أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - مظفر النواب وبغداد














المزيد.....

مظفر النواب وبغداد


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


مظفر النواب وبغداد
سميرة الوردي
هنيئا لبغداد بأبنائها البررة التي لم ينسوها رغم المحن وهنيئا لهم ببغدادهم وشريعتهم التي شربوا ماءها واستمتعوا بنخيلها ومازالت خيالات الطفولة الجميلة تداعب مخيلتهم رغم مرارة الماضي .
( لابد من بغداد وان طال السفر ) لماذا لم تكن العودة وهو في قوته ؟ وشبابه ؟ وقمة تألقه ؟ الم يستحق العودة قبل هذه المدة ؟
لماذا التأخر والتأخير ؟ أليس على الشاعر الرائع المبدع أن يستقر في وطنه .
أليس هو من يقول :
( ألقيت مفاتيحي في دجلة أيام الوجد
وما عاد هنالك في الغربة
مفتاح يفتحني )
مظفر المثقف الشاعر المناضل الرسام ، الذي خرج من أنياب الموت في ليلة ممطرة سوداء من ليالي العراق الحالكة الظلمة والظلام وخفافيش الموت تحلق فوقه وفوق العراقيين ، ولم يجد ما يقيه سوى غريزة الحياة كي يسطر تاريخ العراق بدمه عبر هذه السنوات الدامية .
يُتهم بأنه شاعر الثورة والتمرد بل أنه صاحب حق وعدالة فالثورة التي اجتاحت وجدانه وليدة للضيم والقهر فبحث مع كثير من الخيرين من أبناء هذا البلد الغني بأبنائه وخيراته عن خلاص فلم يكن أمامهم سوى التمرد والثورة والعصيان على العبودية والقهر والضيم الذي تأصلت سطوته لدى الحكام المستبدين فأصبح مظفر رمزا للعدالة وبطلا من أبطالها لطول ماعاناه وما قدمه من تضحيات .
*(واه من العمر بين الفنادق
لايستريح
أرحني قليلا
فإني بدهري جريح
*هذي الحقيبة عادت وحدها وطني
ورحلة العمر عادت وحدها قدحي
أصابح الليل مصلوبا على أملٍ
أن لا أموت غريبا ميتة الشبح )
من منا في الغربة من لم يفكر بالموت غريبا في مدافن لا أهل له فيها ولا وطن ؟؟؟ !!!
ولكن الأعظم منا من جسد هذه المخاوف في كلمات سيبقى رنينها على مدى الدهر وستبقى تقض مضاجع الطغاة والجبابرة أينما وجدوا ومتى ما ولدوا .
يرتبط اسم مظفر في ذاكرتي منذ كنت صبية لم تكتشف بعد سوء الحكام والطغاة ، كان اسمه علما ينبض في جنبات مدينة الكاظمية ، أيام كنا نلهو على نهر دجلة وهو ينساب من شريعة لشريعة ، ولم تكن شريعة النواب والتي يطل عليها بيت الشاعر بعيدة عن مرابع طفولتنا وصبانا ، كان اسم مظفر يتردد بين شفاه الرجال والشباب كمثقف لامع وكشاعر مبدع وكعلم من أعلام تلك المدينة الوادعة والتي رُوعت في الثامن من شباط عام 1963 بأبشع جريمة انتهكت حرمتها ووداعتها وقتلت أبناءها ، وشردت منهم من شردت فكان مظفر واحدا من ضحاياها والذي ذاق الأمرين وهو في طريق النجاة ملتحفا السماء الممطرة فتسربت أبياته التي ماتزال ترن في الآذان معاتبا ربه على تلك الليلة الليلاء التي لم يجد فيها صاحبا ولا أنيسا سوى المطر ومخاوف الطريق
( نثي يادنيا نثي حتى الله صاير بعثي )
لقد ورث مظفر النواب الحس الوطني ورفضه للتسلط من عائلته الارستقراطية الثرية التي لم يتمكن المال والجاه والثروة من حجبها و إلهائها عن معرفة الحق والعدالة فاصطفت إلى جانب الطيبين والخيرين من أبناء الوطن.
تغنى الكثير بشعره العامي الذي لم يغط رغم انتشاره وشهرته على شعره الفصيح :
( أما أنا فلا أخلع صاحبي
عاشرته وخبرته وعرفته
ولذا لا أخلع صاحبي
.........
(فالليلة تغتصب الروح حزينا
هذا طينك يا الله يموت بي العمر
ويشتعل الكبريت
جنونا )
.......
اله نجوم البحر !
لقد أبحرت إليك
كآخر طير في البر
وكادوا يقتنصوني
إله البحر ! سيكتشفوني
إله البحر ! الست تشم مساحات سكاكين الدم
سيكتشفوني
سباخك ياربَ الليل !
يشد على قدمي المتورمتين
وأقدامي تهرب من قلب عدوي
صارخة
وسيكتشفوني )
...........
نجا مظفر من سلاطين الموت ، ليبقى شاهدا على حقبة تاريخية امتلات بل اتخمت بالظلم والبطش والإرهاب ، وليجسد فيها عمق الأحاسيس البشرية التي لم ولن يدركها الطغاة ، والتي سترغمهم شعوبهم على إدراكها ،
فهنيئا لمظفر ببغداده وهنيئا لبغداد بمظفرها .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أشبه اليوم بالأمس ..بين صدام والقذافي إصبعٌ مقطوع
- كل عام
- كل عام
- من سيحقق الحلم!!؟
- تحية إجلال لكل فكر حر
- هل هو حزام ناسف أم سيارة مفخخة أم مسدس كاتم للصوت
- عام رحل!
- صمت المساء
- لماذا الديمقراطية والعلمانية
- الملف تالف..والحكومة تالفة..والعمر تالف!!
- !!! أسنبقى نرى جدرا كونكريتية ونحمل توابيتنا أم سيزهر الوطن ...
- هل كنا معا
- أنا نادمة ! فدم الضحايا يستنزف أعمارنا
- سأنتخب اتحاد الشعب 363
- من سينهي الخراب له صوتي
- عام جديد
- كل عام وبغدادنا بألف خير
- بين الحرية ومدارج كرة القدم يكمن الوعي
- الإنتخابات و أيام الإسبوع السوداء ! ! !
- إنه أبي


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة الوردي - مظفر النواب وبغداد