أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مراجع العزومى - لحظه بين عالمين














المزيد.....

لحظه بين عالمين


محمد مراجع العزومى

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 03:31
المحور: الادب والفن
    


ـ نوت حقيقيه عن صديقه بدويه أقصى أمانيها ورقه تدون فيها ما بخاطرها على الرغم من إنها لا تُجيد القراءه ولا الكتابه ـ

كم كرِهت ذلك النوع من الوجود ، الذى يُشبه فى بعض الأوجه إنعدام الوجود ! تلك اللحظات التى تسبق دخولها إلى عالم النوم ، و التى طالما إعتبرتها تُشبه اللحظه الفاصله بين الحياة و الموت ، بعد أن تكون كل مُنافذ الوعى و الإدراك لديها قد أغلقت كل أبوابها ، دون إذن منها لتسقط فى فراغ لا سقف له ولا قاع .

كانت تكرهها ليس لأنعدام إدراكها ، أو لأنها تُذكرها يوماً ما بأنها سترحل دون رجعه ، و لكن حنقها كان بسبب رفضها لتلك اللحظات بأن تعود بها إلى الماضى حيثُ أتت ، إلى الصحراء حيث ينظر لها أبيها بأنها إمرأه معطوبه مسلوبة الروح ، منهوبة من كل المعانى و من كل شئ، إلى الذاكرة التى لا تعرف منها غير النسيـــان ، و من الجمال غير الذكريات ، و من الأناقة غير القدم ، تلك اللحظات التى تزج بها لأحلاماً تسخر منها حتى أوقعتها فى خطيئة الحياه ، لتنظر بعدها بعينين مُتعبتين لترى عيون يأكلها الأوهام .

تلك اللحظات كانت تجعل الماضى و الحاضر ضدان يتصارعان أمامها ، فى مشاهد أقل من البطيئه ، فيمر الماضى بألامه ، و يأتى الحاضر بأماله ، فيتحول الحاضر إلى ماضى و الأمال إلى آلام، و هى لا تنال إلا أوراقاً تتساقط من شجر اللحم ، و رغم ذلك تُصر على صُنع الحياة ، و لو من صحارى الألم و التجارب المريره ، حتى و إن أنشبت أنياب الفاقة فيها .

كان ينتابها خليط من الأحاسيس المُدمره ، كالإحساس بالندم على شئ لم تعرفه ، و الذنب لأجل شئ لم تقترفه ، لكن الأمل و الرجاء لم يُفارقنها بعد ، فكانت سوداء كالليل ، جميلة كالخطيئه ، تسعى لأستغلال كل لحظه من حياتها ، للحصول على المتعة قبل فراق الحياة ، حتى و إن جعلتها تدخل لمجرى دمها عبر أحد جروها .

تأتى عليها لحظات من العذاب تعتصر جسدها ، عندما يترائى لها فتاها و هو يلوح لأهل بيتها ـ بالمحرمه ـ من إحدى النوافذ ، كدليل على عُذريتها ، فتتعالى الزغاريط ، و فتاها الذى ستبذل لأجله الغالى و النفيس طالما تعشقه و يعشقها ، ففلسفة العشق لديها وحده جسديه و روحيه بين المعشوقين ، فتاها الذى ستحمل لأجله جرة الماء لتسكبها على جسده برفق بعد عناء يوم طويل ، و الذى ستتخلى لأجله عن كينونتها ، فتظل تحت أقدامه إلى الأبد .

صرخات مكتومه أنهكتها ، جعلتها تستسلم لذلك الفراغ ، لتتحول من أحلام اليقظة إلى أحلام اللاوعى ، تتصارع مع أحلامها و أوهامها ، لتُدرك فى اللحظات التاليه ليقظتها ، أن أحلامها ما هى إلا صدى للعالم الخارجى ، و كأن العالم الخارجى بصوره و أطيافه من الماضى و الحاضر ، كان معها قبل النوم و أثناءه و بعده ، كأنها لم تبتعد كثيراً عنه حتى و هى فى عز أحلامها



#محمد_مراجع_العزومى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأسم الشعب فى صحة الوطن
- رفقاً بالدين يا مُتدينين
- مجهول الهويه
- ثورتنا العنقاء
- القذافى روائى و أديب
- رؤيه فى الفكر السلفى


المزيد.....




- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...
- نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس في ثواني على بوابة التعلي ...
- صدر حديثا ؛ عندما يغضب المحيط - قصة للأطفال
- -ابتدينا-..عمرو دياب يطلق ألبومه الجديد ويتعاون فيه مع ابنه ...
- وثائقي -غزة: أطباء تحت النار-.. القناة 4 تكسر احتكار الرواية ...
- منتصر الحمد: كيف نعيد تموضع اللغة العربية كفاعل ثقافي عالمي؟ ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” رابط نتيجة شهادة الدبلومات الفنية 2 ...
- أقنعة وألسنة لهب: باراغواي تحتفل بمهرجان كامبا رانغا على طري ...
- الأميرة ريم علي: -نرفض أن نموت ثقافيًا-..انطلاقة الدورة الـ ...
- معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يحتفي بالمغربي محمد بن ع ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مراجع العزومى - لحظه بين عالمين