أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد لفته محل - صنم الديمقراطية















المزيد.....

صنم الديمقراطية


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمثل الديمقراطية الآن مرحلة تاريخية مهمة في السياسية العالمية لا يمكن تجاهلها بل ربما لا يمكن تجاهل حتى تسمية هذه المرحلة التاريخية إلا باسمها فهي ألآن تنتشر في كثير من دول العالم بالترغيب أو الضغط حتى أصبحت كالموضة السياسية المعاصرة الكل ينادي بها ويدافع عنها بفهم أو دون فهم بقناعة أو دون قناعة حتى أصبحت كالصنم المعبود دون التفكير بمراجعتها وتقييمها من جديد وهذا بالذات ما يجعلني أتصدى لها بالنقد،فالديمقراطية نظرية ككل النظريات لكنها للأسف صارت نظرية مقدسة أي غير قابلة للشك و النقد والذي يوجه لها نقداً فهو حتماً دكتاتوري مستبد حتى أصبحت هذه الكلمتان الرديف العكسي لها كالتضاد بين النور والظلام والعلم والجهل والخير والشر وكأنما ليس هناك بديل آخر للديمقراطية وكأن العصور التي مضت قبل الديمقراطية وظهرت فيها حضارات عظيمة هي عصور مظلمة من ما جعل (فوكو ياما) يصفها بأنها نهاية التاريخ كما وصفت الشيوعية نفسها ! أليست الصين دولة غير ديمقراطية لكنها متقدمة ومتفوقة اقتصادياً وتكنولوجيا على كثير من الدول الديمقراطية حتى العظمى منها،أليست قطر والأمارات وعمان وتونس دول غير ديمقراطية لكنها مستقرة سياسيا واقتصاديا؟ أن هذا التقديس للديمقراطية من صناعة الإعلام والسياسة الأمريكية وأن دل يدل على تسييس هذه النظرية وادلجتها، الم تصل حماس إلى السلطة ديمقراطياً فلم تعترف بها أمريكا والغرب والحال كذلك مع (أحمد نجاد) و(هوغو شافيز)و نظام زمبابوي.في حين يتم الاعتراف بدول دكتاتورية كالسعودية وليبيا!؟
أصبح الشخص أو الحزب أو الدولة التي لا تعتنق هذه(الأسطورة)تتهم بالرجعية والهرطقة بل أن البعض يبرر أخطاء الديمقراطية بالإنسان وليس بالنظرية!وهذا يرجعنا إلى الماضي حين كان النص المقدس أعلى قيمة من الإنسان ذاته فارتكبت باسمه أبشع الجرائم.ترى كيف استطاع الأعلام والسياسة الغربية إن يصنع أسطورة الديمقراطية ويسّوقها بهذا الشكل المقدس؟ لماذا لانجرؤ ونقول إن الديمقراطية هي جزء من المشكلة وليست جزء من الحل في كثير من الأحيان؟ ألم ينتخب الشعب الأمريكي وهو شعب عريق بالديمقراطية المحافظين الجدد الذين تأتيهم القرارات السياسية من الله! فزجوا أمريكا في حروب أساءت لسمعتها واستنزفت اقتصادها؟ألم ينتخب الشعب الإسرائيلي حكومة دينية متطرفة ترفض مبدأ الأرض مقابل السلام وتّهود شعبها؟ ألم ينتخب الشعب الألماني سابقا النازية وحديثا حكومة مسيحية ترفض دخول تركيا للاتحاد الأوربي لأسباب دينية؟ألم توصل الديمقراطية اتجاهات متطرفة إلى سدة الحكم في فلسطين والعراق والكويت والسودان.
الدكتاتورية ليست بديل عن الديمقراطية فهذه نظرة العقول الضيقة وصناعة الإعلام السياسي ونقد الديمقراطية ليس سوى البحث عن بديل أفضل منها فهي ليست أكسيرا أو العصا السحرية كما يسّوق لها عالميا فقيم التعددية والحرية الفردية والمساواة وغيرها تحتاج لمراجعة دقيقة رغم أهميتها.فالناس حقا مختلفون لكنهم مختلفون بالوعي قبل اختلافهم بالأفكار،والاختلاف بالوعي واعني نسبة الذكاء والتعليم والثقافة هو غير الاختلاف بالأفكار التي يتوارثونها ويحاكونها من المحيط الاجتماعي.إذ أن أفكار الناس لا يقررها الإفراد وإنما تصنعها الجماعات والمؤسسات الفاعلة التي تؤثر في الفرد أو التي ينتمي أليها كالمؤسسات الروحية والحزبية والعرقية والعشائرية وغيرها وهذه الجماعات لا تضع مصلحة الأمة قبل مصالحها الخاصة القائمة على التمايز عن الآخرين وجعلها هوية الجماعة الأولى للحصول على امتيازات خاصة بها،وهذه الجماعات حين تقدم اختلافها (كهوية)على هوية ألأمة تظهر إشكالية الأغلبية والأقلية ويضعف مبدأ المواطنة والمدنية وينقسم المجتمع على أساس ديني أو طائفي أو قومي أو عرقي الخ تطالب كل فئة بحقوق إضافية تخصها.من ما يحرّض الجماعات الأخرى على المطالبة بنفس الامتيازات على أساس التمايز كهوية،إنٍ الديمقراطية تعطي الفرصة الذهبية للجماعات التي تقدم اختلافها كخصوصية على مشتركاتها الوطنية العامة وهذا ما تحاول الديمقراطية تسويقه تحت يافطة التعددية والحرية الفردية فتساوي بالاقتراع بين النخب الثقافية والعوام متجاهلة كل المشاكل التي أشرت لها.وقد انتبه الفلاسفة لكل هذه المشاكل. فقديما وصف (أفلاطون)النظام الديمقراطي(كثير التنوع وفوضوي،ويقيم نوعا من المساواة سواء كانوا متساوين أو لا)وإن الديمقراطية تقتلها الرغبة المبالغة بالحرية،أما(أرسطو)فقد ظل مرتابا من قواعد العدالة الشاملة برغم قناعته بأن الأنظمة الديمقراطية أكثر استقرارا من الأنظمة الفردية(1) واعتبر(فولتير)في قاموسه الفلسفي ان الديمقراطية تصلح لبلدان قليلة فقط(2) وخاف البعض من وصول الرعاع والمنتفعين للسلطة،هذا قديما أما حديثا فيلاحظ(سول كي بادوفر)برغم تأيده للديمقراطية إن المواطنين في البلدان الديمقراطية نادرا ما يبذل جهدا للتعرف على القضايا التي تهمه حيث تتقدم وسائل الترفيه على السياسة(من الواضح إن الذكاء لا يتوزع بالوساطة بين الجنس البشري بيد أن فلسفة الديمقراطية تتظاهر بأن الإنسان يوهب قوى عقلية كافية ليكون منطقيا،ليعرف ما هو مفيد له،ويعمل بموجبه.ولأن هذه حقيقة بعض الناس،فهو غير حقيقي للآخرين فليس كل شخص مؤهلا للحكم منطقيا)فحتى قضية الحرية التي يقاتل ويموت من اجلها أناس كثيرون يلاحظ (سول كي)إن هناك من لا يقدرونها (يمكن أن يقال الشئ نفسه في الاهتمامات المادية أيضا،فأي سبب يمكن أن يؤشر ليكون(الشئ)مفيدا إلى الفرد الذي على الرغم من ذلك ما يعمل على العكس مما هو،في الأقل إلى العقل المنطقي بوضوح فائدته،وبأمثلة كثيرة أخرى نرى إن الإنسان في المجتمع الديمقراطي يتلاعب بسهولة بالوسائط الاجتماعية الكثيرة غير المسؤولية،بواسطة الاهتمام بمجموعات الضغط الشخصية)(3) ويؤخذ بعض علماء الاجتماع المعاصر على الديمقراطية(أنها شكلية تجعل الفرد يهيمن باسم عقل جمعي،هو بذاته وهمي افتراضي)(إن رقابة المحكومين على حاكميهم،هي رقابة شكلية فرضية)(وان ضعف دورة النخبة يجعل التغير السياسي بطيئا)إلى ذلك انتبه بعض الباحثين على رأسهم (شومبير)ظاهرة (مصادرة السياسيين المحترفين للسلطة السلطة السياسية وقال وان هذه الظاهرة هي ابرز ما تمتاز به الأنظمة الديمقراطية حيث يشكل المهيمنون السياسيون شريحة من النخبة الغربية،تتعاطى السمسرة والعمليات التجارية والصفقات).(4)
إن فلسفة الديمقراطية ترتكز لمبدأ إن الأكثرية هي التي تقرر الحقيقة ،والحقيقة من الناحية الفلسفية والعلمية هي انطباق الفكرة مع الواقع عبر التجربة والملاحظة والاختبار،فالمظاهرات التي خرجت ضد استبعاد كوكب بلوتو من المجموعة الشمسية قررتها نخبة أقلية من العلماء وفق ضوابط علمية فهل من المعقول إن نستجيب للمظاهرات لمجرد أنهم الأكثرية؟ونخالف التجربة العلمية.وبما إن السياسة علم ككل العلوم الإنسانية ينبغي أن تنطبق عليها الضوابط العلمية من النخب المتخصصة ولا تترك لأهواء الجماهير البعيدة عن الاضطلاع بالعلوم السياسية وإلا لما كانت السياسة علم يّدرس في الجامعات وفق معدلات عالية القبول.
قد يقول قائل سواء اتفق مع نقدي أو اختلف ما هو البديل عن الديمقراطية التي هاجمتها وقبحتها؟والبديل في تصوري هي حكومة التكنوقراط التي يصل إلى السلطة أشخاص حسب شهاداتهم المتخصصة لا حسب الأصوات التي أحرزوها في الانتخابات،أشخاص هي التي تقرر مصلحة الجماهير والدولة،وليست الجماهير هي التي تقرر مصلحتها،حيث تكون فيه الاستبيانات والتقارير واستطلاعات الرأي بديل عن الاقتراع في التعامل مع مشاكل المجتمع،أو كبديل آخر هو(قادة المستشارين) من أمثال زين العابدين بن علي، أتاتورك ،لينين، حسني مبارك، الشيخ زايد. وان كان هذا البديل اقل كفاءة من البديل الأول لكنه واقعي جدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ سول كي بادوفر، معنى الديمقراطية (تقييم التجربة الأمريكية)،ترجمة رياض عبد الواحد، الموسوعة الصغيرة43 ص 33 ،34
2ـ المصدر السابق ص 37
3ـ المصدر السابق ص 161 ،162
4ـ معجم المصطلحات الاجتماعية، إعداد الدكتور خليل احمد خليل، دار الفكر اللبناني ص 217



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو وعي مدني
- الإرهاب الظل
- المرأة وصورتها الثنائية في المجتمع العربي
- انثروبولوجيا دينية


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد لفته محل - صنم الديمقراطية