أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - لا تدفنوه .. انه يتحرك..!















المزيد.....

لا تدفنوه .. انه يتحرك..!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 13:59
المحور: الادب والفن
    


قصة : نبيل عودة

افتتح استاذ الفلسفة درسة بجملة تقول:" ماهية الأشياء تسبق وجودها ام وجودها يسبق ماهيتها ؟ ما هو الصحيح حسب تفكيركم ؟"
لم يجب احد ، ولم يرتفع أي اصبع ، وساد صمت عميق ، واستاذ الفلسفة يجول بعينية السوداوين على وجوهم ، وكأنه اداة فحص لمدى حضورهم في درس الفلسفة ، بعد اسبوع من الأعياد والعطل .
وقال مواصلا ما انقطع :
- ما هو معنى الحياة؟ وهل توجد مصداقية تجعلنا نبحث وراء حقيقة ما ، بينما نحن نعرف ، وهذا واضح للجميع ، ان الحقيقة المطلقة غير موجودة ؟.
وقال بسخرية:
- يبدو جليا ان وزنكم ازداد في الاسبوع الماضي ، وانا كنت آمل ان يزداد وزن تفكيركم .
بعد برهة ، تأمل فيه طلابه بصمت ، تابع وكأنه يواصل حديثا انقطع :
- الفيلسوف الدانماركي سيرن كيركغور واجه في حياته مآس عديدة ودخل في حالة يأس. كان متدينا ، وطرح تساؤلات عن منطق الحياة في واقع شديد الذاتية . ويعتبر في تاريخ الفلسفة من مؤسسي الفلسفة الوجودية ، هل سمعتم عنها ؟ هل تعرفون اسماء أشهر فلاسفتها ؟ اليوم سنبدأ الحديث عن الوجودية وعن بعض فلاسفتها.
وأضاف بقلق من الصمت السائد على غير العادة :
- هل انتم على استعداد ذهني كامل اليوم ؟
وصمت لحظة ينتظر جوابا ، ارتفع اصبع طالب يجلس في وسط القاعة:
- هات ما عندك
- أظن ان الكاتب الفرنسي سارتر هو ابو الوجودية؟
- ساتر كان وجوديا ومؤسس مدرسة في الوجودية ، وفي الوجودية انتشرت مدارس عدة متناقضة ، نجد التيار الملحد وأبرز ممثليه سارتر وتيار ديني وابرز ممثليه مؤسس الفلسفة الوجودية كيركغور الذي ذكرناه في البداية ...
واضاف بعد توقف قصير :
- سؤال آخر ؟ ... الصمت في الفلسفة غير مستحب .. انتم طلاب ارقى المواضيع الذهنية ، واتوقع منكم معلومات أكثر من مجرد معلومات عامة حول المواضيع التي نطرحها.. لا يمكن تعليم الفلسفة لطلاب لا يلتهمون كتب الفكر في المكتبات ، خاصة وان برنامجكم الدراسي واضح . أنتم لستم طلاب اول ابتدائي.. حتى من طلاب الثانويات يطلب معرفة مسبقة عامة ...هل من قيمة للإنسان بدون معرفة واطلاع بلا حدود ؟ اذا لم يكن دافع المعرفة من داخلكم ، فلن تتقدموا في العلوم وفي الفلسفة...
كان الصمت ثقيلا وكئيبا . وشعور الخجل من توبيخ المحاضر ، زاد من ارباكهم .
- حسنا.. سنتابع ، وآمل ان تجيئوا في الدرس القادم بمعلومات كافية لندخل في تفاصيل هامة ورائعة. لا شيء اروع من الفلسفة ، حتى لو لم نقبل طروحات فلسفية لبعض الفلاسفة ، الا ان دراستها تثري عقلنا ومعرفتنا ، ويبقى اعتماد العقل هو المميز لموضوع الفلسفة ، أي كان اتجاهها . حوارنا للطروحات هو تطوير للوعي وتطوير للعقل وتطوير لمفاهيمنا الحياتية بكل تفاصيلها، والأهم تطوير لإنسانيتنا ، وقيمتنا كبني بشر مميزون عن سائر المخلوقات بأننا نستعمل عقلنا ولا نتحرك بغرائزنا وعصبيتنا القبلية.
كانت طالبة ترفع اصبعها بشيء من الحياء ، حتى انها تبدو مترددة بين ان تنزل اصبعها او تطلب حق الكلام ، وقد لمحها المحاضر في اللحظة التي كادت تيأس من الإستجابة لطلبها ، وتتنازل عن قول ما لديها.
- جمانة .. آسف لم انتبه لك ، اطلبي حق الكلام بقوة ، نحن لسنا في معبد . تفضلي :
- هل تعني الوجودية ان لكل شخص وجودا محددا؟
- بدأنا في الفلسفة من نقطة رائعة مع جمانة. أجل يا جمانة اين قرأتي هذا القول؟
- سمعت طرفة ، ولكني أجد صعوبة في قصها؟
- انت في درس الفلسفة . ولا نقبل أي عذر.. نريد سماعك .
ترددت بحياء ما ، تلفتت حولها كأنها تطلب النجدة ، ثم حزمت أمرها وبدات تتحدث بشيء من الصعوبة :
- كان ... رجلا .. في السرير مع زوجة صديقه ، سمعوا سيارة الزوج . قفز الصديق عاريا واختبأ في خزانة الملابس. دخل الزوج الى البيت قلع جاكيتته وفتح خزانة الملابس ليعلقها .. فاذا صديقه عاريا في داخلها : " ماذا تفعل هنا يا صاحبي ؟" اجابه : " كما ترى يا صديقي ، حسب الفلسفة الوجودية لكل شخص يجب ان يكون وجود في مكان ما !!"
بعد ان خفت الضحك محررا الطلاب من الارباك ، قال المحاضر:
- السؤال الفلسفي هنا بسيط ، كيف نفسر للزوج ان صديقه من بين كل الناس هو في حالة "وجودية " معينة داخل حزانة ملابسه .اما الصديق فله تساؤل وجودي آخر: لماذ شخص ما يوجد في مكان ما بدل ان لا يكون في أي مكان ؟ فقط الفيلسوف الألماني هيغل يستطيع الإجابة على تساؤل معقد ومركب مثل هذا. لأنه كان يعتقد انه قفز خارج التاريخ ، وهو ينظر من فوق الى ما يجري، وبالنسبة له كل شيء من فوق يبدو سليما مكتملا. وانا لست هيغل . بينما الماني آخر هو نيتشه كان أكثر مبالغة ، كان يظن انه يرى التاريخ من وجهة نظر الاهية . أي وضع نفسه بمرتبة الإله . وقد تقمص هتلر فلسفته ... وراينا الكوارث التي حلت بالبشرية نتيجة وهم الألوهية الذي سيطر على هتلر .
اذن ارى انكم دخلتم في الجو .. هل فهمتم الآن أهمية معرفة مسبقة لمضامين ما سندرسه ؟ الدرس يصبح ممتعا لكم ولي . وأصعب المسائل يمكن تفسيرها بطرفة مناسبة.. هذه من أهم خواص الفلسفة.
ارى اصبعا جديدا مرتفعا ، تفضل يا طلال .
- تعلمنا ان الفلاسفة من فلسفة معينة ، يحملون نفس الأفكار ونفس المعتقدات، ولكنك ذكرت ان مؤسس الوجودية الدانيماركي كان متدينا ، ونحن نعرف ان سارتر كان ملحدا ، بل وقريبا من الماركسية المعروفة بفكرها الالحادي أيضا ، كيف يتلائم سارتر الملحد مع كيريغور المؤمن ؟
- رائع ، لماذ حافظت على صمتك حتى الآن ؟ هذا سؤال هام ، سنوضحه في الحديث عن الوجودية وتعدد وجوهها . ولكن الآن أقول ان الخلاف ليس حول الشكل القائم انما حول صيروته .مثلا هل ماهية الأشياء تسبق وجودها ، ام وجودها يسبق ماهيتها؟ الانقسام في الاجابة يعني وجود اتجاهان رئيسيان ، الأول مثالي يرى ان تجسم الماهية تسبق الوجود ، والثاني مادي ، يرى ان الوجود يسبق الماهية . بمعنى كيف يمكن فهم ماهية الشيء قبل ان نعرف التفاصيل التي تجسم وجوده؟ هيغل كان يرى الماهية تتمثل بالفكرة المطلقة.. الإله بمعنى مبسط . ماركس ناقضه ورأى بالوجود المادي سابقا لأي ماهية او فكرة مطلقة ...
قاطعته مرام :
- نيتشة له قول مشهور يقول فيه بأنه اذا كان لديك ما تعيش لأجله ،تستطيع تحمل كل شيء.
- اسمعيني جيدا يا مرام ، هذا القول يفسر بدقة مضمون الفلسفة الوجودية ، فهي فلسفة واجهت في طروحاتها المشاكل العينية للوجود البشري من جميع اوجهه ،بغض النظر عن فهم فلاسفتها واتجاهتهم المتناقضة لما هو السابق ، الماهية ام الوجود المادي. والخلاف قائم في الفلسفة ولا نهاية له ، بين الوجوديين المتدينين والوجوديين الملحدين . وبين التيارات الألحادية ونقيضها التيارات المؤمنة . وتكاد تكون الوجودية من أهم الفلسفات التي ظهرت بعد الماركسية.والفيسوف الفرنسي سارتر حاول الدمج بين الفلسفتين ، خاصة وان منطلقات سارتر الحادية في جوهرها مثل منطلقات ماركس. وفهمه قريب جدا ، من فهم التاريخ الماركسي وفهم العوامل الاجتماعية كما طرحتها الماركسية. أكثر فلاسفة الوجودية قرروا ان "الجنائني الساحر" قد مات . والقصد ان الله مات ، ولذلك ، حسب فلسفتهم ، أصبحت هذه مهمة البشر "تربية الزهور ورعاية الحدائق" بدل الجنائني الذي مات . طبعا هذا رمز يعني ان الانسان يجب ان يتحكم بحياته وليس ان يكون تابعا لفكرة غيبية ، فكرة مطلقة ، فكرة الهية. ونحن لسنا الآن في تقرير ما هو الصحيح . نحن ندرس الفلسفة بكل مركباتها ، وعقلنا يقرر ما هو المنطق الموافق لتفكيركل واحد منا ، هذا لا يعني ان خياراتكم ستكون متشابهة.. وقالوا أيضا انه بين الزهور تنشا اشجار الصبار الشائكة، التي تعيق حياتنا ، وهنا نتساءل ، هل نواصل الحياة حتى مع الأشواك ، او نعيش في صحراء قاحلة خالية من الأشواك ومن النبات ؟
اذن الحياة حسب تصورهم ليست أمرا ميسرا وسهلا ، انما صراع من أجل الأفضل . الجمال لا يوجد بدون نقائض . الحب لا يوجد بدون كراهية . الوجودية طرحت أمرا هاما ، ما زال يشغل الفلاسفة والمفكرين، هل سقطت الأيديولوجيات بعد الحرب العالمية الثانية التي أظهرت وحشية الانسان وابتعاده عن كل الفلسفات الانسانية وحتى عن الفكر الديني الذي يدعو الى التسامح ، فالقيت قنبلة على هيروشيما وأخرى على نيغازاكي قتلت وشوهت مئات الألاف ؟! بل وبعضهم قال ان الوجودية أيضا سقطت .
سارتر برز في دفاعه عن الوجودية ومدها بحياة جديدة بعد الحرب العالمية الثانية ، مفسرا شكل العلاقة المطلوبة بين الفرد والمجتمع .ومفهوم الحرية بعد الحرب الرهيبة وامتلاك السلاح النووي ذو الطاقة التدميرية الرهيبة. ووقف مع ثورة الجزائر من منطلقاته الفلسفية الرافضة لإغتصاب حقوق الآخرين وحريتهم. وايد حقوق الشعب الفلسطيني من نفس المنطلق.
هذه الفلسفة تراجعت مكانتها بعد وفاة سارتر ومنظرين آخرين.. وهذا سنواصله في الدرس القادم ..
ارتفع صوت جمانة:
- لدي حكاية ربما ذكرها الفيلسوف هايدر في تفسيره لمفهوم الوجودية ، هل أرويها ام أتركها للدرس القادم ؟
- الحكايات تخفف من الضغط الفكري.. حدثينا بما لديك .
- قال شخص لصديقه : ما هي الكئابة ؟ انت حتى الآن لم تعش لتعرف الكئابة، عندما اقول اني عشت فأنا اقصد الحياة مع التفكير الدائم عن الموت ، وقال ان الوجود البشري هو التحضير من أجل الموت ، وقال ان الحياة بظل الموت تجعل الفرد شجاعا أكثر ، وأضاف اسمع هذه القصة يا صديقي لتفهم معادلتي : قتل ثلاثة اصدقاء بحادث طرق. قال لهم ملاك الموت : سأُلبي لكم آخر أُمنية، ماذا تريدون ان يقولوا عنكم محبيكم وأصحابكم قبل الدفن؟
قال الأول : ليقولوا انه كان معلما بارعا وموته خسارة للعلم .
قال الثاني : ليقولوا انه كان كريم الأخلاق محبا لمساعدة الغير وسوف يفتقده مجتمعنا .
قال الثالث: ليقولوا .. توقفوا لا تدفنوه .. انه يتحرك !!
هذه هي الوجودية ، كما فسرها هايدر . انه يتحرك ، فهو موجود بين الأحياء.
وصفق المحاضر استحسانا .

نبيل عودة – [email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب نتنياهو: السلام أسير عقلية الغيتو الصهيونية
- نهاية الشرق الوسط القديم
- غور الأردن : صورة مصغرة من البوم الجرائم المتراكمة ضد الفلسط ...
- نهج سري للأحتلال في المناطق المحتلة عام 1967 حرم 140 الف فلس ...
- القضاء على المؤامرات بالمجازر ضد الشعب
- أي مستقبل للعالم العربي إذا ظهرت إسرائيل أخرى من ورائه اسمها ...
- قضية مشينة .. تفجرها دورية إسرائيلية جديدة !!
- بشارة الاتفاق على حل النزاع هو اللبنة الأولى للدولة الفلسطين ...
- حكاية زوجان نموذجيان
- ليست مخلوقات فضائية التي قتلت جوليانو وفيتوريو
- الاستقلال من الاحتلال - استقلال للشعبين!!
- كتف سلاح لحراس الهمزة
- السيدة المحترمة جميلة
- عشرون عاما على تأسيس فرقة الناصرة للموسيقى العربية
- في إسرائيل: لا يرون إلا الجانب الذي يعجبهم
- -شآبيب- ديوان جيل السبعين للشاعر شفيق حبيب
- تقرير غولدستون مستند دولي لن يلغى بمقال صحفي
- العقول الظلامية لن تقلع الزهور التي زرعها جوليانو مير خميس
- الزخم الثوري العربي أمام المهمة الأصعب
- حديث صريح مع الشاعر الفلسطيني، ابن الناصرة، جمال قعوار* عن ا ...


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - لا تدفنوه .. انه يتحرك..!