أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - حضر علم الاجتماع الديني في الجامعات العربية!














المزيد.....

حضر علم الاجتماع الديني في الجامعات العربية!


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 08:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدين كمؤسسة اجتماعية فاعلة كباقي المؤسسات الأخرى تتميز عن غيرها كونها تدعي أنها فوق المجتمع مستقلة عنه مفارقة له وتؤثر فيه، تحيط نفسها بالقداسة و (التابو)، لهذا يجب أن تدرس هذه المؤسسة وفق منظور علمي لما لها من مكانة فاعلة ومنفعلة في المجتمع، وبخاصة في الدول العربية ولهذا خصص علماء الاجتماع الغربيون علم الاجتماع الديني يقوم بتحليل الظاهرة الدينية اجتماعيا ودراسة المعتقدات والطقوس ودلالاتها النفسية والوظيفية على المجتمع، من اجل وضع الدين في مكانه المناسب كمؤسسة لها استقلاليتها بعيدا عن كل التوظيفات الايديولوجية والسياسية، والتحكم بها بالاتجاه الصحيح في خدمة المجتمع، على عكس التوظيف السياسي للإسلام كأيديولوجية في حالة صراع على الهوية والأصالة مع الحداثة، تمنع المجتمع العربي من الانفتاح على الثقافة العالمية وتقيده بالماضي والتراث؟ إن علم اجتماع الديني ولد من رحم عصر الأنوار في القرن الثامن عشر حيث أدرك العلماء في ذلك العصر أن المنهج الذي يطبقه العلماء الطبيعيون يمكن تطبيقه على العلوم الإنسانية، وقد ساعد على ذلك تطور العلوم الطبيعية، فساهم العلماء في الغرب بتطوير هذا العلم ابتداء من (أوجست كومت) و (كارل ماركس) و (دوركهايم) و (ماكس فيبر) حتى ظهرت تخصصات في (علم اجتماع الكاثوليكية) و (علم اجتماع البروتستانتية) و (علم اجتماع البوذية)، إلا أن من المؤسف أن هذا العلم يمنع من التدريس في معظم الجامعات العربية بما في ذلك الجامعات العراقية وذلك بسبب الاعتقاد أن الدين مؤسسة فوق المجتمع غير خاضعة للسببية الاجتماعية، في وقت توظف فيه المؤسسة الدينية كايديولوجيا سياسية وهوية للطوائف من ِقبل الأحزاب الدينية، وهذا أحد الأزمات الرئيسية في بناء نظام سياسي موحد يستوعب المجتمع العراقي دونما تقسيم.
إن ملاحظة مدى تأثر الدين وتأثره بالمجتمع وكشف قوانينه كأي ظاهرة ووضع تعريف ونظرية له، وعلاقته بالمؤسسات الأخرى، وتغير الأداء الديني من مجتمع إلى مجتمع ومن عصر إلى عصر، ودراسة التغيرات التاريخية والمعاصرة التي تطرأ عليه هو هداف علم الاجتماع الديني الذي يضع بأيدينا مفاتيح الظاهرة الدينية منطلقا من مبدأ، لا يمكن البحث في الدين خارج الأطر الاجتماعية والتاريخية والنفسية للإنسان، فالدين كواقع اجتماعي يتغير عن أساسه ألاعتقادي (فالإسلام الواحد عقائديا هو ليس كذلك سوسيولوجيا، ولا يكفينا الكلام على إسلام عربي وغير عربي، إذ هناك تنوع سوسيولوجي للإسلام نفسه، كممارسة لدى العرب أنفسهم، وبين المسلمين غير العرب في أسيا وإفريقيا، وأوروبا والأمريكتين)(1) وما الانقسامات والنزاعات الحاصلة داخل الدين الواحد ليس بسبب الاختلاف ألاعتقادي، وإنما ناتج التناقضات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وعالم الاجتماع (انطونيو غرامشي) لاحظ أيضا (إن كل دين هو في الواقع عديد من الأديان المختلفة والمتناقضة غالباً: فهنالك كاثوليكية للفلاحين وكاثوليكية للبرجوازية الصغيرة وعمال المدن وكاثوليكية للمرأة وكاثوليكية للمثقفين)،(2) و(ماكس فيبر) أشار أيضا للتأثير الطبقي على الدين (من خلال هذه الأديان يختلف باختلاف أخلاقيات الطبقة الاجتماعية، التي تشكل الوسط الحاضن لذلك التدين. فالمحاربون أو المزارعون أو الحرفيون أو رجال الفكر، كان لكل منهم دور في التأثير على رؤية العالم الموصولة بدينهم).(3) وواضح من هذا إن ديناميكية المجتمع وتغيراته تنعكس على المؤسسة الدينية، بل أن المجتمع هو الذي ينتج الظاهرة الدينية حتى بصيغة أفراد هم في الحقيقة عبروا عن تحول اجتماعي مختمر.
إن تجريد الدين من جذوره الاجتماعية وتطويقه بأسلاك شائكة من التابو والقداسة والميتافيزيقا، ومنع ومحاربة كل البحوث والدراسات العلمية له، قاد إلى توظيفات سياسية انتهازية نفعية من قبل أنظمة دينية حاكمة ورجال دين من اجل استغلال الناس وتبرير سلطات قمعية ومؤسسات وحركات متطرفة أصوليا سواء كانت مع السلطة أو ضدها، يكون ضحيتها المواطن، فالمؤسسات الدينية الخيرية تستخدم أموال الناس المتبرعين لدعم تنظيمات دموية، أو تبرر الجهات الدينية القمع السياسي بحجة تطبيق أحكام الدين والرب كما في إيران والسعودية والسودان والصومال، وطبعا إن الاتهام التقليدي بأن هؤلاء لا يمثلون الإسلام الحقيقي بسبب عدم فهمهم له، اتهام يعتقد إن المشكلة هي فهم النص الديني بذاته ويتجاهل المؤثرات النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وكأن النص الديني شيء مستقل بذاته بدون إسقاطات المُتلقي وتأويلاته النفسية والمذهبية والبيئية!
إن تحييد المؤسسة الدينية وتخصصها بالجانب التعبدي والطقسي، واستقلالها كالعلم والسياسة والفن والاقتصاد، تجعلنا نتعاطى بانفتاح مع الحداثة وحقوق الإنسان والمساواة، والمدنية، والمواطنة، والعلمانية، والحرية الفكرية والاعتقادية، لنتقدم اجتماعيا بدون التشبث بالدين كايديولوجيا، لهذا من الضروري إدخال علم الاجتماع الديني ضمن مناهج علم الاجتماع العام، وتدريسه بصورة علمية كباقي العلوم الأخرى. ورغم إن هذا الموضوع قد كتب عنه في الأوساط الثقافية، إلا أنه كان بعيدا عن الأوساط الأكاديمية، ولست اعلم فيما إذا كانت هذه الدعوة مكررة أم لا، إلا أنني اعتقد إن التأكيد عليها في ِكلا الحالتين مهم جدا، لكتابة بحوث تدرس وتعالج الظواهر الدينية كالحركات الإسلامية التكفيرية والأصولية والمتطرفة والمسلحة في المجتمع العراقي خاصة و المجتمع العربي عامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الدكتور يوسف شلحت، نحو نظرية جديدة في علم الاجتماع الديني، (الطوطمية، اليهودية، النصرانية، الإسلام)، تحقيق وتقديم: أ.د.خليل احمد خليل، دار الفارابي، ط1، ص19
2ـ مايكل لوفي، الماركسية والدين، ترجمة بشير السباعي، مجلة القاهرة، العدد 134، يناير 1994 .
3ـ ميشال مسلان، علم الاجتماع الديني وبنية المؤسسة الدينية، موقع من الانترنيت.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صنم الديمقراطية
- نحو وعي مدني
- الإرهاب الظل
- المرأة وصورتها الثنائية في المجتمع العربي
- انثروبولوجيا دينية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - حضر علم الاجتماع الديني في الجامعات العربية!