أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - أبو مازن والتاريخ وفانتازيا الحظ















المزيد.....

أبو مازن والتاريخ وفانتازيا الحظ


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 07:41
المحور: القضية الفلسطينية
    



في كتابه "مدخل إلى الأدب الفانتازي" يُعرِف تودوروف الفانتازي على أنه «تردد يشعر به كائن لا يعرف إلا القوانين الطبيعية، في مواجهة حدث يبدو خارقا للطبيعة. والحظ حدث خارق للطبيعة إذا كان حقيقة ولكنه في رأيي نوع من الثقافة متوارث قصصياً وما نسميه حظ حقيقة هو شكل من أشكال الفانتازيا وأقرب للخيال وهو يقع على الحدود بين العقلاني وغير العقلاني، بين الواقعي والمتخيل. إن المقاربة بين الواقع والخيال وبين العقلاني وغير العقلاني أحياناً تبعث على الرعب.

أما التاريخ " طبعاً غير المزور" فهو العقلاني والواقعي والفاقع والمحسوس وليس به خيال بل هو يتحدث عما جرى عبر الزمن بالمجمل أو عن تاريخ الرجال أو السير الشخصية The Biography.


سيدي الرئيس لا أدري هل الفنتازيا و حظك العاثر أم التاريخ والواقع والمحسوس سيحددان ما سيكتب في صفحتك بعد حين. حظك العاثر في أنك الرئيس الذي خلف أسطورة تمكنت من العقل والعاطفة الفلسطينية تسمى ياسر عرفات أو أنك في العقل الفلسطيني وأحياناً في تلك العاطفة حين تسترجع مقولتك " أيدي على قلبي " عندما هندست أوسلو الذي تساقط مع مرور الوقت والصلف والسور والجرافة الإسرائيلية أو لأنك كان عليك الانتظار لمرحلة تتناسب مع فكرك ومفاهيمك وقناعاتك الراسخة باللاعنف في قضية تتنازعها نوبات مد وجزر لا تهدأ من الفاعل والمفعول به فكان الفشل والسقوط مدوياً ولن تفيد محاولات جديدة لا تغني ولا تسمن في محافل دولية أنت لم تؤمن بها سابقاً وكأنك تضرب بالمندل بدون قناعات في مرحلة يغلب عليها القهقري في رحلة الخسارة والوداع فلا تكن قاسياً على ذاتك وعلينا فأنت سيدي لم تحسن حتى مصالحة عشائرية بين قبيلتين مشتبكتين على ورد العشي يحلو المنهل كما حماس وفتح.

الشعوب سيدي تنسى فانتازيا الحظ والخيال لإنصاف الحكام على مر التاريخ فكيف سيفعل شعبنا المقهور بالحقائق وتسلسلها في مسيرتكم وأخطائكم منذ سمحتم بإجراء انتخابات 2006م لمشاركة حماس دون مصوغ سياسي يتعلق بالموقف من العمل تحت مظلة الموقف السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية فكانت الكارثة الأولى ومن الموقف الرئاسي بالذات عند الانقلاب وكأنكم محايدون ولا تمثلون قمة هرم فتح فأضعفتم فتح هذا التيار المركزي في منظمة التحرير وبهذا أضعفتم التيار الوطني بالمجمل وحدث الانقسام وتصرفتم مع الغزيين في الضفة الغربية بطريقة لا نريد شرح ما نسمعه منهم من تصرفات لا تليق بسلطة تمثل كل الشعب الفلسطيني وكذلك تخبطتم بقرارات عفوية بقطع رواتب وتعطيل كفاءات شعبنا الذي رزح تحت الحصار فزدتم من تمزيق النسيج المجتمعي وانتهزت حماس الفرصة لتشغيل أبنائها فكانت المأساة الثانية في الصحة والتعليم وعند المصالحة توجتم ترسيم ما يزيد عن ثلاثين ألف وظيفة أمنية ومدنية ولا نعترض على توظيف أبناء شعبنا بل نعترض على الطريقة التي بدأتموها في فتح والتقطتها حماس في اقتناص فرص الوظائف ولا ندري لمن الدور لفعل قانون التوظيف الفصائلي بالقوة والابتزاز السياسي الذي فسخ مفاهيم الكفاءة والنظام الوظيفي والإداري وكأنكم ترسخون أنتم وحماس بناءاً مشوهاً للدولة التي تتنادون بها ولا أفهم هذا التناقض في الشعار والممارسة الديمقراطية .

في طريق البحث عن حلول للانقسام كانت الورقة المصرية التي كافأت الانقلاب بكثير من المزايا لا داعي عقلي وأخلاقي للقبول بها، ففي الورقة المصرية التي لا أدري بأي مصوغ عقلي ووطني قبلتم بها في رحلة بحث حماس عن مصالح فئوية لمرحلة هي مهما كانت مؤقتة فأتم ممثلين لأحزاب، والأحزاب عابرة يرتفع منسوب شعبيتها ويهبط في حين أن الوطن والشعب ثابتان ومن المجحف الذي يصل لحد الجريمة أحياناً وضع الوطن والشعب تحت ضغط الحصار والمراوغة الفصائلية وفقدان أرواح مرضى ومعوزين وباطلين عن العمل من أبناء شعبنا وتدني مستوى التعليم والصحة وكل الخدمات والعناء الحياتي لمدة خمس سنوات في حين تتمتعون أنتم وسلطة حماس بالمزايا والمرابحة التجارية وسهولة حركة السفر على حساب الفقراء والمعدومين من شعبنا ليصبح المنع والحصار على الشعب وكأنه هو الذي فعل جريمة الانقسام .

وكان تقرير جولدستون وإدارته البائسة مهما حاولتم الدفاع عنها وبعده توالت كوارث الجزيرة لتمسخ النهج المتبع في إدارة المفاوضات ولا أدري ما سر التوصية بعدم التعرض لحكومة قطر مادامت الوثائق مزورة .

وجاءت لحظة توقيع المصالحة وما بعدها وما كان من إجحاف بحق غزة وأبنائها لإرضاء حماس وأنتم تعرفون مدى الوهن الذي تشكله مثل هذه التصرفات على فتح التي نحتمي وراءها في مفهومنا الوطني وواصلتم إرسال مندوبيكم من الشخصيات المقبولة لحماس بصيغة العائلية والقبلية ليكملوا خطة تدمير المعنى في لوحة أشبه بالسخرية لما يمثله السواد الأعظم من سكان القطاع وكأنكم تبذرون فتنة في الصراع الطبقي على سلطة الحكم ومحاولة اقتناصها من غالبية الشعب الفلسطيني وهنا فشل آخر فاقع يفهمه الصغير والكبير وما عادت هذه الأفكار الحاطة من كرامة الناس وحقوقهم ولن تنجح مهما جملتموها فهي في معركة الصراع على المصالح والحقوق بعد إغلاق الطريق لحلول القضية الوطنية ولن يعود عصر الإقطاع إلا في نفوس بعض الملتبسين وهما باعتبار الشعوب قطيعاً يمكن أن تسوقه قولة حا ، فوفروا طاقاتكم في منظر أكثر رقيا يجمع مصالح الشعب في تركيبة أكثر ديمقراطية وإنسانية ولا تضيعوا الكثير من الوقت لكي لا تواجهوا نتائج ما واجهتموه مع حماس في المستقبل القريب وهي في انتظار طاقة دفع جديدة في سبتمبر بانتخابات مصرية تدعم توجهاتهم وأنتم تتشرذمون على قضايا ساذجة تدمر فتح والتيار الوطني لتبدلوا انقسام حماس وفتح إلى انقسام في داخل فتح بين الفقراء والمهمشين من جانب والأغنياء والإقطاعيين من جانب آخر ستكون له نتائجه الوخيمة.

وجاء الحراك الشبابي في 15آذار وبتصريحكم لزيارة غزة خففتم الضغط عن حماس ولم تزوروا غزة إلى الآن ولن تزورها فهي ما عادت ترتاح بزيارة المتآمرين عليها وعلى فقرائها، وكأن هناك تناغم بين فتحكم الغنية وحماس القمعية للحراك الشبابي وبين إعلانكم الزيارة للإجهاد على هذا الحراك الشعبي الشبابي الذي أرعبكم وأرعب حماس وكذلك إسرائيل والمنطقة كلها حيث أن الحراك الشعبي الفلسطيني في الضفة وغزة يتفاعل تحت السطح وهو أخطر حراك شعبي في الشرق الأوسط لأنه يعيد الراية للشعب لقيادة ذاته بعد فشل الجميع من نقله خطوة للأمام وهو أي الحراك إذا ما اندفع في القادم من الأيام سيحرج الكثيرين في المنطقة والإقليم وأولهم إسرائيل والغرب والولايات المتحدة والعرب الذين قادوا ثورات الربيع العربي الجديد.


وجاء خطاب أوباما ونتنياهو وضربونا شلوت سياسي ضخم بقضية معارضتهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية ومازلتم تصرون على ذلك ونحن نتمنى ما تتمنون ولكن أحداث المنطقة تركتموها لا تصل إلي بلادنا خوفا على سلطتكم من الانتفاضة في حين أصبحت الانتفاضة الكبرى / الثورة هي الأداة الوحيدة لإقامة الدولة الفلسطينية وإنقاذكم جميعاً كفصائل ورئيس وشعب، والباقي أصبح واضحا فلِمَ نستمر في اختراع الخيارات التي لا تحسم، ومخطئ من رسم خطوط الخيارات التي قدمتموها للشعب في حالة فشل مشروع دولة المكاتب المزوقة فليس هكذا تتحرر الشعوب.

ويتواصل مسلسل النهج إياه، وفجأة تعيدون السيد صائب عريقات ليقدم للجمهور تصور ما ستذهبون به للأمم المتحدة وكأننا نعيش في عصر أحادية الصائبية وكأنه لا يوجد لنا ممثلا مهملا في الأمم المتحدة الذي هو لب عمله وقضى به جل وقته وخبرته ولا نعلم أين هو ولا أدري ما هو دور ناصر القدوة في هكذا قضية من صلب عمله أم كان هو بالأمم المتحدة يمارس الكفاح المسلح طوال السنوات الماضية ويمكن أنكم أرسلتموه في مهمة للكفاح المسلح بعد هذه السنوات ومازال فريق المفاوضات مختصرا في رجل قدم التلفزيون الفلسطيني عليه سكتش يوضح عجزه أمام مذيع الجزيرة الذي رأيناه يتصبب عرقا وافتقد طلاقة اللسان ، ففشل مي الدفاع عن صلب عمله وخبرته فيما سمي بقضية الوثائق السرية فما الذي سيفعله مع الأمم المتحدة ومع إسرائيل.

والتساؤل الذي يطرح نفسه حقيقة هل كل هذه المآسي والتراجعات في عصركم الميمون سيادة الرئيس من تصرفاتكم أم من نصائح المستشارين ؟ وهل اللجنة المركزية والمجلس الثوري واللجنة التنفيذية حقيقة هذا ما يفهمونه من خطط ونظريات يقدموها من خلالك إلى شعبنا ؟ إني أشك في ذلك فإن لم تكن هذه تصرفات شخصية وديكتاتورية فهي من تصرفات جماعية لقيادة مزمنة فقدت بوصلة النهوض بشعب فلسطين ؟ إني أشك في عقلية المستشارين وأعضاء اللجان التمثيلية إن كان هذا هو ناتج عملهم ؟؟ وعلى شعبنا التصرف حيال ذلك .. فنحن لا ننتظر منكم المزيد من التراجع وكفا إلى هنا.

لم أر في تاريخ تولي سيادتكم أي خطوات ايجابية نقلتم بها شعبنا وقضيتنا إلى الأمام خطوة أو حافظتم على ما كان لدينا قبل توليكم . إننا لا نظلم ايجابية لكم فقد كتبت لكم سابقا وقبل كل الفتحاوين الذين يتقربون منكم الآن وقلت عنك سيدي الرئيس "دي ستيفانو العرب" حين أوقفتم المفاوضات ودون تنازلات ولكن .. ولكن ... فاتورة التراجعات في مسيرتكم خطيرة وكبيرة، وما يحدث الآن مع أهل غزة في الضفة الغربية بإيعاز منكم وما تواصلون به من تشتيت وتفتيت الوحدة المجتمعية يجعلنا نقول لكم .. سننتظركم حتى سبتمبر ونرى وبعدها لا يجوز لكم الاستمرار فقد فشل مشروعكم وعلى شعبنا اختيار البديل، لعلنا نجد معه طريقا آخرا وأفضل لشعبنا وقضيتنا الوطنية. لا لن يكتب عنكم، بأن الذي جرى هو فانتازيا الحظ كما قلنا أعلاه، إنه التاريخ العقلي والمعقول والواقع والمحسوس والفاقع، فقد كتب حروفه عبر محطات زمنية وأغلق صفحاته. فلا تواصلوا الدمار في فتح لعل وعسى تجمع طاقاتها لحماية المشروع الوطني إلى حين ....

9/6/2011م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق مصالحة لمدة أسبوع
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين واتفاق المصالحة
- الحلقة الثانية في حوار الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين
- تسونامي الانتفاضة الكبرى الثورة الثالثة يرعب نتنياهو
- حماس إلى الجحيم
- ومازال الحراك في فلسطين مستمراً
- حراك 15 آذار في فلسطين إلى أين الآن ؟؟
- اليوم انتصر الشباب لي ولفلسطين
- ثورة شباب فلسطين إلى الدولة المستقلة
- يا شباب فلسطين إتحدوا وثوروا
- وقفة عز يا شعب فلسطين
- ثلاث خيارات أمام الشعب الفلسطيني
- ثورة الكرامة إلى أين ؟؟
- هل تضيع حماس الفرصة الأخيرة ؟
- السرطان والمؤامرة
- القوة المغامرة القادمة
- افتراق الشخصية الفلسطينية ... خطر يتواصل
- نكشة راس في الزمن الضائع
- عارفك يا وطن زعلان


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - أبو مازن والتاريخ وفانتازيا الحظ