أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالخالق حسين - دور المخابرات الأجنبية في انقلاب 8 شباط الدموي















المزيد.....

دور المخابرات الأجنبية في انقلاب 8 شباط الدموي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 04:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا شك أن انقلاب 8 شباط 1963، يعتبر أسوأ كارثة حلت بالعراق منذ غزو المغول لبغداد بقيادة هولاكو عام 1258، لأن جميع الكوارث الأخرى التي تتابعت على الشعب العراقي فيما بعد، كانت من عواقب ذلك الانقلاب الدموي الأسود. كما وبات من المؤكد أيضاً، أنه لو أتيح للثورة مواصلة مسيرتها، وتنفيذ برامجها وأهدافها المسطرة، لكان العراق الآن بمستوى البلدان المتقدمة في جميع المجالات. ولكن لأسباب كثيرة، منها نقص الخبرة والتجربة لدى قادة القوى الوطنية، وتعقيدات الوضع العراقي والدولي في ظروف الحرب الباردة، تمت التضحية بالثورة ودفع الشعب الثمن باهظاً.
كذلك بات واضحاً، أن هكذا ثورة وطنية، وقيادة نزيهة مخلصة تتمتع بشعبية واسعة، لم يكن بالإمكان اغتيالها من قبل حفنة صغيرة من العسكريين وشذاذ الآفاق، ما لم تكن هذه الحفنة مدعومة من قبل حكومات غربية وإقليمية، استخدمت عصابات حزب البعث وبقية التيار القومي العروبي، كمخلب قط لتدمير العراق، وبتخطيط في منتهى الخبث والمكر والدهاء، وبوحشية لا مثيل لها في التاريخ.
نقول هذا ليس من باب العاطفة والتكهنات، بل نتيجة تصريحات موثقة أدلى بها الشباطيون أنفسهم، وما جاء في اعترافات العاملين في الدوائر الإستخباراتية الغربية، نذكر البعض منها، وهي غيض من فيض وكما يلي:
أولاً، كانت الثورة مُستَهدفة من يومها الأول من قبل القوى الخارجية وخاصة الأنكلو-أمريكية، حيث تم الإنزال الأمريكي في لبنان، والبريطاني في الأردن، للزحف على العراق ووأد الجمهورية الفتية، إلا إن يقظة الجماهير والتفافها حول الثورة وقيادتها المخلصة، واستعدادها للتضحية في سبيل الدفاع عنها، غيَّر حسابات المستعمرين، فالتزموا بالحكمة القائلة: "لا تحارب شعباً في حالة ثورة"، الأمر الذي أرغم هذه القوى على تأجيل ضرب الثورة عن طريق الغزو الخارجي، والتخطيط لوأدها من الداخل فيما بعد.

ثانياً، تصريح زعيم حزب البعث، علي صالح السعدي، بعد الندم، أنهم جاؤوا إلى السلطة بالقطار الأمريكي، وأنه منذ الساعات الأولى، أحس أن هناك قوة غير منظورة تدير الانقلاب.

ثالثاً، دور الشركات النفطية الأجنبية بعد إصدار قانون رقم 80 لعام 1961، والذي بموجبه استرجع العراق 99.9% من أراضيه من الشركات المذكورة. كذلك إصدار قانون تأسيس الشركة الوطنية للنفط.
رابعاً، الغلطة القاتلة التي ارتكبها قائد الثورة الزعيم عبدالكريم قاسم بالمطالبة بالكويت، وتبقى هذه المطالبة لغزاً، كيف ارتكب الزعيم، المعروف بحرصه الشديد على عدم المجازفة بالثورة، هذه الزلة الإستراتيجية، خاصة، وخلافاً للدعايات الغربية والعربية في وقتها، وباعتراف اللواء سيد حميد سيد حسين الحصونة، لم يحرك الزعيم أية قوة عسكرية نحو الحدود العراقية - الكويتية، لذلك فقد لعبت الملايين الدولارات النفطية الكويتية دوراً رئيسياً في شراء ذمم حفنة من العسكريين العراقيين لتدمير العراق.
خامساً، لعبت المخابرات الأجنبية، وخاصة البريطانية والأمريكية، دوراً كبيراً وبالأخص الـ CIA، حيث ظهر فيما بعد أن صالح مهدي عماش، أحد قادة الانقلاب المشؤوم، كان عميلهم منذ أن كان ملحقاً عسكرياً في السفارة العراقية في واشنطن قبيل ثورة تموز. ويشهد بذلك هاني الفكيكي (عضو القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك) في كتابه (أوكار الهزيمة) أن عماش كان على علاقة مع ويليام ليكلاند معاون الملحق العسكري الأمريكي في بغداد، ويلتقي به أسبوعياً، والذي وصفه عبدالناصر بأنه مهندس الانقلابات.

سادساً، وفي مكان آخر من مذكراته يضيف الفكيكي: "وفي جناح قاسم عثروا على إضبارة تخص الدكتور زغيب، الأستاذ اللبناني المنتدب للتدريس في جامعة بغداد. وبتوصية وتزكية من ميشيل عفلق، والقيادة القومية، استخدمنا الدكتور زغيب لسنوات في نقل بعض الرسائل بيننا وبين القيادة القومية. وكان طالب شبيب هو صلة الوصل به في بغداد. وحين دراستنا للملف وجدناه مليئاً بتقارير مديرية الأمن العامة والإستخبارات الأمريكية (CIA) وتعاونه مع حزب البعث، وتطلب إلى قاسم الموافقة على إعتقاله وإبعاده عن العراق، غير إن قاسم كتب على بعضها أمره بإبقائه ومراقبته بدقة".

سابعاً، شهادة العاهل الأردني، الملك حسين لمحمد حسنين هيكل، ما نصه: ".. اسمح لي أن أقول لك إن ما جرى في العراق في 8 شباط (فبراير) قد حظي بدعم الاستخبارات الأمريكية. ولا يعرف بعض الذين يحكمون بغداد اليوم هذا الأمر ولكني أعرف الحقيقة. لقد عقدت اجتماعات عديدة بين حزب البعث والاستخبارات الأمريكية، وعقد أهمها في الكويت. أتعرف أن… محطة إذاعة سرية تبث إلى العراق كانت تزود يوم 8 شباط (فبراير) رجال الانقلاب بأسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من اعتقالهم وإعدامهم."(حنا بطاطو، تاريخ العراق، ج3، ص 300، نقلاً عن "الأهرام" (القاهرة، 27 أيلول (سبتمبر) 1963.)

ثامناً، قال الدكتور أحمد الجلبي: "… أما تدخل أمريكا الحقيقي الأول في العراق فبدأ في سنة 1962 حينما كلفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) من جانب رئيس الولايات المتحدة بمجابهة الإتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي في العراق، فعملت سي آي أيه بشكل مباشر وبتحالف مع النظام المصري حينها بزعامة جمال عبدالناصر، وتعاونت مع حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، خصوصاً كوادر الحزب في القاهرة ومن ضمنهم صدام حسين على تشجيع وتأهيل الحزب لتسلم الحكم. وقد ذكر لي أحد مسؤولي (سي آي أيه) في فرانكفورت، وإسمه جيم كريتشفيلد، كان مسؤول الوكالة في أوربا أن الـ(سي آي أيه) أصدرت بالتعاون مع البعثيين قائمة بأسماء 1700 شخص تقرباً يجب تصفيتهم لدى قيام أي حركة ضد عبدالكريم قاسم والحزب الشيوعي في العراق. وفعلاً نشرت هذه الأسماء عبر إذاعة سرية للأمريكيين في منطقة الشرق الأوسط". (د.أحمد الجلبي، صحيفة المؤتمر اللندنية، العدد 304 يوم 18/5/2002.)

ـــــــــــــــــــــــ
العنوان الإلكتروني للكاتب: [email protected]
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.abdulkhaliqhussein.com/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات تواجه الانتفاضة المصرية
- تكتيكات فدائيي مبارك لضرب الانتفاضة
- مرحى لانتفاضة الشعب المصري
- محنة الكرد الفيلية.. حتى في العراق الجديد؟
- مخاطر تهدد الثورة التونسية
- انتفاضة الشعب التونسي ترعب الحكام العرب
- الحلول المقترحة لمشكلة الطائفية والحكم في العراق
- التوافقية لا بد منها في هذه المرحلة
- نظرية حكم ولاية الفقيه
- الطائفية في عهد حكم البعث
- الطائفية في العهد الجمهوري، القاسمي والعارفي
- في مواجهة ثقافة التدمير
- خطاب مفتوح إلى دولة رئيس الوزراء
- لا لإغلاق النوادي الليلية في بغداد
- التشكيك في إسلام الشيعة
- التشكيك في عروبة شيعة العراق
- تهنئة للحوار المتمدن بمناسبة منحها جائزة ابن رشد
- لا تصنعوا من طارق عزيز شهيداً
- المؤامرة البعثية - السعودية لتدويل القضية العراقية
- وأخيراً انتصرت الإرادة العراقية


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالخالق حسين - دور المخابرات الأجنبية في انقلاب 8 شباط الدموي