أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبدالوهاب حميد رشيد - الكارثة البيئية الأمريكية- الإيرانية في العراق














المزيد.....

الكارثة البيئية الأمريكية- الإيرانية في العراق


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 20:35
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


أردتُ أن أُمارس رياضة مشي طويلة..(كاتبة المقالة).. واتنفس بعضاً من الهواء الطلق، لكني غيّرتُ رأيي. خزّنت أول أمس معلومات في ذهني، وسجلت بعض الحقائق على قصاصة من الورق، ولا أود فقدان أي شيء منها. هذا أمر مُلح.. مُلح جداً وعاجل.. كمثل كل الأمور الأخرى المطروحة في العراق. لقد كتبتُ سابقاً، وربما ليس كثيراً، عن الكارثة البيئية التي حلّت بالعراق بعد الاحتلال الأمريكي العام 2003.. أزمة (بيئية) متعددة الجوانب، انتجت فعلاً العديد من الثمار المٌرّة..
هناك بالطبع، تلوثات باليورانيوم المنضب في التربة والمياه العراقية ستبقى حيةّ فعالة لملايين السنين.. (عند عدم تنظيف بيئة العراق منها، بما تتكلفها من بلايين الدولارات).. وأفترض أن القارئ صار مألوفاً لديه معضلة آثار اليورانيوم المنضب على الشعب العراقي بكل جوانب نظامه الصحي، بخاصة، بعد التصاعد المدهش في الإصابات بالأمراض السرطانية التي لا تستثي أحداً من الرجال، النساء، والشيوخ، تتقدمها العيوب والتشوهات الخلقية بين الولادات الحديثة والأطفال.. إلقاء نظرة سريعة على أحوال الفلوجة والبصرة في سياق التقارير الصادرة والإحصاءات المنشورة، تُقَدّم حقائق واضحة..
وإلى جانب معضلة التلوث باليورانيوم المنضب، هناك أيضاً التدمير المأساوي للأراضي العراقية الصالحة للزراعة. فمع قدوم المحتل الأمريكي وانفجار المقاومة الوطنية العراقية، شرع المحتل بحرق وتدمير حقول زراعية بأكملها، البساتين، وأشجارالنخيل.. على سبيل المثال اشتهر العراق بأنه كان البلد الأول في العالم من حيث أعداد النخيل، أنواع التمور (بحدود 400 نوع)، وإنتاج وتصدير التمور، في حين صار اليوم مستورداً للتمور إلى جانب كافة المنتجات الزراعية الأخرى، بما فيها الفواكه الأجنبية.. (كانت ممنوعة من الدخول إلى العراق قبل الاحتلال حفاظاً على نظافة أشجار الفواكه العراقية من الآفات)..
تفاقمت كارثة تدمير الأراضي الصالحة للزراعة مع تفاقم حالة الجفاف في العراق. تناقص مستويات مياه النهرين (دجلة والفرات) وعدد من فروع النهرين، نتيجة إقدام إيران وسوريا وتركيا تحويل تدفق نسبة عالية من مياه الأنهر القادمة للعراق من خلال بناء السدود غير المشروعة.. هذا، رغم البروتوكولات والإتفاقات بين العراق وبين هذه الدول. صار الجفاف شديدياً وخطيراً إلى حدود دفعت العراق لاستجداء بعض المياه من تركيا العام الماضي. من جهة أخرى، تم غض الطرف عن ممارسات إيران قطع أو تقليل مياه الأنهر المتهجة منها إلى العراق لسبب واضح: أن لها حكومة في بغداد!!
لكن هناك المزيد من الممارسات الشائنة للدور الإيراني في العراق، إلى جانب حكومتها في وسط بغداد وسرقتها لحقوق العراق من المياه.. إيران تدفن نفاياتها النووية المشعة في محافظة الأنبار، وبالطبع لا أحد يتحدث عن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في الأنبار. كما أنها تنقل يوميا أمتاراً مكعبة من المياه الملوثة الناجمة عن مؤسساتها الصناعية من خلال ثلاثة أنابيب ضخمة من مقاطعة خوزستان إلى شط العرب في البصرة.
يشكل شط العرب المصدر الرئيس للمياه في منطقة جنوب العراق كافة. إن خزن المواد الصناعية السميّة، وإطلاق مياه الصرف المسمومة إلى هذا المضيق يعني تصاعد الملوحة والتلوث في غضون بضعة أسابيع. من هنا، خرجت من الاستغلال الزراعي 17 كم من الأراضي الزراعية في البصرة ولم تعد صالحة للزراعة. إذا ما استمر هذا الاتجاه، عندئذ تتحول كافة الأراضي الزراعية في البصرة إلى أراض موات. وفقاً للتقديرات، فإن كل 40 متر مكعب من السموم الصناعية، تؤدي إلى موت 3 كم من الأراضي الصالحة للزراعة يومياً. ولغايته تم إلقاء 40000- 65000 متر مكعب من النفايات الصناعية الإيرانية السامّة.
خبراء البيئة العراقية المستقلون أخذوا يتحدثون فعلاً عن كارثة بيئية أخرى في الجنوب، بما في ذلك انقراض النباتات والحيوانات ونهاية التنوع البيئي في هذه المنطقة، والأكثر خطورة من تلوث مياه الشرب والزراعة.
رغم حقيقة أن كلاً من إيران والعراق وقعتا على الإتفاقات البيئية المختلفة، بما في ذلك إتفاق RAMSAR للعام 1971، وإتفاق وبرتوكولات العام 1992، وغيرها من الإتفاقات الثنائية (انضمت إليها كل من سوريا وتركيا)، ولكن يبدو أن أياً من هذه الإتفاقات لم تجد أي قدر من الاحترام. يحث المواطن العراقي على تقديم إيران لمحكمة العدل الدولية لوقف هذه الكارثة من أن تجتاج كافة المحافظات العراقية.
يمكن لإيران، بطبيعة الحال، التعامل مع نفاياتها الصناعية بطريقة مختلفة بدلاً من دفنها في شط العراب، ونشر التلوث والمساهمة في موت الجنوب العراقي. لكن إيران تعتبر العراق مزبلة لتفريغ نفاياتها. حكومة الاحتلال في بغداد متأكدة من أنها (إيران) تفعل ذلك.
وعموماً، هناك الكثير والكثير مما يمكن أن يُقال بشأن الكارثة البيئية في العراق... لكن المقالة تكتفي بهذا القدر من المعلومات في الوقت الحاضر.
ممممممممممممممممـ
Iraq : An American-Iranian Ecological Disaster.,Layla Anwar, Arab Woman Blues,uruknet.info, November 26, 2010.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يواجه مأساة انقراض مواطنيه المسيحيين
- العراق.. مآسي اللجوء واليورانيوم المنضب
- جرائم الاختطاف.. الانتقام القبلي.. قلبت حياة المرأة العراقية ...
- المسيحيون واللاجئون العراقيون
- ديمقراطية خادعة.. في شرق أوسط راكدة
- العراقيون غاضبون من الرواتب السخيّة لأعضاء البرلمان
- العراق وأفغانستان.. أكثر دول العالم فساداً..
- الاحتلال والسرطان
- رئيس وزراء حكومة الاحتلال في بغداد يُدير شخصياً فريق سري مُس ...
- عودة اللاجئين العراقيين.. وظروف معيشة اللاجئين المسيحيين..
- في سوريا.. مخاطر من تصاعد صفقات بيع بنات لاجئين عراقيين
- في العراق 30 ألف معتقل بدون محاكمة وتحت وطأة التعذيب
- العراق.. المسيحيون والصحفيون..
- دراسة.. الحروب (الأمريكية) يمكن أن تكلف 4-6 تريليون دولار
- العراق.. الصحفيون يقعون ضحايا الهجمات وعنف قوات الأمن
- أكبر جريمة في التاريخ!
- الصحفيون العراقيون يواجهون تهديداً يومياً
- العراق.. بعد الوعود الكاذبة.. استمرار الغضب..
- عشرون دليلاً على أن الانهيار الاقتصادي قد بدأ بالفعل
- الأكاذيب.. والحرب التي لم تنته..*


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبدالوهاب حميد رشيد - الكارثة البيئية الأمريكية- الإيرانية في العراق