أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - سوريا.. إلى أين!؟















المزيد.....


سوريا.. إلى أين!؟


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وعرض: عبدالوهاب حميد رشيد
1- مقتل 62 على الأقل في احتجاجات واسعة النطاق..
"يقول رسميون أن تسعة من قوات الأمن قد قتلوا
أثناء حملة صد الإرهابيين"
يوم آخر من أيام الجُمع يأتي ويرحل في سوريا.. ومرة أخرى ينظر الناس بشوق إلى الاحتجاجات الضخمة من قبل عشرات آلاف المتظاهرين المناصرين للديمقراطية في المدن الكبرى، متحدين بذلك الحظر الرسمي على التظاهرات.
وكما حصل عادة مع احتجاجات أخرى، فقد استقبلهم نظام الأسد بالعنف. ذكرت تقارير أولية من أرض الواقع بأن 62 من المحتجين قد قتلوا على مدار اليوم. بينما تأكد سقوط عشرات آخرين من الجرحى. علاوة على أن عدد الجرحى أكبر بكثير من الأرقام المعلنة.
أعلنت حكومة الأسد أيضاً عن مقتل تسعة، على الأقل، من أفراد قوات الأمن في البلاد أثناء محاولتهم تفريق هذه المظاهرات. ووصفت الحكومة القائمين بهذه المظاهرات بـ: "الجماعات الإرهابية"، لكنها لم تُقدم مؤشراً على هوية القائمين بها. وذكر رسميون بأن 156 قد اعتقلوا في درعة وحدها.
صارت سوريا تواجه احتجاجات متزايدة منذ منتصف آذار/ مارس وبالذات بعد صلاة الجمعة التي صارت مَعْلماً لانطلاق هذه الاحتجاجات. ورغم أن حكومة الأسد ألغت "حالة الطوارئ" التي استمرت نصف قرن، إلا أنها أبقت حظر المظاهرات العامة، وزادت من استخدام القوات المسلحة لتخويف المحتجين المتظاهرين في الشوارع. ولغايته، بقيت هذه الوسيلة غير ناجحة. كما وأدت هذه المحاولات الحكومية إلى توسيع نطاق المظاهرات وتصاعد أعداد المتظاهرين في الأسابيع التالية.
مممممممممممممممممممممـ
At Least 62 Killed in Massive Syria Protests,Jason Ditz,uruknet.info, April 29, 2011.
2- مئات السوريين يهربون من الأضطرابات إلى لبنان
هرب مئات السوريين يوم الخميس إلى شمال لبنان سيراً على الأقدام بعد أن اندلعت الاضطرابات في بلدة Tall Kalakh على الحدود السورية، وفقاً لمراسل وكالة فرانس برس AFP.
هؤلاء الفارين في معظمهم من النساء والأطفال ممن حملوا معهم فرشهم وامتعتهم وعبروا إلى لبنان عن طريق الحدود غير الرسمية سالكين وادي خالد Wadi Khaled- المنطقة الواقعة في مقاطعة عكار الشمالية.
ذكر محمود خزعل- رئيس سابق لبلدية البلدة اللبنانية Mkaybleh الواقعة على الحدود- بأن حوالي 700 شخص سوري لجئوا إلى أصدقاء وعائلات في لبنان.
"هرب عدد قليل من الناس الليلة الماضية، لكن الوتيرة تصاعدت منذ الساعة الثامنة هذا الصباح.. معظم الفارين والأسر في منطقة وادي خالد،" وفقاً لتصريحه للوكالة.
نقطة العبور الرسمية بين البلدين هي من خلال Mkaybleh، لكن الفارين ذكروا بأن الطرق المؤدية إليها قد أُغلقت بالحجارة والإطارات، وهذا ما أدى إلى منع استخدام السيارات لعبور الحدود.
تشهد سوريا منذ أسابيع احتجاجات مؤيدة للديمقراطية، حيث تواجه محاولات إخمادها من قبل قوات الأمن. ووفقاً لتقارير جماعات حقوق الإنسان فقد قتل أكثر من 450 شخصاً منذ بدء المظاهرات في 15 مارس.
ممممممممممممممممممـ
Hundreds of Syrians flee unrest into Lebanon, WADI KHALED, Lebanon (AFP) uruknet.info, April 28, 2011.
3- مناقشات فكرية تستحق القراءة
(1) هل نستطيع أن نفكر بهدوء ..؟
د. ضرغام الدباغ
كنت أحضر ندوة نقاشية تتناول تحليل الأحداث التي يشهدها العالم العربي، فعلى الرغم من مرور مدة غير يسيرة(نسبياً)، إلا أني لاحظت أن الانفعال ما يزال للأسف يسيطر على الأفعال وردود الأفعال، وبالرغم من الدروس المريرة، فلا يزال للأسف هناك من يكون اعتقاده بطريقة لا ترتقي للآليات المرحلة الراهنة، ويعجزه انفعاله وتشنجه عن استخلاص الدروس من التجارب.

يحلو للبعض أن يطلق على الأحداث الدائرة في ساحات مختلفة من الوطن العربي بتسميات شتى، ولكني أحسب للأسف أن معظمها بعيد عن الواقعية، وبعيد جداً عن العلمية كأن يطلقوا عليها: ثورة، انتفاضة، حركة، وبالطبع لكل من هذه التسميات قوانين وقواعد وشروط، وبالتالي فالأمر أبعد ما يكون عن تسميات عشوائية منطلقة من عواصف الكبت أو الإعجاب بالفعل البطولي، إلا إذا شئنا المبالغة، والمبالغة التي تبعدنا للأسف عن التقييم العلمي، وعن مستحقات الأحداث.

قلنا إعجاب، نعم.... فنحن ابتداء لا نخفي إعجابنا بشجاعة الشباب والرجال والنساء الذين خرجوا للساحات يتحدون أنظمة طغيانية، استسهلت قمع الجماهير عقود طويلة، فأسست أنظمة وأجهزة قمعية خال لهم أن هيهات تفلت أعنتها من أيديهم، ثم استصغرت شأنها بأن لم تحسب لها أي حساب في ردود الفعل. و لوجود مهرجين وجوقة المداحين ومحرقي البخور في حاشية الطغاة ما يساعدهم في تأليه ذواتهم، أنظمت إليهم فئة من احترفوا تأجير رؤوسهم فصاروا يخترعون نظريات في الطغيان والتفرد، حتى صار الظلم والطغيان مؤسسة، وأقتنع الكثير بما فيهم بعض من ضمائر حية، أن للطغيان فوائد، وأن مناكفة الطغاة لا تجلب سوى المتاعب.

بيد أننا هنا معنيون بتحليل ظاهرة اتسعت وضربت عاصفتها أكثر من ساحة عربية، ولابد من اللجوء إلى مناهج التحليل العلمي، وبغير ذلك فإن الأمر سيصبح ضرب من كتابات إنشائية. وحفلة شتائم وسباب الكثير منه بذئ لا طائل منه، فالحركة هي غير الانتفاضة، والانتفاضة هي غير الثورة، وأعتقد أن الحذر واجب في إعطاء حق كل صفة، ويحق لنا أن نعبر أيضاً عن قلقنا حين نرى حشود كبيرة تعمل بعفوية، لا مخطط عمل لديها، يسهل إثارتها والتسلل إلي ذروة أمواجها. بل وليس نادراً أن سمعنا أصوات تنادي بالأنفصال، وأخرى ترفع شعارات طائفية.

وهكذا فالذين توجهوا لساحات وميادين التحرير في تونس ومصر واليمن وليبيا، خليط بين وطنيين شرفاء يريدون أن يوقفوا مهزلة الأنظمة التي لا تنتهي، وبين ساخط، ومن هو منتم لأحزاب وحركات ويدرك ما يريد، وبين من هم ساعون في كل موكب، ولكن هناك أيضاً مندسون، أو من يعمل بموجب مهام مكلف بها، نعم أطاحت الحركات بقضها وقضيضها لأنظمة دكتاتورية وأخرى على الطريق، ولكن من غير المعلوم عما ستسفر النتائج النهائية وعلى أية مراسي سترسو.

سأحاول جهدي في أضيق صورة، أن أفي بمتطلبات تشخيص علمي لما يحدث، والتنبؤ على ضوئها بالمستقبل:

1. الغرب الذي يضع ومنذ زمن طويل (ربما بعد تأميم النفط وحرب أكتوبر / 1973) الخطط التفصيلية للسيطرة على الشرق الأوسط، درس الهياكل السياسية والاقتصادية والثقافية المكونة لهذه المجتمعات، وبنى خططه التفصيلية على أساس تشخيص نقاط القوة وهي قليلة للأسف، أو غير مستثمرة، ونقاط الضعف وهي كثيرة، وبدأ يصيغ استراتيجيته بالتدخل، ويخطط لتحالفات براغماتية، سرية وعلنية للوصول لأهدافه، ووجد أطرافاً مستعدة للعمل دون هوادة في تطابق للمصالح، دولاً وشخصيات، وهيئات.
2. خلت الأحداث من قيادات مركزية لها، وبالتالي صعوبة إدارة دفة الحركة.
3. اختفاء الأسماء المعروفة، أو الشخصيات السياسية التي لها تاريخ، يمكن من خلالها تقدير التوجهات السياسية.
4. موقف دول الغرب من الحركات، وتطور الموقف وتبلوره، والتصعيد والتراجع بدرجة التأييد يمثل درجة نفوذها في تلك الحركات، أو كسب مواقع نفوذ تأمل بالحصول عليها.
5. ضمت ساحات الحركات قوى سياسية معروفة وأخرى مجهولة(نسب لها صفة الشبابية)، واتصفت بالأعداد الجيد، بل الممتاز في بعض الحالات، ومؤشرات على إنفاق مالي كبير.
6. مؤشرات بأرجحية كبيرة تشير لتدخلات أجنبية مباشرة وغير مباشرة، تمثل في حجم الإعلام الخارجي، والتدخل السياسي الذي بلغ في بعض الحالات مستوى مجلس الأمن وحلف الناتو، والاتحاد الأوربي، ناهيك عن المواقف الثنائية والمتعددة الأطراف، ومداخلات بمستوى رؤساء الدول العظمى.
7. في العديد من الساحات لم تسفر النتائج حتى الأولية منها لصالح الغرب، كتونس ومصر الذي أسرع وأبدى امتعاضه عندما رفضت تلك الحركات استقبال مندوبة أمريكية.

من جميع هذه الملاحظات، وربما غيرها، نصل لنتيجة جوهرية، هي تمثل القاسم المشترك الأعظم، ودونه فإن احتمالات العودة إلى المربع الأول متوفرة دائماً:

لماذا يميل العقل والنظام السياسي العربي للفردية والاستفراد، وهو ما يقود للدكتاتورية والطغيان ..؟

من المؤكد أن أسباب ذلك متعددة، داخلية منها وخارجية، بعضها بفعل عوامل خارجية، وأخرى توارثها النظام العربي، لم يستطع أن يتجاوزها في تطوره المعاصر بعد الحرب العالمية الأولى، ومن ذلك انقطاع الفكر السياسي العربي عن التطور خلال قرون عهود الحقب العثمانية، وإذا كانت تركيا الحديثة قد تمكنت تداركها، حيث أرست أسس لنظام جديد، لم تتمكن الأقطار العربية التي دخلت مرحلة جديدة من الاستعمار البريطاني والفرنسي، والنفوذ والهيمنة الأجنبية منه، ولم تتخلص منها ليومنا هذا، أن تنجز مهمة تطوير فكر سياسي / دستوري حديث يضع أسس دول حديثة مؤسسة على خصائص مجتمعاتنا العربية الإسلامية.

الديمقراطية التي يروج لها الغرب في بلداننا، ليست سياسية فقط، متمثلة بآليات الانتقال السلمي للسلطة السياسية، بل هي مجموعة من نظم وقواعد اقتصادية في جانبها الأعظم، ونجد أن الفكر العربي الإسلامي قادر بجدارة أن يصيغ مبادئ وقوانين وقواعد فكرية / سياسية / اقتصادية، نجدها الأكثر ملائمة لمجتمعاتنا العربية الإسلامية لأنها نابعة من صميم معتقداته، وحاجاته، وهنا تكمن مهام علماء السياسة والاقتصاد العرب في وصياغة نظريات تتفاعل فيما بينها وتتكامل لتؤدي في نهاية المطاف إلى نظرية حكم عربية إسلامية تحل فيها هذه الإشكالية التي ما برحت تمثل الثغرة الأخطر على الأمن القومي العربي.

الفكر العربي الإسلامي لم يكن يوماً منغلقاً على ذاته، بل هو متفاعل مع تجارب من يحيط به، وتجارب وأفكار غيره من الشعوب، ولكن العبقرية العربية عرفت كيف أن تصيغ ذلك في إطار ومحتوى عربي إسلامي ليكون ملائماً لبيئتنا وحاجاتنا، ومهمة علماء السياسة العرب المعاصرين هي في بلورة فكرية سياسية / قانونية معاصرة.

مع الانتفاضة لا الفوضى المنظمة المصدرة من أمريكا...!
مع الثورة التي نسير فيها لتقدم أمتنا ...!
لنرمم بيتنا ونسد ثغراته، ولكن دون أن ننسى تحصين مداخله ...!
لتكن قراراتنا نابعة عن تفكير عميق، ودراسة وفحص لمستودعاتنا، قبل الغضب والانفعال ...!
على قوى التحرر العربية أن تعيد ترتيب صفوفها، وتعيد فحص خططها الاستراتيجية...!
(2) خطوة قصيرة لكن راسخة ... أحسن
آرا خاجادور
أهلاً ومرحباً بعيد العمال العالمي ... تمر علينا مناسبة عيد العمال العالمي، يوم الأول من آيار، هذه السنة والوضع في العراق والبلاد العربية مختلف تماماً، حيث تعم المنطقة بأسرها أجواء الثورات والإنتفاضات والتظاهرات العارمة والمطالبات بالحريات والحقوق العامة العادلة. بهذا اليوم الجليل نوجه التحية الى كل العمال العراقيين وعمال البلاد العربية والى عمال الدول المجاورة، خاصة عمال تلك الدول التي يواجه فيها الشعب دكتاتورية أو قمع متعصب ومنفلت، والتحية موصولة الى عمال العالم أجمع. إن كل شغيلة اليد والفكر في العراق والبلاد العربية الثائرة يمرون بايام تاريخية وإستثنائية، ومن أولى صورها الجميلة أن حكام القهر والإضطهاد والخديعة الذين أخافوا الشعوب عقوداً هم الخائفون اليوم، ومنهم من دفع الثمن.

في هذا الظرف التاريخي العظيم نقول كلاماً مختصراً، ونكتفي بالإشارة الى نقطتين هامتين نرى من المناسب التركيز عليهما كمهمات راهنة وأساسية أمام الحركة النقابية العمالية الثورية، في بلدنا الذي يقاتل بالأنياب والأظفار والصدور العارية إلا من البأس والإيمان وحب السلام والكرامة على طريق الظفر بكنس الإحتلال وخدمه الأذلاء واللصوص والعابثين بمقدسات الشعب الروحية والمادية، وبديهي في مثل الظرف الذي نحن فيه نركز على الجوانب العملية التي تهم بالدرجة الرئيسية النقابات في العراق، وبحكم الترابط التاريخي تهم لحد ما العمال في البلاد العربية بصفة عامة.

في الأولى ندعو الى مهمة ملموسة تؤكد على أهمية العمل على إلغاء جميع القوانين الإستثنائية التي تعيق تنظيم شغلية اليد والفكر في منظماتهم النقابية، وذلك من خلال تحشيد القوى لتحقيق إلغاء فوري لقانون منع التنظيم النقابي في مؤسسات الدولة، الذي يسعى الإحتلال وحكومته على تعميقه بكل الوسائل، ولا يعرقل هذه المهمة، أو يؤجل طرحها، أننا نعيش تحت وطأة إحتلال غاشم ورخيص حاول إبتذال قيم الشعب، وتعميق المرارات بين فئات الشعب الواحد متجاهلاً الحكمة الثورية التي تؤكد على أن خلافات الشعب غير عدائية حتى وإن بدت وكأنها كذلك. وندعو جميع المنظمات النقابية الى الوقوف ضد أي إجراء يؤدي الى حل هذا الإتحاد أو ذاك بغض النظر عن طبيعة العلاقات القائمة بين الإتحادات العمالية، والتخلي عن روح المنافسة غير الإيجابية في هذه الفترة المظلمة في بلدنا المستباح، والتحلي باليقظة والحذر من مكائد تزييف الإنتخابات أو الإنتخابات الزائفة والمزورة أصلاً، والحذر أصلاً من طبيعتها وممهداتها كعنوان وكمضمون.

إن تعزيز العمل النقابي بين كل أنواع المهن له أهمية خاصة مع إحترام نوع النقابة، فلا العمال موظفين، ولا الموظفين عمال، وإن كانوا جميعاً يبيعون قوة عملهم، إن إعتبار العمال موظفين لا يمكن النظر إليه إلا كمحاولة للإلتفاف على تنظيم العمال لأنفسهم في نقاباتهم. ومن توصيات أعداء العمال والفقراء عامة القول: "لا تضرب الفقير ولكن خذ الخبر من يده" أو "عندما يدخل الجوع من الباب، يخرج العقل من المدخنة" هذه الأمثلة أو الأقوال تعني بالتطبيق العملي حرمان الطبقة العاملة من حق التنظيم في أهم القطاعات وهي مؤسسات الدولة، أي حرمانهم من أية إمكانية للدفاع عن خبزهم، ولبيع قوة عملهم بثمن بخس، أي إخضاع العمال لحياة الفقر ونتائج الفقر المروعة. إن منع العمل النقابي أو تزويره هو أخطر قرار إجرامي بحق الطبقة العاملة، وهو لا يستهدف خبز وعيش العمال وأبنائهم فقط، على فداحة هذا الإستهداف، بل أيضاً تقليص الحركة التنظيمية العمالية في أهم مؤسسات التجمع العمالي، ويهدف الى الحد من تأثيرها ودورها في الحركة الوطنية في بلدٍ حطم الغزاة كل معامله وهواءه وأرضه وحاولوا الإجهاز على قيم شعبه، وهنا في هذه المسألة بالذات نعني الدفاع عن حق التنظيم النقابي العمالي والوظيفي عامة هو لمنع ظواهر ما بعد الجوع. في هذا الميدان بالذات يتبين ويتضح جوهر موقف كل حزب أو فئة أو حكومة، وحتى الأشخاص. نعم من خلال هذا الموقف يتضح موقفهم إتجاه الطبقة العاملة وإتجاه عموم حقوق الشعب الكادح ومتطلبات ومطاليب حياته اليومية.

جاءت حكومة الإحتلال في العراق بـ "ديمقراطية" ها الأمريكية المعلبة والملوثة والملغومة لتعزز كل إجراء يقف ضد مصالح الشعب، والعمال منهم بصفة خاصة، وأمعنت حكومات الإحتلال غياً وتفننت بتوجيه من أسيادها الأقربين والأبعدين في إضطهاد العمال، وذلك لأن العمال كانوا أكثر مناعة ضد الأمراض الإجتماعية الكامنة أو التي أججها المحتل بخبث وبدعم من ضعاف النفوس والمعتقد والإرادة، ولنا في أمجاد عمالنا في معمل إسمنت السليمانية ونفط البصرة وكي ثري ونسيح الحلة والكوت وفي كل موقع ظل قائماً ومكابراً ومتشبثاً بقوت وإنتاج ومكتسبات الشعب في بغداد والناصرية والنجف وتكريت وكل محافظة عراقية شواهد لا تمحى في الدفاع عن الحقوق والنضال من أجل التحرير والوحدة الوطنية، وتعبيد طريق العراق صوب الكرامة والعيش الرغيدة في أجواء الإحترام والتعاطف المتبادل بين فئات الشعب الواحد كافة.

والنقطة الثانية ندعو فيها الى الحذر الجاد ضد كل محاولات تقنين منع أو إنتزاع حق الإضراب من العمال، وفي البدايات حاول الحكام اللجوء الى الضرب وتشتيت المظاهرات والإعتقال، وينتقلون اليوم الى محاولات تقنين حرمان العمال من حق الإضراب، وهو السلاح الأكثر قوة وأهمية، الذي تمتلكه الطبقة العاملة بيدها للدفاع عن عيشها وعن كرامتها الوطنية.

أعطت حكومة الإحتلال حق التجمعات في بعض أيام العطل، ولكن منعت حق الإضراب الذي يؤثر لصالح الطبقة العاملة، ويؤدي دور التمرين الثوري للكادحين. ثم عاد تحت هاجس الرعب من الشعب الى ممارسة كل وسائل التضييق والقمع ضد التجمعات، بعد أن تواصلت التجمعات في قلب بغداد العظيمة وإلتحقت بها الموصل الحدباء والكوت الباسلة والمحافظات الأخرى.

يستلهم شعبنا تجارب أشقائه، ويواصل الإبداع في وسائله ومساهماته الخاصة، جماهير الشباب الثائرة ومنها الشبيبة العمالية في كل مكان من عراقنا وبلادنا العربية تقف في عيد الأول من آيار مع أوسع التجمعات والتظاهرات، التي تحمل أهدافاً كبيرة، كانت حتى قبل أسابيع مجرد أحلام ثورية تداعب مخيلة العقول الأكثر ثورية ونزاهة وطنية وعزماً على التضحية. ونحن حين نقف مع حق العمال في الإضراب، وندعو الى ذلك لأننا نرى أن دور الحركة العمالية ونقاباتها الثورية دور مهم للغاية، ولكي لا تمر الإنتفاضات والأعمال الثورية الأخرى بطفولة الإعتماد على إسلوب نضالي واحد، ومن أجل تجاوز مختلف العراقيل، التي تقف في طريق تطور النشاطات الثورية، تلك العراقيل، التي تصنع في مختبرات أشد وأقوى أعداء هذه الإنتفاضات المظفرة، وهم الإستعمار وعملاء الإستعمار وإسرائيل، ندعو الى خلق التكامل والتظافر بين مختلف أشكال النضال المعروفة تاريخياً، وتلك التي يُمكن أن ينجبها عصرنا الراهن، لا بد وأن نؤكد على مساهمة الحركة العمالية في النضال الإضرابي دون تحديد يوم معين، بل نقول إن اليوم والتاريخ والمستقبل كله للشعب، خاصة عندما يطور أساليب نضاله، ويستخدم الوسائل النضالية من أبسطها الى أعلاها مع الجماهير المنتفضة بإضراباتها ومظاهراتها وإعتصاماتها، وإن كل إسلوب كفاح هو رديف طبيعي للإسلوب الآخر، وظهير له، وليس أداة عرقلة أو إنتقاص.

إن تطوير مساهمة حركة العمال النقابية الثورية يعني رفع شعاراتها بوضوح نحو التحولات ليس السياسية فقط بل التحولات الإقتصادية والإجتماعية، هذا الطريق هو الذي يعزز مسيرة تطور الحركات الثورية على درب التضامن والوحدة مع الحركة العمالية العربية والعالمية في عيد العمال العالمي.

نقول بهذه المناسبة عندما يثور شعب تظل روح الثورة فيه، ولكن المسيرة التاريخية للثورة بداهة ليست على وتيرة واحدة، وقد تراوح بين توتر عالٍ وتوتر منخفض، يكاد هذا الأخير أن يصل الى درجة لا يحس به البعض، بل حتى الغالبية في معظم الحالات. أن الحقيقة التي أدركتها القوى الثورية الراسخة هي أن هذا العالم يحركه الصراع ومنبع ومصدر ومركز هذا الصراع هم شغيلة اليد والفكر، الذين يعيشون على بيع قوة عملهم المستغلة ببشاعة في الغالب الأعم. إن الثورة كالشمس عندما تشرق أول مرة تظل تشرق أبداً، وبديهي أن موعد ونوع الإشراق متبايناً وعلى الدوام في الفصول والأماكن والقوة والصفاء ووو ... ومع كل ثورة تولد الثورة المضادة، وكما للحق أسلحة فللباطل أيضاً أسلحة، وغالباً ما يكون الباطل شديد الدهاء والمكر والحلية والعبث، خاصة وأنه لا يتورع عن إرتكاب الأفعال الشائنة.

ولنا في التجارب السابقة، كما في تجارب اليوم، الكثير الذي يدعم نضالنا اليوم وغداً، فعلى سبيل المثال ذكرت الحكومة البريطانية في صحافتها غداة تعاظم النضال الوطني العراقي ضد معاهدة بورتسموث عام 1948 الإسترقاقية مع الحكومة العراقية العميلة: "لم نشعر بالخوف الخطير جداً من المظاهرات في بداياتها، التي إنطلقت في العراق ضد المعاهدة كتظاهرات بذاتها، ولكن الخوف كل الخوف مما أفرزته لاحقاً من إضرابات ومن تطور في حركة التنظيم المهني في الربيع الذي تلى تلك المظاهرات، التي عمت العراق من زاخو الى الفاو.

لقد إنطلقت مظاهرات الشباب والطلبة من المدارس والكليات في الأعظمية لتعم العراق كله، وإن لعلعة الرصاص ضد المتظاهرين ألهب حماس الجماهير، خاصة بعد أن إنضم عمال الكرخ، وفي مقدمتهم عمال السكك الحديدية، وكان من ثمار المظاهرات إسقاط حكومة صالح جبر والمعاهدة نفسها، ولكن كالعادة جرى تكليف حكومة تسكينية، وبعد هدوء العاصفة تساءل رفاق لنا في الخارج: لماذا إنطفأت نيران الوثبة؟. ربما كان في جوابنا حينذاك بأن الرفيق فهد وصحبه في سجني الكوت ونقرة السلمان. ربما في هذا الجواب تأكيد على أهمية القيادة القوية في المنعطفات، وأهمية القيادة تكمن في وضع الإستراتيجيات والتكتيكات المناسبة.

وفي سجن نقرة السلمان بعد نحو عام على الوثبة وصف القائد الشيوعي والوطني سالم عبيد النعمان في في إحتفال سجني لإحياء الذكرى الأولى للوثبة كانون، بأن الوثبة مثال حي على إرهاصات الثورة. إن الأيام الكبيرة والهامة في تاريخ الشعوب تبقى خالدة، حتى وإن لم تصل سفينتها الى مينائها الأخير والنهائي، ولكنها في نهاية المطاف وبكل الأحوال تلعب دور الإشارة العظيمة الدالة على الإتجاه الصحيح. وأخيراً نقول: إن الظفر بذرة ثم شجرة ثم ثمرة.

عاش الأول من آيار يوماً ملهماً لكل الشعوب التي ولدت حرة.
مممممممممممممممـ
(3) :.............................................................................
Sent: Saturday, April 30, 2011 10:24 AM
To: "dr.khalaf"
Subject: آآآآه
عزيزي...
ثمة طريقة واحدة لوقف المسلسل في سورية وهو التحاور مع السلطة.
والسلطة تحاور عندما لا تشعر بأن رأسها مطلوب.
والطريق لإقناعها بذلك هو وقف التظاهر (موقتًا على الأقل) ووقف الضغط عليها ووقف الحملات التلفزيونية . . كل واحد بيظن إنه بيحرك جبال وهو في النهاية سيكتشف أنه أداة صغيرة.
لماذا غيرت قطر سياستها تجاه سورية؟
ما البرنامج السياسي الخارجي للقوى "المعارضة"؟
برنامجهم أمريكي يا صديقي
طلبت من الصحفي...... محاورة الإخونجية ...محاورتهم فكريًا ليكشفوا عن أنفسهم.
بعد عودة الهدوء إلى الشارع لمدة أسبوعين على الأقل يمكن الدعوة إلى حوار وطني شامل ضمن فترة زمنية معينة
يجب التركيزعلى المطالب الاقتصادية المحقة بكل تأكيد وصياغتها بنقاط واضحة.
عدا ذلك، لن يوصل البلاد إلا إلى حرب أهلية لأن السلطة لن تسلم.
الله يلعن المناصب والكرسي..... كل هؤلاء الناس يريدون الكرسي وهم أيضًا مسؤولون عن الدماء التي تسيل في الشوارع.
الشعب تعب من سياسة الاقتصاد المفتوح والخصخصة.
الشعب أنهك تمامًا وهذا سبب تحركه في البداية.
تقدم مطالب اقتصادية محددة (عودة الدولة لممارسة دورها) والابتعاد نهائيًا عن فكرة الاقتصاد الحر.
العنف هدأ كثيرًا والسبب فداحة الثمن المدفوع وعدم الجدوى.
لا أحد يحلم بأن النظام سيسلم السلطة .
الاقتصاد هنا وصل إلى الحضيض وكثير من المعامل صرفت العمال.
شريكي غير قادر على دفع معاشات موظفيه وأنا أيضًا غير قادر على دفع معاشات الموظفين .
إذا استمر الوضع هكذا فإن تجار الشام سيتململون حقًا
وهذا سيعني بداية حرب أهلية.
.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق.. تعدد الزوجات كحل لأرامل الحرب!؟
- القاهرة لم تعد مستعدة لتحمل المزيد من الغضب
- تونس.. هل نجرؤ على أن نأمل!؟
- الأنظمة العربية على حافة الهاوية
- العراق ينزف يومياً
- حرب العراق.. التشوهات الخلقية لغبار اليورانيوم المنضب مقارنة ...
- المواطنون العراقيون المسيحيون
- هل يتجه العراق -المُحَرّر- نحو -الإسلام- المتشدد؟
- إسرائيل وأنظمة الخليج.. تُدير دبلوماسية سرية
- مصر.. أيام صعبة قادمة..
- المشاكل العراقية تطرد اللاجئين العائدين
- الجنون الأمريكي والفقر العالمي
- الكارثة البيئية الأمريكية- الإيرانية في العراق
- العراق يواجه مأساة انقراض مواطنيه المسيحيين
- العراق.. مآسي اللجوء واليورانيوم المنضب
- جرائم الاختطاف.. الانتقام القبلي.. قلبت حياة المرأة العراقية ...
- المسيحيون واللاجئون العراقيون
- ديمقراطية خادعة.. في شرق أوسط راكدة
- العراقيون غاضبون من الرواتب السخيّة لأعضاء البرلمان
- العراق وأفغانستان.. أكثر دول العالم فساداً..


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - سوريا.. إلى أين!؟