أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مراجع العزومى - مجهول الهويه














المزيد.....

مجهول الهويه


محمد مراجع العزومى

الحوار المتمدن-العدد: 3362 - 2011 / 5 / 11 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


كان يلوح لسـواد الناس و هو محمولاً فوق الأعناق سُلطاناً إلهيــاً فى بعض نواحيــه ، كان لشخصه تلك الروعه السحريه التى كانت تلازم الطبيب و الكاهن فى الزمن القديم ، كان مثل زومبى ، تلك التى تدخل أجســاد الموتى فتحييها دون إستعادة القدرة على الكلام أو حرية الأراده ، كانت لأبتسامته الغامضه تأثيرها فى جمع فلول الناس خلفه



كان مؤمن بأنه عندما يُصبح فقيراً سيُصبح ملكاً ، هكذا عاش و مات ، عاش فقيراً فى بحر الحياة تتقاذفه الأمواج عالياً تاره , و الأخرى يغوص إلى ظُلمة الأعماق مسحوباً بدوامه ، تيقن أنه لن ينــال مالا يشتهيه ، طالما من فوقه لا يشتهوا وجوده أصلاً .





تيقن بأن الخيــال فعالاً و أكثر إثارة من الحقيقه ، و فى بعض الأحيــان كان يتحول الخيــال إلى حقيقه ، لمس الحقيقه فى شعب نال حُرية بنار أشعلها شاب يقارب عمره فى جسده ، و صورها عقله خيــال يطمع بأن يكون حقيقه ، فكــان لا يرى أى حُرمانية بأن يترك نفسه ينساق لمُتعة التحرر و إنتهاك العُرف ، كان مؤمن بأنه يجب أن تُطلق عقول عامة الناس ، يُسمح لهم بأن يُفكروا من تلقاء أنفسهم ، كان يطمح للتخلص من حُكم الأهواء .





الخطأ دائمـاً خطأ الشيطان ، فلن يهاب الموت خشية الحساب و العقاب ، لأنه لن يُحاسب على خطأ إقترفه غيره ، و إن إقترف ذنبــاً لا دخل للشيطان به ، فقد نال جزائه فى الدنيــا فقر و جوع و سقيع ، فهل سيُعاقب مرتين على ما فعله ، فلا يلومه أحد على ما فعله ، فهو غريق فى الأثم لكن ذاهب إلى الجنه .





طالما آمن بأن سُخرية المقموع أعتى و أقوى من سخط القامع ، و جُنده و حرسه ، فنزل مع من نزل ، للتخلص من حُكم الأهواء ، و نيل الحُرية المدنيه ، أراد أن يتســاوى الكل رجالاً و نساءً فى حظهم من نِعم الحياة ، أراد أن يرفع المظالم عن الشعب بقوة الشعب نفسه و التحرر من الفكرة العاطفيه التى ترمى إلى وجود مجتمع لم يُخلق بعد ، طمع فى أن يُحطم نظام ثابت كثبوت أفلاك الكواكب و مســارات النجوم .





من أصعب الأشيــاء بطبيعة الحال أن يعيش الناس مع بعضهم البعض إذا سار كل منهم و فقاً لهواه ، و منهم كثيرون لا يعرفون لأنفسهم هوى ، إلا داخل ذاك الميدان ، تجرد الكُل من الهوى الذى أعمى أعينهم عما يرغبوا و عن السبيل لتحقيقه ، فتوحدت الأهداف و المطالب ، و أعينٌٍ تترقب فى صمت ، مُنتظره الغد بما يحمله لهم من مجهول .





خرجت شمس ذلك اليوم و كأنه أول خروج لهــا ، مصبوغ لونــها بلون الدم ، تُشبه ملك الموت فى بعض صفاته ، و كأنها أقسمت على أن تبذل كُل حرارتها لبقاء هذا النظام ، فتُسقط شُعاعها على من تُريده ، ليقتنصه أو يفترسه الزبانيــه فسقط من سقط و مات من مات ، و أطفئ لهيب هذه الشمس عرق و دماء الثوار ، التى إنطفئت لتأخذ معها شرائع الطواغيت .





تنافرت الفلول ، و بقى هو ممداً على ظهره وحيداً فوق أرض الميدان ، تخطوا فوقه المارة ذهــاباً و أياباً ، ينظرون إليه ، يبتسمون لأبتسامته الصادقه ، مُعتقدين بأنه يستريح من عنــاء يوم شاق ، إلا أنــه قرر أن يستريح من عنــاء دُنيه دنيه ، أغلب ما فيهــا مسرحيون ، يُجيدون التمثيل و الكذب ، يتركهم مع أحلامهم تتساقط و أحزانهم تتقدم ، أما هو فيستمتع بنغمات الساعات المُستريخه بإبتسامته بعد أن قلب بآخر ملعقة تلك الليالى المنكوبه ليُخبر الجميـــع عن مضمون حياته الجديده .



#محمد_مراجع_العزومى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورتنا العنقاء
- القذافى روائى و أديب
- رؤيه فى الفكر السلفى


المزيد.....




- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مراجع العزومى - مجهول الهويه