أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - سخرية فكرية














المزيد.....

سخرية فكرية


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 18:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن الإنسان اعتاد أن ينظر إلى الكون من خلال إطار فكرى يحدد مجال نظره ... وأنه يستغرب أو ينكر أى شىء لا يراه من خلال ذلك الاطار ... فالانسان بهذا المعنى يشابه الحصان الذى يجر العربات حيث قد وضع على عينيه إطار لكى يتوجه ببصره إلى الأمام فلا يرتبك أو يتطوح فى سيره .. ليس هناك فرقاً أساسياً بين المتعلمين و غير المتعلمين فى هذا الخصوص ... فالفرق – إن وجد –إنما هو فرق بالدرجة لا بالنوع ....

يروى البروفسور ( وليم باريت ) : ان الحاكى الذى اخترعه ( اديسون ) حين عرض لأول مرة فى اكاديمية العلوم بباريس أعلن العلماءالحاضرون جميعاً انه مستحيل حيث لا يمكن فى زعمهم أن يسجل صوت الانسان على اسطوانة من المعدن ... وهم قد اتهموا حينذاك صاحب الحاكى بأنه يخفى تحت المنضدة رجلاً ينطقمن حنجرته ليخدع الحاضرين ... وقد وقف مثل هذا الموقف البروفسور ( تيت ) من جامعة ( أدنبره ) حين سمع عن اختراع التليفون ... فقد قال : (( إن كل ما فى الأمر هو طنين ... ذلك أن اختراع مثل هذا الشىء مستحيل ... فيزيائياً )) ....

ومن الأقاصيص الظريفة التى تروى فى هذا الصددأنه عندما اكتشف ( مسمر ) طريقته المعروفة فى التنويم المغناطيسى فى أواخر القرن الثامن عشر و نبه الأذهان إلى أهمية الايحاء فى شفاء بعض الأمراض قابله العلماء بالسخرية و الأذى وقد كتبت احدى الصحف الانجليزية حينذاك وصفات للهزء به كالوصفة التالية : (( الاكسير المغنطيسى : خذ من زيت الخوف و الرعب أربع أواقى ومن روح الوهم رطلين وضع المادتين فى زجاجة الخيال و اتركها فيها أياماً و اشرب من ذلكاربعين نقطة فى الصباح فتشفى من كل الأسقام )) ....

ومن الممكن القول بأن كل جديد فى العلم يقابله المتعلمون وغير المتعلمين من الناس بالهزء ... والتاريخ مملوء بقصص العلماء و المخترعين و المكتشفين الذين قاسوا من الاضطهاد و الحرق و الاستهزاء و التحقير ما قاسوا من جراء ما جاؤا به من جديد فى خدمة التطور العلمى و الاجتماعى ... وهنا ينبغى أن نميز بين المتعلم و المثقف ...فالمتعلم هو من تعلم أموراً لم تخرج عن نطاق الاطار الفكرى الذى اعتاد عليه منذ صغره ... فهو لم يزد من العلم إلا ما زاد فى تعصبه و ضيق من مجال نظره ... هو قد آمن برأى من الآراء أو مذهب من المذاهب فأخذ يسعى وراء المعلومات التى تؤيده فى رأيه و تحرضه على الكفاح فى سبيله .... اما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه وباستعداده لتلقى كل فكرة جديدة و للتأمل فيها و لتملى وجه الصواب منها ...

ومما يؤسف له أن المثقفين بيننا قليلون والمتعلمين كثيرون ... ومتعلمونا قد بلغ غرورهم بما تعلموه مبلغاً لا يحسدون عليه... وهذا هو السبب الذى جعل أحدهم لا يتحمل رأياً مخالفاً لرأيه ....

يقال إن المقياس الذى نقيس به ثقافة شخص ماهو مبلغ ما يتحمل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه ... فالمثقف الحقيقى يكادلا يطمئن إلى صحة رأيه ... ذلك لأن المعيار الذى يزن به صحة الآراء غير ثابت لديه... فهو يتغير من وقت لآخر ... وكثيراً ما وجد نفسه مقتنعاً برأى معين فى يوم من الأيام ثم لا يكاد يمضى عليه الزمن حتى تضعف قناعته بذلك الرأى ... وقد تنقلبأحياناً ضده انقلاباً شنيعاً ...

ومن يدرس جمهور المتعلمين فى تطور أفكاره مبين حين و آخر يرى عجباً ... فطالما رأيناهم يسخرون من فكرة فى هذا اليوم ثم يقدسونها غداً ... فإذا سألناهم عن سبب هذا الانقلاب المفاجىء قالوا : (( إنهم كانوا يبحثون عن الحقيقة ثم وجدوها أخيراً )) ... ومن يدرينا فلعلهم يتحولون إلى غيرها بعد زمن طويل أو قصير ... هذا و لكنهم فى كل مرحلة يمرون بها نراهم مؤمنين ايماناُ قاطعاً بأنهم قد وصلوا إلى الحقيقة النهائية التى لا يمكن التحول عنهاأبداً ...



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعقول واللامعقول
- كائنات خفية
- الشيطان
- المؤرخ
- أفكار طفولية
- عادات وهمية
- وعى التطور
- معادلة الموت و الأبدية ...
- الكلوروفلوروكاربون...
- الخرافة و العقل ...
- نداء
- كوكب الأرض ...
- بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....
- بديهيات متغيرة
- رحم التطور
- الخط الارتقائى
- ملخص للتطور
- الكهرباء الجوية والخرافة
- إختبارات نفسية
- الجزء الثانى - شطحات جنونية


المزيد.....




- الجهاد الإسلامي: إبادة غزة لن تمر دون انعكاسات على المنطقة ا ...
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...
- التصوف بالحبشة.. جذور روحية نسجت هوية الإسلام في إثيوبيا
- ماليزيون يطالبون حكومتهم بعدم قبول سفير أميركي يهاجم الإسلام ...
- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟
- نتنياهو أبلغ بابا الفاتيكان بقرب التوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على كل الأقمار الصناعية بجودة عا ...
- بعد استهداف الكنيسة في غزة.. اتصال بين البابا ونتنياهو ووفد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - سخرية فكرية