أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - قضية الخلود















المزيد.....

قضية الخلود


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 16:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد تتعجبى ... و قد يدفعك العجب إلى التأمل و التفكير ... فكرت فيكى و أنا جالس إلى غرفتى هذا المساء ... فكرت أن أكتب إليكى هذه الرسالة التى تحدثك عما يستتر فى داخلى ....و ها أنذا أحاول إخراجها من صدرى ....
إنى أحاول ... فى هذه الرسالة ... أن أردد المواضيع ذاتها التى اعتدت أن أرددها و إياكى ... و أن اتحدث بها إليكى عندما كنت صغيراً... و الآن ... و بعد أن نفث فيكى الشباب عنفوانه ... أرى أن تقفى على حقيقة الحياة و الواقع ... و أن تتاملى فى كل ما يجتاح قلبك النابض من مشاعر ...
أن الأفكار التى تراودك بصدد وجود الإنسان أو عدم وجوده بعد الموت ... قضية تستحق البحث ... فمن جهة قيمة الحياة ... حدست بأنكى تتساءلى إن كانت قيمتها ملازمة لكونية الوجود الإنسانى و اتصاليته بالكل ... وشعرت بأنكى مقتنعة بهذا التعليل ... ومن جهة مغزاها أحسست بأنكى تلمحى إلى بحث قضية الخلود و استمرار الكيان الإنسانى .... و الحالة الأولى الوضعية التى سيكون عليها الإنسان ... و نعرفة ما إن كانت تنتهى بالموت ... و توضيح المغزى الخلقى لوجوده على كوكب الأرض و علاقته بالفناء ... و هكذا ... نتساءل : هل ترد القيمة الخلقية إلى فكرة الخلود المتأصلة بتحقيق الوعى الكونى ؟ وهل أن اعتقادى بعدمية الوجود الإنسانى و انتهائه بالموت سبب يدفعنى إلى استباحة كل شىء ؟ و لقد اغبطنى رجاؤك الذى يشير إلى طلب يتبطن بمعرفة العلاقة بين الإباحية و اللياقة ... و هكذا ... تطلبى منى أن أشرح العبارة القائلة : > ...
اولاً ... الحق و اللياقة
تشير كلمة الحق ... إلى مجموعة المطالب البشرية ... ولما كنت اربط مفهوم الحق برغبات الإنسان و انفعالاته و شهواته ... فإننى أقف الى جانب الواجب الذى يهيب بى أن احقق وجودى ... و أنا ... إذ أنعم النظر فى فهم الحق ... أجد أن مطالبى أصوغها وفق مبدأ الحق تعبير لما أرغب به ... و أنفعل به ... و أن واجباتى تتجاوز مطالبى التى ترتكز على الرغبة و الانفعال ...
و تشير كلمة اللياقة إلى الإحساس بالعظمة الإنسانية التى تتجاوز مفهوم النجاح ... و تكتمل فى مفهوم القيمة ... لذا تحمل هذه الكلمة معناها : القيمة الإنسانية التى ترفعنى إلى درجة من السمو ... و تجنبنى الابتذال الذى يشير إلى الإحساس بالتفاهة . وعلى هذا الأساس ... يمكننى أن أعيد صياغة العبارة التى تطلبى منى تفسيرها ... فأقول : يحق لى أن أرغب بكل شىء ... و أنفعل به ... و أشتهيه ... بكن لا يليق بى أن أرغب و أنفعل و أشتهى ...! لكى لا أكون عرضة للابتذال ... و خاضعاً لتفاهة الوجود و انعدام القيمة ...
و إذا كنتى ترى فى اللياقة مبدأ يسمو بكى إلى درجات أعلى فى سلم وجودك الإنسانى بالوجود الكلى ... و إلى استمرارية هذا الوجود المعبر عنها بكلمة خلود ... إذن ... فمفهوم القيمة التى يتضمن فى حقيقة الوجود حرى بأن يفعل فى على صورة ليلقة تجعلنى أترفع عن الأمور المنحطة ... المعبر عنها بالرغبات و الشهوات ... و أسمو فى كيانى ... ألا تعنى هذه اللياقة أنكى مشدودة إلى مستويات ترتقيها بفعل الوعى و الحرية لكى نتجاوز الحق إلى الواجب ... و الرغبة إلى الإرادة ... و الانفعال الى المحاكمة ... و الفوضى إلى النظام ؟ أليس هذا التجاوز فعلاً روحياً ... أو تعبيراً عن طاقة كونية تعمل لتحقيق وجودها من خلال الإنسان ... طاقة كونية > لا تضمحل و لا تنتهى ؟ .
أحب بعد مقدمتى البسيطة ..ز ان اتحدث عن فكرة الخلود من حيث أنها جوهرية قى الإنسان و ملازمة لوجوده المحدد بالمستوى الأرضى الذى هو الحلقة الأولى ... أو الدرجة الأولى فى سلم الكينونة و اليمومة ... و الحق ... ان كون فكرة الخلود صميمية و جوهرية فى كيان الإنسان قضية تعنى أن الإنسان يرفض العدم كمفهوم نهاية الوجود المتعين ... ولا يقبل إلا أن يكون خالداً بصورة من الصور ... فإذا ما أدرك الإنسان عدم خلوده ... مال إلى احتقار نفسه ... و احتقار الكون ... و رفض الوجود ... الأمر الذى يدفعه إلى إعلان تمرده و التعبير عن الإحساس بالتفاهة ... هكذا ... يرفض الإنسان العدم بمفهومه العامى ... و يتمسك بالخلود إذ يدرك أن معنى وجوده متصل بديمومته و استمرار بقائه ضمن مستويات الوجود المتحولة فى صورها و تعييناتها .
تشير العبارة السابقة إلى أن الإنسان يطرح مبدأ الخلود على كل مظاهر الوجود المادى ... فهو يعترف بعدم فناء الطاقة ... و يؤمن بتحول الأشكال فى تنوع الطاقات و يؤكد وجود اللانهاية ... و يتيقن من أن الأشياء لا تنتهى إلى لا شىء و لا تأتى من لا شىء .... الخ ... لكنه يتعرض ... و هو يطرح مبدأ خلوده الخاص .... لفوضى التقييم و اضطراب الفكر ... و يعتريه ريب رافض ... و قبول قاهر أو إلزامى ... و يتأرجح بين اليقين و الشك بمعناهما العاميين ... و على الرغم من موقفه هذا ... يظل متمسكاًُ بمبدأ الخلود وذلك لأنه يرفض أن يكون " لا شيئاً " أو ان تنتهى حياته و قيمته الإنسانية فى هاوية العدم ... ... ولما كان الإنسان يعترف ضمناً باستمرارية وجوده ... و يجهل ما يقع وراء وجوده المحدد أو المتعين ... و يسيطر عليه الخوف الناتج من نقص معرفته لمستويات الوجود اللامتعينة بالتحديدات المادية ... فإنه ينزع إلى إبداع او ابتداع صور أو صورة للاستمرارية و الخلود ...و فى اللحظة التى يتأرجح فيها تفكير الإنسان بين الاعتراف الملزم بالخلود و التوق الملح لمعرفة حقيقة هذا الخلود و ذلك الاستمرارية ... يبتكر ... عن طريق خياله ... صوراً للخلود تتناسب مع الوضع القائم على كوكب الأرض . وعندئذ ... يشترط استمرارية الحياة فى مستويات أسمى بمفاهيم أو صفات وجوده الأرضى ... فهو يرغب أن يكون خلوده فى مستويات أخرى مطابقة لوجوده على كوكب الأرض : إنه يفكر أن يكون بأبنائه و " يرغب " أن تبقى الصلة قائمة بينه و بينهم بعد التحول الطارىء الذى يدعى الموت ... و يرغب فى الاستزادة من المال ... و الملكية بأنواعها ... و المجد الدنيوى ... والخير المؤقت و الدائم لمن " يحب " ... و يسعى إلى الحصول على رتبة ممتازة فى المستوى الذى سينتقل إليه و ذلك بمقدار ما " يحقق" من خيرات طلبت منه وفق ما نصت عليه شريعة مكتوبة اتسمت بطابع " أخروى " ... وهكذا يتخيل وجوده مكان فى الأعالى ... يجهل موقعه ... و يدعوه بأسماء متعددة ... و يعتبر نسخة مطابقة لوجوده الأرضى .. ومع ذلك ... يضيف إلى ذلك المكان النشخة صفت " روحية " هى فى صميمها أرضية و مادية : لقد ربط السماء بالأرض ... وجعل مفاهيم الأرض تسود مملكة السماء ... ومعطيات الأرض تتوافق مع معطيات السماء ... و ملذات الأرض تتضاعف فى السماء ... أنه يحتفظ بمفهوم الخلود المادى و الأرضى ... و يصبغه بصبغة روحية ... و الخلود وفق هذا المفهوم ... أرض تحولت إلى فردوس ... أرض تحولت إلى سماء تجسد رغباته التى لم تشبع ... رغباته المشروطة ببقائه الآنى ...



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية المؤامرة
- سخرية فكرية
- المعقول واللامعقول
- كائنات خفية
- الشيطان
- المؤرخ
- أفكار طفولية
- عادات وهمية
- وعى التطور
- معادلة الموت و الأبدية ...
- الكلوروفلوروكاربون...
- الخرافة و العقل ...
- نداء
- كوكب الأرض ...
- بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....
- بديهيات متغيرة
- رحم التطور
- الخط الارتقائى
- ملخص للتطور
- الكهرباء الجوية والخرافة


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - قضية الخلود