
- انثروبولوجيا دينية


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - التحولات المُعاصرة للمقدس في الغرب