أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - اتفاق مصالحة لمدة أسبوع















المزيد.....

اتفاق مصالحة لمدة أسبوع


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 20:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثيرون في هذا العالم الغريب من يريد التمسك أحياناً بوردة ولو على مزبلة، مثلما هم هؤلاء الدكتاتوريين الثائرة عليهم شعوبهم وعلى نظام حكمهم الجامع لكل القاذورات من الفاسدين والمفسدين. هؤلاء الدكتاتوريين يستخدمون كل أدوات الغش والتآمر والجريمة فتصبح من صفاتهم اللصيقة التي ما انفكوا يستخدمونها لقمع شعوبهم عندما تثور على إجرامهم وفي منظور هؤلاء المجرمون صورة لأنفسهم خادعة عن ماهيتهم وحواشيهم وممتلكاتهم فيحسون أنهم صالحين ويرفضون صفة الفاسدين.
نحن في عصر باتت فيه الثورات على الهواء ومازالت السيناريوهات أمام الحضور مستمرة العرض للمشاهدين، ولكن المتسلطون لا يريدون رؤيتها، ويستمتعون بتبادل الحديث عن مؤامرة هنا ومؤامرة هناك، ونحن جزء من هذا العالم المتفرج على مصير هؤلاء .

أمامنا من هم يتذاكون على شعوبهم، فبدل محاكمتهم على مسئولياتهم يقفزون إلى خشبة المسرح ليقدمون ملهاة جديدة عنوانها "نقتلكم وتتوجونا ملوكاً عليكم" ولدينا شهود زور بالجملة والمفرق. هذا ما يعرض على المسرح الفلسطيني من مكة مروراً بالقاهرة ولا ندري انتهاء بأين. ونحن نسأل ذاتنا المقهورة بالاستعمار الجاهلي البديل للاستعمار الصهيوني الأكثر إجراماً، إلى متى يبقى هؤلاء يعبثون بحالنا وقضيتنا.
أمامنا تحضيرات منذ شهرين وأكثر لانتفاضة ثالثة رفضها أبو مازن وقطع الأيمان بأنها لن تحدث ولن يسمح بها وكأنه يملك العصا السحرية لتشغيلها وسكتت عن ذلك حماس دون تعليق وهي التي خولت نفسها مبعوثة النضال الفلسطيني الوحيدة ولم تعترض في الوقت الذي بات فيه الملعب الفلسطيني ليس ملكاً لأحد بل هو ملك الجماهير التي فعلت العجب بثوراتها إن كانت مخططة أو غيرها.
ما يحزن مما جرى في المصالحة هو انكشاف لطرف على حساب طرف آخر، فمن أتقن فن المداهنة والتمويه لا يفارقه، وقد يكون الخداع هو صفة الثورات الهوائية كما كانت الحرب دائماً خدعة، فالثورات الآنية في هيأتها مفضوحة الشكل، وتنقل على الهواء مباشرة ولكن استخدام التوقيت أحياناً ومن يحسن ركوب الموجة لقيادتها هو الخدعة بعينها.
أبو مازن للمرة الثانية إن لم يكن يعلم كما يقول بعد كل مصيبة، فهل هو يعلم بما ستؤول إليه الأمور في بلادنا؟ وكيف تترتب أحجار الشطرنج سراً يظهر مما جرى في لعبة اتفاق المصالحة، ولكنه في هذه المرة يتقدم وهو يعرف أنه مكشوف الظهر لحماس تماماً، فهو لا يملك برنامجاً سياسياً يتناسب مع واقع الحالة الفلسطينية، ولم يطرح جديداً مع أن المتغيرات في المنطقة هي دراماتيكية بامتياز، ولكونه لا يملك أوراقاً تتناسب مع هذه الحالة الدراماتيكية ذهب لخصمه اللدود حماس للتصالح في الوقت الذي بدا مشعل حماس بقسماته يدرك اللحظة التي تعيشها حماس وتناغمها مع باطنيتها لم تبرحها .
أبو مازن ذهب إلى أبعد الحدود في حرق السفن، فهو مغادر للمسرح السياسي، وهو متأكد من عدم ترشحه للرئاسة الجديدة، ولن يستطيع، لأن كما قلنا المتغيرات جذرية، وغريب هذا الاستمرار مع ثورة كبرى غيرت المفاهيم في أرض الكنانة وحولها، ولكنه أراد أن يغادر والمسرح مشتعلاً في بيته الفتحاوي وكأنه يقول بي وبأعدائي وهذه خاصية من خصائص بعض السياسيين الذين يسمونها بمصطلح العدوانية السلبية passive aggressive .
ذهب لاتفاق مع الخصوم وهو يعرف بأن أصحاب القضية والمتضررين منها في الانقلاب الأول ليسوا على المسرح، بل منذ أشهر كانت العدة تعد لتقديم هؤلاء القادة الذين لحق بهم الأذى نتيجة تقاعس قيادته في اتخاذ قرار الدفاع عن غزة قبلها بأشهر حين نبهوه للخطر الحمساوي ولم يستحب وهو حتماً المسئول الأول لما حدث في غزة .
وقدمت سلطة رام الله تنبيها للغزاويين الذين حكمت عليهم الحالة بالتواجد خارج غزة بالعودة البها في الوقت الذي كانت هذه الخطوة تعد انتحاراً، والمفارقة حين عقدت التوقيعات على المصالحة لم يتسن له دعوتهم لتصوره الخاطئ بإمكانية الإجهاز عليهم تماماً، وكأنه يشير إليهم بالاتهام فيما حدث وكأنه هو والخصم يقدمونهم للمحكمة ويصدرون الحكم عليهم بجرم لم يفعلوه، ويتصافح مع الطرف الآخر المشتبك في قضية الانقلاب دماً، فماذا يسمى هذا في عرف المصالحات ؟ واذا كانت هناك من محاكمات فلتفتح كل القضايا والملفات من المال وحتى الدم، ويقدم المسئولين جميعا إلى المحاكم.
هو يعرف أن القادم ليس في صالحه داخل فتح فاختار طريق الخلاص الفردي لقضايا بات الجميع يدرك شوفينيتها في مكان على الأرض يدعى غزة يعرف الكبير والصغير فيه كل شيء ولكنهم يصمتون إلى حين، هكذا علمتهم ثقافتهم التي لا يعرفها الرئيس جيداً ويبدو أنه تاه في الاستراتيجي الديمغرافي الخطير.
لا لن تكون الأمور كما يريدها الرئيس ومن سار على هذا الدرب، فأهل غزة أدرى بشعابها، وهي كما قال عنها محمود درويش " صخرة ملساء " لا يرتقيها إلا من عرف سرها وسرها هو العدل بين الناس، ورفع الظلم المزمن عن فقرائها.
هناك ثغرات يعرفها الرئيس وتعرفها حماس أكثر ، فلا توجد إرادات حقيقية للمصالحة، ولا يوجد إخلاص للنوايا، فمن يدعي الإخلاص لخصمه في النوايا، فالأولى أن يخلصها لبيته ورفاقه، والواضح غير ذلك فكيف بالإخلاص للآخرين والشعب، هذه محرقة جديدة يلعب بها السياسيون بالنار لتحرق شعب غزة من جديد ويبقى الدم سائلاً دون شعور بالمسئولية حقيقة لا إدعاءاً.

هناك غموض لتأجيل الانتخابات لمدة سنة هو غير ضروري إلا لصالح من يريدون تحسين صورتهم المهزوزة أما الجمهور وهي بالمناسبة ستنقل الحالة الجماهيرية الملائمة للمصالحة إلى حالة ووقت غبر مفهوم إلا من خلال النوايا المبيتة للطرفين ومصالحهما في البقاء في السلطة.

الأمر الأكثر خطورة هو تكرير الخطأ الذي استغلته حماس عند دخولها الانتخابات دون أن تتحدث عن موقفها من عملية السلام التي كانت ولازال يتبناها الرئيس وهو كان واضحاً في خطابه في حفل التوقيع بأنه ذاهب ثانية إلى المفاوضات التي فشلت من قبل وهذا يوضح الاختلاف في الهدف والبرنامج وقد لا يكون هناك اتفاق على أدوات النضال والموقف من مرجعيات السلام الذي سيعود إليه أبو مازن.

وما مصير مشروع الدولة الإدارية التي زوقت المكاتب وقالت بالشفافية إذا لم يكن عرابها الأول في رحلة الإنكار الحزباوي المعترض من سلطتي الدجل الشعبي، وهذا الفياض الذي حفيت قدماه من افتتاح المكاتب والطرق والمؤسسات كما حفي مقص الشريط الأحمر المغموس بثمن الأرض في رحلته البنكية من حسابات واستثمارات على ضفتي معبر إيرز أم كانت مسرحية إلهاء لشعب غزة بأن هناك أمل لهم إن انتظروا التحرير كان قربانها ابعاد عرابها لأجل عيون المشاعة المطرودين من رحمة البعث المتهالك.
أم أن الرئيس لا يدري أيضاً هذه المرة سر موافقة حماس على المصالحة فهو حقيقة : أن حماس وافقت على المصالحة لمدة أسبوع لكسب ماء الوجه وستقوم كل جماعات الإسلاميين في العالم يوم 15 /5 بالتحرك الفعلي في الداخل والحدود لتتحول حركة حماس إلى خط السياسة الأول في فلسطين، وستبدأ انتفاضة ثالثة تقود فيها حماس العمل السلمي وتتقدم الصفوف في وقت لازالت فتح تبحث عن حل لمشاكلها وأنا شخصيا أتمنى أن تحدث هذه الانتفاضة التي ستبرئنا مما نحن فيه من عقد وضغائن داخلية في الأحزاب وتنفجر في وجه أحزاب أخرى أكثر ضغينة واحترافاً للشعاراتية الإلهية ، وسواء كانت حماس أو فتح في المقدمة فما يهمنا أن تحدث الانتفاضة السلمية لأنها هي البعد السياسي الغائب من اتفاق المصالحة وهي ثغرة خطيرة لأن المطروح من أبو مازن هي العودة للمفاوضات الفاشلة في الوقت الذي لا توجد لدينا أداة نضالية حقيقية ضاغطة لإقامة الدولة الحقيقية وليست الإدارية إلا الانتفاضة الشعبية الشاملة على هذا الواقع وفي مقدمته الاحتلال لنجبر العالم واسرائيل عل تحقيق الدولة المستقل حقيقة وعلى أرض الواقع وليست دولة المكاتب المزوقة.
5/5/2011م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين واتفاق المصالحة
- الحلقة الثانية في حوار الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين
- تسونامي الانتفاضة الكبرى الثورة الثالثة يرعب نتنياهو
- حماس إلى الجحيم
- ومازال الحراك في فلسطين مستمراً
- حراك 15 آذار في فلسطين إلى أين الآن ؟؟
- اليوم انتصر الشباب لي ولفلسطين
- ثورة شباب فلسطين إلى الدولة المستقلة
- يا شباب فلسطين إتحدوا وثوروا
- وقفة عز يا شعب فلسطين
- ثلاث خيارات أمام الشعب الفلسطيني
- ثورة الكرامة إلى أين ؟؟
- هل تضيع حماس الفرصة الأخيرة ؟
- السرطان والمؤامرة
- القوة المغامرة القادمة
- افتراق الشخصية الفلسطينية ... خطر يتواصل
- نكشة راس في الزمن الضائع
- عارفك يا وطن زعلان
- في الكأس الواحد والعشرين


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - اتفاق مصالحة لمدة أسبوع