أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - غزة رام الله اسرائيل لا لسياسة الأمر الواقع















المزيد.....

غزة رام الله اسرائيل لا لسياسة الأمر الواقع


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 19:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزة رام الله إسرائيل لا لسياسة الأمر الواقع


د. طلال الشريف

عندما قلنا السر الكبير في فلسطين، بأنه بعد توقيع اتفاق المصالحة" الأمر الواقع" وتوحد السقف السياسي للقضية الفلسطينية من كل الفصائل والأحزاب وتحديد ذلك بحدود 1967م، فقد أغلقت الولايات المتحدة وإسرائيل القضية الوطنية بالقفل والمفتاح لسنوات قادمة .. والواضح من الآن هي هذه الصورة المجتمعية في الضفة وغزة التي سيبدأ أو قد بدأ فيها صراع مجتمعي شرس على قضايا السلطة والانتخابات والمواقع والنفوذ وانشقاقات الأحزاب والمناطقية والعائلية والمصالح والتجارة والمساعدات، وقلنا إن أولى ملامح أزمة سياسة الأمر الواقع هي هذه الصورة التي ترونها في تشكيل الحكومة الجديدة أو عدم تشكيلها فالنتيجة واحدة. وسترونه في الصراع الرهيب على انتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني والتي بدأت بحركة تشكيل المجموعات والاستقطاب من الآن والمؤامرات وكأنها هدف ونسيان الهدف من كل ذلك في التحرر وأن يعيش الإنسان الفلسطيني في وطنه حرا كريما هانئاً ، ولذلك فما فائدة الصراع المجتمعي على قضايا تكرست فيها المفاهيم الشخصية والخاصة إذا لم يتحرر الوطن.
إسرائيل تفرض سياسة الأمر الواقع منذ نشأتها وتسارعت هذه السياسة في السنوات الأخيرة في السياسة العامة وسياستها على الأرض والأخيرة تتمثل في مواصلة مصادرة الأرض الفلسطينية والجدار وتهويد القدس والاستيطان بكل أشكاله والتغييرات الديموغرافية الخطيرة في تغيير خارطة السكان التي توجتها بيهودية الدولة وما سيترتب عليها من تغييرات سكانية قد تكون إسرائيل خططت لها كأمر واقع مستقبلي أيضاً. أما في السياسة العامة الإسرائيلية فحدث ولا حرج فالمماطلة وسياسة فرض الأمر الواقع تتجلى في كل محاولات ومبادرات الحلول المطروحة على كافة محاورها الدولية والأمريكية والأوروبية والمبادرات العربية المتواصلة حتى اللحظة.
في غزة فقد تجلت سياسة الأمر الواقع من قبل سلطة غزة بالانقلاب على الديمقراطية ومنع استمرار بناء النظام السياسي الفلسطيني وإحداث حالة من الارتباك في الشأن الفلسطيني بمجمله ذهبت رياحه إلى تمزيق الولاء والنسيج المجتمعي وتراكم قضايا مجتمعية خطيرة مثل العدوانية والكراهية والإدمان والعنف والتهريب والاحتكار والقائمة طويلة، وتوجتها بقمع التحرك الشعبي الشبابي المقهور بطالة وزواجا وفقرا وانقساما في الولاء لولاءات باتت كلها فاشلة في إقناع الشعب والعالم بأننا أصحاب قضية عادلة مما رفع من منسوب حالة الإحباط من إمكانية العيش الكريم في ظل الحرية والديمقراطية والتطور العلمي العالمي الذي لم تنعكس نتائجه لرقي وازدهار شعب ظل تحت الذل والهوان مما تبدل عليه من سلطات واحتلالات وكل نموذج منها ينحى نحو الأسوأ الذي قدمته حماس بحكمها الذي لو لم يكن شعاره ديني ورباني لكان أهون على الفهم والمشاعر فهزمت في داخل ونفوس الشعب قيماً ومبادئ كانت تعلو فتجعل منها الجماهير ستارا أو جدراً حاميا للمواصلة والمثابرة والاستمرار في النضال الوطني الفلسطيني. وواصلت حماس وقياداتها فرض سياسة الأمر الواقع على كل محاولات المصالحة حتى الآن رغم توقيع اتفاق المصالحة " الأمر الواقع" في القاهرة ومازالت حتى اللحظة تحاول بقوة فرض الأمر الواقع ليس على سلطة رام الله بل على النظام السياسي الفلسطيني والشعب بأكمله وكأن الأمر أنها تتفرد أبدياً بالحكم رغم أنها والآخرين هم أحزاب عابرة سوف تضعف وتتراجع قوتها وتأثيرها وشعبيتها كما هو حادث الآن لها ولغيرها ولا تتعظ أيضاً هي وغيرها.
في رام الله الصورة لا تختلف كثيراً في فرض سياسات الأمر الواقع على شعبنا فقد انتهجوا مبكراً نهج فرض الأمر الواقع بدءاً بالتفرد بالقرار ورفضوا طويلا والى الآن توسع دائرة اتخاذ القرار سواء في منظمة التحرير ومجالسها التمثيلية الشكلية ولجنتها المركزية ومرورا بالذهاب فجأة ودون مشاورات لأي دعوة للمفاوضات وكأن ليس لهم شركاء كانعكاس لطريقة تداولهم الصراع داخل اللجنة المركزية حسب مين شلته أكبر في وقت تنسى معه حتى مبررات وجود هذه الهيئات الني تكونت في الأصل لاستجلاب الخير للمجتمع الفلسطيني بدءاً من الادعاء بالتصدي لتحرير الوطن ومروراً بإدارة البلاد منذ ما يقارب العقدين من الزمن وانتهاءً بالفصل التعسفي الشللي لعضو يعتبر النابغة في اللجنة المركزية فيجلبون التعاسة والتفتيت لحزبهم وسلطتهم وشعبهم فيذبحون المواقف الفلسطينية التي يبذلون ويبذل الشعب الكثير من طاقاته للتعبئة تجاهها وكأن هناك من يقف خلفهم لينفسها في لمح البصر فتصبح وكأنها فقاعة صابون تتلاشى بمجرد اللمس مما يؤكد على عدم وجود تقديرات صحيحة وعدم وجود نية وجدية أو إرادة لمراكمة ولو عمل واحد مما دمر قدرات شعبنا وأعاقها عن انجاز ولو خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح ولذلك لم تقم دولتنا ولا تحرر إنساننا ولا قدسنا وبدل أننا فاقدون الأرض والمصير أصبحنا فاقدين الأهلية والذات والمجموع في رحلة التهجيص الغالبة على تصرفات قيادة لم تعمل ساعة بالأسلوب الصحيح والتذكر عند اللحظة الهامة والحاسمة لرفع الشعار بأننا نحاول تحرير وطن ولا نحاول معاداة شلة أو دولة ما وهذا أسلوب دائم يبدو لدوام العقول التي تدير حالتنا الفلسطينية دون وازع من ضمير أو استخلاص لعبر فالقيادة الكبيرة يجب أن يكون تصديها لقضايانا الكبيرة التي لم ننجح في إحداها مرة ولكن قياداتنا نجحت على الدوام وبامتياز في قضايا صغيرة بينية مثل التخلص من مناوئيها أو منافسيها وكأن الوطن يقاد وتعالج قضاياه في مقعد أو ديوان عشيرة همها النميمة واستغابة الآخرين والكمون خلف الجدران في انتظار طوشة داخل فروع القبيلة أو الجيران ليتنافخ المتنافخون شرفا لانتهاك حرمة القبيلة أو الإغارة على حزب أو قبيلة أخرى للانتقام أو جلب المغانم أو سبي الحرائر ويتواصل مشوارنا مع عقليات تتبني قضايانا الكبرى بعقليات لا تمت إلى القيادة بصلة ولهذا صغر الوطن وصغرت قضاياه وصغرت آماله على قد ومستوى عقول من يقودنا.
إن معاناتنا من سياسة الأمر الواقع من إسرائيل يبدو أنها خلقت أو عكست صور لنموذجها العدواني ضدنا صور مطابقة في السياسة والتصرف والإدارة على قيادات شعبنا وعلى إدارتهم لشئون موطننا وشعبنا وبطريقة أكثر عنجهية وقبلية وانتهازية تفوق في ساديتها الصورة الأصل. ولذلك تختلط علينا وبنا هذه المكرهات حد الهلاك.
رضينا أم لم نرضى مادام الأمر الواقع يسحقنا فنستجيب بالتقليد ونصبح جميعاً متعاطين مع هذه الحالة فيستمر الهدم والإرباك وتآكل السيرورة نحو الصيرورة فنبقى نراوح في المكان ولا يفعل الزمان فعله إلا على الجدران أما العقول فتشيخ وهي في حالة تلصص قبلي لشخص أو لمجموع أشخاص تركوا على شريط عقلهم اساءة ما أو تحد ما أو نقدا محرجا في حضرة المسرح القبلي الذي نتعايش فيه ومعه في رحلة النفي لكل من يحاول البناء وهذه هي التراجيديا الفلسطينية السوداء.
للخروج من حالة التماهي مع عيوب الآخرين وغطرستهم وممارساتنا الصغيرة الشأن وكأنها انتصارات كبيرة وما هي إلا رحلات من الانتقام والانتقام المتبادل من الذات وجزئياتها لابد من ثورة على الذات.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة لم تقل كلمتها يا رام الله
- أبو مازن والتاريخ وفانتازيا الحظ
- اتفاق مصالحة لمدة أسبوع
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين واتفاق المصالحة
- الحلقة الثانية في حوار الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين
- تسونامي الانتفاضة الكبرى الثورة الثالثة يرعب نتنياهو
- حماس إلى الجحيم
- ومازال الحراك في فلسطين مستمراً
- حراك 15 آذار في فلسطين إلى أين الآن ؟؟
- اليوم انتصر الشباب لي ولفلسطين
- ثورة شباب فلسطين إلى الدولة المستقلة
- يا شباب فلسطين إتحدوا وثوروا
- وقفة عز يا شعب فلسطين
- ثلاث خيارات أمام الشعب الفلسطيني
- ثورة الكرامة إلى أين ؟؟
- هل تضيع حماس الفرصة الأخيرة ؟
- السرطان والمؤامرة
- القوة المغامرة القادمة
- افتراق الشخصية الفلسطينية ... خطر يتواصل


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - غزة رام الله اسرائيل لا لسياسة الأمر الواقع