أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عصام الدين - زاوية ربيع الحادة














المزيد.....

زاوية ربيع الحادة


هبة عصام الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الزاوية .. المدينة التي غادرناها قبل عامين ولم تغادرنا، دعانا "ربيع شرير" -الإعلامي والأديب الراقي - وكان مضيفنا في مهرجان شعري امتد أسبوعا بين الزاوية وطرابلس، ربيع المعتقل الآن في سجون ليبيا والذي ترك في نفوسنا أثرا جميلا لا يقل عن جمال مدينته وطيبتها.
أذكر حين جاءنا خبر وفاة أحد شعراء ليبيا بينما نحن في الأمسية الشعرية، مما دعا مقدمها لإنهائها على عجل أنساه تقديم الشاعر المصري فارس خضر، فأبى ربيع شرير إلا أن يؤجل سفرنا ثلاثة أيام لينظم ندوة مستقلة لخضر على سبيل التكريم ورد الاعتبار .. ونظم لنا برنامجا لزيارة معالم طرابلس ولم يفارقنا خلالها.
كان ودودا ومضيافا وخفيف الظل محبوبا من كل أصدقائه، دائم الحديث عن حبه لمدينته الزاوية التي عاد لها بعد فترة عاشها في طرابلس، وانتهى المهرجان وعدت وفارس خضر ولينا الطيبي إلى مصر، وعاد عبد الرحيم الخصار للمغرب ومحمد على اليوسفي لتونس، وبقيت الصداقة تجمعنا وأصدقاءنا هناك.
وقامت ثورة ليبيا .. ليقطع ربيع رحلته ويعود لأهله في الزاوية، ويفقد أخاه الأصغر على يد وحوش القذافي .. كتب: "لقد خرجنا للجهاد ونعرف أننا سنموت بينما الذين تسللوا إلى المدينة مأجورون"..، مدينته التي قال فيها: (آه كم أحبك يا زاويتي الصغيرة/ ياهوائية المكان/ يازاويتي الحادة جدا جدا جدا/ أيتها المتقمصة لمزارع الجداران/ الضائعة من أجندة القرى/ يا الأرضية المتأرجة في الريح/ وطهر المكان من المكان/ يا حاملتي.. أنا.. ف ق ط / بثقلي هذا..).
ذلك العشق االمقيم جعله ورفاقه يتحدون الطاغية غير آبهين بالموت، ربيع شرير مقاتل مؤمن بحريته وشاعر متوحد مع أرضه يقول: (مدينتي/ تصوري لو أُنتزعت منك/ لأهبك شرف احتوائك مني/ كم رائع وجودنا فينا/ وانحلالنا في جوهر لا ماء له/ يصنع التأليه لذاته).
فرح بالثورة يكتب لأصدقائه على الفيسبوك:"يا الله.. هل يعقل أن يكون شباب الزاوية بهذا البهاء العظيم، الضاحكون كأن الرصاص يدغدغهم، المقدمون كأن الموت غنيمتهم، قلوبهم برتقال يشمس في الصدور"..
كان صوته يأتينا عبر الفضائيات مراسلا ثائرا، حتى رأيناه على قناة القذافي الرسمية بين مخالب نفس الوحوش بعد أن اختطفوا أمه وأخواته ليجبروه على تسليم نفسه تحت تهديد دنيء، ثم يتعمدون تعذيبه علناً وامتهان كرامته واغتياله معنويا، لا أستطيع أن أصف ما شعرت به حينها، مشاعر مختلطة بين الغضب وقلة الحيلة والحنق الشديد..
ياصديقي أنت البطل في هذا العالم السيء..أنت المخلد في الذاكرة وهم في مزبلة التاريخ مع الطغاة والجهلاء،استعراضهم هذا لم يمس كبرياءك وإنما كشف عن قذارتهم، يتباهون بوحشيتهم المخجلة، ويفسحون لك مكانا أكبر في قلوبنا، سلامتك ياربيع، ألف سلامة.................



#هبة_عصام_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حِداد - لأرواح شهداء الإسكندرية
- صورة
- رقصة التنورة
- بمبي
- تلامس
- في مؤتمر أدباء مصر .. الشعر هو الحضور الأعمق في العالم
- لعبة انشطار الذات في ديوان-حُلة حمراء وعنكبوت- بقلم د.حسام ع ...
- قصائد من ديوان “حُلة حمراء وعنكبوت”
- كانت أنا
- حُلةٌ حمراء وعنكبوت
- عابرة ليلية
- ما هوَ لي
- جيسكا
- حالما يحتضر الوقت
- غيبوبة
- على كفها
- عزلة - قصة قصيرة
- وقفة
- الشعر سلعة راكدة احتفت بها صنعاء
- اسكتش


المزيد.....




- عشرات من مقاتلي حماس عالقون بالأنفاق تحت غزة.. ماذا نعلم؟
- صراع أوروبي محتدم حول ميثاق الهجرة الجديد.. من سيدفع الثمن؟ ...
- لماذا تتعامل وسائل الإعلام بحذر مع قضية ترامب وإبستين؟
- 11 قتيلا جراء فيضانات وانزلاقات أرضية في إندونيسيا
- تاكر كارلسون.. صحفي أميركي انتقد إسرائيل وحاور بوتين وأغضب ا ...
- أستراليا.. القبض على عرّافة استولت على 70 مليون دولار بالاحت ...
- الهلال الأحمر التركي يقدم مساعدات غذائية لنازحي الفاشر بالسو ...
- في خرق جديد للهدنة.. اشتباكات تشعل أجواء السويداء
- عراقجي: حق إيران في تخصيب اليورانيوم -غير قابل للتفاوض-
- كاتس: لن تكون هناك دولة فلسطينية


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عصام الدين - زاوية ربيع الحادة