أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - ريم ابو الفضل - خواطر طفل معاق(2)














المزيد.....

خواطر طفل معاق(2)


ريم ابو الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 17:03
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


يومٌ كسالفه وتاليه....ظنى هكذا

صحوت متأخرا حيث أن العرض اليومى الذى كنت أصحو مبكرا من أجله لم أعد أراه..بعد فصلا عصيبا من الأحداث... وكما هائلا من الأوراق... وإعلان حالة طوارىء عجيبة

صار البيت بأكمله يصحو متأخرا على غير عادته باستثناء والدى..

توقفت أمى عن إيقاظ إخوتى كل صباح مهرولة بين هذه وذاك..

يستقيظ إخوتى ليشاهدوا التلفاز..فيديرون المؤشر على قنواتٍ يفضلونها، وتخليت أنا عن قناتى التى تآلفت معها...وعن حريتى التى نَعِمت بها

يرتدون أحذية رياضية جميلة ..ويخرجون ..

بينما لا أملك إلا حذاءً ضخماً.. له أعمدة .. قاتم اللون ...قبيح الشكل

لا تتذكر أمى أن تدير لى القناة من خلال جهاز التحكم الذى تسلمته من إخوتى
وكأنه جهاز حربىّ

فلمَ أشاهد مالا رغبة لى فيه؟؟؟ حتى وإن خرج من لهم رغبة فيه!!!

فأُحملق فى سقف الحجرة ...هذا أفضل من تلك القناة السخيفة...

تدخل أمى وأنا ما زلت مسجلا اعتراضى ..محملقاً فى سقف الحجرة..لتدير القناة فإذا بها...
تمصمص شفتيها فى حسرة وتغلق التلفاز ...
(حقاً.. بتُ أخشى عليهما من سوء استخدامها لهما وكثرة ذلك)

يا آلهى........
أما يفهموا هؤلاء البشر؟؟؟!!!!!

على المائدة المستديرة المنعقدة كل شهر حيث يلتف ابى وامى وإخوتى..

ربما.....

يتخصص لى بعضا من الأوراق المالية ..فقد أكثروا من ترديد اسمى

وأدركت ذلك بعد يومين..

حين أتت إلينا آنسة ..باسمة الوجه.. طيبة القلب ..

تتحدث معى ...تصحبنى خارج غرفتى ..

تنثر أمامى أوراقا.. مثل إخوتى..فأشعر بالزهو

تُرينى صورا كثيرة ..أُشاهد بعضها فى التلفاز، والبعض فى منزلى، ولا أعرف الأخرى..

كم سعدت بها ..وباهتمامها بى

تصفق لى أحياناً.. وتهدينى بعض الحلوى أحياناً أخرى
فأسعى جاهداً لنيل المزيد من تشجيعها و......حلواها

اتفقنا سوياً على مسميات كثيرة للأشياء...

سَعِدَ بى والدىّ حين أشرت يوما على قناتى المفضلة طالبا إياها..

أصبحت أصحو وأنا أنتظر يوما جديدا ليس كسابقيه...حافلا بالصور واللعب و.....الحلوى
فاستقبله بابتسامة حاملا بين طيات نفسى إصرارا لمعرفة المزيد..

شهور مرت علىّ لا أدرى ما عددها بالضبط..

وعاد إخوتى يستيقظون مبكرا مرة أخرى ..ويتأنقون فى حللهم ويخرجون

انتظرت معلمتى...تأخرت كثيراً

لعلها تأتى غداً.. أو.. بعد غد...

لكنها لم تأت أبدا......
.

أدركت بعد حين سبب عدم قدومها حين التفت أسرتى حول مائدتهم اللعينة..مُقسمين أوراقهم المالية بين تلك وذاك ..


ولم يذكروا هذا--- (أنا)..


فقد اقتصرت ميزانيتهم عليهم فقط ..متعللين بعدم جدوى قدوم معلمتى لى حيث أننى لم أتعلم بعد....


!!!

تباً لهم.........


يذهب إخوتى أعواما وأعواما إلى معلميهم ولم يتعلموا بعد!!!


فكيف لى أنا بفائدة وجدوى بعد شهور؟؟؟


سجلت اعتراضى فى.. صرخاتى.. وبكائى.. وتعنتى


وأنا على يقين من أنهم لن يفهمونى..


كرهت قناتى ..وتناسيت ما تعلمته..

عدت أحملق فى سقف حجرتى.. ذى اللون الأبيض..

ولكن...


الأشد بياضا منه...


هى...



عقولهم...


قال صاحبى: نراك تشكو جروحاً ***** أين لحن الرضا رخيما جميلا؟



قلت: أنا راضٍ بكل ما كتب الله ***** ومزج إليه حمداً جزيلا



أنا راضٍ بكل صنفٍ من الناس ***** لئيما ألفيته أو نبيلا



لست أخشى من اللئيم أذاه ***** لا ولن أسأل النبيل فتيلا


فسح الله فى فؤادى فلا ***** أرضى من الحب والودادِ بديلا




(الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام



#ريم_ابو_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر طفل معاق (1)
- لقطاء ...وليسوا -ولاد عم-
- ومن حكومة النهب .. لثقافة النصب
- أيتها الأعواد..لاتتفرقى آحادا
- من أجلك أنت
- أدعياء..وليسوا زعماء
- كابوس الواقع أم واقع الكابوس
- أنات وبسمات فى جنبات الثورة
- وجهان
- ليست شبحاً ..ولا قدحاً


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - ريم ابو الفضل - خواطر طفل معاق(2)