أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - طلاسم المدنية














المزيد.....

طلاسم المدنية


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 14:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخوف ... كلمة السر ... تنتمي إليها ألفاظا أخرى في معطيات أكثر صعوبة ...انه إدراج وليس تكميل يحجب عقولهم نحو المستقبل المقلق ... أنها "لماذا ؟" ... هي الفعل و السؤال ... هي القول المفتون و المحرم ....

شعارهم " العجلة من الشيطان " ... أنهم يصغوا إلى قصص الأولين و أساطيرهم مرة بعد مرة وهو سعيد بها و يشعر أنه سائر في سبيل الخلود الذي لا عناء فيه ..

يتخيل إلى بعض المفكرين أن المجتمع البشرى قادرً على أن يكون مطمئناً مؤمناً متمسكاً بالتقاليد القديمة من جهة ...و أن يكون متطوراً يسير في سبيل الحضارة النامية من الجهة الأخرى ...وهذا خيال لا ينبعث إلا في أذهان عقول تصدعت و اعتقدت في الهدوء و التقليد استقرار نحو مستقبل يغفلون قلقه الدائم بالمستجدات و انتظاره الدائم للتجديد ...

يقول توينبى المؤرخ المعروف ... أن الصفة الرئيسية التي تميز المدنية عن الحياة البدائية هي الإبداع ...فالحياة البدائية يسودها التقليد بينما الإبداع يسود حياة المدنية ...

" القلق " هو ما يرعبهم ...فالبشر كانوا قبل ظهور المدنية في نعيم مقيم ... لا يقلقون و لا يسألون " لماذا؟ " ... كل شيء جاهز بين أيديهم قد أعده لهم الآباء و الأجداد ... فهم يسيرون عليه و لسان حالهم يقول : " إنا وجدنا آبائنا على ملة و إنا على آثارهم مقتدون " ....

يحدثنا الأستاذ حافظ وهبة ما حدث بين فقهاء نجد عندما أدخل الملك عبد العزيز آل سعود في بلاده المدارس الحديثة و المحطات اللاسلكية ...

إليكم القصة بشيء من الاختصار كما ذكرها الأستاذ وهبة :في أوائل شهر يونيو 1930 قامت ضجة بين علماء النجديين ... و اجتمعوا في مكة ... و بعد التشاور فيما بينهم وضعوا قراراً يحتجون فيه على إدارة المعارف بمكة ... لأنها قررت في برامج التعليم أولاً تعليم الرسم ... و ثانياً تعليم اللغة الأجنبية ... و ثالثاً تعليم الجغرافيا التي منها دورن الأرض و كرويتها ...

وها هو الاعتراض من لسان أحد المشايخ : " إن المفاسد التي ترتب على هذه العلوم ... هي الأتي ... الرسم هو تصوير وهو محرم قطعاً ... و اللغات فإنها ذريعة للوقوف على عقائد الكفار و علومهم الفاسدة ... وفى ذلك ما فيه من الخطر على عقائدنا وعلى أخلاق أبنائنا ... و أما الجغرافيا ففيها كروية الأرض و دورانها ... و الكلام عن النجوم و الكواكب مما أخذ بع علماء اليونان و أنكره علماء السلف ... لذلك قررنا و لسنا في حاجة للجدل المنهي عنه شرعاً ... " ....

إن تلك الحجج التي أدلى بها مشايخ نجد في تحريمهم للرسم و الجغرافيا و اللغات هي في الواقع حجج ظاهرية ... و لعلهم متأكدون باطناً من أنها لا تنافى الدين ...

إن أخوف ما يتخوفون منه في الواقع هو إثارة الجدل " المنهي عنه شرعاً " إنهم يعلمون أن تلك الأشياء لا تضعف عقيدة من يتعلمها ... إنما تجر من جدل و تساؤل و تفلسف مما يقلقه ...

إن التجديد في الأفكار هو الذي يخشاه مشايخ الدين لا الأفكار ذاتها ... فهم لا يخشون كروية الأرض ... بل الجدل الناشئ عن المعرفة ...

لذلك نجد في المجتمعات الراكدة تنازعاً عنيفاً ... هذا ولكن تنازعها قائم على أساس شخصي لا يمس التقاليد بشيء ... و كثيراً مل يكون تنازعهم ناشئاً عن تنافسهم في القيام بتلك التقاليد و محاولة كل منهم أن يتفوق على أقرانه فيها ..

قال أبو الطيب المتنبي في إحدى قصائده :

ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله ................. و أخو الجهالة بالشقاوة ينعم



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن المحتالين ... و المتسلقين
- قضية الخلود
- نظرية المؤامرة
- سخرية فكرية
- المعقول واللامعقول
- كائنات خفية
- الشيطان
- المؤرخ
- أفكار طفولية
- عادات وهمية
- وعى التطور
- معادلة الموت و الأبدية ...
- الكلوروفلوروكاربون...
- الخرافة و العقل ...
- نداء
- كوكب الأرض ...
- بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....
- بديهيات متغيرة
- رحم التطور
- الخط الارتقائى


المزيد.....




- “مغـامرات عصومي ووليد” اضبط تردد قناة طيـور الجنة التحديث ال ...
- حل مشكلة التشويش على تردد قناة طيور الجنة مع الترددات الصحيح ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الحديث 2025 وخطوات تثبيتها بطريقة ...
- موعد عيد الأضحى 2025.. تفاصيل فلكية دقيقة وتوقعات بالإجازات ...
- الضفة الغربية.. جيش الاحتلال يهدم منزلين فلسطينيين في سلفيت ...
- إريش فْرِيد شاعر يهودي نمساوي أحرق مؤيدو إسرائيل قصائده
- دلفين هورفيلور حاخامة يهودية فرنسية تدعو لكسر الصمت بشأن جرا ...
- زعيم كوريا الشمالية يزور -الأب الروحي-: سيظل خالدا بأذهاننا ...
- وزير الخارجية الإيراني: لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا ا ...
- ايس كريم ايس كريم .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - طلاسم المدنية