أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - مقابلة حول الاوضاع في كردستان ومشروع اليسار















المزيد.....

مقابلة حول الاوضاع في كردستان ومشروع اليسار


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 21:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحو الاشتراكية:
 
سؤالنا الاول هو حول الاوضاع في كردستان ومشروع اليسار الذي طرحته في بلاتفورم. السؤال هو ما الذي دفع قوى اليسار في هذا الوقت بالذات في كردستان حول لائحة اليسار الصادر بخصوص الاحتجاجات الجماهيرية في كردستان؟ والى ماذا يرمي هذا الاتحاد ؟
 
عصام شكــري:
 
لذلك الاعلان علاقة بالاوضاع السياسية والاحتجاجية القائمة في كردستان العراق وتحديدا في محافظة السليمانية ومدينة السليمانية مركز هذه الاحتجاجات. وبرآیی ان القوى اليسارية قد صاغت ذلك الاعلان استجابة لما يجري في الشارع. ان الاوضاع في كردستان مظطربة جدا وهناك حركة احتجاجية قوية جدا اسوة بما يحدث في عموم المنطقة والعراق وان قوى اليسار والشيوعية تصيغ ذلك الاعلان في نوع من توحيد المواقف ازاء تلك الاحداث. لدي ملاحظتان الاولى هي حول وجود حركة كوران داخل صفوف الحركة الاحتجاجية. تلك الحركة تريد ان تلعب دورا ما ولكن لا ارى اي ذكر لتلك الحركة في الاعلان اليساري ولايأتي على ذكرها او ميلها السياسي ربما من منطلق التحالف ضد "العدو المشترك". ملاحظتي الاخرى اني لا ارى في ذلك الاعلان اتحاد او تحالف بل كما بينت وحدة موقف حول الاحتجاجات الحالية في كردستان. هذا ما اعتقد.
 
نحو الاشتراكية:
 
ألا ترى بأن قوى اليسار قد تأخرت كثيرا" ؟
 
عصام شكـــري:
 
هل تقصدون تأخرت عن اصدار ذلك الاعلان ؟ ام تأخرت عن الاتحاد مع بعضها؟ في الحالتين هناك صيرورة معينة. تلك القوى وحزبنا ايضا جزءا من تلك الصيرورة وبرأيي ان التأخير والتقدم نسبي هنا. كل ما ستطيع التأكيد عليه هو ان هناك حركة جماهيرية قوية في كردستان نزلت الى الشارع بمئات الالاف وانها متدفقة ومستمرة ولا ارى انها ستخبو قريبا. لا ارى ان الاعلان متأخر.
 
نحو الاشتراكية:
 
ألا ترى بأن الاختلافات السياسية بين القوى الموقعة على الاعلان من شأنها ان تعوق العمل المشترك المنصوص عليه في تلك اللائحة؟ وهل هناك فرصة لانضمام قوى اخرى الى هذا الاتحاد؟

عصام شكــري:
 
اوضحت اني لا ارى ان تلك وثيقة لاتحاد ما. وبالظبط فان الاختلافات الايديولوجية والسياسية تمنع ان تكون تلك الوثيقة اتحادا او تحالفا. ان توحيد الموقف يغض النظر عن الاختلافات السياسية في سبيل تحقيق هدف محدد ولكن الاتحاد يفترض توحيد المواقف في كل منعطف ولا ارى البيان يتوجه نحو ذلك. ولكن سؤالكم حول فرصة انظمام قوى اخرى لا استطيع الاجابة عليه. لا ادري من هي تلك القوى التي ستنظم الى هذا الاعلان ولا ان كانت سترضى بالمغزى السياسي لذلك الاعلان. ان كنت تقصد حزبنا فأن الموقف صدر ولم يكن حزبنا مشتركا في الاعلان.
 
 
نحو الاشتراكية:
 
هل بوسع تلك اللائحة أن تساعد على توسيع واستمرارية الاحتجاجات الجماهيرية في كردستان وان تساعد على تقوية اليسار داخل المجتمع الكردستاني؟
 
عصام شكـــري:
 
لا اعتقد. برأيي ان هكذا اعلانات هي جزء من التعبئة الجماهيرية ضد السلطة الميليشياتية القومية للحزبين الحاكمين وهو سيؤدي ربما الى تقوية العناصر الراديكالية والعمالية والاممية والاشتراكية داخلها نحو تحقيق الهدف الاساسي للجماهير وهو اسقاط السلطة. والتصدي للقوى القومية والاسلامية المحيطة بها. لحد الان فان اسقاط السلطة في كردستان لم يتحول الى شعار للجماهير وان مهمة الاعلان هذا او غيره هو في تحديد هدف اسقاط السلطة وبناء حركة قوية لتحقيق ذلك الهدف وايضا لوضع افاق الحكومة المقبلة وشروط الانظمام لها.
 
الا انني انوه الى ان مطلب اسقاط السلطة لا يعني التحالف مع الاسلاميين او القوميين الذين يشتركون في نفس الهدف ولكن هدفهم مختلف كليا عن اهداف اليسار ويريدون تشكيل سلطة رجعية يمينية اخرى معادية للعمال والنساء والجماهير المحرومة. برأيي ان نقد القوى القومية التي تغلف نفسها اليوم بالثورية وتركب موجة الاحتجاجات هي مهمة اساسية للوثيقة ولاي تحالف مرحلي. اخص بالذكر تحديد الموقف من حركة كوران القومية التي كان قادتها جزءا لا يتجزأ من الحكومات السابقة والبرلمان الذي رسخ كل ما هو رجعي ومتخلف وخاصة ضد النساء وضد العمال وضد التحرر الانساني وضد حرية التعبير ومع العشائرية والاسلام والشيوخ ناهيك عن كون قادة تلك الحركة هم انفسهم كانوا على رأس القوى القمعية والبوليسية الحاكمة لسنين وكانوا جزءا من الماكنة القمعية ضد الجماهير والاحرار والشيوعيين. يجب ان تكون القوى اليسارية واضحة في هذا الشأن. لا يمكن ان التساهل بحجة "توحيد المواقف الان وسنرى فيما بعد".
 
 نحو الاشتراكية:
 
ما هو موقف قوى اليسار من المعارضة البرلمانية التي تغازل السلطة في أربيل أحيانا"، وتعرف نفسها على أنها مع الجماهير المعترضة في سراي آزادي أحيانا" اخرى؟ وهل هناك فرصة لطرح مشروع عمل نضالي مشترك مع تلك المعارضة البرلمانية؟
 
عصام شكـــري:
 
بينت رأيي بماهية تلك القوى المعارضة اليوم والحاكمة البارحة كحركة التغيير - كوران. ان تلك القوة رجعية وترفع شعارات الديمقراطية والشفافية وضد السرقة ولكن انظروا لمن يمثلها وسجلاتهم عندما كانوا اعضاء الاحزاب الحاكمة ومسؤولين مهمين في السلطة. لا يجب غلق هذه الملفات والسجلات ولا يجب التعتيم عليها. ان تلك الحركة تمثل جزءا من السلطة الحاكمة. انبه جماهير كردستان وكل احراره ويسارييه وشيوعييه ونساءه ومساواتييه الى ماهية هذه المعارضة وزعماءها الذين تلطخت ايادي البعض منهم بدماء المئات والالاف من الاحرار واليوم يرتدون زي الديمقراطية والتغيير والاصلاح. انهم في الواقع يركبون على موجة الاعتراضات ولا يصنعونها. ان الاعتراضات هي التي تجرهم جرا للشارع ولكن بحكم كونهم كانوا قوى حاكمة فان لديهم يدا طولى وامكانيات اعلى. يريدون تغيير وجهة التظاهرات والسيطرة عليها. برأيي ان على اليسار ان يكون اكثر حدة في المطالبة لا فقط باستبعاد هذه القوى ونقدها وجها لوجه (تماما كما نقد القوى الاسلامية) ولكن بان كل شخص مسؤول عن البطش بالجماهير في السابق فانه سيجلب للمحاكمة اجلا ام عاجلا. لا يمكن لاي تحالف او تنسيق ان يغطي على هذه المسألة . انها مسألة مبدأية لليسار وللشيوعيين ولكن بالاساس للجماهير.
 
نحو الاشتراكية:
 
هل أن الجماهير المعترضة في سراي الحرية في مختلف مدن كردستان خاضع لميل سياسي معين واجندة سياسية معينة، أم أن تللك الاحتجاجات هي احتجاجات جماهيرية مستقلة ولها أجندتها السياسية الخاصة بها خارج نفوذ القوى والأحزاب السياسية؟
 
عصام شكـــري:
 
اسمحوا لي اولا ان اجيب على مسألة محددة . فمازلت ارى ان هناك خللا في تصورات اليسار حول مسألة الاحتجاجات والاعتراضات والثورة وربما يكون ذلك التصور الواهم موجود فينا ايضا. الخلل هو في محاولة صبغ الجماهير وحركتها بصبغة ايديولوجية منسجمة مسبقا وسلفا. ان ناسب (ذلك اللون) توقعاتنا فاننا نقول انها ثورة يسارية، وبخلافه فاننا نشيح بابصارنا ونقول: ليس هناك عدد كافي من العمال، ليس هناك اعلام حمراء كافية، الدورة ليست دورتنا. انها دورة الديمقراطية وحقوق الانسان والثورة البرتقالية او المخملية !! لا بل حتى في بعض الاحيان نوصمها بانها حركة خاضعة للسلطة او تحركها عناصر السلطة كما ادعت بعض القوى ابان اندلاع الاعمال والاحتجاجات الثورية لجماهير ايران في محاولة للقول "ليست هذه ثورة عمالية: ارجعوا الى بيوتكم". ان ذلك تصور مثالي وليس ماركسي. انتهزت فرصة السؤال لاطرح نقدي لهذا التصور لاني ارى ان الميل موجود داخل اليسار. برأيي المسألة ليست كذلك. الشيوعيون يفرضون بصمتهم على الثورة بالنضال والانخراط فيها وليس تحليلها مختبريا. علينا ان ننزل للشارع لنساهم في قيادة هذه الاحتجاجات و تنظيمها وتوحيد اهدافها. لا يجب ان نسأل عن لون وطعم هذه الثورة قبل ان نضع بصمتنا عليها، نشترك فيها، نتعسكر داخلها، ان صح التعبير.
 
ان كلمة المطالب المستقلة للجماهير يجب ان يفهم فقط في استقلالية المطالب عن اهداف وحركة الطبقة البرجوازية الحاكمة وليس عن الاحزاب الاشتراكية العمالية او اليسار. مثلا لو رفعت الجماهير شعار ”الاسلام هو الحل“ او ”عاشت القومية الكردية“ او "كردستان للاكراد" فنسعرف فورا ان تلك ليست شعارات الجماهير وانها ليست مستقلة عن الطبقة البرجوازية بل هي شعارات اسلامية وقومية مندسة على الجماهير. اما ما تراه اليوم فهي شعارات لا علاقة لها بالطالباني والبرزاني ولا نو شيروان او اي من القوى القومية والاسلامية ؛ شعارات "نريد الحرية"، "نريد الخبز"، "نريد فرص العمل"، "نريد محاكمة المفسدين والحرامية وناهبي قوت الشعب" هي شعارات اليسار نفسه. ومن جهة اخرى فان لليسار شعارات ومطالب وتصورات لا تأتي بشكل طبيعي للجماهير دون ان يعمل اليسار على جر الجماهير نحوها بالترويج والتحريض. مثلا شعار ”يجب تحريم الاعدام“ او "نطالب بالمساواة التامة بين المرأة والرجل" و" نطالب بالفصل التام للدين عن الدولة والتربية والتعليم والقضاء" وغيرها هي شعارات يسارية وبشكل اكثر دقة شعارات الاشتراكيين. علينا لكي نرسخ هذه المطالب ان ننزل لنعمل عليها. ان الاستنتاجات من واقع معين يمكن ان تكون مختلفة كليا. عندما ارى تلك الشعارات غائبة في حشود المعترضين اما ان استنتج ان تلك الحركة خاملة او غير مستقلة وليست عمالية او يسارية بما يكفي وانصرف، او ان استنتج ان علي مهام كبيرة يجب انجازها؛ واجباتي كشيوعي. استنتاجان مختلفان لواقع واحد او ظاهرة واحدة.
 
ولكني رغم ذلك اشدد على ان الحركة الجماهيرية الحالية وخاصة في كردستان هي حركة يسارية لانها تحررية وعلمانية؛ حركة جماهير قرفت وملت من الاسلاميين والقوميين وممارساتهم الوحشية، جماهير تتشوق للتمدن والانسانية والمساواة والحرية.
 
ولكي اصل الى الاستنتاج المحدد والذي يسأل عليه سؤالكم فاني اقول ان وجود حركة التغيير (كوران) في ميدان ازادي تم تحت ضغط الجماهير وليس العكس. حركة كوران اجبرت (اكرر: اجبرت) على النزول الى الشارع. تلك الحركة لا تصبغ حركة الجماهير بلونها بل ان الجماهير قد صبغت تلك الحركة بلون ثوريتها واجبرتها على تغيير حتى شعاراتها. لقد بينت ان ظاهرة ما يمكن ان تفسر بطريقتين: احدهما مثالي تجريدي والاخر مادي ماركسي. الشكل الاول جامد ودوغمائي والثاني مادي صيروري - ثوري.
 
نحو الاشتراكية:
 
لماذا لا يبادر الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي إلى إعلان اتحاد اليسار على صعيد كل العراق سيما أن البعض من تلك القوى الملتف حول لائحة اليسار في كردستان هي بالأصل أحزاب عراقية ومنها حزبكم؟ ألا ترى بأن مثل هذه المبادرة من شأنها أن تساعد على تقوية النفوذ السياسي لحزبكم؟
 
عصام شكــري:
 
لقد طرحنا وثيقة وفيها تصورات معينة للنقاش والبحث مع قوى اليسار الكردستاني. نحاول ان نقدم تلك المبادرة ولكن يجب ان نحدد الثوابت السياسية قبل الشروع بهذا العمل. هنا اتحدث عن منطلقات عملية وليست ايديولوجية. لا يمكن ان تقرر اتحاد او وحدة موقف وليس لديك قواسم سياسية مشتركة محددة. ولكن ايضا حول شكل الحكومة القادمة. ان ما طرحناه للنقاش والبحث بين قوى اليسار هو وثيقة ذات ابعاد سياسية محددة ولديها تصورات سياسية مشخصة.
 
نحو الاشتراكية:
 
منذ يومين انقضت المليشيات المسلحة للحزبين الحاكمين في كردستان على الجماهير المعترضة في ميدان الحرية في السليمانية بمنتهى الوحشية وقد تمكنت من تفريق الجماهير المعترضة وفرض أجواء عسكرتارية خطيرة على مدينة السليمانية قد تكون تداعياتها في منتهى الخطورة, ما الذي يمكن أن تفعله الجماهير بغية ادامة هذه الاحتجاجات ؟ وماذا ينبغي أن يفعله اليسار والعلمانيين على وجه الخصوص بغية تصعيد النضال الجماهيري ضد هذين الحزبين الحاكمين ؟
 
 عصام شكـــري
 
اولا يجب ان الاحظ ان السلطة في كردستان مازالت جزء من االسلطة القمعية للميليشيات الاسلامية الحاكمة ببغداد. انها مازالت جزء من العراق ومن معادلة امريكا في العراق. ان سبب ذكري ذلك هو ان السلطة في كردستان تستمد قوتها من نفوذها داخل الهيئة الحاكمة في العراق ككل وان جلال الطالباني هو رئيس الجمهورية وهوشيار زيباري وزير الخارجية وان نفوذهما السياسي مرتبط بوضعهما في السلطة الحالية التي قررت امريكا انهم عناصر اساسية فيها. لنفترض ان الجماهير في كردستان ستنجح في اسقاط السلطة في كردستان..ماذا سيكون وضع نفس تلك القوى في بغداد ؟ لا شئ. سيذهبون ادراج الريح. ولكن ما تأثير ذهابهم على الميليشيات الاسلامية في بغداد والتي لا تستطيع الاتفاق على اي شئ وان القوميين الكرد يمثلون صمام الامان لهم في يغداد ؟ سيكون فوضى وربما يتمترس الاسلاميون الشيعة والسنة والقوميون العرب الفاشست للقتال فيما بينهم ويغرقون الجماهير بالدماء. امريكا تعتمد على وجود القوميين الكرد لحل معضلات حكومة المالكي والميليشيات الاسلامية الحاكمة وبرأيي فان تهديد السلطة في كردستان من قبل الجماهير تعني بشكل مباشر تهديد السلطة في نفس بغداد. ان تأثير نضال جماهير كردستان في هذا الاطار هو تأثير عظيم وكبير على نضال جماهير بغداد والبصرة وكركوك وديالى والحلة وغيرها من مدن العراق. ولكن المسألة بالنسبة لجماهير العراق مرتبطة بالوضع الامني. ان مقتل بن لادن سيصعد الاعمال الوحشية للاسلام السياسي لوهلة ومن ثم تبدأ الجماهير بالخروج للشارع مجددا. اشدد على ضرورة دعم ومواصلة النضال في كل من العراق وكردستان. طرحت الموضوع بهذا الاطار لابين الاهمية السياسية لنضال جماهير كردستان خارج حدود اقليم كردستان.
 
اما القمع والبطش الذي تمارسه السلطة الحاكمة في كردستان وتحديدا قوى الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني فانه ليس شئ عجيب. انهما قوتين دمويتين لان صلاحيتهما قد انتهت من زمان. انهما يحكمان منذ 20 سنة دون اي تحسن في اي شئ في كردستان. الجماهير محرومة من الخدمات الاساسية ؛ فقيرة وعاطلة، بل وحتى الطلبة والطالبات والشباب لا يجدون اي متننفس او حرية بل يعيشون حالة مستمرة من الكبت والقمع والاختناق. من يكتب من الصحفيين بشكل حر اما يقتل او يسحب للسجون لضربه وتعذيبه. ان القوميين الكرد الحاكمين في كردستان ينافسون نظام الجمهورية الاسلامية ونظام البعث في سوريا وقوات القذافي في الوحشية. كلما كبر حجم ووتيرة القمع كلما زادت النقمة الجماهيرية والاحتقان الاجتماعي. ان كل خطوة قمعية يقومون بها تزيد من الاحتجاج والنقمة الجماهيرية وليس العكس. ان القوى القومية الحاكمة في كردستان مرعوبة من مرأى مئات الالاف يتدفقون الى الشوارع وان ذلك المنظر يسبب القشعريرة في اجسادهم المتخمة. انهم مشدوهين من قدرة الجماهير على التحشيد. ولكن رغم القمع والوحشية فان دروس الثورة المصرية والتونسية وغدا في دول اخرى تدل على ان النصر هو حليف الجماهير في ادامتها لاعتراضاتها. ان قنوات الاتصال الجماهيري المتوفرة اليوم كالفيسبوك والتويتر والانترنيت والتلفونات المحمولة تساعد على تغيير تاكتيكات الجماهير واتصالها ببعضها بسرعة وفعالية. يجب ادامة الاعتراضات والاحتجاجات وتصعيدها.
 
اما حول سؤالكم بما على اليسار فعله فاقول علينا النزول مع الجماهير في نضالها؛ بشعاراتنا ولافتتاتنا وبرامجنا ووجوهنا وشخوصنا وفعالينا. انها فرصة ذهبية علينا استغلالها. لن تتكرر الفرص. علينا ان نقود الجماهير نحو التخلص من هذه القوى الوحشية واحلال بديلنا الانساني والتحرري. اما فيما بين قوى اليسار نفسها فيمكن ان نشرع بحوار مسؤول حول مسألة اسقاط السلطة القومية والعمل نحو هذا الهدف ونضع تصوارتنا الواضحة حول الحكومة المقبلة ومن يكون فيها. يجب ان لا نخفف من راديكاليتنا كثمن للمشاركة في تحالفات. من يتحسس من راديكاليتنا هو بالاساس غير مستعد لتقبلنا لا الان ولا فيما بعد. لست مع تحالفات ولكن مع اوراق عمل فيها اسس سياسية راديكالية. يجب ان ننتبه الى الحركات السياسية المتسللة داخل صفوف الجماهير والتي تحمل نفس بصمات القوى القمعية الحاكمة بل وكانت جزءا من الالة القمعية لهم سنين طويلة. يجب ان نكشفهم ونقول للجماهير ان هؤلاء لن يستطيعوا ان يجيبوا على ابسط مطالبكم وهم لا يريدون سوى ترتيش الصورة القبيحة للسلطة وابقاء حكم تلك الطبقة مع كل ما تحمله من اذلال وتجويع وقمع للجماهير بوجوه اخرى.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة حول الأحداث الثورية التي تمر بها المنطقة - الجزء الاخ ...
- مقابلة حول الأحداث الثورية التي تمر بها المنطقة حالياً
- الجماهير تهز عروش الاسلام السياسي والقوميين !
- حول تشكيل الحكومة والاتفاق السياسي بين الكتل النيابية الفائز ...
- كلمة عصام شكري في مراسيم ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمة 1917
- حول ارتكاب السلطة لجرائم الاعدام
- قمع السلطة الميليشياتية للتظاهرات وتقرير منظمة ”مراقبة حقوق ...
- تيري جونز – اوباما: حرية للاديان ام حرية من الاديان ؟!
- وداعاً جنيفر!
- كلمة عصام شكري بذكرى رحيل منصور حكمت
- انتبهوا من ”النتلة“ القادمة !
- مواجهة الفقر في العراق مسألة سياسية !
- بايدن واغاثة القومية العربية!
- فوكوياما واندحار ايديولوجيا اليمين الامريكي
- دعوة الى سيمنار بنيويورك - اليسار وافاق الديمقراطية في الشرق ...
- كيف ينقذ المجتمع من أسهموا في دماره ؟!
- من قتلَ مدينة ؟
- ثمن التفرج على مهرجي ”الديمقراطية“ !
- اقصاء ومصالحة
- الانتخابات، البعثيين، وجواب الازمة !


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - مقابلة حول الاوضاع في كردستان ومشروع اليسار