أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - صبنا الكلدانية صراع من اجل الهوية القومية















المزيد.....

صبنا الكلدانية صراع من اجل الهوية القومية


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثناء تواجدي في الوطن العراقي الذي اجسده وأجده في بلدة اسمها القوش وهي محطة لكي انطلق منها الى اماكن اخرى من الوطن ، ومنها انطلقنا قبل حوالي اسبوعين الى اينشكي لقد كانت سفرة ممتعة ليس الى نسيانها سبيل ، الطريق يمتد امامنا وينساب بين الجبال والوديان وترتفع نحو السماء أشجار الصنور والسرو والتوت والجوز واللوز ، وتزدهر بوردها الجميلة اشجار الرمان الباسقة .. وقد ذكرني الطريق من القوش الى دهوك عبر باعذرني ومن ثم زاويثة وسولاف وسوارارا توكة وايشاوا وسرسنك وأخيراً اينشكي ، الجميلة بخضارها وكهفها الطبيعي التراثي الجميل وشلالها وينبوع مائها الطيب .
كانت ثمة جاذبية كبيرة تشدني الى زيارة المنطقة فالحنين يحفزني ويغريني للانطلاق ، فكنت اشد الرحال كل صيف ، وكانت بمجملها اياماً جميلة حينما كنت أتوجه الى المنطقة سنوياً من مدينة البصرة ، إن هذه الجبال والوديان في تلك السفرات السياحية كانت بدورها تذكرني بأيام الشباب حيث كنا نسلك تلك الطرق والمسالك الضيقة ليلاً ونهاراً سيراً على الاقدام ونحن نحمل اسلحتنا وعتادنا مع المنظار ( المقراب ، الدوربين ) وزمزمية ( مطارة ) الماء وكسرة خبز وبضعة قطع من التمر (قزبي ) ، ونقف على اهبة الأستعداد لأي موقف طارئ .
أجل هذه هي الحياة يوماً قدمت الى هذه المنطقة حاملاً السلاح وآخراً جئت اليها مع عائلتي بسيارتي الجميلة وأنا اسرح بين هذه الجبال بسرعة دون ان افكر بأن هنالك معركة متوقعة في اية لحظة ، بل نبحث عن مطعم نتناول فيه اكلة الكباب الشهية ، واليوم أنا متوجه الى هذه المنطقة برفقة زملاء من منظمة الحزب الديمقراطي الكلداني في القوش وبدعوة من المنظمات الكلدانية في صبنا ، أجل هذه هي الحياة في فترة الشباب كنت احمل بندقية وأنا انتقل بين الشعاب الوعرة والقمم العالية ، وبعدها قدمت للمنطقة وأنا برفقة عائلتي في سفرة سياحية ، واليوم نخوض غمار السياسة بغية تثبيت حقوق شعبنا الكلداني على ارضه ووطنه العراقي .
في سهل وادي صبنا حوالي 18 قرية معظمها يعيش فيها شعبنا الكلداني ، والوادي عبارة عن امتداد منخفض اخضر جميل في تربة خصبة صالحة للزراعة مع وفرة الماء ، ويمتد من عمادية شرقاً الى تخوم مانكيش غرباً ، ويستقبل هذا المنخفض المياه العذبة الناجمة عن ذوبان الثلوج من على جبلي كارا الى الجنوب وجبل متينا الى الشمال الذي تستمر سلسلته الى تخوم ايران في الشرق . ويورد الدكتور ساندرس في كتابه (المسيحيون الآشوريون ــ الكلدان في تركيا الشرقية وأيران والعراق ، وهو من ترجمة الأستاذ نافع توسا وتحقيق الأب الدكتور يوسف توما ص 77 ) انه في هذا المنخفض يجري نهر صبنا من سلسلة جبال برواري ، وفيه فرعان الأول المتجه شرقاً نحو العمادية وينتهي بنهر الزاب ، والثاني يتجه غرباً ليصب بنهر الخابور ، ويذكر المؤلف القرى الواقعة في هذا الوادي ومنها مدينة العمادية المبنية على قلعة حصينة وتميزت بأنها قد سلمت من القصف والتخريب بعكس كثير من القرى في المنطقة ، ويذكر ايضاً قرية اينشكي التي فيها كنيسة قديمة يعود تاريخها الى عام 1885 على اسم مارت شموني وكنيسة اخرى اقدم منها على اسم مار كيوركيس وهنالك ايضاً عددا من الأديرة والكنائس منها الكنيسة التي على اسم مار يوسف نسبة الى كاتب كنسي شهير وهو الراهب يوسف بوسنايا المتوفي عام 979 م .
في وادي صبنا ثمة حوالي 18 قرية منها سرسنك وتنا وزاويتا وبامرني التي تعني ( بيت مودياني ) واينشكي وغيرها . وفي هذه القرى وبين منعطفات الجبال وعلى الطرق كانت الكنائس والأديرة عامرة وزاخرة بروادها ، وقد كان للعمليات العسكرية التي اندلعت في مطاوي الستينات من القرن الماضي الأثر الكبير في الهجرة من هذه القرى بعد دكها بالطائرات والمدافع وعمليات العنف الأجتماعي المتزامنة مع الحرب في المنطقة .
أجل ان كثير من الأديرة والكنائس درست مع الأرض او تحولت الى اطلال بقيت الشاهد الوحيد ليخبرنا ويقول : ها هنا ترقد حضارة شعب اصيل طواه الزمن ولم يبق منه سوى بقايا من بقاياه ، واليوم هذا الشعب مهدد بالأنقراض والأستئصال من جذوره ، وهذا الشعب هو الشعب الكلداني مع بقية مسيحيي العراق .
إن الشعب الكلداني تداهمه المخاطر من كل جانب وتستهدف وجوده على ارض الوطن العراقي ، ويشترك في هذا المخطط كثير من الأطراف لكن اكثرها ايلاماً هي تلك القادمة من الأخ والصديق الذي يزعم ليل نهار اننا شعب واحد . ويقول طرفة بن العبد :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
اجل نحن الكلدان اصابنا الشئ الكثير بعد الأحتلال الأمريكي في نيسان 2003 ونحن الشعب الوحيد الذي طاله هذا الكم الهائل من عمليات القتل والتهجير والأرهاب إضافة الى عمليات التهميش السياسي والقومي في الدولة العراقية الأتحادية واقليم كوردستان على حد سواء .
إن هذا الوضع المجحف لم يثني من عزيمتنا عن العمل وعلى التصميم ، وإن كل صاحب ضمير لا بد ان يحطم حاجز الصمت ولا يقبل بأي ظلم يطال اي مكون عراقي ، والمكونات الأصيلة كشعبنا الكلداني ، تضمن حقوقها قوانين ومعاهدات دولية والتي تدعو الدول الى احترام ثقافة هذه الشعوب وتعترف بهويتها وتمنحها كامل المساعدة اللازمة للنهوض والبقاء وتسمح لها بالمشاركة الفاعلة في تحقيق تنمية مستدامة .
في صبنا الكلدانية شريحة كبيرة من ابناء شعبنا الكلداني تهتم بالشأن القومي الكلداني وتفتخر برفع الأسم الكلداني والقومية الكلدانية ، وهؤلاء جل طموحهم ينحصر في فتح مركز ثقافي كلداني في المنطقة ، أملاً ان يشكل هذا المركز مساحة جميلة لجمع الشباب لممارسة هواياتهم الرياضية والفنية والأدبية والثقافية والألتفاف حول الهوية الكلدانية ، إذ ليس من الأخلاص ان يكون هذا الجيل سبباً في ضياع الهوية الكلدانية ، إن هذه الهوية قد تجاوزت كل المحن في مختلف العصور لكن يبدو ان محاولات اليوم التي تهدف طمس هذه الهوية ، تشكل اشرس الحملات التي تستهدف شعبنا الكلداني ولا يوجد من يصغي الى صوتنا ، ولكن بهمة الشباب والمخلصون ستفشل هذه المحاولات كغيرها ، فالشعوب لا يمكن ان تقهر هذا ما اثبته التاريخ .
إننا بحاجة الى تعضيد تلك الإرادة والمقترحات التي اطلقها الأخوان في صبنا الكلدانية بضرورة إنشاء مركز ثقافي كلداني في تلك الأرض الكلدانيـــة وهذه دعوة لكل المخلصين لمن يناصرون الشعوب الأصيلة في الحفاظ على ثقافتها .
حبيب تومي / عنكاوا في 23/ 05 / 11

كاتب هذه السطور في اينشكي / صبنا الكلدانية



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد استئصال الشعب اليهودي من الوطن العراقي يبكون على ارشيفه
- شيرا درابان هرمز الجميل في القوش ليس مناسبة للاعتداء على الب ...
- ضياع حقوق الشعب الكلداني بين الحكومة العراقية وأحزاب شعبنا ا ...
- القوش يا زهرة المدائن ومربض الأسود
- وكانت رحلتي الى امريكا
- إلا كوردستان.. !! لماذا ؟
- المطران مار باوي سورو جسّد الوحدة الحقيقية بحضوره المؤتمر ال ...
- نحن الكلدان لم نصلب المسيح يا اخوان !!
- اجل يمكن ان يخطئ الشعب فينتخب الحرامية والفاسدين وحتى الفاشي ...
- على الشعب الكلداني ان يتعلم من الشعوب العربية
- الشعب الكوردي لن يسمح بإفشال تجربته الرائدة
- السيد النجيفي ومستقبل الموصل والبيشمركة ومافظة القوش او ..
- فخامة رئيس الجمهورية .. وهل الكلدانيين يمثلون طبقة العبيد في ...
- بابا الفاتيكان يعتزم زيارة اور الكلدانيين فلماذا لا ندعوه لز ...
- وسطية البارزاني هل تفلح في درء السيناريوهات الدراماتيكية عن ...
- يوم سَخِرَ يونادم كنا من كتّاب ومناضلي الأنترنيت
- نعم بغداد تتطور وتتقدم ولكن .. باتجاه كهوف تورا بورا
- انعقاد مؤتمر - نهضة الكلدان - ضرورة مرحلية حتمية
- لماذا هذه التفرقة في التعامل يا وزارة الثقافة العراقية ؟
- سلام وكلام مع رؤساء التنظيمات السياسية لشعبنا وانحني إجلالاً ...


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - صبنا الكلدانية صراع من اجل الهوية القومية