أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أهمية مقتل بن لادن















المزيد.....

أهمية مقتل بن لادن


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة متلفزة بثت مساء الأحد (1/5/2011) أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قد قُتل (مع امرأة- زوجته- وثلاثة رجال، يعتقد أن أحدهم نجل بن لادن). كما وأكد أن "العدل قد تحقق هذه الليلة" بمقتل زعيم تنظيم القاعدة. وبقيت جثته بحوزة السلطات الأمريكية، إلى أن دفنت فيما بعد في بحر العرب وفق طقوس إسلامية.
والجدير بالذكر أن المسؤولين الأمريكيين تأكدوا من موت بن لادن عن طريق فحص الحمض النووي، وأن العملية، التي تم فيها تبادل لإطلاق النار استغرقت نحو 40 دقيقة فقط،، لم تسفر عن سقوط خسائر في صفوف المدنيين، أو المهاجمين الأمريكيين.

ومما له أهميته، أن مقتل بن لادن قد حدث في مدينة أبوت آباد الباكستانية التي تبعد نحو 70 ميلاً عن العاصمة إسلام آباد، في بناية محصنة قريبة من قاعدة عسكرية، لا تبعد أكثر من 70 متراً عن أكاديمية عسكرية عليا، الأمر الذي أحرج موقف الحكومة الباكستانية، حيث كانت على الدوام تنكر وجود بن لادن على أراضيها، بينما تبين أنه كان في حصن حصين لديها. ولذلك لم تُعلم الإدارة الأمريكية السلطات الباكستانية عن تفاصيل العملية وموعدها إلا بعد استكمالها، والتأكد من قتل بن لادن. والمعروف أن باكستان قد رعت حركة طالبان الإرهابية، وفتحت عشرات الألوف من المدارس الدينية التي تخرَّج منها الإرهابيون، دفعت ثمناً باهظاً لقاء أخطاء حكوماتها المتعاقبة وقصر نظرها في رعايتها للإرهاب والإرهابيين ومازالت في حالة حرب مع طالبان باكستان.

حقاً أنه لنبأ عظيم لأنه أدخل الفرحة في قلوب البشرية، وبالأخص الملايين من ذوي ضحايا الإرهاب الذي شنه تنظيم القاعدة خلال العشرين عاماً الماضية، سواء ضحايا 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، أو ما قبلها وما بعدها، وضحايا الشعب العراقي منذ عام 2003، أو في أفغانستان وباكستان، أو أي مكان آخر في العالم. فهذا الرجل صنع منه مشايخ الوهابية وضعاف العقول، بطلاً أسطورياً، ادعوا أنه الزعيم الذي لا يُغلب ولا يُقهر، وأنه محاط برعاية الله وعنايته، لأنه يؤدي الرسالة الإلهية في نشر الإسلام، وقتل الكفار، عملاً بالآية القرآنية: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله" فكل من لا يتفق مع مبادئ الوهابية (مذهب بن لادن وتنظيم القاعدة)، هو عدو الله ورسوله، واجب على كل مسلم متمكن قتله.

بطبيعة الحال، أن مقتل بن لادن لا يعني نهاية الإرهاب في العالم، مثلما لم يكن نفوق صدام حسين والزرقاوي نهاية الإرهاب في العراق، بل وربما سيكون هناك تصعيد للإرهاب لبعض الوقت. ولكن في جميع الأحوال إن مقتل ابن لادن يعتبر رسالة بليغة تتضمن الدروس التالية:
أولاً، لمقتل بن لادن أهمية رمزية بالغة، إذ كان يمثل شخصية كارزماتية لأعضاء تنظيم القاعدة وشريحة واسعة من المسلمين المتعاطفين مع القاعدة وبالأخص الإسلام السياسي المتشدد. وهكذا انتصرت قوات "الكفار"، وليس غيرهم، على رمز الشر الوهابي السعودي، ولذلك فهو "انجاز تاريخي... وأن العدالة ستتحقق مهما طال الزمن" على حد تعبير الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في رسالة تهنئة إلى خلفه الرئيس أوباما بهذه المناسبة.

ثانياً، وكما ذكرت آنفاً، فعلى المدى القريب، ربما يتصاعد الإرهاب كإجراءات ثأرية وانتقامية من قبل الإرهابيين، ولكن على المدى المتوسط والبعيد، لا ينكر أن قتل بن لادن يعد ضربة ماحقة إلى التنظيم، لا يمكن لأي شخص آخر، ولا حتى أيمن الظواهري، أن يحل محله، فبالإضافة إلى تأثيره السحري على أتباعه، كان العقل المدبِّر، ومخططاً إستراتيجياً ماهراً لعمليات القاعدة الإرهابية، وممولاً لها. لذلك فغياب هذا القائد الإرهابي يعتبر ضربة شديدة إلى التنظيم، مادياً ومعنوياً، وخطوة كبيرة لسحق بقايا تنظيم القاعدة في الحرب على الإرهاب.

ثالثاً، إن الإرهاب لا يمكن أن ينتصر ومهما طال الزمن، ومهما ادعى من مبررات زائفة في قتل الأبرياء، فلا بد أن يكون مصيره في نهاية المطاف الهزيمة المنكرة،

رابعاً، إن النظام السعودي الوهابي الذي أنتج تنظيم القاعدة هو الآخر دفع ثمناً باهظاً، ولا يمكن أن يواصل حكام السعودية ادعاءاتهم المتناقضة، بأن يسموا جرائم القاعدة في بلادهم بالإرهاب، ويسمونها في العراق بالجهاد وبـ"المقاومة الوطنية الشريفة"،

خامساً، خطورة وفشل مبدأ (عدو عدوي صديقي) الذي تبنته بعض الدول بما فيها أمريكا في ظروف الحرب الباردة، وكذلك بعض الجماعات، بل وحتى بعض الكتاب العلمانيين مع الأسف الشديد نكاية بأمريكا. وهذا درس لأمريكا نفسها، إذ معظم منظمات "المجاهدين" الأفغان، بما فيها تنظيم القاعدة، وطالبان، قد تأسست بدعم ومباركة من أمريكا، وبتمويل السعودية، وفتاوى مشايخ الوهابية، ودعم باكستاني، لمحاربة الوجود السوفيتي في أفغانستان، وأخيراً انقلب السحر على الساحر، فانقلب الإرهاب الوهابي على أمريكا والسعودية، وباكستان.

وختاماً، من الآن بدأت الجماعات المصابة بمرض نظرية المؤامرة، تدعي أن أسامة بن لادن لم يقتل، بل شبِّه لهم!!! تماماً كما قالوا عن المنفوق صدام حسين، حيث راحوا يمطروننا هذه الأيام برسائل تتضمن مكالمة مفبركة يدعي صانعوها أنها مكالمة حديثة جرت بين صدام حسين وحسن العلوي!! ولا أعرف لماذا اختاروا العلوي بالذات لهذه المسرحية الفجة السخيفة. فهؤلاء أثبتوا أنهم أصحاب عقول واهية، وهم على خطى أستاذهم الأكبر جوزيف غوبلز، مسؤول دعاية هتلر الذي قال: "أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس". وهذه هي وظيفة البعثيين وحلفائهم من أتباع تنظيم القاعدة، الكذب بلا خجل وباستمرار، وهو دليل على السقوط في الحضيض، والإفلاس السياسي والفكري والأخلاقي لهذه الجماعات.

نؤكد مرة أخرى، أنه في نهاية المطاف، لا يصح إلا الصحيح، ولا بد أن ينتصر العقل على الهمجية والغرائز الحيوانية المنفلتة، ولا بد أن ينهزم الإرهاب ومن يرعى الإرهاب ويحتضنه، فالنصر للحضارة البشرية وقيمها الإنسانية النبيلة. وبهذه المناسبة نهنئ البشرية على سحق رأس أفعى الإرهاب الوهابي.
[email protected]



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة الشعب السوري ونفاق شيوخ الوهابية
- إرهاب الدولة في البحرين
- كتّاب المعارضة وكتّاب الحكومة!
- دعوة لإنقاذ أوغنديات من العبودية في العراق
- الشعب والغوغاء من منظور علي الوردي
- نقد أم تصفية حسابات؟ (رداً على الدكتور كاظم حبيب)
- انتفاضة البحرين وموقف الطائفيين منها
- القذافي على خطى صدام
- إذا كنت لا تستحي يا علي عبدالله صالح
- العداء بين الشعب والسلطة
- حول (إهداء) أربع فرق عسكرية إلى الصدريين!!
- تضامنا مع الحزب الشيوعي العراقي
- تأملات في مظاهرات (الغضب العراقي)
- يسيرون نحو الهاوية وهم نيام
- نعم للتظاهرات ضد الفساد..لا لتسلل البعثيين فيها
- مصر: من الانتفاضة إلى الثورة
- دور المخابرات الأجنبية في انقلاب 8 شباط الدموي
- تحديات تواجه الانتفاضة المصرية
- تكتيكات فدائيي مبارك لضرب الانتفاضة
- مرحى لانتفاضة الشعب المصري


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أهمية مقتل بن لادن