لاعقلانية المنهج القصدي لدى العالم سبيط النيلي / سالم وريوش الحمبد

سالم وريوش الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 16:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

اننا نجد انفسنا امام ازمة كبيرة في طرح الامور العلمية وتحليلها بشكل عقلاني ينسجم ومتطلبات المادة العلمية وقناعتنا الذاتية والمستندة على التحليل والبرهان .و امام ازمة سذاجة فكر المتلقي والذي يقتنع بكل مايطرح اليه من افكار لاتستند على اساس مادي رصين دون فحص اوتمحيص
اوجد العالم سبيط النيلي المولود في الحلة 1956-2000م منهجا فكريا له انصاره ومؤيدوه حيث شكلت الرابطة القصدية لتتبنى افكاره والحفاظ على تراثه ،اثارت ارائه جدلا واسعا في الاوساط العلمية بين قدح ومدح وفي كتابه الموسوم(ملحمة كلكامش في ضوء النص القرآني والعلمي والروائي ) اذ يؤكد ان ملحمة كلكامش لم تكن اسطورة بل كانت حقيقة واقعية عاش ابطالها الواقع كما صورته الملحمة فقد غزى كلكامش الفضاء بألات سريعة لم يحدد نوعها لكنه فرضها وان كلكامش اوتي من المعارف الكثير ومن الحكمة التي جعلته يخرج من اقطاب السماءليؤكد حقيقة ان بحثه اعتمد على قصدية النص بأكمله والتي هي حاصل مجموع القصدية في كل عبارة من عباراته انطلق من الاستخدامات الشائعة في اللغة ليكون مدخلا له في برهنة صحة معتقده هذا حيث ان كلمة الرب في الاسطوره لاتعني الالاه بل تعني رب الشئ رب البيت رب العمل وذلك ليؤكد حقيقة ان عشتار لم تكن الهه بل كانت ربة الحياة ربة العشق وبذا فقد ا وجد مدخلا لجدية بحثه حتى لايقع في محضور الشرك لان الله واحد كما تؤكد الشرائع السماوية وبذا لايترك مجالا للتساؤل .. وكبرهان على واقعية الملحمة يؤكد ان كلكامش لم يكن شخصا عاديا بل ان له قدرات خارقة اعد عدته للسفر خارج الكون فقام بحساب دقيق لجاذبية المكان الذي سيصله وبألات فائقة الدقة ثم امر الصناع ان يصنعوا له اسلحة بأوزان تتفق مع جاذبية ذلك المكان وكاجراء اولي قام بصناعة اسلحه حسبها تعادل ستة مرات اقل من جاذبية الارض وافترض المكان هو القمر بعد ان سار مامقداره 216000 كم وهو بذا لم يقطع الاثلاثة ارباع المسافة المفترضة للوصول الى القمر علما ان القمر يبعد عنا 380000 كم لكنه يناقض نفسه ويعيد حساباته ليقول ان الاسلحة التي صنعها تعادل خمس عشرة مرة ليكون القمر ليس هو الكوكب المطلوب علما ان اقرب كوكب الى الارض هو الزهرة ويبعد عن الارض 49مليون كم وان جذبه بقدر جذب الارض تقريبا ان كلكامش سافر في هذا الفضاء للبحث عن خمبابا المختفي في (داي-نو ) وهو اسم من اسماء المشتري والذي يبعد عن الارض 629مليون كم وعلية فأن مركبة تسير بسرعة 1000كم تحتاج الى 70 سنة للوصول اليه ,ولماكان المشتري بقدر حجم الارض حوالي 12 مرهاي ان جاذبيته اكبر من جذب الارض وهو عبارة عن غازات من الهليوم 10 بالمئة وغاز الهيدروجين 90بالمئه ولايمكن لاي كركبة النزول عليه لذا رجح ان يكون احد التوابع العائدة للمشتري .. ان افكاره تتخبط في متاهة لايعرف كيف يخرج منها وكدليل على فضائية رحلة كلكامش يشرح الواح من اللوح 23حتى 47 حيث يصف الكاتب السومري ان كلكامش يمر بمراحل عدة بين الظلام والنور والريح من المعلوم ان الفضاء ساكن لارياح فيه لكنه يفترض ان دخل كوكبا غير كوكب الارض ولما انكفأ على وجهه يقول انه دخل مجال الجذب في ذلك الكوكب ثم اسلمنا الى رقم جديد سار به كلكامش هو 7200 كم ان هذا الارتفاع لم يخرجك من مجال الجذب الارضي اننا امام متاهة وهذيان فكري اوحالة جنون . ان مثل هذه الافكار والتي تسوق على الناس البسطاء هي افكار هدامة تبعد الانسان عن القيم العلمية والبحث المنهجي
تعتبر عشتار الهه الحب عند السومريين وهي مقدسة لديهم مثلها مثل الهه الخصب والحرب وقد عرب الباحث كلمة عشتار فهي مكونة من مقطعين هي( انقطع للعيشة ) ولااعرف كيف توصل لهذا الاستنتاج ( ان العراقي ليس من الحمق بحيث ان يعبد عشتار الها للحرب في النهار ويعبد ها الها للحب في الليل) وهو الذي انكر الوهيتها في بداية مدخله
ان الانسان لايريد ان يعيش بعشوائية لايربطه بالوجود شيئا وهو ميال لنبذ فكرة ان الانسان جاء من العدم وسينتهي الى العدم ، وان قوى خفية تربط هذا العالم وتحركه وفق غايات مبهمه من هنا جائت فكرة الاله، لذا فلاغرابة ان تكون هناك الهة عدة كما جاء في الحضارة الاغريقية واليونانية والهندية والمصرية والصينية يصف العالم سبيط العراقي القديم بالسذاجة الم تكن هذه الحقائق المسلم بها ان الانسان القديم كان يعبد اكثر من اله ..ان انكار الوهية عشتار قاده الى اشكال اخر اذ لم يستطع ان ينكر الوهية اونو كبير الالهة وهو الذي حاول جاهدا ان يبتعد عن كلمة اله فما استطاع ان ينقذ نفسه من هذا المطب ف( اونو ) يخلق ويمسخ هو خالق الثور السماوي الهائج وهو الذي يحكم الالهة فيثيب او يعنف اويعاقب اما عشتار فأنها الحياة بمباهجها هي العاطفة والحب هي الجنس وهي ا لمانحة لكل الخصال الانسانية من خير وشر ،هي التي امرت ابيها بأن يخلق الثور السماوي لمجابهة كلكامش الذي مااستجاب لرغباتها وليبرهن على عفة كلكا مش يفسر امتناعه عنها بأنه لم يكن بشراَ عاديا لذا تجنب اغواء عشتار له انه يقودنا بطريق متعرج وليس له نهاية سفسطة محيره وضياع لاحدود له مالذي اراد ان يقوله ومالذي ارادان يثبته اذا كان مايروم الوصول اليه ان كلكامش كان نبيا فلم تذكر اي من الكتب السماوية مثل هذا الاستنتاج والذي لايخضع لاي منطق جدلي او علمي خصوصا ان هناك قوة قادرة على الخلق وبعث الروح مثلما خلق اورورو انكيدو ليواجه كلكامش الحكيم وهي بدأ مرحلة جديدة من الصراع الخير والشر الحكمه
والجهل البداوة والحضارة وهي المرموزات التي اختارها كاتب النص السومري ، رمزيه مقصودة لكي يعطي للصراع قيمته الفنية والفكرية وهو غير ماأراد العالم سبيط اثباته والذي افسد علينا متعة التشويق وارهق تتبعنا للاحداث بقرائن وادلة من وحي تفكيره فقط وافسد المعنى الحقيقي لملحمة كلكامش
إذا اردت ان افعل ماتريدين مني
فسوف تكون سبع سنين قحط
فهل جمعت حبوبا للناس ، وحشيشا للدواب
هذا الحوار دار بين كلكامش وعشتار التي ارادت اغوائه لكنه رفض فلمَ لاتذهب قصدية العالم سبيط الى ان هذا الحوار كثير الشبه بين نبي الله يوسف وزليخا فهي ارادت اغوائه ومرت بالناس 7سنين من القحط زليخا طلبت من زوجها سجن يوسف اما عشتار فقد طلبت من ابيها ان يخلق ثورا يواجه كلكامش وهذا يضعنا امام حقيقة ان تراث الشعوب ينتقل من مكان الى اخر وتعاد صياغته حتى يصل الينا بشكل مختلف عن المنقول لذا فقط تتشابه الخطوط العامة للرواية اوالحدث ...
لقد هجم الثور بخوار يصم الاذان ، ثورا قادم من السماء ويتمتع بقوة خرافية فقتل بشخيره اكثر من 1200 شخص ويرمز الباحث الى الثوربأنه الفتنة التي اودت بحياة هؤلاء الرجال فالرجال وحدهم مادة الحرب ووقودها وينسى ان الفتنه تحرق الاخضر واليابس و يقتل الثور على يد كلكامش وصديقه انكيدو هنا يرسم لنا الباحث سيناريو في قمة السذاجة حيث ان الفتن التي جاء بها الثور قد ولدت الندم والحزن لدى عشتار وحتى لايدخل الثور التأريخ من اوسع ابوابه آلت على نفسها ان تأخذ فخذ الثور وتبكي عليه اما كلكامش فأنه امر صناعه بأن يصنعوا قرنين كبيرين جدا بقدر قرني الثور المقتول ليكونا رمزا لبطولته ومجدا يحسب اليه ولصديقه انكيدو الذي خلقه الالاه اورورو لقتل كلكامش لقد اتى انكيدو طاهرا لكنه حتى يصير مثل بقية البشر لابد ان يدنس بدنس بشري لذا تغويه البغي ويقتل الوحوش البرية كي تسقط عنه عفته فيحمل بذلك كل الخصال والرغبات البشرية من حب وكره حقد وحسد وخوف حزن وفرح انه بعد ان يرى كلكامش على غير ماوصف اليه يصير صديقه الحميم ان كل هذه المراحل من تطور الاحداث بدءا من خلق انكيدو وحتى نهاية الملحمة يعطينا مدلولات رمزية وقصدية ليس لها دليل ولابينه غير عنصر الامتاع وبحدود ماأراده كاتب النص السومري والاكيف نفسر وجود اكثر من خالق واكثر من قوة صراع ووجود كبير للاالهة الم تكن من معتقدات تلك العصور فلم يحملها الباحث اكثر من حجمها الحقيقي
ان العالم سبيط ووفق هذة الرؤى واذا صدقنا جدلا صدق مقالته فانه لايؤمن بالوحدانية لله اوانه يحاول من نسج خياله اثبات ماهو غير منطقي بأنه حقيقي وواقعي فتراه يوزع الصفات لكل ابطال الملحمة وحسب ما يراه هو لاكما اراد الكاتب ان يرمز اليهامحكوما بتأريخ الحضارة القديمة التي انتجت مثل هذه الملحمة باطارها الزماني والمكا ني وابعادها الفلسفية والرمزية لقد نشأت اسطورة التكوين لدى كل الحضارات القديمة وتكاد ان تكون متشابهة لدى السومريين والبابليين والاكديين والمصريين واليونانين وهي الحضارات التي اثرت بالتأريخ و نتيجة للتواصل الحضاري والفكري بين تلك الشعوب فأنتقلت العلوم الفلسفبة والادبية والطب والصناعات بالتناوب وحسب القيمة ومقدار التأثير انتقلت الينا اسطورة هيراكلس وانتقلت اليهم اسطورة (اوروس ) العربية او (عروبة بنت اجينور ) وكلها اساطير لم تصل الى مستوى البشر العادي بل كان كل ابطالها الهه اما ان نأتي ونفسر ان هيراكلس كان حقيقة واقعة فهذا ما لايقبله العقل ......ان جملة الحقائق المفترضة من قبل الباحث الى ترقى الى مستوى التفكير السليم فهو قدر الخطوط العامة لاجتهاداته وفق تقديراته الخاصة وغير مسندة بالحجة والبرهان العلمي كيف وصولوا الى تلك الكواكب والسفر يحتاج الى معدات خاصة واجهزة الكترونية وتقنيات دقيقه تحسب فيهاالسرعة و ومقدار التأثيرات الاشعاعية في الفضاء واجهزة الاتصال ونوع المأكل والمشرب انها سفسطة وحالة من ا لجنون كتبه لننطبق عليه مقولات الدكتور علي الوردي مهزلة العقل البشري ..............
واخيرا اريد ان انوه ان الادب والاعمال الشعرية والفنون تعكس التجارب الحياتية الاجتماعية ونظرة الانسان القديم للكون والظواهر الكونية فابدع ايما ابداع وصور صغائر الامور وعالج خلجات النفس كما انه ابدع في ايجاد القوانين والنظم التي تحكم البشر .. ..

#سالم_وريوش_الحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات